السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا دائماً أحب العظمة وحب الذات وأحب أن أكون .. وإذا أحد تدخل فيّ لو أريد أن أقتله ما أفر.... فأشيروا علي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ك ع ه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فقد كنت صريحًا غاية الصراحة في هذه الرسالة التي شرحت فيها الأمور التي تعاني منها، فبينت وبكل وضوح أنك تعاني من حب العظمة ومن حب نفسك، وأنك تحقد على الناس حتى لو أنك أحدًا أساء إليك فوجدت سبيلاً إلى إزهاق روحه لفعلت ذلك لو قدرت عليه، فهذا أمر خطير غاية الخطورة، وهو يدل على أنك تعاني معاناة شديدة من آثارٍ نفسية موجودة فيك، فأنت بالفعل لديك حقد على الناس، وهذا يظهر من شدة رغبتك في أذية من قد يتدخل فيك أو يسيء إليك بل حتى تصل إلى درجة أن تتمنى لو تمكنت من الفتك به وإزهاق روحه، وهذا يعود إلى أسلوب في التفكير قد سرت عليه في حياتك، ويعود أيضًا إلى الطبيعة التربوية التي نشأت فيها، فإن الغالب أنك نشأت في أوضاع يقل فيها التراحم ويقل فيها حب الخير للناس، بل ربما وجدت في كثير المعاملات الحسد والحقد والغيبة والنميمة والأذية وحب الانتقام؛ فانطبع ذلك في نفسك، فإن الإنسان يتأثر ببيئته، ولا ريب أن للمجتمع بصمته القوية في نفس الإنسان فيتأثر فيها.. نعم الإنسان له تفكيره وله شخصيته وله القدرة على أن يغير من نفسه، ولكنَّ التأثر بالمحيط الخارجي يجعله في كثير من الأحيان منطبعًا بهذا الطابع العام، وهذا يدل على أنك نشأت في أوضاع فيها القساوة وفيها الفظاظة وفيها الأمور التي أشرنا إليها، فنشأ في نفسك حب الانتقام، لاسيما إذا كنت مخفقًا في بعض الجوانب كأن تكون مخفقًا في دراستك مثلاً أو تعرضت لبعض المشاكل في صغرك وطفولتك، فكل ذلك له أثره في نفسك.
والظاهر أيضًا أن هنالك أمورًا تتعلق بالدين، فإن هذه المشاعر التي تغلب عليك الغالب فيها أن تكون صادرة من البعد عن الله جل وعلا، بل إنه لا ينتظم للإنسان ولا يصح له أن يكون قريبًا من ربه مع وجود هذه المشاعر، فأول ذلك حب العظمة والتكبر عن الناس؛ فإن هذا الخلق من الأخلاق التي ذمَّها الله جل وعلا ورسوله - صلوات الله وسلامه عليه – ذمًّا شديدًا، فالكبر من أعظم الآفات وهو يحمل على بغض الناس، بل ويجعل أيضًا الناس يبغضون المتكبر، فإن الناس لا يرتاحون أبدًا إلى من يتكبر عليهم وإلى من يعاملهم معامل المترفع، ففي طبيعة الناس كره هذه الأخلاق، وحتى المتكبر نفسه يكره أن يخالط المتكبرين من أمثاله وإن كان ربما خالطهم من أجل مصلحته، ولذلك بيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم – أن الكبر من أعظم الذنوب ومن أشدها مقتًا عند الله جل وعلا؛ حتى قال - صلوات الله وسلامه عليه -: ( ألا أخبركم بأهل النار؟ كُل عُتُلٍّ جواظ مستكبر ) متفق عليه.
فانظر إلى هذا الجزاء للمتكبرين؛ حتى في هذه التصرفات التي ربما تصدر من الإنسان كأن يجر ثوبه تكبرًا وخيلاء أو يلبس بعض الثياب فيمشي متبخترًا؛ فقد قال - صلوات الله وسلامه عليه -: ( لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرًا – أي كبرًا - ) متفق عليه. وقال - صلوات الله وسلامه عليه -: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شَيْخٌ زانٍ وملِكٌ كذاب، وعائلٌ مستكبر ) والعائل هو الفقير؛ أي الفقير المتكبر. بل قال الله جل وعلا في الحديث القدسي: ( العز إزاري والكبرياء ردائي فمن ينازعني عذبته ).
فإذن فلابد أن تردع نفسك بمثل هذه الأخبار الصادقة التي نطق بها النبي - صلى الله عليه وسلم – وانظر ماذا قال الله تعالى عن المتكبرين؛ فقد قال جل وعلا: { وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً}.
فلابد إذن أن تعالج نفسك بهذه الآيات وبهذه الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم – وبالمقابل أن تنظر إلى ما أعده الله جل وعلا للمتواضعين الذين يتواضعون لجلال الله جل وعلا، فقد قال - صلوات الله وسلامه عليه -: ( إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحدٌ على أحد ولا يبغي أحدٌ على أحد ). فهكذا ينبغي أن تكون.
وأيضًا فتذكر أنك قد خلقت من ماذا؟ فقد خلقت من نطفة من ماء مهين، وهكذا كل البشر، فلماذا التكبر إذن؟ وتأمل في هذه القصة عندما خرج بعض الأمراء وهو يجر ثوبه ويتبختر ويمشي متكبرًا، فلقيه بعض الأئمة الصالحين فقال له: ارفع ثوبك – أي يأمره بطاعة الله جل وعلا وأن يلتزم بسنة النبي صلوات الله وسلامه عليه – فقال له الأمير: ألا تعرفني؟ فقال له العبد الصالح: إني أعرفك! أولك نطفة نذرة وآخرك جيفة قذرة وأنت بين ذلك تحمل في جوفك العذرة – أي تحمل في بطنك الفضلات التي تخرج عند قضاء الحاجة – فقال له الأمير: قد عرفتني.
فكذلك يا أخي فلتعرف نفسك ولتكن متدبرًا في حالك، فهذا الإنسان الذي يدخل إلى الخلاء فيخرج منه ما يرغب عن ذكره كيف يتكبر، ولذلك قال بعض الحذَّاق من أهل العلم: كيف يتكبر من خرج من مجرى البول مرتين – أي أنه خرج من فرج أبيه ومن فرج أمه – فهذا ينبغي أن تعرفه يا أخي - حفظك الله تعالى ورعاك – وأنت تكون أنت العبد الصالح الذي لا يترفع على عباد الله جل وعلا.
وأما عن حب الانتقام فداوي نفسك بأن تتذكر فضل من عفا عن الناس؛ قال الله تعالى: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}. وقال صلى الله عليه وسلم: ( وما ازداد عبد بعفوٍ إلا عزًّا ) أخرجه مسلم في صحيحه. وقال الله جل وعلا: { وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }. فكن عافٍ عن الناس محبًا لهم، بل داوي نفسك بالصدقة بحيث تتصدق على الفقراء لتعود نفسك الإحسان، وإذا تصدقت فلا تتحدث أمام الناس أني تصدقت وأني فعلت؛ لأنك حينئذ ستقصد الترفع والتكبر كما هي عادتك، ولكن تصدق وأخفي صدقتك، وكذلك أحسن إلى الفقراء وأحسن إلى الناس بأن تبتسم في وجوههم وأن تدعو لهم بظهر الغيب، فإذا خلوت بينك وبين نفسك فارفع يديك وقل: اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي.
وها هنا أمر عظيم وهو الحرص على مخالطة الأخوة الصالحين فتستفيد من أخلاقهم وتستفيد من دينهم، واعلم يا أخي بأن من شعر بالكبر والعظمة في نفسه فهو صغير عند الناس، صغير عند عقلائهم، فإن الإنسان إذا تكبر صغر في نظر العقلاء، فهذا أمر.
والأمر الثاني: أن حب الانتقام والحقد على الناس يجعلك ضيق الصدر تشعر بالعذاب، وإذا وضعت رأسك على وسادتك لتنام جال في خاطرك أن تنتقم من فلان وأن فلان أساء إليك وأنك سوف تفعل به كذا وكذا، فأرح نفسك واجعل نفسك خالية من الحقد على الناس واجعل قلبك سليمًا من الحقد ومن الضغينة وكن صاحب نفس سليمة تحب الخير للمؤمنين، وحافظ على طاعة الله لاسيما هذه الصلوات فإنها قربتك إلى الله جل وعلا وهي التي ترقق قلبك وتجعله خاشعًا عبدًا منيبًا.
وأيضًا أحسن إلى خلق الله ليحسن الله إليك، فإن الله جل وعلا يقول: {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ}، فهكذا ينبغي أن تكون، والحذر من هذه الصفات الذميمة فإنها تهلك الإنسان، وكن أنت الرجل الذي يعاني نفسه، فأنت طبيب نفسك، وعليك بالدعاء، ونسأل اللهَ برحمته التي وسعت كل شيء أن يفتح عليك من أبواب رحمته وأن يجعلك من عباد الله الصالحين وأن يفتح لك من الرزق العميم وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر عينك، وأهلاً وسهلاً بك وبمراسلتك إلى الشبكة الإسلامية.
وبالله التوفيق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا دائماً أحب العظمة وحب الذات وأحب أن أكون .. وإذا أحد تدخل فيّ لو أريد أن أقتله ما أفر.... فأشيروا علي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ك ع ه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فقد كنت صريحًا غاية الصراحة في هذه الرسالة التي شرحت فيها الأمور التي تعاني منها، فبينت وبكل وضوح أنك تعاني من حب العظمة ومن حب نفسك، وأنك تحقد على الناس حتى لو أنك أحدًا أساء إليك فوجدت سبيلاً إلى إزهاق روحه لفعلت ذلك لو قدرت عليه، فهذا أمر خطير غاية الخطورة، وهو يدل على أنك تعاني معاناة شديدة من آثارٍ نفسية موجودة فيك، فأنت بالفعل لديك حقد على الناس، وهذا يظهر من شدة رغبتك في أذية من قد يتدخل فيك أو يسيء إليك بل حتى تصل إلى درجة أن تتمنى لو تمكنت من الفتك به وإزهاق روحه، وهذا يعود إلى أسلوب في التفكير قد سرت عليه في حياتك، ويعود أيضًا إلى الطبيعة التربوية التي نشأت فيها، فإن الغالب أنك نشأت في أوضاع يقل فيها التراحم ويقل فيها حب الخير للناس، بل ربما وجدت في كثير المعاملات الحسد والحقد والغيبة والنميمة والأذية وحب الانتقام؛ فانطبع ذلك في نفسك، فإن الإنسان يتأثر ببيئته، ولا ريب أن للمجتمع بصمته القوية في نفس الإنسان فيتأثر فيها.. نعم الإنسان له تفكيره وله شخصيته وله القدرة على أن يغير من نفسه، ولكنَّ التأثر بالمحيط الخارجي يجعله في كثير من الأحيان منطبعًا بهذا الطابع العام، وهذا يدل على أنك نشأت في أوضاع فيها القساوة وفيها الفظاظة وفيها الأمور التي أشرنا إليها، فنشأ في نفسك حب الانتقام، لاسيما إذا كنت مخفقًا في بعض الجوانب كأن تكون مخفقًا في دراستك مثلاً أو تعرضت لبعض المشاكل في صغرك وطفولتك، فكل ذلك له أثره في نفسك.
والظاهر أيضًا أن هنالك أمورًا تتعلق بالدين، فإن هذه المشاعر التي تغلب عليك الغالب فيها أن تكون صادرة من البعد عن الله جل وعلا، بل إنه لا ينتظم للإنسان ولا يصح له أن يكون قريبًا من ربه مع وجود هذه المشاعر، فأول ذلك حب العظمة والتكبر عن الناس؛ فإن هذا الخلق من الأخلاق التي ذمَّها الله جل وعلا ورسوله - صلوات الله وسلامه عليه – ذمًّا شديدًا، فالكبر من أعظم الآفات وهو يحمل على بغض الناس، بل ويجعل أيضًا الناس يبغضون المتكبر، فإن الناس لا يرتاحون أبدًا إلى من يتكبر عليهم وإلى من يعاملهم معامل المترفع، ففي طبيعة الناس كره هذه الأخلاق، وحتى المتكبر نفسه يكره أن يخالط المتكبرين من أمثاله وإن كان ربما خالطهم من أجل مصلحته، ولذلك بيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم – أن الكبر من أعظم الذنوب ومن أشدها مقتًا عند الله جل وعلا؛ حتى قال - صلوات الله وسلامه عليه -: ( ألا أخبركم بأهل النار؟ كُل عُتُلٍّ جواظ مستكبر ) متفق عليه.
فانظر إلى هذا الجزاء للمتكبرين؛ حتى في هذه التصرفات التي ربما تصدر من الإنسان كأن يجر ثوبه تكبرًا وخيلاء أو يلبس بعض الثياب فيمشي متبخترًا؛ فقد قال - صلوات الله وسلامه عليه -: ( لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرًا – أي كبرًا - ) متفق عليه. وقال - صلوات الله وسلامه عليه -: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شَيْخٌ زانٍ وملِكٌ كذاب، وعائلٌ مستكبر ) والعائل هو الفقير؛ أي الفقير المتكبر. بل قال الله جل وعلا في الحديث القدسي: ( العز إزاري والكبرياء ردائي فمن ينازعني عذبته ).
فإذن فلابد أن تردع نفسك بمثل هذه الأخبار الصادقة التي نطق بها النبي - صلى الله عليه وسلم – وانظر ماذا قال الله تعالى عن المتكبرين؛ فقد قال جل وعلا: { وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً}.
فلابد إذن أن تعالج نفسك بهذه الآيات وبهذه الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم – وبالمقابل أن تنظر إلى ما أعده الله جل وعلا للمتواضعين الذين يتواضعون لجلال الله جل وعلا، فقد قال - صلوات الله وسلامه عليه -: ( إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحدٌ على أحد ولا يبغي أحدٌ على أحد ). فهكذا ينبغي أن تكون.
وأيضًا فتذكر أنك قد خلقت من ماذا؟ فقد خلقت من نطفة من ماء مهين، وهكذا كل البشر، فلماذا التكبر إذن؟ وتأمل في هذه القصة عندما خرج بعض الأمراء وهو يجر ثوبه ويتبختر ويمشي متكبرًا، فلقيه بعض الأئمة الصالحين فقال له: ارفع ثوبك – أي يأمره بطاعة الله جل وعلا وأن يلتزم بسنة النبي صلوات الله وسلامه عليه – فقال له الأمير: ألا تعرفني؟ فقال له العبد الصالح: إني أعرفك! أولك نطفة نذرة وآخرك جيفة قذرة وأنت بين ذلك تحمل في جوفك العذرة – أي تحمل في بطنك الفضلات التي تخرج عند قضاء الحاجة – فقال له الأمير: قد عرفتني.
فكذلك يا أخي فلتعرف نفسك ولتكن متدبرًا في حالك، فهذا الإنسان الذي يدخل إلى الخلاء فيخرج منه ما يرغب عن ذكره كيف يتكبر، ولذلك قال بعض الحذَّاق من أهل العلم: كيف يتكبر من خرج من مجرى البول مرتين – أي أنه خرج من فرج أبيه ومن فرج أمه – فهذا ينبغي أن تعرفه يا أخي - حفظك الله تعالى ورعاك – وأنت تكون أنت العبد الصالح الذي لا يترفع على عباد الله جل وعلا.
وأما عن حب الانتقام فداوي نفسك بأن تتذكر فضل من عفا عن الناس؛ قال الله تعالى: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}. وقال صلى الله عليه وسلم: ( وما ازداد عبد بعفوٍ إلا عزًّا ) أخرجه مسلم في صحيحه. وقال الله جل وعلا: { وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }. فكن عافٍ عن الناس محبًا لهم، بل داوي نفسك بالصدقة بحيث تتصدق على الفقراء لتعود نفسك الإحسان، وإذا تصدقت فلا تتحدث أمام الناس أني تصدقت وأني فعلت؛ لأنك حينئذ ستقصد الترفع والتكبر كما هي عادتك، ولكن تصدق وأخفي صدقتك، وكذلك أحسن إلى الفقراء وأحسن إلى الناس بأن تبتسم في وجوههم وأن تدعو لهم بظهر الغيب، فإذا خلوت بينك وبين نفسك فارفع يديك وقل: اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي.
وها هنا أمر عظيم وهو الحرص على مخالطة الأخوة الصالحين فتستفيد من أخلاقهم وتستفيد من دينهم، واعلم يا أخي بأن من شعر بالكبر والعظمة في نفسه فهو صغير عند الناس، صغير عند عقلائهم، فإن الإنسان إذا تكبر صغر في نظر العقلاء، فهذا أمر.
والأمر الثاني: أن حب الانتقام والحقد على الناس يجعلك ضيق الصدر تشعر بالعذاب، وإذا وضعت رأسك على وسادتك لتنام جال في خاطرك أن تنتقم من فلان وأن فلان أساء إليك وأنك سوف تفعل به كذا وكذا، فأرح نفسك واجعل نفسك خالية من الحقد على الناس واجعل قلبك سليمًا من الحقد ومن الضغينة وكن صاحب نفس سليمة تحب الخير للمؤمنين، وحافظ على طاعة الله لاسيما هذه الصلوات فإنها قربتك إلى الله جل وعلا وهي التي ترقق قلبك وتجعله خاشعًا عبدًا منيبًا.
وأيضًا أحسن إلى خلق الله ليحسن الله إليك، فإن الله جل وعلا يقول: {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ}، فهكذا ينبغي أن تكون، والحذر من هذه الصفات الذميمة فإنها تهلك الإنسان، وكن أنت الرجل الذي يعاني نفسه، فأنت طبيب نفسك، وعليك بالدعاء، ونسأل اللهَ برحمته التي وسعت كل شيء أن يفتح عليك من أبواب رحمته وأن يجعلك من عباد الله الصالحين وأن يفتح لك من الرزق العميم وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر عينك، وأهلاً وسهلاً بك وبمراسلتك إلى الشبكة الإسلامية.
وبالله التوفيق.
2016-04-26, 17:16 من طرف heba1977
» موقع اخبارى مميز
2016-04-12, 14:18 من طرف الخولى
» مكتبه الفنان عبده النزاوي
2016-03-19, 17:08 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف ياسر رشاد
2016-03-18, 17:51 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف - رشاد عبد العال - اسوان
2016-03-18, 17:48 من طرف حازم هارون
» يلم دراما الزمن الجميل الرائع - أنا بنت مين, فريد شوقي, ليلى فوزي , حسين رياض
2016-03-13, 10:39 من طرف نعناعه
» فيلم الحرمان فيروز نيللي
2016-03-13, 10:35 من طرف نعناعه
» المسلسل البدوي البريئة
2016-03-13, 10:33 من طرف نعناعه
» مسلسل وضحا وابن عجلان
2016-03-13, 10:32 من طرف نعناعه