إن كنت مضطرا للنقد فافعل بأدب، في ديننا اسمه النصيحة وليس النقد، كما كان يفعل النبي فافعل، لا توجه النصيحة مباشرة، وعلى الملأ، أمام الأخرين، اجعل كلامك عاما بين الناس، فقد كان النبي يقول ما بال أقواما يفعلون كذا وكذا، هم يجلسون معه، ويعرفون انه يقصدهم، يتحدث عنهم، لكنه لا يجرح مشاعرهم، لا يفضحهم ويعرف الناس بهم، وهذا مهم، أيضا اختر كلماتك بدقة عند تقديم النصيحة، فأنت تنقد، وهذا وحده كاف كي تؤذي الآخرين، لا تستخدم الكلمات الحادة، كن لطيف في نقدك، غط يديك الحديديتين بقماش من حرير، صلبة هى، لكنها لطيفة، وصلابتها غير مرئية أيضا، تأكد عندما تنقد أحدا حتى وأنت بهذا اللطف انه مخطئ ولا مجال للشك في هذا، اسأل نفسك ألف مرة قبل توجيه اللوم: هل رأيي من هذه الزاوية صحيح! ربما كان هناك زاوية أخرى نظر بها الطرف الأخر الذي تريد أن تقدم النصح له، ربما يكون هو الصواب وأنت المخطئ! أو رأيه صواب، ورأيك أيضا، أو أن رأيه أكثر شمولية وأفضل فحصا ودقة! يقول علي ابن أبي طالب: لا تكثرن العتاب فانه يورث الضغينة و يدعوا إلى البغضاء و استعتب لمن رجوت عتابه.
علم نفسك أن النقد مشكلة، أنت في تحد مع نفسك كي تتخلص منها، النبي لم ينقد أحدا، ولم يحب أن يفعل، أنس قال انه لم ينقده ولو مرة، وقد كان خادمه، فما بالك بالآخرين، درب نفسك جيدا مرة بعد المرة، في كل مرة تريد أن تنقد فيها أحدا امنع نفسك وقل أنك سوف تتسبب في التالي:
- أنك ستجرح الآخرين
- أنك ستحدث مشكلة
- انك ستفتح على نفسك النار من الآخرين فهل أنت مستعد؟
- انك ستخسر صديقا أو زوجة أو زميلا في العمل فهل ترغب في هذا
- هل أنا على صواب، أم أن للأمر وجوه أخرى يجب فحصها أولا
- هل يمكنني الاستعانة بمن هو أكثر خبرة أو أرجح عقلا أناقشه في الأمر قبل أن أتقدم بنقدي
ان كانت قراراتك كلها تقول: قم بالنقد فأنا مستعد للمعركة، مستعد أن أخسر صديقا او مقربا أو زوجة، أو لتقبل كراهية الناس، وأن رأيي سديد لا مجال للشك، فقرارك في الاتجاه الخاطئ، قم بالخطوة الثانية إذن:
- كيف أوجه النقد: بيني وبينه أم على الملأ
- ما هي ألطف الكلمات التي يمكنني أن أنقده بها
- هل هناك مجال أن أجعل النقد عبارة عن مناقشة في الأمر بدلا من أن اجعله نقدا!
- ما هو رد الفعل المتوقع؟ توقع الأسوأ وتدرب عليه
- هل أنا بعد كل هذا حريص على كسب ود هذا الشخص! أم سأكون فاجرا في خصامي معه فلا مجال للعودة
- هل أنا مستعد للأسف والاعتذار إن قام بهجوم مضاد! أم هل ستصبح معركة دامية
أظنك تقول في نفسك الآن: الأفضل ألا أقوم بهذا، ألا أنقد أحدا، فهذا أسوأ ما يمكنني القيام به كي أخسر الناس، ومن يخسر الناس يخسر كل شئ، فإن أشكر الناس للناس أشكرهم لله كما علمنا النبي، العكس أيضا صحيح!
إن أنت تعودت على نقد الناس فان الناس لن تتركك، هم سينقدوك أيضا، سيقومون ضدك بهجوم مضاد، يفرغون فيك قهر زمانهم، وشدة حزنهم، وجور الناس عليهم، ستكون بهذا خسرت الدنيا، والآخرة أيضا، اسمع لهذا الحديث الذي رواه أنس بن مالك: عن أنس بن مالك قال مر بجنازة فأثني عليها خيرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت قال عمر فدى لك أبي وأمي مر بجنازة فأثني عليها خير فقلت وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شر فقلت وجبت وجبت وجبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض! هل رأيت ماذا يمثل رأي الناس فيك! هل تريد أن تنتقدهم الآن! يقول نعم من أراد أن يخسر كل شئ في الدنيا والآخرة.
التقليل من شأن الآخرين ونقدهم هو أول وأهم درجة لكسب عداوتهم، الناس لا يحبون النقد، ولا يريدونه، حتى وان ادعوا غير ذلك، بل يحبون المديح، وان كانوا لا يستحقونه، هذا يفتح الباب للكبر، لعدم الالتزام في منظومة أدب رفيع يحترم المجتمع، يحترم أدمية الناس في عدم التملق عند حاجتهم، لذا فقد نهى النبي عن محاولة اشباع تلك الحاجة، فالعظمة لله، رسم الحدود للنفس البشرية كيلا تطغى واحدة على الآخرين بمنصب أو مال أو سلطة فالعظمة لله وحده، وكلنا عبيد، تعاملك بهذا المنطق يردع تلك النفس المتجبرة بين جبناتك، أنت تشبعها بالعظمة على حساب الناس فتذهب بك هى إلى النار، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار، وروي بألفاظ مختلفة منها ( عذبته ) و ( وقصمته )، و ( ألقيته في جهنم )، و ( أدخلته جهنم )، و ( ألقيته في النار .(وكان هذا أول ذنب، قام به إبليس فاستحق غضب الله عليه ولعنة الناس إلى يوم الدين عندما تكبر على أن يسجد سجود إجلال لأدم، لا تكن كإبليس فالذنب عظيم، ولا تنازع الله في العظمة على عباده فأنت عبد! احترم الآخرين، تواضع لهم، لا تطلب من أحد أن المديح، فانت تريد الأجر من الله، هل هذا صعب على نفسك! أظن أنه كذلك، درب نفسك اذن واجعل كل الأعمال في سبيل الله ما عنده لك أفضل من الدنيا وما فيها، هذا ان استطعت الحصول عليها! اجعل اخلاصك لله وحده، واطلب منه الأجر وحده فان للمخلصين تحصينا خاصا عند الله من الشرور،( إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ([1]))،(إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ([2])).
ثاني الأمور بعد احترام الآخرين وعدم توجيه النقد لهم هو ألا تتملقهم يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: أحثوا التراب في وجه المداحين! ادخل في حدودك فلا تهن النفس التي أكرمها الله، أنت أجل وأكرم من أن تريق ماء وجهك من أجل مال أو وظيفة، أو غرض أخر من أغراض الدنيا، تألق وابتعد عن الهبوط، ارتق بنفسك بعيدا عن التملق، هل هذا يجعل الآخرين يحبوك؟ بالطبع نعم! ليس هذا غريبا، فللإسلام منطق، الإسلام يريد مسلمين أقوياء وليسوا ضعفاء، وعندما يأمرك أن تتقرب إلى الناس لتحصل على حبهم، يريدك أيضا قويا، ذو شخصية محترمة ولها اعتبارها، فحب الضعيف مهانة له، إنهم يحبونه لكنهم لا يحترموه، أما المؤمن القوي فهو محبوب، ومحترم أيضا. المداح غير صادق، حتى وان كان محبوبا، غير محترم، حتى وان كان ثريا، الإسلام يريد مجتمعا قويا، يريد من المسلمين احترام حدودهم فلكل منا حدود، فلا يتعدى أحدا حدوده، ولا حدود غيره أيضا، ولله حدود فلا يتعداها أحد، التملق يضعف حدود صاحبه، يضعف حدوده في الاحترام فلا يملأ فراغه، وحب المديح والعظمة من الطرف أخر يجعله يتمدد خارج حدوده فيحصل على حصة من حدود الآخرين، وربما من حدود الله أيضا فالعظمة لله وحده ولا يمكن الانتساب لها من طرف مخلوق.
لم ير الرسول يتملق أحد قط، لا قبل الرسالة ولا بعدها، ومع هذا كانوا يحترمونه، ويجلونه، ويسمونه الصادق الأمين، كانوا يحفظون أموالهم عنده لعلمهم بأمانته، وان عرفوا عنه التملق لم يركنوا إليه، ولم يعتمدوا عليه، فالمال أعز ما يملك الناس في تلك البيئة، والمتملق ضعيف، منكر، هامشي في الحياة، هش في شخصيته، ضعيف في فكره، كن مثل الرسول، لا تتملق أحد، سيمنحونك الحب، والثقة، والاحترام أيضا.
قدر مشاعر الناس وأرائهم، فكل منا نسيج وحده، عالم وحده، وكلنا عوالم تدور في أفلاك متلامسة ومتقاطعة، هل يمكن لك أن تثير كل تلك الأفلاك من حولك وتقطعهم فلا يقطعوك؟ كل فرد في المجتمع يحتاج إلى من يسمع منه، أن يقدر رأيه، أن يقيم له وزنا، أن يحترم فكره، من يفعل ينجح في الحياة أكثر.
كان الصحابة يقولون: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نعامل الناس على قدر عقولهم، وهذا احترام لفكر الآخرين ومشاعرهم. تئن الناس في المجتمعات لأنها لا تجد من يسمعها، الإنسان مخلوق اجتماعي لا يستطيع أن يعيش وحيدا، ولا مضغوطا، ولا قليل الاحترام بين الناس.
احترامك لمشاعر الآخرين خير لك ولهم، فأنت ترى الحياة من زاوية واحدة فقط، كل منا له زاوية ينظر بها للحياة، فان أنت استمعت للآخرين استطعت أن تطل على الحياة من خلال زواياهم، فتعرف أكثر وتستفيد أكثر، جرب فالنبي أيضا فعل هذا، كان أكثر الناس مشورة لأصحابه رغم أنه موحى إليه، رغم أن الذي علمه هو الله، وما أدراك بمن يعلمه الله سبحانه وتعالى، حاصر الكفار المسلمين في المدينة، واتفقوا مع اليهود داخل المدينة على نقض العهد مع المسلمين، فوقعوا بين فكي الكماشة، وظنوا أنهم هلكوا، الموقف كان عصيبا بالفعل، وصعبا للغاية، أشار سلمان الفارسي على الرسول بحفر الخندق، فحفره ونجا المسلمون، بفضل رأي سلمان! رأي فرد أنقذ الجماعة التي تعودت أن تحترمه، فشعر بالانتماء إليها، قدم لها أفضل ما عنده، الشعور بالحب والانتماء لا يحدث إلا بالاحترام، تعامل مع أراء الناس بجدية ولا تهزأ بهم، أو تسخر منهم، ولا تقلل من شأن أرائهم، الله سبحانه وتعالى قال: فَبِمَـا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ([3])، الآية الكريمة تغرس مواضع العلاقة والحب والاحترام، كيف تجلب حب الناس، وكيف تؤكد الحب وتنميه بالمشورة، ثم يكون في ذلك الخير كله بتطبيق الأمر، في الدنيا والحصول على حب الله للدنيا والآخرة معا، إنها أية رائعة، تقول امنح المساحة، والفرصة للآخرين كي يحبوك، كن طيبا معهم، رحيما، عطوفا، سيلتف حولك الناس، أدعو لهم واستغفر لهم ففي هذا وشائج الحب والقربى، و إذا ما التفوا حولك فخذ رأيهم في الأمر، وشاروهم، فالخير في احترام رأيهم، واستقر على الرأي ثم توكل على الله وقم بتنفيذ ما اتخذت قرارك فيه، عندها ستنجح، ويرضى الله عنك ويحبك.
علم نفسك أن النقد مشكلة، أنت في تحد مع نفسك كي تتخلص منها، النبي لم ينقد أحدا، ولم يحب أن يفعل، أنس قال انه لم ينقده ولو مرة، وقد كان خادمه، فما بالك بالآخرين، درب نفسك جيدا مرة بعد المرة، في كل مرة تريد أن تنقد فيها أحدا امنع نفسك وقل أنك سوف تتسبب في التالي:
- أنك ستجرح الآخرين
- أنك ستحدث مشكلة
- انك ستفتح على نفسك النار من الآخرين فهل أنت مستعد؟
- انك ستخسر صديقا أو زوجة أو زميلا في العمل فهل ترغب في هذا
- هل أنا على صواب، أم أن للأمر وجوه أخرى يجب فحصها أولا
- هل يمكنني الاستعانة بمن هو أكثر خبرة أو أرجح عقلا أناقشه في الأمر قبل أن أتقدم بنقدي
ان كانت قراراتك كلها تقول: قم بالنقد فأنا مستعد للمعركة، مستعد أن أخسر صديقا او مقربا أو زوجة، أو لتقبل كراهية الناس، وأن رأيي سديد لا مجال للشك، فقرارك في الاتجاه الخاطئ، قم بالخطوة الثانية إذن:
- كيف أوجه النقد: بيني وبينه أم على الملأ
- ما هي ألطف الكلمات التي يمكنني أن أنقده بها
- هل هناك مجال أن أجعل النقد عبارة عن مناقشة في الأمر بدلا من أن اجعله نقدا!
- ما هو رد الفعل المتوقع؟ توقع الأسوأ وتدرب عليه
- هل أنا بعد كل هذا حريص على كسب ود هذا الشخص! أم سأكون فاجرا في خصامي معه فلا مجال للعودة
- هل أنا مستعد للأسف والاعتذار إن قام بهجوم مضاد! أم هل ستصبح معركة دامية
أظنك تقول في نفسك الآن: الأفضل ألا أقوم بهذا، ألا أنقد أحدا، فهذا أسوأ ما يمكنني القيام به كي أخسر الناس، ومن يخسر الناس يخسر كل شئ، فإن أشكر الناس للناس أشكرهم لله كما علمنا النبي، العكس أيضا صحيح!
إن أنت تعودت على نقد الناس فان الناس لن تتركك، هم سينقدوك أيضا، سيقومون ضدك بهجوم مضاد، يفرغون فيك قهر زمانهم، وشدة حزنهم، وجور الناس عليهم، ستكون بهذا خسرت الدنيا، والآخرة أيضا، اسمع لهذا الحديث الذي رواه أنس بن مالك: عن أنس بن مالك قال مر بجنازة فأثني عليها خيرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت قال عمر فدى لك أبي وأمي مر بجنازة فأثني عليها خير فقلت وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شر فقلت وجبت وجبت وجبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض! هل رأيت ماذا يمثل رأي الناس فيك! هل تريد أن تنتقدهم الآن! يقول نعم من أراد أن يخسر كل شئ في الدنيا والآخرة.
التقليل من شأن الآخرين ونقدهم هو أول وأهم درجة لكسب عداوتهم، الناس لا يحبون النقد، ولا يريدونه، حتى وان ادعوا غير ذلك، بل يحبون المديح، وان كانوا لا يستحقونه، هذا يفتح الباب للكبر، لعدم الالتزام في منظومة أدب رفيع يحترم المجتمع، يحترم أدمية الناس في عدم التملق عند حاجتهم، لذا فقد نهى النبي عن محاولة اشباع تلك الحاجة، فالعظمة لله، رسم الحدود للنفس البشرية كيلا تطغى واحدة على الآخرين بمنصب أو مال أو سلطة فالعظمة لله وحده، وكلنا عبيد، تعاملك بهذا المنطق يردع تلك النفس المتجبرة بين جبناتك، أنت تشبعها بالعظمة على حساب الناس فتذهب بك هى إلى النار، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار، وروي بألفاظ مختلفة منها ( عذبته ) و ( وقصمته )، و ( ألقيته في جهنم )، و ( أدخلته جهنم )، و ( ألقيته في النار .(وكان هذا أول ذنب، قام به إبليس فاستحق غضب الله عليه ولعنة الناس إلى يوم الدين عندما تكبر على أن يسجد سجود إجلال لأدم، لا تكن كإبليس فالذنب عظيم، ولا تنازع الله في العظمة على عباده فأنت عبد! احترم الآخرين، تواضع لهم، لا تطلب من أحد أن المديح، فانت تريد الأجر من الله، هل هذا صعب على نفسك! أظن أنه كذلك، درب نفسك اذن واجعل كل الأعمال في سبيل الله ما عنده لك أفضل من الدنيا وما فيها، هذا ان استطعت الحصول عليها! اجعل اخلاصك لله وحده، واطلب منه الأجر وحده فان للمخلصين تحصينا خاصا عند الله من الشرور،( إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ([1]))،(إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ([2])).
ثاني الأمور بعد احترام الآخرين وعدم توجيه النقد لهم هو ألا تتملقهم يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: أحثوا التراب في وجه المداحين! ادخل في حدودك فلا تهن النفس التي أكرمها الله، أنت أجل وأكرم من أن تريق ماء وجهك من أجل مال أو وظيفة، أو غرض أخر من أغراض الدنيا، تألق وابتعد عن الهبوط، ارتق بنفسك بعيدا عن التملق، هل هذا يجعل الآخرين يحبوك؟ بالطبع نعم! ليس هذا غريبا، فللإسلام منطق، الإسلام يريد مسلمين أقوياء وليسوا ضعفاء، وعندما يأمرك أن تتقرب إلى الناس لتحصل على حبهم، يريدك أيضا قويا، ذو شخصية محترمة ولها اعتبارها، فحب الضعيف مهانة له، إنهم يحبونه لكنهم لا يحترموه، أما المؤمن القوي فهو محبوب، ومحترم أيضا. المداح غير صادق، حتى وان كان محبوبا، غير محترم، حتى وان كان ثريا، الإسلام يريد مجتمعا قويا، يريد من المسلمين احترام حدودهم فلكل منا حدود، فلا يتعدى أحدا حدوده، ولا حدود غيره أيضا، ولله حدود فلا يتعداها أحد، التملق يضعف حدود صاحبه، يضعف حدوده في الاحترام فلا يملأ فراغه، وحب المديح والعظمة من الطرف أخر يجعله يتمدد خارج حدوده فيحصل على حصة من حدود الآخرين، وربما من حدود الله أيضا فالعظمة لله وحده ولا يمكن الانتساب لها من طرف مخلوق.
لم ير الرسول يتملق أحد قط، لا قبل الرسالة ولا بعدها، ومع هذا كانوا يحترمونه، ويجلونه، ويسمونه الصادق الأمين، كانوا يحفظون أموالهم عنده لعلمهم بأمانته، وان عرفوا عنه التملق لم يركنوا إليه، ولم يعتمدوا عليه، فالمال أعز ما يملك الناس في تلك البيئة، والمتملق ضعيف، منكر، هامشي في الحياة، هش في شخصيته، ضعيف في فكره، كن مثل الرسول، لا تتملق أحد، سيمنحونك الحب، والثقة، والاحترام أيضا.
قدر مشاعر الناس وأرائهم، فكل منا نسيج وحده، عالم وحده، وكلنا عوالم تدور في أفلاك متلامسة ومتقاطعة، هل يمكن لك أن تثير كل تلك الأفلاك من حولك وتقطعهم فلا يقطعوك؟ كل فرد في المجتمع يحتاج إلى من يسمع منه، أن يقدر رأيه، أن يقيم له وزنا، أن يحترم فكره، من يفعل ينجح في الحياة أكثر.
كان الصحابة يقولون: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نعامل الناس على قدر عقولهم، وهذا احترام لفكر الآخرين ومشاعرهم. تئن الناس في المجتمعات لأنها لا تجد من يسمعها، الإنسان مخلوق اجتماعي لا يستطيع أن يعيش وحيدا، ولا مضغوطا، ولا قليل الاحترام بين الناس.
احترامك لمشاعر الآخرين خير لك ولهم، فأنت ترى الحياة من زاوية واحدة فقط، كل منا له زاوية ينظر بها للحياة، فان أنت استمعت للآخرين استطعت أن تطل على الحياة من خلال زواياهم، فتعرف أكثر وتستفيد أكثر، جرب فالنبي أيضا فعل هذا، كان أكثر الناس مشورة لأصحابه رغم أنه موحى إليه، رغم أن الذي علمه هو الله، وما أدراك بمن يعلمه الله سبحانه وتعالى، حاصر الكفار المسلمين في المدينة، واتفقوا مع اليهود داخل المدينة على نقض العهد مع المسلمين، فوقعوا بين فكي الكماشة، وظنوا أنهم هلكوا، الموقف كان عصيبا بالفعل، وصعبا للغاية، أشار سلمان الفارسي على الرسول بحفر الخندق، فحفره ونجا المسلمون، بفضل رأي سلمان! رأي فرد أنقذ الجماعة التي تعودت أن تحترمه، فشعر بالانتماء إليها، قدم لها أفضل ما عنده، الشعور بالحب والانتماء لا يحدث إلا بالاحترام، تعامل مع أراء الناس بجدية ولا تهزأ بهم، أو تسخر منهم، ولا تقلل من شأن أرائهم، الله سبحانه وتعالى قال: فَبِمَـا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ([3])، الآية الكريمة تغرس مواضع العلاقة والحب والاحترام، كيف تجلب حب الناس، وكيف تؤكد الحب وتنميه بالمشورة، ثم يكون في ذلك الخير كله بتطبيق الأمر، في الدنيا والحصول على حب الله للدنيا والآخرة معا، إنها أية رائعة، تقول امنح المساحة، والفرصة للآخرين كي يحبوك، كن طيبا معهم، رحيما، عطوفا، سيلتف حولك الناس، أدعو لهم واستغفر لهم ففي هذا وشائج الحب والقربى، و إذا ما التفوا حولك فخذ رأيهم في الأمر، وشاروهم، فالخير في احترام رأيهم، واستقر على الرأي ثم توكل على الله وقم بتنفيذ ما اتخذت قرارك فيه، عندها ستنجح، ويرضى الله عنك ويحبك.
2016-04-26, 17:16 من طرف heba1977
» موقع اخبارى مميز
2016-04-12, 14:18 من طرف الخولى
» مكتبه الفنان عبده النزاوي
2016-03-19, 17:08 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف ياسر رشاد
2016-03-18, 17:51 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف - رشاد عبد العال - اسوان
2016-03-18, 17:48 من طرف حازم هارون
» يلم دراما الزمن الجميل الرائع - أنا بنت مين, فريد شوقي, ليلى فوزي , حسين رياض
2016-03-13, 10:39 من طرف نعناعه
» فيلم الحرمان فيروز نيللي
2016-03-13, 10:35 من طرف نعناعه
» المسلسل البدوي البريئة
2016-03-13, 10:33 من طرف نعناعه
» مسلسل وضحا وابن عجلان
2016-03-13, 10:32 من طرف نعناعه