المنتدى الرسمى لصوت الرملة بنها

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخى الزائر... ... أختى الزائرة
أهلاً بك عضوًا جديدًا ... وضيفًا كريمًا
معرفتك تسرنا... وتواصلنا معك يسعدنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المنتدى الرسمى لصوت الرملة بنها

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخى الزائر... ... أختى الزائرة
أهلاً بك عضوًا جديدًا ... وضيفًا كريمًا
معرفتك تسرنا... وتواصلنا معك يسعدنا

المنتدى الرسمى لصوت الرملة بنها

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المنتدى الرسمى لصوت الرملة بنها

منتدى صوت الرملة بنها قليوبية forum soutelramla

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي اللَّه عنْهُما أَنَّ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كَان يقُولُ عِنْد الكرْبِ : « لا إِلَه إِلاَّ اللَّه العظِيمُ الحلِيمُ ، لا إِله إِلاَّ اللَّه رَبُّ العَرْشِ العظِيمِ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّه رَبُّ السمَواتِ ، وربُّ الأَرْض ، ورَبُّ العرشِ الكريمِ » متفقٌ عليه .
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً .رواه ابن ماجه .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له ..صحيح الترمذي
موقع اخبارى مميز لطلاب قسم الاعلام ببنها ادخل ومش هاتندم
http://www.elgaras.com

اقسام المنتدى

المواضيع الأخيرة

» صوت الرملة يقدم من سلسلة كتب صوتيات اللغة الفرنسية كتاب Phonétique - 350 exercices (Livre + Audio) هدية من الاستاذ عمرو دسوقى
تابع غزوة حنين 2 Empty2016-04-26, 17:16 من طرف heba1977

» موقع اخبارى مميز
تابع غزوة حنين 2 Empty2016-04-12, 14:18 من طرف الخولى

»  مكتبه الفنان عبده النزاوي
تابع غزوة حنين 2 Empty2016-03-19, 17:08 من طرف حازم هارون

»  مكتبه مطرب الكف ياسر رشاد
تابع غزوة حنين 2 Empty2016-03-18, 17:51 من طرف حازم هارون

»  مكتبه مطرب الكف - رشاد عبد العال - اسوان
تابع غزوة حنين 2 Empty2016-03-18, 17:48 من طرف حازم هارون

» يلم دراما الزمن الجميل الرائع - أنا بنت مين, فريد شوقي, ليلى فوزي , حسين رياض
تابع غزوة حنين 2 Empty2016-03-13, 10:39 من طرف نعناعه

» فيلم الحرمان فيروز نيللي
تابع غزوة حنين 2 Empty2016-03-13, 10:35 من طرف نعناعه

» المسلسل البدوي البريئة
تابع غزوة حنين 2 Empty2016-03-13, 10:33 من طرف نعناعه

» مسلسل وضحا وابن عجلان
تابع غزوة حنين 2 Empty2016-03-13, 10:32 من طرف نعناعه

اقسا م المنتدى

select language

أختر لغة المنتدى من هنا

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 306 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 306 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 315 بتاريخ 2012-06-09, 21:38

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 11145 مساهمة في هذا المنتدى في 7231 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 11888 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو المصري فمرحباً به.

تصويت


    تابع غزوة حنين 2

    sla7
    sla7
    مدير الادارة
    مدير الادارة


    عدد المساهمات : 2887
    نقاط : -2147483186
    السٌّمعَة : 65
    تاريخ التسجيل : 10/11/2010
    الموقع : http://www.tvquran.com/

    تابع غزوة حنين 2 Empty تابع غزوة حنين 2

    مُساهمة من طرف sla7 2010-11-14, 20:41

    وفي قصة ذات أنواط بيان خطورة أمر الشرك، ووجوب سد ذرائعه؛ فقد بين النبي - ^ - أن طلبهم العكوف عند الشجرة للتبرك بـها هو كطلب بني إسرائيل من موسى أن يجعل لهم إلهاً، قال الشيخ سليمان آل الشيخ تعليقاً على هذا الحديث: " وفي هذه الجملة من الفوائد أن ما يفعله من يعتقد في الأشجار والقبور والأحجار، من التبرك بـها والعكوف عندها والذبح لها هو الشرك، ولا يغتر بالعوام والطغام، ولا يستبعد كون هذا شركاً ويقع في هذه الأمة، فإذا كان بعض الصحابة ظنوا ذلك حسناً، وطلبوه من النبي - ^ - فكيف بغيرهم مع غلبة الجهل وبعد العهد بآثار النبوة؟
    وقال أحد الصالحين "فانظروا رحمكم الله أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس ويعظمونـها، ويرجون البرء والشفاء من قبلها، ويضربون بـها المسامير والخرق، فهي ذات أنواط فاقطعوها"
    وفيها أيضاً إثبات العذر بالجهل في مسائل التوحيد وغيرها؛ فإن النبي - ^ - مع إنكاره عليهم، وبيانه أن ما طلبوه هو نوع من الشرك، إلا أنه لم يكفرهم، لكونـهم لا يعلمون ذلك.
    وذلك أن الله - تعالى - من رحمته بعباده لا يؤاخذهم إلا بما بلغهم من العلم، فإن الفعل أو القول قد يكون كفراً كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "فيطلق القول بتكفير صاحبه، فيقال من قال كذا فهو كافر، لكن الشخص المعين الذي قاله لا نحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها"
    وقال أيضاً: "فإنا بعد معرفة ما جاء به الرسول - ^ - نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن تدعو أحداً من الأموات، لا الأنبياء ولا الصالحين، ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة، ولا بغيرها ولا بلفظ الاستعاذة ولا بغيرها، كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت ولا لغير ميت ونحو ذلك، بل نعلم أنه نـهى عن كل هذه الأمور، وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله - تعالى - ورسوله، لكن لغلبة الجهل، وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك، حتى يبين لهم ما جاء به الرسول - ^ - مما يخالفه"
    34- ثباته ^ وأثره في كسب المعركة:
    سبقت هوازن المسلمين إلى وادي حنين، واختاروا مواقعهم, وبثوا كتائبهم في شعابه ومنعطفاته وأشجاره، وكانت خطتهم تتمثل في مباغتة المسلمين بالسهام أثناء تقدمهم في وادي حنين المنحدر.
    لقد باغت المشركون المسلمين وأمطرهم الأعداء من جميع الجهات، فاضطربت صفوفهم, وماج بعضهم في بعض، ونتيجة لهول هذا الموقف انهزم معظم الجيش ولاذوا بالفرار، كل يطلب النجاة لنفسه، وبقي الرسول ^ ونفر قليل في الميدان يتصدون لهجمات المشركين, ونترك العباس عم الرسول ^ يصف لنا ذلك المشهد المهيب حيث يقول: شهدت مع رسول الله ^ يوم حنين فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث رسول الله ^ فلم نفارقه، ورسول الله ^ على بغلة له بيضاء، فلما التقى المسلمون والكفار ولَّى المسلمون مدبرين, فطفق رسول الله ^ يركض بغلته قِبَل الكفار، قال العباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله ^ أكفها إرادة ألا تسرع, فقال رسول الله ^: «أي عباس، نادِ أصحاب السمرة» ( ) فقال العباس -وكان رجلا صيتًا-: فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ قال: فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك يا لبيك! قال: فاقتلوا الكفار، والدعوة في الأنصار، يقولون: يا معشر الأنصار، يا معشر الأنصار، قال: ثم قصرت الدعوة على بني الحارث من الخزرج, فنظر رسول الله ^ وهو على بغلته، كالمتطاول عليها إلى قتالهم فقال رسول الله ^: «هذا حين حمي الوطيس»( ).
    وفي ثباته - ^ - عند انـهزام القوم عنه بيان ما كان يتحلى به - ^ - من الشجاعة، وقوة البأس في القتال، قال ابن كثير بعد أن ذكر ثبات النبي يوم حنين: "وهذا في غاية ما يكون من الشجاعة التامة، أنه في مثل هذا اليوم في حومة الوغى، وقد انكشف عنه جيشه، وهو مع هذا على بغلة، وليست سريعة الجري ولا تصلح لفر، ولا لكر، ولا لهرب، وهو مع هذا أيضا يركضها إلى وجوههم، وينوه باسمه ليعرفه من لم يعرفه صلوات الله وسلامه عليه دائماً إلى يوم الدين، وما هذا كله إلا ثقةً بالله وتوكلاً عليه، وعلماً منه بأنه سينصره، ويتم ما أرسله به، ويظهر دينه على سائر الأديان"
    35- جواز مقاتلة النساء عند أمر الفتنة:
    وفي هذه الغزوة جواز مقاتلة النساء عند أمر الفتنة مع الرجال في صف المسلمين, وقد أورد ابن كثير بأسانيد صحيحة: أن أم سليم قاتلت مع الرسول ^ يوم حنين .
    و أم سليم هي أم أنس بن مالك التي أهدت ابنها إلى رسول الله ^ ، وقالت: أنس يخدمك يا رسول الله فادع الله له، فدعا له.
    و أم سليم هي التي يقول عنها ^: « دخلت الجنة البارحة فرأيت الرميصاء في الجنة ».
    حضرت المعركة وكانت عندها خنجر في وسطها, فأخذ زوجها أبو طلحة يداعبها ويمازحها ويقول: ماذا تفعلين بهذا الخنجر؟ قالت: إذا تقدم مني كافر بعجت بطنه بهذا الخنجر، فسمع ^ مقالتها فتبسم ثم دعا لها.
    فأقر ^ المرأة على أن تشارك في الحرب عند الحاجة, أما إذا كان هناك فتنة أو مغبة اختلاط، فلا ينبغي أن تشارك المرأة إلا إذا احتيج إليها، وشأن المرأة في القتال مداواة الجرحى والقيام على الأسرى وتقريب الماء والخدمات للمقاتلين.
    36- ما كان لنبي أن تكون له خائنة الأعين :
    يقول أحد المسلمين: لما التقينا يوم حنين رأيت كافرا من هوازن يفتك بالمسلمين فتكا ويقتل فيهم قتلا، قلت: لله علي نذر إن أمكنني الله منه أن أقتله، قال: فلما انهزموا وأصبحوا في ذمة رسول الله ^ تقدموا يبايعونه على الإسلام, فتقدمت لأسبق هذا الرجل قبل أن يبايع الرسول عليه الصلاة والسلام لأقتله, فسبقني حتى وقف أمام الرسول عليه الصلاة والسلام, وعلم ^ أني نذرت, فأراد أن يترك لي الفرصة حتى أقتله.
    قال: فانتظر فما فعلت، قال: فأسلم الرجل فولى.
    قلت: يا رسول الله أريد قتله فإني نذرت، قال: أما رأيتني تأخرت عن قبول إسلامه؟ فلماذا لم تومئ لي يا رسول الله بعينك، قال: « ما كان لنبي أن تكون له خائنة أعين » لأن خائنة الأعين أو الغمض من شيم أهل الخيانة والخداع والمكر والنفاق, أما الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه صادق واضح مخلص لا يريد التواء في عقيدته ولا في سيرته ولا في معاملته للناس عليه الصلاة والسلام.
    37- معجزتان حسيتان للنبي ^ :
    وفي رميه - ^ - المشركين بالحصى، وإخباره عن هزيمتهم معجزتان حسيتان من معجزاته - ^ -، قال الإمام النووي: "هذا فيه معجزتان ظاهرتان لرسول الله - ^ -: إحداهما فعلية والأخرى خبرية؛ فإنه - ^ - أخبر بـهزيمتهم، ورماهم بالحصيات فولوا مدبرين" وما ذكرناه من وقوع معجزات حسية للرسول - ^ - هو أمر ثابت بالأدلة القطعية التي لا يمكن تأويلها بحال، غير أن بعض من يدعون العقلانية يحاولون نفي تلك المعجزات، زاعمين أنـهم حين يفعلون ذلك يقدمون الإسلام للغربيين على أنه دين العقل والمنطق، لا دين الجهل والخرافة، ومن أشهر من سار على هذا النهج الدكتور محمد حسين هيكل، حيث حاول في كتابه (حياة محمد) نفي كل ما ثبت له - ^ - من معجزات حسية، زاعماً أن القرآن الكريم هو المعجزة الوحيدة له - ^ -، حتى إنه يصور معجزة الإسراء والمعراج على أنـها نوع من الكشف الذي تجلت فيه للرسول - ^ - تلك المشاهد التي وردت في قصة الإسراء
    وهو يورد في تبرير طريقته تلك أن "حياة محمد - ^ - حياة إنسانية بلغت أسمى ما يستطيع إنسان أن يبلغ، ولقد كان - ^ - حريصاً على أن يقدر المسلمون أنه بشر مثلهم يوحى إليه، حتى كان لا يرضى أن تنسب إليه معجزة غير القرآن ويصارح أصحابه بذلك"
    ولست أدري على أي شيء استند الدكتور هيكل في قوله إن الرسول - ^ - كان لا يرضى أن تنسب إليه معجزة غير القرآن، وهو الذي كان يخبر أصحابه بما لم يشهدوه من دلائل نبوته؛ كما في حديث الراعي الذي عدا الذئب على شاة من غنمه، فلما استنقذها منه، قال له الذئب: ألا تتقي الله، تنـزع مني رزقاً ساقه الله إلي، فلما تعجب الرجل من أن ذئباً يكلمه كلام الإنس، قال له الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك: محمد - ^ - بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق، (فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول الله - ^ - فأخبره، فأمر رسول الله - ^ -، فنودي الصلاة جامعة، ثم خرج فقال للراعي: أخبرهم، فأخبرهم فقال رسول الله - ^ -: صدق...) وفي الصحيح قوله - ^ - لأصحابه: «إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليَّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن» ، وغير ذلك كثير.
    إننا نقول إنه إن كان القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى للرسول - ^ -، فإن ذلك لا يمنع من ورود الكثير من المعجزات الحسية إقامة للحجة على المعاندين، وتثبيتاً لقلوب المؤمنين في عصره وإلى يوم الدين، وقد جاءت عشرات النصوص الدالة على وقوع تلك المعجزات فلا مجال لإنكارها أو تأويلها بأي وجه من الوجوه.
    38- ذكر الرجل نفسه عند اللقاء ببعض مناقبه:
    عندما يذكر الرجل نفسه ببعض مناقبه عند اللقاء فإن هذا لا ينقص من أجره ولا من مثوبته شيئا, فإن الرسول عليه الصلاة والسلام لما رأى الكتائب تتدفق عليه مثل الجبال, قال: « أنا ابن العواتك » وقال: « أنا النبي لا كذب, أنا ابن عبد المطلب ».
    وانتسب لجده لشهرته في العرب, فهذا لا يثلم في الأجر ولا ينقص في المثوبة، ولذلك يقول أحد الصحابة: التقينا مع الكفار فخرج غلام من الأنصار فرمى كافرا وقال: خذها وأنا الغلام الأنصاري, فأخبروا الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال: وما عليه أن يؤجر ويحمد أي: فهو مأجور ومحمود، ولذلك كان كبار الصحابة إذا بارزوا الأبطال أنشدوا فخرا ورفعا للمعنوية وحماسا وإبداء للشجاعة.
    قال أهل السير ومنهم ابن كثير و ابن هشام ، التقى مرحب مع علي فنزل مرحب يقول:
    قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب
    إذا الحروب أقبلت تلهب
    فنزل له علي وقال:
    أنا الذي سمتني أمي حيدره كليث غابات كريه المنظره
    أكيلكم بالسيف كيل السندره
    وخرج سعد بن معاذ  وأرضاه وهو لابس سلاحه في غزوة من الغزوات وهو يقول:
    لبث قليلا يشهد الهيجا جمل لا بأس بالموت إذا حان الأجل
    وهكذا ابن رواحة أنشد في المعركة رضوان الله عليهم جميعا، فكان شعارهم أن يتقدموا بهذا، وهي سنة عند العرب، يقول الأحنف بن قيس وقد كان يقاتل في سجستان وهو الذي فتح الطريق إلى كابل قبل الجراح بن عبد الله الحكمي ، يقول:
    عهد أبي حفص الذي تبقى أن يخضب الصعدة أو تندقا
    وقفات تربوية مع حديث تقسيم الغنائم في حنين
    39- الوقفة الأولى: كرم بلا حدود:
    إنه كرم النبي - ^ - وجوده المنقطع النظير، بل السهل الممتنع، ذلك الكرم الذي يصل إلى حد أن يعطي الرسول - ^ - الرحيم بأمته مئات من الإبل لأفراد لم يقاسوا بعدُ مشقات الطريق، ولم تُخْبَر بعدُ مواقفهم، بل إنّ منهم من سقط في أول اختبار له في حنين، ولكنها الحكمة النبويـة الرائعـة؛ فالمال عنـد القائد الرباني لا يعني شيئاً؛ لأنه ليس من أرباب الأموال الذين تتمايل نفوسهم وراء الدينار والدرهم، وترحل معها حيث رحلت؛ فهذا القائد يعطي متى ما كان معه شيء، ولو كان ثوبه الذي يلبسه؛ فعن سهل بن سعد -  - قال: جاءت امرأة إلى النبي - ^ - ببردة، فقالت: يا رسول الله! أكسوك هذه؛ فأخذها النبي - ^ - فلبسها، فرآها عليه رجـل مــن الصحابة فقال: يا رســول الله! ما أحسن هذه! فأكسُنيها، فقال: «نعم! »
    ويَعِدُ - ^ - ويبشر بالخير ولا يقنّط أحداً؛ فعن جبير بن مطعم -  - قال: بينما أسير مع رسول الله - ^ - ومعه الناس مقفِلة من حُنين، فعلقت الناس يسألونـه، حتى اضطروه إلى سَمُرة، فخطفت رداءه فوقف النبي - ^ - فقال: «أعطوني ردائي! لــو كان عـــدد هــذه العضــاة نعماً لقسمته بينكم، ثـم لا تجدوني بخيلاً ولا كذوباً ولا جباناً»
    وكان يبشر أصحابه فيقول: «..فأبشروا وأمِّلوا ما يسركم؛ فوالله لا الفقرَ أخشى عليكم! ولكن أخشى عليكم أن تُبسَط عليكم الدنيا، كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم»
    القائد أياً كان وضعه عالماً، أو موجهاً، أو معلماً، أو قائداً عسكرياً لا يحبس شيئاً عن أتباعه، أو يبخل عنهم بشيء، كما أنّه يعطي رجالاً ويترك آخرين لحِكَم يراها مثل قوة إيمانهم، وإخلاصهم، ويقينهم، واستقامتهم، وثباتهم؛ فهو حكيم بنفوس الرجال، يقدّر قدرها، ويعرف كيف يمكن قيادها، وما هي الطريقة المثلى لعلاج ما اعوجَّ من سلوكها، فالقيادة والترؤس ليس تصدُّراً وظهوراً فحسب، فهذا يسير حتى على الأغمار وصغار الشباب، ولكن الأمر شيء آخر أبعد من ذلك.
    لقد كان كرم النبي - ^ - لا لأجل استمالة قلوبهم إلى الباطل، وتزيينه في قلوبهم، وليس لأجل كسب ودّهم وتعاطفهم مع شخصه - ^ - بعيداً عن وظيفته التي كلفه الله بها، وهي الرسالة السماوية الخالدة، وإنما كان لهدف سامٍ ومقصد غاية في النبل والنقاء؛ وهو تأليفهم على الحق وتقريبهم له حتى يثبتوا وتخالط بشاشته قلوبهم.
    39- المصلحة الشرعية ميزان العطاء والمنع:
    ينبغي للقائد في مسألة العطاء والمنع أن يقوم بأمر غاية في الأهمية، حتى لا يهتز مشوار تربيته لتلاميذه وأتباعه: وهو أن يعلمهم بميزان العطاء والمنع الذي يستند إليه، بل وفي كل مسائل تأليف النفوس من تقريب فلان على غيره، والاهتمام بمجموعة على أخرى وهكذا؛ لأن ذلك مدعاة إلى ترسيخ قواعد الثقة بينه وبين الأتباع، ودحض لكل الأقاويل والترهات التي تلوكها الألسن؛ بغية التفريق، وزعزعة الصف، وتوهين لُـحمته وسَداه.
    فهذه السياسة البعيدة الأفق للنبي - ^ - لم تُفهم أول الأمر، بل أطلقت ألسنة شتى الاعتراض؛ فهناك مؤمنون ظنوا هذا الحرمان ضرباً من الإعراض عنهم، والإهمال لأسرهم.
    روى البخاري عن عمرو بن تغلب قال: أعطى رسول الله - ^ - قوماً ومنع آخرين؛ فكأنهم عتبوا عليه، فقال: «إني أعطي قوماً أخاف هلعهم وجزعهم، وأَكِلُ قوماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخير والغنى، منهم عمرو بن تغلب» قال عمرو: فما أحب أن لي بكلمة رسول الله - ^ - حمر النعم؛ فكانت هذه التزكية تطييباً لخاطر الرجل، أرجح لديه من أثمن الأموال» -  -.. فالرسول - ^ - يستخدم هذه السياسة، ويثبت تلك القاعدة العتيدة في ميزان العطاء والمنع؛ «أعطي قوماً أخاف هلعهم وجزعهم، وأَكِلُ قوماً إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخير والغنى»، بل يبين مقاصدها وأهدافها؛ فهـا هو يقول للأنصار: «أَوَجدتم في نفوسكم يا معشر الأنصار في لُعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً أسلموا، ووكلتكم إلى ما قسم الله لكم من الإسلام؟ أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشاة والبعير، وتذهبون برسول الله إلى رحالكم؟»
    إن الدعوة إلى تمثل هذا الميزان من قِبَل الموجهين، والمربين، والقادة في الحقل الدعوي ليس معناه أن يبقى القائد رهيناً لأهواء تلامذته، وانتقاداتهم، وأمزجتهم، بل إن المسألة لا تعدو أن تكون تربية بالمواقف؛ فهو يستغل كل موقف وحدث استغلالاً رائعاً حتى يجعله لبنة في بنيان النفوس، وحبلاً يشدّ ويمدّ إلى رب العالمين؛ فترتبط بخالقها وبارئها، فلا ترتبط بهذه الدنيا وحطامها وشهواتها؛ ولذا كان لزاماً على القائد أن يكون قريباً من رجاله وتلامذته، يتحسس أخبارهم ولا يتجسس، ويشعر بآلامهم، ويقيّم مواقفهم ببراءة نفس، وصفاء سريرة دون أي مقدمات مسبقة، أو تراكمات سابقة، بل المعيار عنده كتاب الله وسنة رسوله - ^ -، ثم الخبرة الكبيرة التي اكتسبها من مشواره الطويل في خدمة هذا الدين وما أصابه وتعرض له من ابتلاءات ومشكلات.

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-11-15, 04:50