في ضوء التطورات الاجمالية التي طرأت على العلوم و المفاهيم العلمية منذ ذلك الحين يمكننا تعريف علم السياسة على أنه الدراسة المنهجية لعملية و أوجه الحكم عن طريق تطبيق الأساليب العلمية في المراقبة و القياس (حيث أمكن) و التحليل.
هذا التعريف أوسع مدى من التعريف القائل باقتصار علم السياسة على دراسة ظاهرة الدولة، طبيعتها و مؤسساتها و ميدان نشاطها و مضمون النشاط و تفاعله مع الثقافة و الاقتصاد، و ذلك لصالح شمول دراسة فن الحكم و الجماعات السياسية و الفئات الضاغطة و الأحزاب في الاطار الاجتماعي الذي يعمل كخلفية للأحداث السياسية.
يجد هذا المنحى الذي يجمع بين السياسة و علم الاجتماع أوضح و أعمق تعبير مبكر له في مقدمة ابن خلدون. و قد حاول أوغست كونت أن يدعم دعوة سان سيمون لتحويل السياسة الى علم (الفيزياء الاجتماعية)، و تابع عالم الاجتماع البولندي لودفيك غمبلويتز هذا المنحى متأثراً بمنهج داروين و الداروينية الاجتماعية.
و على الرغم من ان فيلفريدو باريتو قد ترك أثراً قوياً على علم السياسة من خلال دراساته في حقل علم النفس الاجتماعي في نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين فان علم السياسة مال في تلك الحقبة نحو المنهج القانوني في الدراسة و التركيز على نظرية بودان في سيادة الدولة و سلطتها في تشريع القوانين، و اتجهت الجامعات الفرنسية لتدريس علم السياسة في كليات القانون (القانون الدستوري). الا أن ذلك لم يحل دون تطوير موريس هوريو لنظرية المؤسسات السياسية، و دون تأسيس (مدرسة لندن للاقتصاد و علم السياسة) عام 1895 و إيجاد كرسي خاص للسياسة في جامعة اكسفورد عام 1912.
في العقود التالية برز اسم ج.د.ه. كول و هارولد لاسكي كمنظرين سياسيين رئيسيين أكدا على أهمية الجماعات السياسية في العملية السياسية، و قد تحدى كول بشكل رئيسي نظرية سيادة الدولة في كتابه (النظرية الاجتماعية).
في الولايات المتحدة الأمريكية فقد تطور علم السياسة بفضل الحماس لنمو العلوم الطبيعية و الاهتمام بالسياسة سواء بسواء. و المعروف هو أن علماء السياسة الأمريكية تأثروا بدراساتهم العليا في الجامعات الألمانية التي كانت تدرس السياسة على أساس انها علم الدولة، و بطريقة منظمة مبنية على تحديد المفاهيم و نحت التعريفات و اجراء المقارنات و رسم الاستنتاجات، بحيث تبلور استقلال السياسة عن التاريخ و الاقتصاد و الفلسفة الأخلاقية.
و قد تأثر وودرو ولسون و غيره من علماء السياسة في الولايات المتحدة الامريكية بمنهج داروين لتطوير علم السياسة من منهج الدراسة الجامدة للمؤسسات السياسية الى التركيز على دراسة الحقائق الاجتماعية من خلال حركة الواقع المعاش و الوقائع الاجتماعية القابلة للمراقبة.
و بعد ذلك بدات (الجماعة) تحل محل الدولة في الموقع المركزي لدراسات علم السياسة باعتبار أن الحركة الاجتماعية تنشأ عن تفاعل جماعات و لا تنشأ عن الفعل الفردي أو عن مشيئة الولة فحسب.
في عام 1925 بدأت المطالبة باعتماد قدر أكبر على الاحصائيات و المراقبة و التجارب و اعادة بناء أسس المنهج في التحليل السياسي.
في تلك الحقبة قوي الاتجاه نحو استخدام علم النفس لسبر دوافع و خلفيات المواقف السياسية و الاجتماعية بما في ذلك النوازع الباطنية و غير العقلانية، و عرف أنصار هذا المنحى بمدرسة شيكاغو، تمخض عن دراسة هذه المدرسة للسلوك الانتخابي و النتائج الانتخابية بروز مبادئ أساليب الاستفتاء و استطلاعات الرأي العام.
رغم تنوع الاتجاهات السلوكية في علم السياسة فان ثمة اجماع بينها على أن السياسة عملية متعاقبة و تفاعل لا ينقطع بين أفراد و الجماعات ناتج عن النشاط المحيط بالحياة العامة و الحكم.
استعارت المدرسة السلوكية بعض التشبيهات و المفاهيم من علوم الفيزياء و الاحياء في الربط بين النظام و محيطه و في تشخيص المطالب السياسية كمزود (مُدخل) في النظام السياسي يحول الى منتج (مُخرج) على شكل قرارات و أعمال تشكل تحديد توزيع القيمة أي الثروة و القوة و الجاه بشكل سلطوي في المجتمع.
لجأ علماء السياسة الى اعتماد منهج تحليل النظم و درجت تعبيرات مستجدة على قاموس السياسة مثل خزن المعلومات و استعادتها و السياسة العيانية (المبكرة) و السياسة المجهرية (المصغرة) و الشبكات و غير ذلك.
و فروع علم السياسة الرئيسية فهي الحكومة، الانظمة و المؤسسات السياسية، و الجماعات السياسية، و النظرية السياسية، الأحزاب السياسية، المؤسسات الدولية و العلاقات الدولية.
هذا التعريف أوسع مدى من التعريف القائل باقتصار علم السياسة على دراسة ظاهرة الدولة، طبيعتها و مؤسساتها و ميدان نشاطها و مضمون النشاط و تفاعله مع الثقافة و الاقتصاد، و ذلك لصالح شمول دراسة فن الحكم و الجماعات السياسية و الفئات الضاغطة و الأحزاب في الاطار الاجتماعي الذي يعمل كخلفية للأحداث السياسية.
يجد هذا المنحى الذي يجمع بين السياسة و علم الاجتماع أوضح و أعمق تعبير مبكر له في مقدمة ابن خلدون. و قد حاول أوغست كونت أن يدعم دعوة سان سيمون لتحويل السياسة الى علم (الفيزياء الاجتماعية)، و تابع عالم الاجتماع البولندي لودفيك غمبلويتز هذا المنحى متأثراً بمنهج داروين و الداروينية الاجتماعية.
و على الرغم من ان فيلفريدو باريتو قد ترك أثراً قوياً على علم السياسة من خلال دراساته في حقل علم النفس الاجتماعي في نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين فان علم السياسة مال في تلك الحقبة نحو المنهج القانوني في الدراسة و التركيز على نظرية بودان في سيادة الدولة و سلطتها في تشريع القوانين، و اتجهت الجامعات الفرنسية لتدريس علم السياسة في كليات القانون (القانون الدستوري). الا أن ذلك لم يحل دون تطوير موريس هوريو لنظرية المؤسسات السياسية، و دون تأسيس (مدرسة لندن للاقتصاد و علم السياسة) عام 1895 و إيجاد كرسي خاص للسياسة في جامعة اكسفورد عام 1912.
في العقود التالية برز اسم ج.د.ه. كول و هارولد لاسكي كمنظرين سياسيين رئيسيين أكدا على أهمية الجماعات السياسية في العملية السياسية، و قد تحدى كول بشكل رئيسي نظرية سيادة الدولة في كتابه (النظرية الاجتماعية).
في الولايات المتحدة الأمريكية فقد تطور علم السياسة بفضل الحماس لنمو العلوم الطبيعية و الاهتمام بالسياسة سواء بسواء. و المعروف هو أن علماء السياسة الأمريكية تأثروا بدراساتهم العليا في الجامعات الألمانية التي كانت تدرس السياسة على أساس انها علم الدولة، و بطريقة منظمة مبنية على تحديد المفاهيم و نحت التعريفات و اجراء المقارنات و رسم الاستنتاجات، بحيث تبلور استقلال السياسة عن التاريخ و الاقتصاد و الفلسفة الأخلاقية.
و قد تأثر وودرو ولسون و غيره من علماء السياسة في الولايات المتحدة الامريكية بمنهج داروين لتطوير علم السياسة من منهج الدراسة الجامدة للمؤسسات السياسية الى التركيز على دراسة الحقائق الاجتماعية من خلال حركة الواقع المعاش و الوقائع الاجتماعية القابلة للمراقبة.
و بعد ذلك بدات (الجماعة) تحل محل الدولة في الموقع المركزي لدراسات علم السياسة باعتبار أن الحركة الاجتماعية تنشأ عن تفاعل جماعات و لا تنشأ عن الفعل الفردي أو عن مشيئة الولة فحسب.
في عام 1925 بدأت المطالبة باعتماد قدر أكبر على الاحصائيات و المراقبة و التجارب و اعادة بناء أسس المنهج في التحليل السياسي.
في تلك الحقبة قوي الاتجاه نحو استخدام علم النفس لسبر دوافع و خلفيات المواقف السياسية و الاجتماعية بما في ذلك النوازع الباطنية و غير العقلانية، و عرف أنصار هذا المنحى بمدرسة شيكاغو، تمخض عن دراسة هذه المدرسة للسلوك الانتخابي و النتائج الانتخابية بروز مبادئ أساليب الاستفتاء و استطلاعات الرأي العام.
رغم تنوع الاتجاهات السلوكية في علم السياسة فان ثمة اجماع بينها على أن السياسة عملية متعاقبة و تفاعل لا ينقطع بين أفراد و الجماعات ناتج عن النشاط المحيط بالحياة العامة و الحكم.
استعارت المدرسة السلوكية بعض التشبيهات و المفاهيم من علوم الفيزياء و الاحياء في الربط بين النظام و محيطه و في تشخيص المطالب السياسية كمزود (مُدخل) في النظام السياسي يحول الى منتج (مُخرج) على شكل قرارات و أعمال تشكل تحديد توزيع القيمة أي الثروة و القوة و الجاه بشكل سلطوي في المجتمع.
لجأ علماء السياسة الى اعتماد منهج تحليل النظم و درجت تعبيرات مستجدة على قاموس السياسة مثل خزن المعلومات و استعادتها و السياسة العيانية (المبكرة) و السياسة المجهرية (المصغرة) و الشبكات و غير ذلك.
و فروع علم السياسة الرئيسية فهي الحكومة، الانظمة و المؤسسات السياسية، و الجماعات السياسية، و النظرية السياسية، الأحزاب السياسية، المؤسسات الدولية و العلاقات الدولية.
2016-04-26, 17:16 من طرف heba1977
» موقع اخبارى مميز
2016-04-12, 14:18 من طرف الخولى
» مكتبه الفنان عبده النزاوي
2016-03-19, 17:08 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف ياسر رشاد
2016-03-18, 17:51 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف - رشاد عبد العال - اسوان
2016-03-18, 17:48 من طرف حازم هارون
» يلم دراما الزمن الجميل الرائع - أنا بنت مين, فريد شوقي, ليلى فوزي , حسين رياض
2016-03-13, 10:39 من طرف نعناعه
» فيلم الحرمان فيروز نيللي
2016-03-13, 10:35 من طرف نعناعه
» المسلسل البدوي البريئة
2016-03-13, 10:33 من طرف نعناعه
» مسلسل وضحا وابن عجلان
2016-03-13, 10:32 من طرف نعناعه