المنتدى الرسمى لصوت الرملة بنها

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخى الزائر... ... أختى الزائرة
أهلاً بك عضوًا جديدًا ... وضيفًا كريمًا
معرفتك تسرنا... وتواصلنا معك يسعدنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المنتدى الرسمى لصوت الرملة بنها

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخى الزائر... ... أختى الزائرة
أهلاً بك عضوًا جديدًا ... وضيفًا كريمًا
معرفتك تسرنا... وتواصلنا معك يسعدنا

المنتدى الرسمى لصوت الرملة بنها

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المنتدى الرسمى لصوت الرملة بنها

منتدى صوت الرملة بنها قليوبية forum soutelramla

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي اللَّه عنْهُما أَنَّ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كَان يقُولُ عِنْد الكرْبِ : « لا إِلَه إِلاَّ اللَّه العظِيمُ الحلِيمُ ، لا إِله إِلاَّ اللَّه رَبُّ العَرْشِ العظِيمِ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّه رَبُّ السمَواتِ ، وربُّ الأَرْض ، ورَبُّ العرشِ الكريمِ » متفقٌ عليه .
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً .رواه ابن ماجه .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له ..صحيح الترمذي
موقع اخبارى مميز لطلاب قسم الاعلام ببنها ادخل ومش هاتندم
http://www.elgaras.com

اقسام المنتدى

المواضيع الأخيرة

» صوت الرملة يقدم من سلسلة كتب صوتيات اللغة الفرنسية كتاب Phonétique - 350 exercices (Livre + Audio) هدية من الاستاذ عمرو دسوقى
مذكرة س و ج فى قصة واإسلاماه منسقة وجاهزة للطباعة على شكل ملف وورد  Empty2016-04-26, 17:16 من طرف heba1977

» موقع اخبارى مميز
مذكرة س و ج فى قصة واإسلاماه منسقة وجاهزة للطباعة على شكل ملف وورد  Empty2016-04-12, 14:18 من طرف الخولى

»  مكتبه الفنان عبده النزاوي
مذكرة س و ج فى قصة واإسلاماه منسقة وجاهزة للطباعة على شكل ملف وورد  Empty2016-03-19, 17:08 من طرف حازم هارون

»  مكتبه مطرب الكف ياسر رشاد
مذكرة س و ج فى قصة واإسلاماه منسقة وجاهزة للطباعة على شكل ملف وورد  Empty2016-03-18, 17:51 من طرف حازم هارون

»  مكتبه مطرب الكف - رشاد عبد العال - اسوان
مذكرة س و ج فى قصة واإسلاماه منسقة وجاهزة للطباعة على شكل ملف وورد  Empty2016-03-18, 17:48 من طرف حازم هارون

» يلم دراما الزمن الجميل الرائع - أنا بنت مين, فريد شوقي, ليلى فوزي , حسين رياض
مذكرة س و ج فى قصة واإسلاماه منسقة وجاهزة للطباعة على شكل ملف وورد  Empty2016-03-13, 10:39 من طرف نعناعه

» فيلم الحرمان فيروز نيللي
مذكرة س و ج فى قصة واإسلاماه منسقة وجاهزة للطباعة على شكل ملف وورد  Empty2016-03-13, 10:35 من طرف نعناعه

» المسلسل البدوي البريئة
مذكرة س و ج فى قصة واإسلاماه منسقة وجاهزة للطباعة على شكل ملف وورد  Empty2016-03-13, 10:33 من طرف نعناعه

» مسلسل وضحا وابن عجلان
مذكرة س و ج فى قصة واإسلاماه منسقة وجاهزة للطباعة على شكل ملف وورد  Empty2016-03-13, 10:32 من طرف نعناعه

اقسا م المنتدى

select language

أختر لغة المنتدى من هنا

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 159 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 159 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 315 بتاريخ 2012-06-09, 21:38

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 11145 مساهمة في هذا المنتدى في 7231 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 11888 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو المصري فمرحباً به.

تصويت


    مذكرة س و ج فى قصة واإسلاماه منسقة وجاهزة للطباعة على شكل ملف وورد

    د / ياسر
    د / ياسر
    المشرف
    المشرف

    عدد المساهمات : 876
    نقاط : 2180
    السٌّمعَة : 5
    تاريخ التسجيل : 09/01/2011
    العمر : 40
    الموقع : لا اله الا الله
    08032012

    مذكرة س و ج فى قصة واإسلاماه منسقة وجاهزة للطباعة على شكل ملف وورد  Empty مذكرة س و ج فى قصة واإسلاماه منسقة وجاهزة للطباعة على شكل ملف وورد

    مُساهمة من طرف د / ياسر

    الفصل
    الأول س ، ج



    س1-غفر الله لأبي وسامحه ، ما كان أغناه عن التحرش بهذه القبائل
    التترية المتوحشة! إذن لبقيت تائهة في جبال الصين وقفارها ، ولظل ببيننا وبينهم سد
    منيع. من قائل هذه العبارة ؟ ولمن قالها؟ وما المناسبة ؟


    جـ 1 السلطان جلال الدين – للأمير ممدود ابن عمه وزوج أخته - وهو
    يلاعبه الشطرنج بقصر السلطان في غزنة.


    س 2 كيف برر الأمير ممدود تحرش عمه بالتتار ؟


    جـ 2 قال : لقد كان عمي رحمه الله – أعظم ملوك عصره وأوسعهم ملكا
    وأشدهم قوة ، وكان لا بد له من التوسع المطرد لئلا يعطل جنوده وجحافله العظيمة عن
    العمل ، فآثر أن يكون ذلك في بلاد لم يدخلها الإسلام من قبل ؛ ليجمع بذلك بين خدمة
    دنياه :بتوسيع رقعة ملكه ، وخدمة دينه :بنشر الإسلام في أقصى البلاد .


    س 3 ما نتيجة تحرش السلطان خوارزم شاه بالتتار ؟


    جـ 3 - * هزيمته في النهاية * فقدان الجزء الأعظم من مملكته * وقوع أهل
    بيته من النساء سبايا في أيدي التتار * إغراق الإسلام بهذا الطوفان العظيم من التتار المتوحشين * موته شريدا وحيدا في
    جزيرة نائية .


    س 4 ولكن لمصيبته ذيولا أخرى لا أحسبها تنتهي حتى تجري دماء المسلمين


    أنهارا ، وتشتعل سائر بلادهم
    نارا . ما المقصود بـ : مصيبته – ذيولا أخرى ؟


    جـ 4 - المصيبة هي : هزيمة السلطان خوارزم شاه .


    - الذيول الأخرى هي :


    – فقدان الجزء الأعظم من مملكته.


    – موته شريدا وحيدا في جزيرة نائية.


    -ما حدث لأهل بيته من النساء حيث وقعن أسيرات في أيدي التتار .


    س4 ما أهم صفات التتار؟


    ج4 - التتار رسل الدمار والخراب ، وطلائع الفساد ، لا يدخلون مدينة حتى
    يدمروها ويأتوا فيها على الأخضر واليابس ، ولا يتمكنون من أمة حتى يقتلوا رجالها ، ويذبحوا أطفالها ، ويبقروا
    بطون حواملها ، ويهتكوا أعراض نسائها .


    س 5 وهنا طغى البكاء على جلال الدين ، وعاقه برهة عن الاستمرار في كلامه
    ففهم ممدود ما جال بخاطره ، ولم يلبث أن شاركه في البكاء فاستخرطا فيه . ما سبب
    بكاء السلطان والأمير ؟ وماذا تمنى السلطان ؟



    كيف وقع النساء من أهل بيت السلطان سبايا عند جينكيز خان ؟


    جـ - 5 لأنهما تذكرا ما وقع لنسوة من أهلهما ، فيهن أم خوارزم شاه
    وأخواته ، فقد بعثهن خوارزم شاه من الري ، حين أيقن بالهزيمة ، ليلحقن بجلال الدين
    في غزنة ، وبعث معهن بأمواله وذخائرة ، التي لم يسمع بمثلها .


    فاتصل ذلك بعلم التتار فتعقبوهن وقبضوا عليهن في الطريق ، وأرسلوهن مع الذخائر
    والأموال إلى جنكيز خان بمسرقند.


    *وقال السلطان:يا ليت أبي قتلهن بيده ، أو وأدهن في الترب،أو ألقاهن في
    اليم،خيرا من أن يقعن سبا يا في أيدي التتار،ويلقين الذل والهوان عندهم.


    س6 الله لهن يا مولاي ! لعل الله يستنقذهن من أيديهم بسيفك وسيوفنا معك
    .


    من قائل هذه العبارة ولمن قالها ؟ و ما غرضه من ذلك ؟


    جـ 6- :


    - الأمير ممدود.


    – للسلطان جلال الدين.


    – حثه على قتال التتار .


    س 7 – لماذا كان السلطان جلال الدين في البداية يائسا من قتال التتار ؟


    جـ 7 قال: لقد دانت لهم خراسان و الري ، و همدان ، و برنجان، وقزوين ،


    وسمرقند . ولقد كان لوالدي عشرون ألفا من الفرسان في بخارى ، وخمسون
    ألفا في سمرقند ، وأضعافها معه ، فما أغنت تلك الجحافل الجرارة عنه شيئا،وهو من هو
    في شجاعته وبأسه ، فما ظنك بي وأنا دونه في كل شيء وقد قوي التتار وعظم سلطانهم في
    البلاد؟


    س 8 كيف حث الأمير ممدود السلطان جلال الدين على قتال التتار ؟


    جـ 8 – 1 – قال له : إنك ابن خوارزم شاه ،ووارث ملكه وخليفته على بلاده
    وما يكون لك أن تيئس من هزيمة عدوه .


    2 – ولقد كانت الحرب بين أبيك وبين هؤلاء سجالا ، فتارة يهزمهم ؛ وتارة
    يهزمونه ؛ حتى نفذ القضاء فيه لأمر طواه
    الله في علمه ؛ فمات شهيدا.


    3 – ولكن لم يمت سره فهو حي فيك . ومن يدري ؟ لعل الله ينصر بك الإسلام
    والمسلمين ، ويجعل نهاية الأعداء على يديك .


    س 9 والله لولا التتار على
    الأبواب لدلفت إلى أولئك الملوك الخائنين فضربت أعناقهم واستصفيت بلادهم ، وانتقمت
    منهم لأبي .


    من المتحدث؟ومن المخاطب؟ومن هؤلاء الملوك ؟ولماذا يود الانتقام منهم ؟


    جـ 9- جلال الدين – الأمير
    ممدود- خليفة المسلمين و ملوكهم وأمراؤهم في بغداد و مصر و الشام ؛ فقد كانوا
    يعلمون بما حصل ببلادنا من نكبة التتار ، وقد استنجد بهم أبي مرارا فلم ينجدوه .


    س 10 كيف برر الأمير ممدود موقف ملوك وأمراء مصر والشام ؟ وبم رد السلطان جلال الدين ؟


    جـ 10 قال : إن ملوك المسلمين
    وأمراءهم في مصر و الشام مشغولون برد غارات الصليبيين الذين لا يقلون عن التتار
    خطرا على بلاد الإسلام فلهم وحشية التتار وهمجيتهم ، ويزيدون عليهم بتعصبهم الديني
    الذميم ، وهم لا يغزون أطراف بلاد الإسلام . ولكنهم يغزونها في صميمها .


    - رد السلطان جلال الدين : لقد كانوا مشغولين بقتال بعضهم لبعض ، وكيد
    بعضهم لبعض ولم يجد أحدهم حرجا في أن
    يستعين بالتتار على إخوانه المسلمين.





    س 11 ما رأي كل من : جلال الدين – ممدود في صد خطر التتار؟


    ج 11 – قال جلال الدين: سأحصن حدود بلادي وأمنعها منهم وسأضطرهم
    بذلك إلى تركها والتوجه إلى الغرب حيث ملوك الإسلام المتقاعدون ليذوقوا من وبال
    التتار ما ذقنا ، وحسبي أن أدفع شرهم عن البلاد التي ملكني عليها أبي فلا أدعهم
    يخلصون إليها .


    - وقال ممدود: إنك لن تستطيع حماية بلادك منهم إذا غزوك في عقرها
    ما لم تمش إليهم فتلقهم دونها بمئات الفراسخ ؛ فإن أظهرك الله عليهم فذاك ، وإن
    تكن الأخرى كان لك من بلادك ظهر تستند إليه وتستعد فيه.


    - واعلم أن "جنكيز خان " لن يتوجه إلى الغرب حتى يفرغ من الشرق
    ، ولن يمس العراق والشام حتى يقضي على ممالك خوارزم شاه أجمعها .


    س 12 كيف اقتنع جلال الدين برأي ممدود ؟ وماذا قال له ممدود ؟


    جـ 12 أطرق جلال الدين هنيهة ،
    وكأنه يدير في رأسه موازنة بين رأيه هو ورأي
    ابن عمه ، ثم رفع رأسه وقال : " لا حرمني الله من صائب رأيك يا ممدود ، فما زالت تحاجني حتى حججتني،
    وهأنذا مقتنع بسداد رأيك وماض لما تشير به علي ، وحسبي أنك ستكون يدي اليمنى " .قال ممدود : سأكون يا ابن عمي ويا
    مولاي أطوع من خاتم في يدك، وسأقاتل حتى
    أقتل دونك .


    س 13 بم بشر الأمير ممدود السلطان ؟ وما أثر ذلك فيه ؟


    جـ 13 – قال له سيكون لك من معونة الله وتوفيقه،إذا أخلصت الجهاد في
    سبيله ، ما يشرح لك صدرك ، ويضع عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ويرفع لك بهزيمة التتار ،
    عند الله وعند الناس ذكرك ! فتبسم جلال الدين ، وتهللت أساريره من البِشر ،وقال :
    " بشرك الله بالخير يا ممدود " .


    إن الله تعالى يقول :"
    فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ، فإذا فرغت فانصب ، و إلى ربك فارغب " "
    صدق الله العظيم ".


    س14 بم وصف الكاتب السماء و حديقة القصر ؟


    14-كانت السماء صافية الأديم،والبدر يرسل أشعته البيضاء على غصون
    الشجر، وعلى الكروم المعروشة ، فتبدو عناقيد العنب كأنها عقود اللؤلؤ المنضود ،
    وعلى أشجار التفاح بثمارها المتهدلة كأنها حسان خفرات غازلها القمر فأخذت تلوذ منه
    بورق التوت .


    س15 سأل جلال الدين ممدودا : لِم لَم تأت عائشة خاتون معك ؟ فبم أجاب؟


    ج15- ما منعها عن المجيء إلا ثقل الحمل ؛ فهي في الأيام الأخيرة للحمل
    .


    قال السلطان : كان الله في عونها هي وزوجتي جيهان خاتون فهي مثلها
    .


    الفصل
    الثاني : س،ج



    س 1 كيف أعد جلال الدين بلاده لقتال التتار ؟


    جـ 1 – قضي قرابة شهر في تجهيز الجيش وإعداد العدد وتقوية القلاع ،
    وبناء الحصون،يعاونه في ذلك ممدود , حتى
    إذا تم له ما أراد عين يوم المسير .


    س 2 بم تنبأ المنجم للسلطان ؟


    جـ 2 – قال له " إنك يا مولاي ستهزم التتار ويهزمونك ، وسيولد في
    أهل بيتك غلام سيكون ملكا عظيما على بلاد عظيمة ، ويهزم التتار هزيمة ساحقة .


    قال جلال الدين : " ماذا تقول؟ .. يهزمني التتار وأهزمهم ؟ "
    فسكت المنجم لحظة ثم قال له " يا
    مولاي بل تهزمهم و يهزمونك " .


    س3 – ما رأي ممدود في المنجمين وأمثالهم ؟


    جـ 3 – إنهم ليسوا إلا دجالين يدعون معرفة الغيب بما
    أوتوا من براعة وفطنة في تبين أحوال من يستفتيهم ، وعلى قدر هذه الفطنة والبراعة
    يوفقون إلى إصابة الحقيقة في تنبؤاتهم وتخرصاتهم .


    س 4 ما الخاطر الذي شغل بال ممدود بسبب نبوءة المنجم ؟ وكيف حاول أن يصرف السلطان عن الاهتمام بما قاله المنجم ؟


    جـ 4 - ربما تلد زوجته ذكرا وتلد زوجة جلال الدين أنثى فيوغر ذلك صدر
    جلال الدين على الغلام ، وربما يفكر في قتله خشية
    انتقال ملكه إليه.


    - وأشفق على جلال الدين من أن يرجع عن عزمه في قتال التتار .


    * وجعل همه بعد ذلك أن يشكك في التنجيم والمنجمين ، وأخذ يورد وقائع من
    التاريخ ، كذبت فيها تخرصات المنجمين ، ومن أبرزها :


    أن الخليفة العباسي المعتصم بالله لما أراد أن يسير لفتح عمورية من بلاد الروم نهاه المنجم ، فضرب بكلام المنجم عرض الحائط ،
    وتوجه ليومه ذاك فكسر جموع الروم وفتح عمورية .


    س 5 ما أثر قول المنجم في السلطان ؟


    جـ 5 – لم يصرف كلام ممدود جلال الدين عن الاهتمام بما قاله
    المنجم والتفكير فيه ، فكثيرا ما يفرح له ويرى فيه بشارة بالانتصار على التتار ،
    ولكنه لا يلبث أن يحزن حين يذكر أن التتار يهزمونه في النهاية .


    ثم يذكر أمر الغلام فيهون على
    نفسه الخطب ، ويجد في ذلك بعض العزاء.


    س 6 ما الذي أرق بال الأمير ممدود ؟ وما مظاهر ذلك؟


    جـ 6 – بقي ذلك الخاطر الغريب يتردد في صدره نهارا ويؤرقه ليلا ؛ حتى
    حرج به وضاق بكتمانه ذرعا ؛ فأفضى به إلى زوجته جهان خاتون ، فشاركته في الخوف ،
    لما تعلم من طباع أخيها .


    ولكنها كتمته في نفسها وتظاهرت لزوجها بأنها لا تخشى شيئا من ذلك ، لأن
    أخاها جلال الدين يحبها ، ويستحيل أن تمتد
    يده إلى ابنها بسوء .


    س 7 ماذا حدث عندما زار جلال الدين أخته النُّفَساء ليرى الوليد ؟


    جـ 7 – لما وقع نظره على وليدها وهي ترضعه تغير
    وجهه ، وقرأت في عينيه الغدر ، وأرادت جهان خاتون أن تلاطفه بالقول فلم تفلح
    .فسكتت واكتفت بنظرة وجهتها إلى أخيها ، وأودعت فيها كل معاني الحنو والاستعطاف .


    س 8 كيف كان ممدود لبقا عندما زارهم السلطان جلال الدين ؟


    جـ 8 – قال للسلطان " إنه ابنك وأشبه الناس بك ، لقد نزع إليكم يا
    آل خوارزم شاه في كل شيء ، ولم ينزع إلي في شيء .


    فأجابه جلال الدين " هذا
    الذي سيهزم التتار " .


    فقال ممدود : " في ركاب خاله وخدمته إن شاء الله " .


    قال جلال الدين : " بل يرث الملك عني " .


    قال ممدود : معاذ الله أن يرث ملكك إلا ابنك الأمير بدر الدين .


    قال السلطان : ولكن المنجم لم يقل ذلك.قال ممدود : إن المنجم أحقر من أن يعرف الغيب
    يا مولاي .


    وهكذا استطاع الأمير ممدود أن
    يدير الكلام عن الغلام ويصرفه إلى المنجم حيث يختلف رأيه فيه ورأي جلال الدين .


    س 9 بم شعر جلال الدين عندما رأى الخوف في عين أخته ؟ ولماذا ؟


    جـ 9 – رأى جلال الدين أن لا فائدة من حجاجه ، وشعر بشيء من الخجل لما
    بدا منه من الارتياب بطفل صغير لا ذنب له حتى عاتبته عينا أخته ذلك العتاب الحاني
    المستعطف الذي كان أفعل في نفسه من وقع السهام .


    ثم دنا من سريرها فطبع على جبينها قبلة حارة كأنه يستغفرها مما حدث ،
    ويعدها بأن يده لن تمتد إلى ابنها بسوء فانهمرت
    الدموع من عينيها .


    س 10 كيف حقق جلال الدين النصر على التتار في " هراة " ؟ وكيف انتقم التتار من أهلها؟


    ج 10 - جاءت الأنباء بأن التتار
    دخلوا مرو ، ونيسابور ، وأنهم سائرون إلى هراة ، فسار في ستين ألفا حتى لقي طلائع
    التتار دون هراة ( وكانوا قد حاصروها عشرة أيام ثم ملكوها و أمنوا أهلها وتقدموا
    يبتغون غزنة ) ، فقاتلهم جلال الدين قتالا عظيما حتى هزمهم ، وقتل منهم خلقا كثيرا
    .


    وبعث رسلا تسللوا إلى هراة فأخبروا أهلها بما وقع من انكسار التتار ،
    ففرح الناس فرحا عظيما ، وثبوا على
    حاميتهم بالمدينة وشتتوا شملهم .


    فلما عادت فلول التتار إلى هراة وعلموا ما وقع من أهلها انتقموا منهم
    فقتلوا كل من وجدوه من الرجال والنساء والأطفال ، وخربوا المدينة ونهبوا السواد
    وأخذوا كل ما يقدرون على حمله من الأموال .


    س 11 طارد جلال الدين التتار فأجلاهم عن هراة وتعقبهم حتى أوصلهم
    إلى حدود الطلقان القاعدة الجديدة لهم بعد سمرقند ، ولكنه لم يهاجمهم في
    قاعدتهم الجديدة . فلماذا ؟



    جـ 11 – حتى يستجم ويريح جيوشه من نصب القتال ، ويعد جيوشا أخرى ويستعد
    استعدادا جديدا لملاقاة أعدائه ، وترك حاميات قوية في البلاد التي طرد منها التتار
    .


    س 12 – ما الذي قلل من سعادة السلطان عند رجوعه منتصرا إلى غزنة ؟


    جـ 12- كان يوم قفوله إلى غزنة يوما مشهودا، احتفل به أهلها احتفالا
    رائعا .


    لم يغض من جماله إلا رجوع الأمير ممدود جريحا محمولا على محفة ، بعد ما
    أبلى بلاء حسنا في قتال التتار .


    س 13 بما أوصى الأمير ممدود عندما ثقلت عليه العلة وأيقن بدنو الموت ؟


    جـ 13 – بعث إلى جلال الدين أن يحضر ، فلما حضر قال له بصوت متقطع وهو
    يحضن زوجته وابنها الرضيع: " يا بن عمي ، هذه أختك جهان خاتون ، وهذا ابنك
    محمود ، أولهما عطفك ورعايتك واذكرني بالخير ، وقال له : لا تبك يا جلال الدين ..
    قاتل التتار ... ولا تصدق أقوال المنجمين ".





    س 14 ما أثر موت ممدود في جلال الدين ؟ ولماذا ؟


    جـ 14 – فت موته في عضد جلال الدين ، إذ فقد ركنا من أركان دولته وأخا
    كان يعتز به ويثق بإخلاصه ونصحه ، ووزيرا
    كان يعتمد على كفايته ، وبطلا مغوارا كان يستند إلى شجاعته في حروب أعدائه
    فبكاه أحر البكاء.


    س 15 كيف حفظ السلطان جميل ممدود ؟


    جـ 15 – رعاه في أهله وولده ، وضمهما إلى كنفه ، وبسط لهما جناح رأفته
    ، واعتبر محمودا كابنه يحبه ويدللـه ولا يصبر عن رؤيته .


    وكان حين يرجع من قتال التتار يسأل أول ما يسأل عن محمود أين هو ؟
    فيجري إليه فيحضنه ، ثم يثني بابنته جهاد ، وهكذا نشأ الطفلان في بيت واحد ترعاهما
    وتسهر عليهما أمان، ويحنو عليهما أب واحد .


    س 16 كيف كان إحساس أم محمود وجهاد وهما يتابعان طفليهما ؟ وماذا كانتا
    تتمنيان ؟ ومم كانتا تخشيان ؟



    جـ 16 كانتا تطالعان في عيونهما الحاضر الباسم ، وتتعزيان به عن الماضي
    الحزين والمستقبل الغامض ، وقد تمنتا أن يَشُبَّا معا في هذا العيش الرغد فيكون
    أحدهما للآخر . وكانتا تخشيان من تقلبات الدهر وفجاءات القدر.


    س 17 ما سر قلق الوالدتين على مستقبل طفليهما ؟


    جـ 17 – كانتا لا تأمنان غدر الزمان ، فقد شهدتا بأعينهما كيف انقض
    التتار على مملكة خوارزم شاه ومزقوها شر ممزق ، وكيف هوى ذلك الملِك العظيم ، وانهزمت جيوشه التي كانت تملأ السهل والجبال .


    س 18 ماذا تعرف عن جيش الانتقام ؟ وكيف كانت نهايته ؟ ومن له الفضل في
    هذا النصر ؟



    جـ 18 – وردت الأنباء بأن جنكيز خان قد استشاط غضبا من تحدي جلال الدين
    له( حيث قال له : حدد الزمان والمكان للقاء ) فسير عسكرا عظيما ، وسماه جيش
    الانتقام ، وجعل أحد أبنائه عليه ، فاندفعوا كالسهام يخترقون البلاد حتى وصلوا إلى أبواب كابل .


    فقصدهم جلال الدين بكل ما عنده من الجيش فلما التقى الجمعان اقتتلوا
    قتالا شديدا دام ثلاثة أيام بلياليها.


    وكان جلال الدين يصرخ في جنوده
    أثناء المعركة " أيها المسلمون أبيدوا جيش الانتقام". وقد انتهي القتال بهزيمة
    التتار .


    ويرجع معظم الفضل في ذلك إلى قائد باسل من قواد جلال الدين يدعى "سيف
    الدين بغراق" ، استطاع أن يكيد التتار .


    س19 : كيف كاد سيف الدين بغراق إلى التتار في كابل ؟


    ج19: انفرد بفرقته عن الجيش وطلع خلف الجبل المطل على ساحة القتال ، فلم
    يشعر التتار إلا بهذا السيل من المسلمين ينحدر عليهم من الجبل فاختلت صفوفهم .


    س 20 تسلل الشيطان إلى قلوب قواد
    جلال الدين . فماذا كانت النتيجة ؟



    جـ 20 – نزع الشيطان بين قواد جلال الدين ، فاختلفوا على اقتسام
    الغنائم ، فغضب الأمير سيف الدين بغراق وانفرد بثلاثين ألفا من خيرة الجنود ،وتوسل
    إليه جلال الدين أن يرجع ، فلم يقبل ، فضعف المسلمون من جراء هذا الانقسام ، وعلم
    التتار بالأمر ، فجمعوا فلول جيشهم ، وانتظروا حتى تجبيئهم أمداد من جنكيز خان .


    س 21 بلغ جنكيز خان ما وقع بجيشه من الهزيمة . فماذا فعل؟ ولماذا لم
    يثبت جلال الدين له ؟ وماذا قرر السلطان حين أيقن بالهزيمة ؟



    جـ 21 – اشتد غيظه ، وزاد حنقه ، فجمع جيوشه وقادها بنفسه ، وتقدم
    لقتال جلال الدين.


    فلم يثبت له جلال الدين ، وفر
    إلى غزنة فتحصن بها أياما وخشي من وقوع أهله في قبضة عدوه ، فرحل بأهله وحاشيته صوب الهند ، وسار معه سبعة
    آلاف من خاصة رجاله .


    ولحقته طلائع جنكيزخان ،فكر عليهم وقاتلهم وشردهم ،ولكنه أيقن بالهزيمة
    ، فتقهقر برجاله إلى نهر السند ، وعزم أن يخوضه إلى العدوة الأخرى ،ولكن العدو
    عاجله قبل أن يجد السفن فأقبل على أهله ونسائه وفيهم والدته ، و أخته ، و زوجته ،
    فلما رأينه صحن به " لا ينبغي أن نقع في أيدي التتار... بالله عليك اقتلنا
    بيدك وخلصنا من الأسر والعار ".


    صادف هذا القول هوى في نفس
    جلال الدين ، فأمر رجاله بإغراقهن في نهر السند ، فابتلعهن اليم وهو على حافة
    النهر ينظر إليهن بعين دامعة .


    س22 كيف عبر السلطان ورجاله النهر ؟


    جـ 22 – لم يدع له العدو فرصة للتحسر على أعز أحبابه في الحياة ، فأمر
    رجاله بخوض النهر حتى أقبلت طلائع العدو فوقفوا على حافة النهر وانبرى رماتهم
    فأعملوا فيهم قسيهم .


    ولولا سدول الظلام وحيلولته
    دون رؤيتهم لفنوا على بكرة أبيهم .


    وقضى السابحون شطرا من الليل وهم يغالبون الأمواج ، وكان صوت جلال
    الدين يسمع من حين إلى حين يحدوهم في المقدمة ، ويحضهم على الصبر ثم اختفي صوته ، فصاح
    بعضهم : " قد غرق السلطان فما بقاؤكم بعده ؟ فاستسلم فريق منهم للأمواج
    فغرقوا .


    وأدرك أحد خواص رجال السلطان الخطر ، فاخذ يقلد صوت جلال الدين ويحدوهم
    كما كان جلال الدين يفعل ؛ لئلا يستيئس الباقون
    ، فانتعشت أرواحهم واستأنفوا صبرهم وجهادهم .
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    د / ياسر

    مُساهمة 2012-03-08, 12:51 من طرف د / ياسر

    س 23 كيف التقى جلال الدين برجاله بعد عبور نهر السند ؟


    جـ 23 – طلع الصباح على أربعة آلاف من القوم صرعى في الصعيد يتقلبون على
    جنوبهم لم يوقظهم إلا حر الشمس ، والتمسوا سلطانهم بينهم ، فلم يجدوه فأصابهم هَم
    عظيم ، فأوصاهم الرجل الذي قلد صوت السلطان في النهر بألا ييئسوا من لقائه.


    وبعثوا جماعة منهم للبحث عن جلال الدين ، فعثروا عليه بعد ثلاثة أيام
    في موضع بعيد قد رماه الموج مع ثلاثة من أصحابه.


    س 24 كيف كون جلال الدين مملكته في الهند ؟


    جـ 24 – أمرهم بأن يتخذوا لهم أسلحة من العصي يقطعونها من عيدان الشجر
    ثم مشى بهم إلى بعض القرى القريبة منهم فجرت بينه وبين أهل تلك البلاد وقائع انتصر
    فيها عليهم ، واستلب أسلحتهم وأطعمتهم فوزعها في أصحابه .


    ثم دلف بهم إلى " لاهور " فملكها واستقر بها مع رجاله ،وبنى
    حولها قلاعا حصينة تقيه هجمات أعدائه من أهل تلك البلاد.


    س 25 ماذا تذكر السلطان عندما استقر به المقام في لاهور ؟


    جـ 25 – تذكر ما حل بأسرته من النكبات العظيمة ، واستعرض حوادث أبيه
    وأمجاده وغزواته وفتوحاته.


    ثم ذكر ما وقع لنفسه من الأحداث في الماضي القريب كيف انطوى ملكه ، ودمرت
    بلاده ، وتشتت شمله وشمل ذويه ، وكيف اختطف ابنه الوحيد وولي عهده الذي لم يبلغ
    الثامنة بعد ( الأمير بدر الدين ) فحمل إلى طاغية التتار ، وذبح بين يديه ذبح الشاة
    ورأى أمه الصالحة وزوجته و أخته وبنات أعمامه يغرقن في اليم بأمره ، وكيف اختفت
    ابنته جهاد وابن أخته محمود ، فلم يعلم عنهما شيئا .


    س 26 كيف كانت حياته أول إقامته في لاهور ؟ وما الأمنية التي بقيت له ؟


    جـ 26 – وهكذا قدر له أن يعيش وحيدا في هذه الدنيا ، لا أهل له فيها
    ولا ولد ، فكأنما بقي حيا ، ليتجرع غصص الألم والحسرة بعدهم وما هذه الرقعة
    الصغيرة التي ملكها بالهند إلا سجن نفي إليه بعد زوال ملكه ، وتفرق أهله وأحبابه .تذكر
    أن التتار هم سبب نكبته ونكبة أسرته ، فليعش لينتقم منهم ، ولتكن هذه أمنيته في
    الحياة .


    الفصل
    الثالث: س ،ج



    س1 كيف نجا محمود وجهاد ؟ ولماذا لم يعرف السلطان الأمر ؟


    جـ 1 – ذلك أن عائشة خاتون وجهان خاتون لما أيقنتا بالنكبة يوم النهر
    وأنه لا مفر من الموت أو الأسر ، عز عليهما أن تريا الطفلين يذبحان بخناجر التتار
    ، أو يغرقان في أمواج النهر ، فأسلمتاهما إلى الشيخ الأمين سلامة الهندي ، ليهرب
    بهما من وجه التتار .


    ولم تخبرا السلطان بما صنعتاه ، لضيق الوقت ، حيث شغلهما الهول عن ذلك
    .


    س 2 ما موقف سلامة من الأمانة
    التي ألقيت على عاتقه؟ (محمود وجهاد).



    جـ 2 – انفصل الشيخ سلامة عن
    المعسكر قبيل عصر ذلك اليوم المشئوم ،وأركب الطفلين على بغلة و كساهما ملابس
    العامة من الهنود ، ثم سلك بهما الطرق المتعرجة ، وحل عليه الليل فأوى إلى مغارة ،
    وفي الصباح ساق البغلة بهما جهة النهر حتى وصل إليه عند الزوال .


    س 3 كيف عبر بالطفلين نهر
    السند ؟ وبم أوصاهما ؟



    جـ 3 – لاح قارب من قوارب الصيد فلوح له الشيخ بردائه ، فاقترب منه
    فإذا عليه صياد وابنه ، ورجاه أن يحمله هو وطفليه إلى الضفة الشرقية للنهر ، وأعطاه على
    ذلك أجرا طيبا فقبل الصياد وفرح بالأجر وأوصلهما .


    وأوصى الطفلين بألا يتكلما بما يدل على أنهما من بيت السلطان جلال
    الدين ، وأفهمهما أن صاحب القارب قد يسلمهما إلى التتار إذا عرف أصلهما ففهما ما
    أراد رغم صغر سنهما .


    س 4 كيف كان حال الصبيين في القارب ؟


    جـ4 – سيطر عليهما الخوف ، ينظر أحدهما إلى الآخر ، لا يدريان إلى أين
    يسار بهما ؟ إلا أن محمودا كان يظهر التجلد ، ويحاول أن يكتم خوفه .


    وأفهم الشيخ سلامة الصياد أنه
    سافر إلى كابل وتزوج بها فرزق هذين الطفلين ، و ماتت أمهما فأحب أن يعود إلى مسقط
    رأسه ، ليربيهما بين أهله وذويه .


    س5 بين مدى عطف الشيخ على الطفلين ؟ وأين استقر بهما المقام؟


    جـ5 سار الشيخ في الطريق الذي أرشده إليه الصياد حاملا جهاد على كتفيه
    حتى إذا ظن بمحمود التعب في السير أنزلها تسير وحمل محمودا مكانها ، وظل كذلك
    ينتقل في القرى حتى وصل إلى مسقط رأسه في قرية من القرى المجاورة لمدينة لاهور.


    س 6 بم أخبر الشيخ أهل قريته بشأن الطفلين ؟ وهل اقتنعوا بكلامه ؟
    ولماذا؟



    جـ 6– أخبرهم بأنهما يتيمان وجدهما في طريقه فتنباهما ،ولكن هذا القول
    لم يقنع فضول أهل القرية ، واتفق معظمهم على أنهما من أولاد الملوك ؛ لما يبدو على
    وجوهما من سيماء الملك ، فلم يجد الشيخ سلامة بدا من الإفضاء بحقيقة حالهما إلى بعض
    أقاربه .


    س 7 ما الأخبار التي تناقلتها الناس عن جلال الدين في الهند ؟


    جـ 7 – تناقل أهل القرى المجاورة للاهور أنباء السلطان جلال الدين
    وفراره من بلاده إلى الهند ، وأنه افتتح لاهور واتخذها قاعدة لملكه.فبدءوا يشكون
    في أمر الشيخ سلامة و الصبيين ، ويرجحون أنهما من أولاد السلطان جلال الدين،فخشي
    عليهما من فتكهم،وأخذ يفكر في طريقة للفرار بهما إلى لاهور .


    س 8 كيف التقى جلال الدين بولديه في الهند ؟


    جـ 8 – بينما الشيخ ينتظر سنوح الفرصة للفرار بالطفلين إذا جنود
    السلطان قد أقبلوا يغزون القرية ، فخرج إليهم الشيخ وعرفهم بنفسه ، وأبرز لهم ابنة
    السلطان وابن أخته، فبعثوا رسولا إلى السلطان بالخبر .


    فجاء السلطان واندفع الصبيان عليه ، فضمهما إلى صدره ،وقد انهمرت دموعه
    ، وهو يقول : " ابنتي جهاد ، ابني محمود،أنتما على قيد الحياة،الحمد لله،لست
    وحيدا في هذه الدنيا".


    س 9 كيف أكرم السلطان الشيخ سلامة؟


    جـ 9 – قال لقائد الحملة " كفوا عن هذه القرية والقرى التي
    تجاورها ،ولا يؤخذ من أهلها الخراج ، إكراما للشيخ سلامة ، وانتشر الخبر في القرية
    ففرح أهلها رجالا ونساء.


    س 10 ما أثر عفو جلال الدين عن قرية الشيخ والقرى المجاورة ؟


    جـ 10– تباشر سكان القرى المجاورة بما أعلنه السلطان جلال الدين من
    الأمر بالكف عن غزو بلادهم وإعفائهم من الخراج،فصار ذلك حديث الناس وأصبح جلال
    الدين حبيبا إلى قلوبهم بعد أن كانت أكبادهم تغلي كراهية له وخوفا منه ، وقدمت
    وفودهم إلى قصر ه بلاهور تشكره ، وتقدم له الولاء والطاعة .


    س 11 كيف تبدلت أحوال جلال الدين بعد عثوره على طفليه ؟


    جـ 11 – ... عاد إلى وجهه البشر بعد العبوس ، والطلاقة بعد الانقباض ،
    وانتعش في قلبه الأمل ، وشعر كأن أهله وذويه بعثوا جميعا في محمود وجهاد ، وقوي
    رجاؤه في استعادة ملكه وملك آبائه ، والانتقام من أعدائه التتار ليورث محمودا
    وجهاد ملكا كبيرا .


    س 12 ما الذي قوى رجاء جلال الدين في نجاح أمره ؟


    جـ 12 – ... ما طاف بذاكرته من
    حديث المنجم الذي تنبأ لمحمود – وهو جنين
    – بأنه سيصير ملكا عظيما ، يملك بلادا عظيمة ويهزم التتار هزيمة ساحقة ، فقد قتل
    التتار الأمير بدر الدين ابنه الوحيد وولي عهده ، ولم يبق من أهل بيته من هو أجدر بوراثة الملك عنه من محمود ابن أخته .


    س 13 لم يعد جلال الدين يشعر بالغضاضة تجاه محمود . علل .


    ج13- لم يعد جلال الدين يشعر بما كان يشعر به من قبل من الغضاضة والخوف
    أن ينقطع الملك عن ولده ، وينتقل إلى محمود ؛ فقد أصبح يعتبر محمودا كابنه ، بل
    أعز ، ولم يبق له من أهله غيره .


    س14 امتاز محمود بميزات تبشر بحسن الطالع وضح ذلك ؟


    جـ 14 – كان الأمير الصغير يمتاز بخفة الروح ، وتوقد الذهن ، وعزة
    النفس ، وجمال الصورة ، في مسحة خفيفة من الحزن العميق تتردد في وجهه الأبيض
    الوسيم ، فتأبى على من يراه إلا أن يرق له ويحبه وينجذب إليه فحمد الله على أن عن
    له من الأمور ما غل يده عن الامتداد إليه بسوء .


    س 15 تذكر السلطان بأنه ذات
    يوم فكر في قتل محمود. فما أثر ذلك عليه ؟



    جـ 15 – هذه الذكرى الاليمة أسلمته إلى التفكير في حقارة الحياة الدنيا
    وغرور متاعها ، وكذب أمانيها ، وفي لؤم الإنسان وحرصه على باطلها وبخله بما لا
    يملك منها . وخوفه مما عسى أن تكون فيه سلامته وخيره ، واطمئنانه إلى ما لعله يكون
    مصدر بلائه وهلكته .


    ألم يعش هو حتى رأى الدولة
    التي شادها أبوه العظيم تنطوي بين عشية وضحاها فأصبحت أثرا بعد عين ؟ وكيف فكر في
    قتل محمود ؟ وهل استطاع أن يضمن الملك لنفسه في حياته حتى أراد أن يضمنه لابنه بعد
    مماته ؟ وأخذ يقول : عجبا ما أجهل الإنسان يقرأ أخبار الماضين وما حل بهم ، فلا يتعظ.





    س 16 بم أخبرت جهاد أباها في مخدعه في قصره بلاهور ؟


    جـ 16 قالت له :" لا بد أن التتار قتلوا محمودا ، فقد خرج لقتالهم
    من الصباح ولم يعد " فتبسم ضاحكا من قولها وقال لها :


    - لماذا لم تخرجي معه على جوادك كعادتكما ؟


    -قالت : إنه منعني اليوم أن أخرج معه لأنه سيلتحم في معركة كبيرة مع
    التتار ويخشى أن أقع أسيرة في أيديهم ، فأغرق السلطان في الضحك ، ولكنه لحظ على
    وجهها الامتعاض وأدرك خطأه فقطب فجأة ، وتصنع الاهتمام وسألها:


    -ألم يمتط محمود جوداه الأشقر ، ولبس خوذته الفولاذية ، ودرعه المسردة
    وتقلد سيفه البتار ، ورمحه الطويل ، وتنكب قوسه وحمل ترسه ؟


    - قالت بلى ، إنه خرج بكامل سلاحه ، فقال: إذن فاطمئني عليه .


    واستطال غياب محمود حقا ، واستبطأ مجيئه ، وبدأ الشك يدب في خاطره ،
    فنادى الشيخ سلامه ثم قال " أما ترى أنه تأخر اليوم كثيرا عن ميعاد رجوعه ،
    فقال أجل يا مولاي . إنه – حفظه الله – مغرم بالركوب لا يكاد يتعب منه . وقد شكا إلي
    السائس أنه يجد عنتا كبيرا كل يوم في حمل الأمير على الرجوع من تجواله . فقال السلطان: إن عمله هذا يسرنا منه إذ يهيئه لتكاليف الغد ،
    ويقلقني عليه إذ ليس لنا آل خوارزم شاه من خلف غيره .


    س 17 لماذا استولى الذهول على السلطان عند رؤية الحصان الأشقر ؟


    جـ 17 لم يرعهما " السلطان وسلامة " إلا الجواد الأشقر
    الصغير قد أقبل يركض وحده ليس عليه صاحبه ، فهاله ما رأى من آثار الدم على وجه
    الجواد . فأيقن أنه تدحرج من تل عال .


    وإذا بجواد كبير قد لاح وهو يسير رفيقا ، وعليه رجل وغلام أمامه وانطلق
    جلال الدين طائر اللب حتى لقي الجواد القادم
    فاحتمل الأمير الصغير من يدي السائس الذي ملكه الخوف .


    س 18 حكى سيرون لسلامة قصة الفارس الصغير معه في الغابة فماذا قال
    .....؟



    جـ 18 – لقد خرج بكامل سلاحه ، وقال لي في الصباح : إنه سيلتحم مع
    التتار في معركة هائلة ، وأمرني أن أحمل سيفي فربما يحتاج إلى معونتي , فلما خرجنا
    من المدينة همز جواده فتوجه به نحو الغابة الشرقية وقال لي : إن الأعداء هناك ،
    وأمرني بأن أتبعه .


    ولما اقتربنا من أشجار الغابة ، وقف وأخرج قوسه وناولني جعبة سهامه ،
    فجعل يأخذ منها سهما بعد سهم فيثبته على القوس ويصوبها نحو أعدائه، ويقول بين حين
    وأخر : انظر لقد شككت بطلين بهذا السهم !


    وسل سيفه ، حتى إذا بلغ الأشجار جعل يضرب فروع الأشجار بسيفه يمينا
    وشمالا ، وأنا أفعل مثله .


    س 19 ما الحيلة التي فكر فيها سيرون ليرد محمود عن الاستمرار في القتال
    المتوهم ؟



    جـ 19 – يقول : بقيت في حيرة من أمره، كيف أحمله على وقف الضرب ، حتى
    هداني قلبي إلى حيلة طريفة ، فأظهرت حماسة كبيرة في القتال فرأيته طرب لعملي ،
    وازدادت حماسته ، وعند ذلك صحت بأعلى صوتي : " لقد انهزم جيش العدو ! ها قد
    فروا من سيفك يا مولاي الأمير !


    وأنتجت حيلتي الأثر المطلوب إذ كف الأمير عن الضرب لما سمع هذا القول.


    س 20 كيف أصيب محمود ؟ وبم شبهه سيرون ؟


    جـ 20 – انتبه الفارس البطل
    حينئذ إلى أن عمله لم ينته بعد ، وأن عليه أن يطارد العدو ويتعقب آثاره بعد أن
    هزمه . فما هي إلا لحظة حتى دفع جواده في صدر الغابة،فأدركت الخطر ،وخشيت أن يصطدم
    بشجرة أو يقع في غدير، فصحت به: " إن الأعداء أخذوا هذا الوجه يا مولاي
    وانطلقوا في عرض الميدان " ، فكر راجعا إلى حيث كنت ، وانطلق إلى الميدان الفسيح ، كالليث الغاضب أو
    كالعاصفة .


    وبينما نحن كذلك ، إذ بصرت
    بجرف شديد الانحدار يقترب منا ، فنبهت الأمير للخطر ، فلم يأبه لقولي ، فلم أجد
    بدا من أن أدفع جوادي بكل ما بقي من قوتي ، فدنوت منه ، فاختطفته على مدى خطوات من
    الجرف ، وشددت أحد طرفي العنان بقوة ، فذعر الجواد ومال إلى جنبه ، وانقلب بنا في
    الأرض ، أما الجواد الصغير ، فأعجزه أن يقف اندفاعه ، حيث وقع في جانب من الجرف
    أقل انحدارا.


    س 21 أراد جلال الدين أن يعلم محمودا فن القيادة فماذا قال له ؟ وبم أوصى السلطان جلال الدين محمودا ؟


    جـ 21 – استيقظ محمود في اليوم التالى بارئا كأنما نشط من عقال، وحياه
    السلطان قائلا : " حياك الله يا هازم التتار " ، وقال له:


    1- حذار يا بني أن تجازف مرة أخرى بحياتك .


    2- كان عليك وقد هزمت عدوك في الغابة أن تكتفي بذلك ، وألا تكلف نفسك
    مشقة الجري وراءه ،بل تعني بتنظيم جيشك ".


    3 – إن أبيت إلا مطاردة العدو فأرسل أحد قوادك فليطارهم،ولا تطاردهم
    بنفسك.


    4 – وأن تنظر إلى ما أمامك .


    5 – وأن تقف إذا رأيت خطرا قدامك .


    6 – وألا تجري جوادك ملء عنانه.


    فتوقف محمود لحظة أدرك جلال الدين خلالها أنه يصعب على محمود أن يعده
    بهذه ، فاستدرك قائلا : إلا في سهل خال من المرتفعات والمنحدرات.


    س 22 كيف استعدت جهاد للقاء محمود ؟ وماذا قدمت له ؟


    جـ 22 – في الصباح انطلقت إلى حديقة القصر فقطفت بعض الرياحين و الورد
    والياسمين ، وقدمتها إلى وصيفتها فألفت منها باقة جميلة ، ومضت إلى غرفة محمود و قدمتها إليه قائلة :"
    هذه هديتي إليك أيها الفارس الشجاع " فقال لها :" أشكرك يا جهاد على
    هديتك الجميلة " .


    فنظر إليها جلال الدين وهو يضحك وقال لها : " وأين هديتي أنا يا
    جهاد ؟ " فابتسمت وقالت :" ليس لك عندي هدية لأنك لم تخرج لقتال التتار
    " .


    الفصل
    الرابع س ، ج



    س1 – كيف عاش جلال الدين في مملكته الصغيرة بالهند ؟ وما الخواطر التي
    كانت تراوده؟



    جـ 1 عاش السلطان عيشة
    حزينة ، تسودها الذكريات الاليمة : ملكه الذاهب ، و أهله الهالكين : من أب مات في
    الغربة شريدا ، و إخوة ذبحهم التتار ، وجدة وعمات ساقهن التتار سبايا إلى طاغيتهم ،
    وأم كريمة وزوجة بارة ، وأخوات عقائل أمر بإغراقهن في النهر وهو ينظر إليهن .


    وكان يجد سلواه الوحيدة في
    ولديه الحبيبين محمود وجهاد وكان مع ذلك لا ينسى ملكه وتقوية جيشه .


    س 2 – إذا كانت التتار أمة لا تطمع في ملك ا لبلاد ... فماذا تريد إذن
    ؟



    جـ 2 -كان حسبها أن تغزوها
    فتقتل من تقتل من رجالها ونسائها وأطفالها ، وتسبي منهم من تشاء،وتنهب خزائنها،ثم
    تغادرها إلى بلادها حاملة معها الغنائم والأسلاب ، فتنقبع فيها ما تنقبع ، ثم تعود
    كرة أخرى .


    وربما عقدوا مع أهل البلاد التي غزوها اتفاقا يأمنون به من عودتهم ، على أن يحملوا إليهم جزية كبيرة
    في مستهل كل عام . وحينئذ يولون عليها من
    يتوسمون فيه الميل إليهم من الطامعين في المناصب من أهل تلك البلاد.


    س 3 كيف كانت علاقته بممالكة
    السابقة ؟ وبم وعده اتباعه في مملكته ؟



    جـ 3 – كان لجلال الدين فيها أعوان وأنصار لا يحصون كثرة يتمنون عودته
    ، ويراسلونه سرا فيصفون له أحوال الناس بها ويحضونه على العودة إليهم ،ويعدونه
    بالنصر والتأيد ، وبأنهم سيثورون ثورة عارمة على أولئك الحكام إذا ما عاد جلال
    الدين إلى بلاده وذكروا له أن جنكيز خان مشغول عنهم بحروب طويلة في بلاده مع قبائل
    الترك .


    س 4 – ماذا قرر جلال الدين عندما علم بانشغال جنكيز خان بحروب بلاده ؟


    جـ 4 – رأى جلال الدين أن الفرصة سانحة ، وصحت عزيمته على اغتنامها ،
    فتجهز للمسير ، وكتم خبره عن الناس جميعا ما عدا قائده الكبير الأمير" بهلوان
    أزبك " إذ استنابه على ما يملك بالهند ، وترك له جيشا يكفي لحمايته ، وسار هو
    بخمسة آلاف قسمهم إلى عشر فرق جعل على كل منها أميرا ، وأمرهم أن يسيروا خلفه على
    دفعات من طرق مختلفةحتى لا يتسامع الناس بخبر مسيرهم .


    س 5 لم تحير جلال الدين عندما
    عزم على العودة إلى ممالكه ؟ وعلام استقر رأيه ؟ ولماذا ؟



    جـ 5 – كان قبل مسيره قد فكر مليا في أمر ولديه الحبيبين وتردد طويلا
    أيصحبهما معه؟ أم يتركهما بالهند؟


    فإن أخذهما معه عرضهما لأخطار الطريق ومتاعب هذه الرحلة الشاقة .


    و إن تركهما بالهند فلا طاقة له بفراقهما ، ولا طاقة لهما بفراقه ، وربما
    يطمع أمراء الهند في مملكة لاهور ، ويستضعفون نائبه عليها فيقومون عليها قومة
    واحدة ، ويقع الأميران في قبضتهم .


    * أخذ جلال الدين يوازان بين الخطتين إلى أن آثر أهون الخطرين عنده ،
    ففضل أن يأخذ الأميرين معه ؛ إذ كان هذا أحب الرأيين إلى نفسه فحسبه أن يراهما
    دائما معه فإن قدر له النجاح فذاك .وإن خانته الحظوظ فلن يبقى بعد ذلك أمل في
    الحياة ، وخير لهما حينئذ أن يقتلا معه .


    س6: كيف أعد السلطان الطفلين لليوم المشهود؟


    ج6 - كان قد عني بتدريبهما من صغرهما على ركوب الخيل وحمل
    السلاح وسائر أعمال الفروسية ، وتربيتهما تربية خشنة تعدهما لتحمل المشاق.


    وطالما سمعا منه أو من الشيخ سلامة الهندي أخبار جدهما خوارزم شاه
    ووقائعه مع التتار ، وحروب جلال الدين معهم وشجاعة والده الأمير ممدود وحسن بلائه
    في قتالهم ، واقعة هراة التي أصيب فيها بعد أن نكل بالأعداء تنكيلا ، ومزقهم شر
    ممزق .


    س 7 كيف سيطرت فكرة قتال التتار والانتقام منهم على محمود ؟ وكيف شاركت
    جهاد هذه الفكرة ؟



    جـ 7 – كان محمود يشعر في قرارة نفسه بأنه سيقاتل التتار يوما ما ، إذا
    بلغ مبلغ الرجل فيثأر منهم لأبيه ، وينتقم منهم لما أصاب جده وخاله ووالدته وجدته
    وسائر أهله .


    وقد سيطر عليه هذا الشعور وملك عليه جميع مذاهبه ، فكان شغله الشاغل
    وهمه المقعد المقيم ، ولا يفتأ يفكر فيه نهارا ، ويحلم به ليلا .


    وكانت جهاد تشاطره هذا الشعور ، وتشجعه على حروبه هذه ومعاركه وترى فيها
    تحقيقا لأمانيها في بطلها العظيم ، وتنفيسا لما في
    صدرها من كراهية التتار ، وحب الانتقام منهم .


    حتى جلال الدين نفسه كان يشجع محمودا في أعماله الحربية ويجاريه في
    تصوراته ،ويصغي لأحاديث بطولته .


    س 8 كيف استطاع جلال الدين أن يسترد مملكته الضائعة ؟ وما الذي سهل له
    ذلك ؟



    جـ 8 – سار جلال الدين من الهند ومعه خواص رجاله ، فقطعوا المفازة على
    خيولهم ، وعبروا نهر السند في مراكب عظيمة حتى التقوا جميعا عند ممر خيبر ، فساروا
    حثيثا حتى إذا اقتربوا من كابل بعث جلال الدين رسلا إلى أشياعه بها يخبرونهم
    بمجيئه .


    فوثب أهلها على حاكمهم وأشياعه فقتلوهم، ودخل جلال الدين المدينة
    فملكها بدون قتال كبير ، فمضى يفتح المدينة بعد المدينة بغير عناء يذكر ، لأن
    أهلها كانوا يثورون على حاكمهم حين يقف جلال الدين على أبوابها ، فيلوذ هؤلاء
    الخونة بالفرار إلى جنكيز خان حتى دانت له سائر بلاد إيران .


    س 9 ماذا تعرف عن معركة سهل مرو ؟


    جـ 9 – بلغ جلال الدين أن جنكيز خان قد أرسل جيوشا عظيمة لقتاله بقيادة
    أحد أبنائه ، فتجهز للقائهم ، وسار بأربعين ألفا يتقدمهم جيشه الخاص الذي أتى به
    من الهند وسماه "جيش الخلاص" ، وكان قد بقي منه زهاء ثلاثة آلاف ، فلقي
    جموع التتار في سهل مرو ودارت بين
    الفريقين معركة من أهول المعارك ثبت فيها جيش الخلاص حتى باد معظمه ، واضطربت صفوف
    المسلمين فالتفت إلى محمود وقال له ، اثبت خلفي ، ولا تدع أحدا يأسرك ، وعجب
    السلطان من رباطة جأش الغلام ، فلما رأى المسلمون ذلك دبت فيهم الحمية ، فقاتلوا
    دون السلطان قتالا عنيفا .


    س 10 وضح دور جيش بخارى وسمرقند في معركة سهل مرو ؟


    جـ 10 – بينما هم كذلك يقاتلون مستميتين والسلطان في مقدمتهم والتتار ظاهرون
    عليهم ، إذا بصفوف التتار قد اضطربت ، وإذا بأصوات تسمع من خلفهم ؛ " الله
    أكبر ؛ الله أكبر ؛ نحن جنود الله ؛ أيها المسلمون ؛ قاتلوا المشركين " فعجب
    المسلمون من أمرهم ، وظن بعضهم أن هؤلاء ملائكة ، وما هي إلا لحظة حتى انهزم التتار ، ولكنهم
    لم يجدوا مهربا إذ تلقاهم المسلمون من أهل بخارى وسمرقند .


    وكانوا قد خرجوا من بلادهم عقب مسير التتار ، فكبسوهم من خلفهم على غرة
    منهم ، فأعمل الفريقان من المسلمين سيوفهم حتى أبادوهم على بكرة أبيهم .


    وفرح السلطان جلال الدين بجيش
    بخارى وسمرقند ، وأثنى عليهم ، وعرض عليهم الانضمام إلى جيشه فقبلوا شاكرين ".


    س 11 من الذي قتل ابن جنكيز خان عندما وقع أسيرا ؟ وكيف ذلك ؟


    جـ 11 أمر السلطان بالأسرى فقتلوا جميعا ، وكان فيهم قائدهم ابن جنكيز
    خان فأمر به فأُحضر لديه ليقتله بنفسه ،ولكن محمودا تقدم إليه قائلا : " يا خالى
    إنك لا تقتل إلا جنكيز خان نفسه ، أما ابنه هذا فدعه لسيفي فإنه غير أهل لسيفك
    " فتقدم محمود حتى دنا من الأمير التتري ، وكان قد شد بقيوده إلى الأرض ، فهز
    سيفه هزتين في الهواء ، ثم ضرب به عنقه
    ضربة أطارت رأسه ، فكبر الحاضرون فرحين معجبين بقوة الأمير الصغير .


    س 12 بم توعد جنكيز خان عندما بلغه نبأ الكسرة الشنيعة ومقتل ولده ؟


    جـ 12 بلغ جنكيز خان نبأ هذه الكسرة الشنيعة ومقتل ابنه،فتوعد بالمسير
    بنفسه لقتال جلال الدين ، وألا يرجع حتى يقتله، ويقتل ولي عهده ويذبح المسلمين
    رجالهم ونساءهم وأطفالهم ذبح الخراف .


    س 13 علم جلال الدين من عيونه أن جنكيز خان لن يفرغ من حروبه القبلية
    قبل ستة أشهر ففيم فكر ؟



    جـ 13 رأى ألا يضيع هذه المدة في غير عمل يزيد في قوته حتى يضمن لنفسه
    القدرة على الوقوف في وجه جنكيز خان إذا ما أقبل بقضه وقضيضه إليه .


    س 14 كيف صارت حالة بلاد جلال الدين بعد حروبه الطويلة ؟


    جـ 14 - نظر إلى بلاده فوجدها منهوكة القوى ، قد عمها الخراب التام
    ،وعضها الفقر المدقع ، وفشا فيها القحط ،
    ونضبت فيها الموارد ، وكسدت فيها الأسواق من عظم ما منيت به من غارات التتار
    ونهبهم ، وسلبهم وتخريبهم وتدميرهم ،
    فأيقن أنها لن تستطيع أن تمده بما يحتاج إليه من المال والعتاد والخيل
    والسلاح وغيرها من أسباب القوة ، ليصد بها جموع التتار
    .


    س 15 ظل السلطان جلال الدين أياما يفكر في وسيلة يسد بها خلته ، ويقوي بها ضعفه وبعد السبح الطويل في مهامه الفكر... إلام انتهي به
    المطاف ؟



    جـ 15 - فكر فيما كان يفكر فيه ،
    والده العظيم خوارزم شاه من الاستنجاد بدار الخلافة ، وملوك المسلمين وأمرائهم في
    الشام ومصر.


    س 16 ماذا كان رد الخليفة ببغداد ،و الملوك
    والأمراء ؟ وعلام عزم السلطان ؟



    جـ 16- باء الرسل إليه بالخيبة
    ولم يكن حظه من أولئك الملوك بأحسن من


    ظ أبيه . فغضب جلال الدين ، و عزم على قتالهم قبل التتار وتأديبهم،والاستيلاء
    على ما في أيديهم،والحصول على خيرات بلادهمليستعين بها في جهادالتتار.


    وقد رأى أن يبدأ بالملك الأشرف ؛ لأنه أغلظ له في الرد وكان من جوابه
    له: أنه ليس من الغفلة والجهل بحيث يساعد جلال الدين على عدوه ؛ ليخلو له الجو بعد
    ذلك فيغير على بلاده ، فلا فرق عنده بينه وبين التتار المتوحشين .


    س17ماذا فعل جلال الدين في بلاد الملك الأشرف ؟ وما الذي منعه من


    استكمال غزوه ؟


    جـ 17 توجه جلال الدين بعسكره إلى خلاط ، فهجم عليها ، بها الأفاعيل، فقتل
    أهلها ونهب أموالها ،وخرب قراها ، واستباحها
    واستاق منها أموالا عظيمة ، وظفر بغنائم كبيرة سيرها إلى بلاده .


    وكان في نيته أن يواصل غزوه على هذا النحو حتى يعصف ببلاد الشام كلها ،
    ويخلُص إلى مصر.


    ولو لا أن جاءته كتب من بلاده
    تنبئه بسير جنكيز خان نحوها ، فطار إليها على عجل ؛ ليفرغ لخصمه العنيد .


    س 18 كيف عاقب الله جلال الدين على ما أنزل ببلاد المسلمين من خسف
    ودمار ؟



    جـ 18 – وكأن الله شاء أن يعاقبه على ما أنزل ببلاد المسلمين من الخسف
    والدمار ، و قتل الرجال وسبي النساء ، واسترقاق الأطفال ، فافتقد في طريقه ثمرتي
    قلبه ؛ وأنس حياته: محمودا وجهاد ، حين كان يجتاز بلاد الأكراد قافلا إلى بلاده ،
    فكاد جلال الدين يموت من الغم ، وعزم ألا يبرح ذلك المكان حتى يقف على خبرهم .


    س 19 انشغل السلطان في البحث عن ولديه حين كان جنكيز خان يتقدم في
    بلاده . وضح ذلك ؟



    جـ 19 – كانت الرسائل تتوالى عليه من نواب بلاده يخبرونه بأن جنكيز خان
    قد قطع بجموعة النهر ، وانقضوا على بخارى فدمروها ، وانتقموا من أهلها شر انتقام ،
    وأنهم دالفون إلى سمرقند ، ففاعلون بها ما فعلوا ببخارى .


    س 20 كيف تغيرت طباع جلال الدين بعد فقده لولديه ؟


    جـ20 – تغيرت طباع جلال الدين وساء خلقه ، وأصابه مس من جنون الحيرة
    والقلق حتى صار لا يجرؤ أحد من رجاله على الدنو منه ، والكلام معه إلا باحتراس
    شديد وعكف على الخمر وأدمنها ؛ حتى صار لا يفيق من سكره .


    س 21 كيف قضى السلطان أيامه في
    مجاهل بلاد الأكراد بعد خطف ولديه ؟



    جـ21 –كان يقضي يومه هائما على وجهه في الأودية و الجبال يبحث عن ولديه
    الضائعين ، وقد فقد صوابه ، وأنهكه السهر والخمر وأمضه الحزن .


    س 22 تخيل جلال الدين أباه ودار بينهما حوار : وضح ذلك .


    جـ 22 – سُمع يقول : "
    أيها الرجل البخاري ، كأنك حاج من حجاج بيت الله الحرام ، ألا تقف عندي لحظة
    فأتبرك بك " ؟


    – لا :" إنك رجل أحبطت
    عملك ، فأخاف أن يمسني عذاب من الرحمن في اللحظة التي أقف فيها عندك "


    – " إني أراك تبكي أيها
    الوالى الصالح ، فما يبكيك؟ أأنت منكوب مثلي ؟ "


    –" إنما أبكي لحالك
    ..."- " تبكي لحإلى إذن ؛ أنت تحبني ..... "


    – " أجل إني أحبك يا
    جلال".- " يا جلال ؛ هكذا كان والدي رحمه الله يدعوني . دعني أتأمل في
    وجهك ... يظهر لي أن فيك شبها من والدي خوارزم شاه.- " "أنا خوارزم شاه
    يا جلال " " وأنا أبرأ إلى الله من عملك . ولو استطعت أن أبرأ منك لفعلت
    .


    ... أبعد جهادك التتار
    المشركين ، رجعت تقاتل المسلمين وتستحل دماءهم ؟ " وأموالهم ، و ديارهم و نساءهم ، و أطفالهم . أفترضى أن يصنع ذلك
    بنسائك وأطفالك ؟ " - " أواه
    لقد صنع ذلك بأطفالي ... لقد خطف مني محمود وجهاد . وا حزناه عل محمود وجهاد".


    - "جزاء وفاقا ".


    س 23 تسلل رجال جلال الدين من حوله . فلماذا ؟


    جـ 23 – يئس رجاله من رجوعه إلى صوابه ، وكانت الأنباء تأتيهم بتقدم
    جنكيز خان ، واستيلائه على المدينة بعد المدينة ، يقتل فيها ، وينهب ويدمر ، فعز عليهم أن يبقوا واقفين أمام سلطانهم
    المرزوء في عقله الميئوس من حاله ، حتى يطحنهم التتار وهم ينظرون ، فتسللوا من
    حوله ، ولحقوا بإخوانهم المجاهدين ، البخاريين والسمرقنديين الذين انفصلوا من قبل
    عن جلال الدين ، حين رأوه يقاتل بهم إخوانهم المسلمين .


    س 24 عاد جنكيز خان إلى بلاده لعلةأصابته وأصدر أوامر صارمة إلى رجاله
    فما هي ؟



    جـ 24 - خشي أن تودي العلة بحياته فيموت في غير مسقط رأسه ، فأصدر قبل
    رحيله أوامر صارمة إلى رجاله :ألا يقتلوا جلال الدين إذا ظفروا به ، وأن يجتهدوا
    في القبض عليه وحمله حيا إليه ، لينتقم منه بنفسه .


    س 25 علل : نجاة السلطان من التتار برغم اقترابهم الشديد منه.


    جـ 25 – كان قد بقي مع جلال الدين عدد قليل من رجاله ، عز عليهم أن
    يتخلوا عن سلطانهم وهو في تلك الحالة . فما شعر هؤلاء إلا بالطلائع قد كادت تحيط
    به ، فقاموا إلى السلطان فوجدوه سكران كدأبه ، فصبوا الماء على رأسه وأركبوه الفرس
    ونجوا به منهم .


    - وأفاق جلال الدين خلال ذلك فانطلق ، ولحق به رجال من العدو وأحاطوا
    به حتى لو شاءوا أن يقتلوه لأمكنهم ذلك ، ولكنهم
    أرادوا القبض عليه كما أمرهم جينكيز خان .


    وكان لا يبارى في ركوب الخيل ففاتهم حتى وصل إلى جبل الأكراد فلجأ إلى
    أحدهم وقال له : أنا السلطان جلال الدين استبقني وأخف مكاني عن العدو الذي يطاردني
    ، وسأجعلك ملكا ، فأخذه الكردي إلى بيته وأوصى أمرأته بخدمته .


    س 26 كيف خدع الكردي الموتور جلال
    الدين واستطاع قتله ؟



    جـ 26 -كان قد لمح جلال الدين كردي
    موتور ، ورآه حين دخل البيت ، فلما
    خرج صاحب البيت جاء الكردي وبيده حربة
    فقال لامرأة صاحب البيت : " لم لا تقتلون هذا الخوارزمي؟" فقالت :لقد
    أمنه زوجي " فقال الكردي : " لا أمان لهذا : إنه السلطان وقد قتل أخا لي
    في خلاط خيرا منه" .


    وكان جلال الدين رابط الجأش ولم ينبس ببنت شفة ، وما أتم الكردي كلمته
    ، حتى هز حربته فسددها بقوة إلى السلطان ، فحاص عنها فنشبت في الجدار خلفه ،وأسرع
    جلال الدين فاختطفها وقال له :" الآن سألحقك بأخيك " فقال له الكردي : "
    إن تقتلني كما قتلت أخي من قبل فلقد شفيت نفسي باختطاف ولديك !" .


    وقد زلزلت هذه الكلمة كيانه ، وأفقدته تماسكه فقال السلطان يسأله بلهجة
    حزينة : " ماذا صنعت بهما يا هذا ؟ قال الكردي " إنهما عندي ولن أسلمهما
    إليك حتى تؤمنني " .


    - قال جلال الدين وقد تهلل
    وجهه : "وقد أمنتك " قال الكردي :" لا أصدقك حتى ترمي هذه الحربة
    من يدك "، فألقاها جلال الدين على الأرض
    قائلا : " اذهب فأتني بهما ، وسوف أكافئك حين أقدر على مكافأتك " فقصد
    الكردي جهة الباب وهو يتوقع أن الحربة ستُدَق في ظهره ، حتى إذا أيقن أنه بمنجاة من
    بطش جلال الدين وقف خارج الباب وصاح : ( أيها المخبول نجوت منك ! لقد بعت ولديك
    لتجار الرقيق من الشام فلن يعودا إليك أبدا ) .


    وهمَّ الكردي بالهرب لولا أن رأى السلطان يتمايل حتى سقط على جنبه وهو
    يقول : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ! لقد بيع محمود وجهاد بيع الرقيق ) .


    س 27 ماذا قال جلال الدين لقاتله الكردي ؟


    جـ 27 – كر الكردي راجعا ، والتقط الحربة فطعن بها جنب السلطان جلال
    الدين،فنشبت بين ضلوعه ولم يحاول جلال الدين أن يدفع الكردي عن نفسه ،بل استسلم له
    قائلا : ( هنيئا لك أيها الكردي ، لقد ظفرت برجل أعجز جنكيز خان !أجهز علي وأرحني
    من الحياة فلا خير فيها بعد محمود وجهاد).


    وأراد الكردي نزع الحربة الناشبة بين الضلوع فلم يستطع حتى ساعده جلال
    الدين على ذلك وهو يقول : ( عجل بموتي حنانيك ) وسدد الكردي الحربة إلى صدر جلال
    الدين فدقها فيه حتى نفذ سنانها إلى الأرض وهو يقول " هأنذا أرحتك من الحياة
    ) .
    د / ياسر

    مُساهمة 2012-03-08, 12:52 من طرف د / ياسر

    الفصل
    الخامس س ، ج



    س 1 ما هواية جلال الدين ؟
    وكيف انتقلت إلى ابن أخته ؟



    جـ 1 – كان السلطان جلال الدين شديد الولع بالصيد . ربما كان يسنح له
    سرب من الظباء ، أو حمر الوحش وهو سائر في
    طريقه إلى غزوة أو قتال فينفتل عن جيشه في أثر السرب ولا يعود حتى يصيب شيئا منه
    فيأمر رجاله بحمله .


    وقد سرى هذا الغرام بالصيد منه إلى ابن أخته ، وكثيرا ما خرج محمود مع
    سيرون سائسه لاصطياد الأرنب البري خاصة .


    س 2 ما أسباب اختطاف محمود وجهاد ؟


    جـ 2 كان جماعة من أهل خلاط قد أمضهم ما فعل جلال الدين بأهلهم
    فتعاهدوا على اغتياله ولو كلفهم ذلك أرواحهم ، وساروا وراء عسكره يتربصون فرصة
    انفراده عنهم أو غفلة حرسه عنه فيهجمون عليه ، ولما أعياهم ذلك ، عقدوا العزم على
    اختطاف ولديه.


    س 3 كيف كانت حالة محمود وجهاد أثناء مسيرة الجيش ؟


    جـ 3 كانا ينتقلان في أكناف الجيش ، فحينا مع السلطان في المقدمة
    يتحدثان إليه ، وحينا في الساقة "مؤخرة الجيش" .


    س 4 كيف اختطف محمود وجهاد ؟ وما مصير سيرون السائس ؟


    جـ 4 -عندما كانا يسيران في مؤخرة الجيش شاهدا أرنبا بريا، فانطلق محمود و جهاد وراءه و
    معهما الحارسان ، ولم يكترث بهم أحد من الجيش ؛ اتكالا على وجود الحارسين مع
    الأميرين .


    وكان سبعة من الأكراد الموتورين يسيرون وراء الجيش غير بعيد منه ،
    متوارين خلف الأشجار ، وطلعوا عليهم من ثنية فجأة فأحاطوا بهم ، وتلقف أحدهم
    محمودا فأنزله من جواده وكمَّ فاه ، وقبض ثان على جهاد وصنع بها ما صنع رفيقه
    بمحمود ، وهدد الآخرون الشيخ سلامة وسيرون .


    ثم بدت من قبل سيرون محاولة للهرب فطعنه أحدهم برمحه في كبده حتى أثبته
    ، و رموا به في منحدر ضيق في سفح الجبل .


    س 5 – إلى أين ذهب الخاطفون بمحمود وجهاد ؟وكيف كانت الحياة هناك؟


    جـ 5 إلى جبل الأكراد الشطار الذين يقطعون الطرق على القوافل فينهبونها
    ، وعلى المسافرين فيقتلونهم و يخطفون أطفالهم ونساءهم فيبيعونها لتجار الرقيق


    س: 6 ماذا صنع بهما الأكراد وبالشيخ سلامة؟


    ج:6- جاء أحد تجار الرقيق إلى الجبل ، فعرضوهما عليه بعد أن غيروا
    اسميهما العربيين باسمين أعجميين فاشتراهما منهم بمائة دينار .


    - أما الشيخ سلامة فإنه لما عرض على التاجر أبى أن يشتريه ، وقال :


    " ما أصنع بهذا الشيخ الفاني"؟



    س 7 كيف كان حال محمود وجهاد بعد خطفهما ؟


    جـ 7 – كان محمود لا يكف عن التبرم والشكوى و يلعن خاطفيه ويعلن أنه
    ابن أخت السلطان جلال الدين ، وأن جهاد ابنته ، وأن من باعها أو اشتراها فهو متعرض
    لنقمة السلطان وسطوته .


    وكانت جهاد تواصل البكاء وتمتنع عن الطعام حتى نحل جسمها واصفر وجهها


    س 8 بماذا حدث سلامة الأميرين بعد بيعهما لتاجر الرقيق ؟ وبم نصحهما؟


    جـ 8 – قال لهما:" يا أميري الحبيبين قد رأيتما ما نحن فيه من
    البلاء والمكروه ، وإن علينا أن نلقاه بالصبر ؛حتى يأتينا الفرج من الله.


    أنتما من أولاد الملوك فجدير بكما أن تصبرا صبر الملوك.


    وإياكما والجزع ؛ فإنه لا يفيد شيئا،بل قد
    يسلمكما إلى مرض يودي بحياتكما . وأوصيكما بالسمع والطاعة للتاجر ؛ ليحسن
    معاملتكما ،ولا يتعرض لكما بسب أو إهانة .


    وإنه يعرف قدركما ولا يجهل قيمتكما ، وسيطلب فيكما ثمنا كبيرا فلا يتصدى
    لشرائكما إلا السراة والأمراء والملوك والخلفاء حيث تعيشان في قصورهم عيشة صالحة ،
    حتى تنقضي هذه المحنة القصيرة إن شاء الله.


    إن مولاي السلطان جلال الدين سينتصر على التتار بإذن الله ، وسأكتب إليه
    بأمركما فسيبعث في طلبكما من أطراف الأرض .





    س 9 مم حذرهماالشيخ ؟ ولماذا ؟


    جـ 9- قال:إياكما أن تقولا : إنكما من أولاد جلال الدين ،اكتما هذه
    الحقيقة
    فقد تسبب لكما متاعب أنتما في غنى عنها ، وقد تحول دون سهولة الاهتداء
    إليكما ، أما إذا بقي هذا السر مكتوما ، فسيكون الاهتداء إليكما يسيرا.


    س 10 فقد محمود الثقة في تحقيق النبوءة . فما المثل الذي ضربه الشيخ
    ليقنعه بإمكانية تحقيقها ؟



    جـ 10 – قال الشيخ : أما تذكر نبوءة المنجم يا أميري محمود إذ بشر بأنك
    ستكون ملكا كبيرا وتهزم التتار هزيمة ساحقة ؟ "


    قال محمود : ولكني أصبحت لا أومن بصدقها اليوم " ؛" هيهات أن
    يكون المملوك ملكا . إني لا أريد الملك ، وحسبي أن أعود أنا وجهاد إلى خالي ، وأقاتل
    التتار معه ".


    قال الشيخ : "اذكر قصة يوسف الصديق عليه السلام كيف بيع بدراهم
    معدودة لعزيز مصر ، فما لبث أن صار ملكا على مصر ، وهكذا تحدثني نفسي أنك ستكون
    كيوسف عليه السلام ، غير أن يوسف عليه السلام كان من بيت النبوة ، وأنت من بيت
    الملك .


    س 11 ماذا قال سلامة للتاجر ؟


    جـ 11- إني قد أوصيتهما بطاعتك فلن يخالفا أمرك ، فأوصيك بهما خيرا ،
    إنهما حديثا السن ، فارفق بهما ، بارك
    الله لك فيهما وبارك لهما فيك " .






    س12
    كيف تحول حال محود وجهاد بعد نصيحة سلامة؟



    ج_ عجب القوم إذ رأوا الغلام قد لان جانبه وانكسرت شكيمته ، والجارية
    قد سكن جأشها واطمأن بالها ، فتبعا مولاهما طائعين ، غير متمردين .


    س 13 علام استقر أمر القوم بشأن سلامة ؟


    جـ 13 اختلفوا في أمره ، فمن قائل: نطلقه يمضي حيث يشاء ، ومن قائل
    نستخدمه وندعه يحتطب لنا ، حتى اتفقوا آخر الأمر على أن يبقوه عندهم حتى يبيعوه
    لتاجر آخر قد يرغب في شرائه.


    س 14 كيف صار حال الشيخ سلامه بعد أن بيع محمود وجهاد ؟


    جـ 14 أوى الشيخ سلامة إلى محبسه ، وانكب على وجهه ، وجعل يبكي بكاء
    مرا ، وهاجت شجونه في حسرة وألم .


    س 15 ما الذي زاده حسرة وألما؟


    جـ 15- ...أنه استغل نفوذه على الطفلين ، وثقتهما به واطمئنانهما إليه
    ، في حملهما على الرضا بهذا الهوان ، و الخضوع لمن اشتراهما بمائة دينار، وأنه
    استغل سذاجتهما ، وخلبهما بسحر حديثه عن حقيقة حالهما ، وأوهمهما كذبا أن هذه محنة
    طارئة .


    وأخذ يقول: لقد فعلت ذلك حرصا على حياتهما . ثم يقول: ولكن ما قيمة
    الحياة إذا فقد المرء حريته وشرفه ، وصار سلعة تباع وتشترى ؟


    س 16 ما الخواطر التي جاشت بصدر الشيخ سلامة بعد أن ودع الأميرين ؟


    ج16- تذكر ما حدث لهذه الأسرة المنكوبة على مر السنين ، فقد رأى هزيمة خوارزم
    شاه
    ، وضياع مملكته ، وهزيمة السلطان جلال الدين بعده ، وإغراق أهل
    بيته من النساء ، واختطاف محمود وجهاد ، وعدم قدرته على مرافقتهما
    في وقت هم في أمس الحاجة له ، و أسواق الرقيق قد تفرق بينهما فإن قدر لهما أن يضمهما مالك واحد كان
    ذلك اتفاقا غريبا وصدفة غير مقصودة .


    س 17 كيف لقي الشيخ منيته ؟


    جـ 17 جاشت هذه الخواطر كلها بقلب الشيخ المكلوم ، فشعر بهم عظيم يسد
    ما بين جوانحه،ويأخذ بأكظامه،وملَّ الحياة وتمنى لو اخترمه الموت ،فأراحه من همومه
    وآلامه،وبقي أياما لا يذوق الطعام حتى وهنت قوته وساء حاله، وأصابته حمى شديدة،وبات
    يهذي منها طوال الليل حتى وجدوه في الصباح جسدا هامدا لا حراك به ، فكفنوه في
    ثيابه ، وأهالوا عليه التراب . على مرمى حجر من قبر السلطان جلال الدين.


    الفصل
    السادس : س ، ج



    س 1 كيف عامل التاجر الأميرين ؟ وما أثر ذلك عليهما ؟


    جـ1 – وصل بهما التاجر إلى حلب وكساهما ثيابا حسنة وأراحهما ،ولم
    يكلفهما أي عمل يقومان به ، ولم يحبسهما في المنزل بل تركهما يجيئان ويذهبان كما
    شاءا في ساحة الحي ، وكان لطيفا معهما طوال الطريق .


    س 2 لم عجب الغلامان من معاملة التاجر لرفيقهما بيبرس ؟


    جـ 2 – عجبا في أول الأمر من خلق الرجل :كيف يرفق بهما ذلك الرفق ، ثم يقسو هذه القسوة على الغلام ( بيبرس ) ؟


    ولكن سرعان ما زال عجبهما حين عرفا بيبرس وتمرده على مولاه ، وسوء خلقه
    ، وميله دائما للإباق منه " الهرب " ، فأدركا حينئذ أن مولاهما حكيم في
    سياسته ، يعامل كلا بما يستحق .


    س 3 ما موقف قطز وجلنار من بيبرس ؟


    جـ 3 – كان قطز يحسن إليه على غير علم التاجر ويقتطع له شيئا من طعامه
    ، وحلواه فيقدمه له فيلتهمه الصبي التهاما ، فنشأت صداقة متينة بينهما .


    أما جلنار فكانت مع شفقتها
    عليه تشعر بنفور شديد منه ، وتتقي نظراته الحادة كأنها سهام ماضية لا تقوى على
    احتمالها عيناها الوديعتان .


    س 4 كيف هيأ التاجر مواليه الثلاثة لعرضهم في سوق حلب ؟ وكيف كانت
    حالهما في الطريق إليه ؟



    جـ 4 – لما أصبح يوم الأربعاء أمر التاجر مواليه الثلاثة فاغتسلوا
    وكساهم ،وأصلح شعورهم وطيبهم ، ثم مضى بهم إلى السوق الكبير.


    أما بيبرس فقد أمسك التاجر بيده يجره جرا وهو يسبه ويلعنه .


    وأما قطز وجلنار فقد أطلقهما ، فسارا فرحين وما يظنان إلا أنهما ذاهبان
    لشهود هذا الموسم العظيم" الذي يقام كل أربعاء " .


    س 5 – قارن بين حال بيبرس وحال قطز وجلنار في سوق الرقيق؟
    جـ 5 – قعد بيبرس مطمئنا لا أثر عليه من
    امتعاض أو اكتئاب ، وجعل يجيل نظره الحاد
    فيمن حوله من الناس .


    فإذا رأى عبدا أسود أو جارية شوهاء أو غلاما قبيح الخلقة ضحك عليه ، وأشار لقطز إليه غير مكترث بالدلال الذي كان
    يحدُّه بالنظر.


    - أما قطز وجلنار فقد غلبهما الوجوم ،وأصبحا لا يعيان شيئا مما
    حولهما ، وظنا أنفسهما في منام ، لولا أنهما تذكرا ما وقع لهما من اختطاف اللصوص،و
    بيعهم.


    س 6 – ما الذي أمسك دمع الطفلين أن ينسكب ؟


    جـ 6 – ...حياؤهما من أن يبدو عليهما الضعف بين الناس ، أو يظهرا أقل
    جلدا ، واحتمالا من زميلهما الضاحك العابث .


    س 7 كيف بيع بيبرس ؟ ومن اشتراه ؟


    جـ 7 بدأالدلال ببيبرس ، ووضعه على المنصة وهو يتلفت يمينا وشمالا ،
    وقد جرده من ثيابه إلا ما يستر وسطه .


    فبدا يابس الساقين ، بارز الصدر ، مفتول الساعدين ، فنادى المنادي وهو
    يضرب على صدره وظهره :


    من للفتى القبجاقي؟ ينفع في
    الحماق


    يدفــع عن مولاه كيـد الذي
    عاداه


    فتقدم إليه رجل يظهر من سحنائه وزيه أنه تاجر من مصر ، فاشتراه ونقد
    الدلال ثمنه مائة دينار .


    وكان مالكه النخاس لا يطمع في أكثر من خمسين دينارا ولكن الدلال لاحظ
    شدة رغبة التاجر المصري فيه ، فأخذ يرفع قيمته ، حتى بلغ بها مائة.


    س 8 ما صفات الرجل الدمشقي الذي تعلق بصره بقطز وجلنار ؟


    جـ8- كان في الحاضرين رجل دمشقي جميل الهيئة ، تبدو عليه مخايل النعمة
    واليسار ، قد وخطه الشيب في رأسه ولحيته ، فزاده وقارا وهيبة .


    وقد حضر إلى سوق الرقيق من الصباح الباكر ، فظل زمنا يطوف على حلقات
    السماسرة ، يجيل بصره في وجوه الرقيق ، وما لبث قطز وجلنار أن شعرا بمكان هذا
    الشيخ الجميل الهيئة.


    س 9 ما شعور الرجل الدمشقي نحوهما ؟ وما شعورهما نحوه ؟


    جـ 9 - تضايقا أول الأمر من عينه العالقة ، وحسباه رقيبا موكلا
    باستطلاع ما يحاولان ستره عن العيون من الهم .


    ولكنهما ما لبثا أن رأيا الطيبة الناطقة في وجهه ، والحنان الفائض في
    عينيه ، فتبدل شعورهما نحوه ، وصارا يميلان إليه.


    س 10 فيم فكر الصبيان بشأن الشيخ غانم في سوق الرقيق ؟


    جـ 10 - أحسا كأنه صديق لهما يعرف حقيقة حالهما ، وسر نكبتهما ، قد جاء
    لينقذهما مما هما فيه ، ولعله يكون رسولا من قبل السلطان جلال الدين .


    س 11 كيف كانت طريقة الدلال في عرض بضاعته ؟ وكيف قطع قطز عليه حيرته ؟


    جـ11- كانت سنته في ذلك أن يبدأ بالأقل قدرا : ليحتفظ ببقاء الناس في
    حلقته،متطلعين إلى من يفضله من الباقين عنده .


    وقد حار :أي الصبيين يقدم ؟ ولكن قطزا قطع عليه هذا التحير في التخير ؛
    إذ قام فتقدم يعرض نفسه .


    س 12 كيف بيع محمود وجهاد في سوق الرقيق ؟


    جـ 12-أما محمود : فقد أوقفه الدلال على الدكة ووجهه يحمر خجلا
    ، يكاد ينبجس منه الدم وأخذ يقول :


    من للغلام الوسيم ؟ من
    للنجار الكريم


    لو لا صروف الليالى ما بيع هذا بمال


    ولم يكد الدلال يتم نداءه هذا حتى تسابق الراغبون في شرائه أيهم يفوز
    به؟ فجعلوا يتبارون في رفع قيمته ، حتى بلغوا بها مائتين وسبعين ، فأتمهما الدمشقي
    ثلاثمائة ، واشتراه .


    وأما جهاد : فقد أخذ
    بيدها ، فأقامهما على الدكة وقد تورد خداها وأخذت ترنو إلى قطز وإلى مولاه الشيخ
    كأنما تستعطفه أن يحوزها ولا يدع أحدا غيره يفوز بها دونه فجعل يقول :


    يا قطرة من الندى
    يا فلقة من القمر


    يا نسمة من الشذى تنفست وقت السحر


    فتنافس الحاضرون على شرائها ، ولكن الرجل الدمشقي ظل يزايدهم في الثمن
    حتى بلغ ثلاثمائة دينار ، وكان قد عزم على أن يقف عند هذا الحد ، لولا أن نظر إلى
    قطز فرآه ممتقع الجبين يابس الشفتين ينتفض من القلق ، والدمع في عينيه يستعطفه ألا
    يبخل بالزيادة لئلا يفرق بينه وبين رفيقته .


    فرق له ، وغلبته الشفقه فزاد
    أربعين دينارا دفعة واحدة ؛ ليقطع على منافسه السبيل ، واشتراها بثلثمائة
    وخمسين دينارا
    .


    س3: صف سوق الرقيق .


    ج3- كانت سوقا كبيرة ، فيها أقسام كثيرة ، كل قسم منها يسمى سوقا ،
    فقسم للرقيق ، وقسم للملابس والأقمشة ، وقسم للآنية ، وقسم للحبوب والغلال ، وقسم
    للإبل والماشية ... .


    الفصل
    السابع: س ، ج



    س 1 أين اطمأن بالصبيين المقام ؟


    جـ 1 اطمأن بهما المقام بدمشق عند سيدهما الجديد الشيخ غانم المقدسي ،
    ونزلا في قصره الكبير .


    س 2 ماذا تعرف عن الشيخ غانم المقدسي ؟


    جـ 2 كان من أعيان دمشق وكان رجلا طيبا يحب الصدقة ، ويحضر مجالس العلم،وقد
    كبر في السن ولم يسلم له من الولد إلا ابن يدعى موسى ، أنفق في تربيته وتهذيبه
    كثيرا من المال ؛ ليجعل منه رجلا صالحا يخلد ذكره ، ولكن موسى أخلف ظن أبيه فيه .


    س 3 – اذكر أهم صفات موسى بن غانم المقدسي ؟


    جـ 3 – نشأ فاسد الخلق ميالا إلى الشراب واللهو ، ومخالطة عشراء السوء
    من الفتيان الخلعاء الماجنين .


    س 4 حاول الشيخ غانم إصلاح ابنه موسى ... فما النتيجة ؟ ولماذا لم
    يطرده؟



    جـ 4 – لقد حاول أبوه معه بكل وسيلة فلم يفلح ، وما زاد موسى إلا عتوا
    ونفورا حتى يئس من إصلاحه،فترك حبله على غاربه واعتبره كأن لم يكن،ولو لا مكان والدته
    وشفاعتها له لطرده من البيت .


    س 5 الشيخ غانم المقدسي .. إلا م دفعه يأسه من ابنه ؟


    جـ 5 – دفعه يأسه من ولده إلى التفكير في أن يبتاع غلاما وسيما عسى أن
    يتخذه ولدا يأنس به ، ويطمأن إليه ، ويجد عنده من البر والاستقامة ما فقده في ولده
    ، فظل زمنا يتتبع أسواق الرقيق ليجد الغلام الذي يطمح إليه حتى وجد ضالته في قطز
    فاشتراه ولم يتردد.


    س 6 –لماذا اشترى غانم كلا من : قطز وجلنار ؟


    جـ 6 – قطز : ليتخذه ولدا يأنس به ويعوضه عن ابنه الفاشل العاق
    موسى ، ولما توسم فيه من الخير والنبل .


    جلنار : لأنه عندما نظر إلى قطز رآه ممتقع
    الجبين ، يابس الشفتين ينتفض من القلق ، والدمع في عينيه يستعطفانه ألا يبخل
    بالزيادة لئلا يفرق بينهما.


    - و ليتخذها ابنة تؤنسه وتؤنس زوجته العجوز .


    س 7 شاء الله ألا تخطئ فراسة
    الشيخ في الصبيين وضح ذلك .



    جـ 7 – نعم.. فلم تمض عليهما في حوزته إلا أيام قلائل حتى تبين
    إخلاصهما في حبه وتعلقهما الشديد به ، فأحبهما وأنزلهما من نفسه منزلا كريما ،
    وبالغ في رعايتهما والحدب عليهما،وخصص لهما من ساعدهما على تعلم اللسان العربي.


    س 8 بلغ الناس موت جينكيز خان ... فما أثر ذلك فيهم؟


    جـ 8 – فرح الناس بذلك فرحا عظيما ،وذهب عنهم ما كان يسارهم من الخوف
    والهلع ، وحمدوا الله على أن كفاهم شر أولئك الغزاة المتوحشين .


    س 9 بلغ الناس كذلك موت السلطان جلال الدين ...فما أثر ذلك فيهم ؟


    جـ - منهم من شمت بموته لما ارتكبه في بلاد الملك الأشرف من
    الأفاعيل. ومنهم من حزن عليه لما قام به هو و أبوه من قبله من جهاد التتار
    وصد جموعهم عن بلاد الإسلام .


    س 10ما أثر موت جلال الدين في قطز وجلنارخاصة؟وما الذي خفف عنهما؟


    جـ 10- حَزِنا حُزنا شديدا فقد كان يمنيان أنفسهما بالرجوع إليه ،
    فانقطع أملهما في ذلك ، وأيقنا أنهما سيبقيان في الرق إلى الأبد .


    - وخفف من حزنهما ما كان يجدان من بر مولاهما وحسن رعايته وإحسانه .


    س 11 كم عاما مرت عليهما في
    قصر الشيخ غانم ؟



    جـ 11 – مرت السنون سراعا ، وتوالت الأحداث تترى ، وانقضت لهما في بيت
    الشيخ غانم المقدسي عشرة أعوام أو تزيد.


    نموا فيها وترعرعا حتى بلغ قطز مبلغ الرجال ، وبلغت جلنار مبلغ النساء
    . وكانت الألفة التي بينهما تنمو معهما فشعرا بفيوض من السعادة .


    س 12 هل كان الشيخ وزوجته يعلمان بهذه الصلة بينهما ؟ وماذا صنعا بهما ؟


    جـ 12 كان مولاهما الشيخ وزوجته يعلمان بهذه الصلة البرئية
    الطاهرة بينهما فشملاهما بالعطف والرضا ، ووعداهما
    بتزويج أحدهما من الآخر حينما تتهيأ الفرصة ، ويخف الشيخ من مرض الشلل الذي ألم به
    ؛ لكي يحتفل بعرسهما .


    س 13 ماذا صنع الشيخ غانم
    عندما تطاول به المرض ؟



    جـ 13 – لما تطاول به المرض أراد أن يحتاط لمستقبلهما فأوصى لهما بجزء
    من أملاكه ، وبأن يعتقا إذا ما دهمه الموت قبل أن يهيئ لهما أمرهما .


    س 14 على أن الجنة التي يعيش بها هذان الحبيبان لم تخل من شيطان يعكر
    صفوها عليهما . وينفث فيهما سمومه نكاية بهما وسعيا في إخراجهما منها


    ما المراد بكل من : الجنة – الشيطان – الحبيبان ؟


    جـ14 – قصر الشيخ غانم – موسى بن غانم – قطز وجلنار.


    س 15 لماذا زادت غيرة موسى من قطز ؟


    جـ15 … لما انفرد به دونه من ثقة أبيه حتى سلمه مقاليد خزانته ،وأسند إليه
    إدارة أمواله وأملاكه ، فكان قطز يوزع صدقاته ونفقاته على أقاربه وذويه ، وينفق
    على حاجات القصر ومن فيه من الخدم والعبيد ، ولا يخرج دينار ولا درهم إلا من يده .
    فشق ذلك على موسى ، وغاظه أن يتسلم راتبه اليومي من يد مملوك أبيه .


    س 16 وما الذي زاده حقدا ؟


    جـ 16 … أنه كثيرا ما يحتاج إلى المال لينفقه في سبيل غيه وفساده ،
    فيتوسل إلى قطز ليعطيه زيادة على راتبه من غير علم أبيه ، فيأبى قطز ويقول له :


    " هذا مال سيدي ، إنما أنا أمين عليه فلا أفرط فيه ،ولكن استأذن
    أباك فإن أذن لك أعطيتك منه ما تحب ... فيتوعد قطزا ويتهدده ، وقطز لا يأبه له .


    س 17 لم تسلم جلنار من إيذاء موسى ومضايقاته . وضح .


    جـ17 – نعم ؛ إذ كان يغازلها ويعترض لها بكل سبيل ويسمعها كلمات يندى
    لها جبينها ويمجها سمعها ، فلما كثر ذلك عليها شكته إلى مولاتها ، فعنفته أمه على
    فعله قائلة له: إنها زوجة قطز ولا سبيل له عليها ، وهددته بقطع نفقته وطرده من
    المنزل إذا عاد إلى مضايقتها ، فزاده هذا كراهية لقطز وغيره منه .


    س 18 وما موقف قطز من موسى ؟ولماذا لم يشكه إلى أبيه؟


    جـ 18- كان قطز يعطف على هذا الشاب الفاسد ويرق لحاله ، ويتحمل كثيرا
    من أذاه ،ولا يشكوه إلى أبيه؛ لئلا يؤذيه ويزيد في مرضه،وكان كثيرا ما ينصحه
    بالإقلاع عما هو فيه من الشراب والفساد أو الإقلال منهما ، ويعده بالسعي عند والده
    ليرضى عنه ويزيد في راتبه ، فما يزيده هذا إلا بغضا لقطز ، وتعاليا عليه .


    س 19 اشتدت العلة بالشيخ غانم . فقلق عليه الجميع إلا ابنه موسى ؛
    فلماذا ؟



    جـ 19- لقد فرح موسى وجهر بأنه سيخلو له الجو بموت أبيه فيتصرف في أمواله وأملاكه كما يشاء ،
    وينتقم من قطز ، وينتزع جلنار منه .


    وصار يشرب في القصر مع ندمائه ، حتى ضجت منه والدته ذات ليلة ، واشتدت
    عليه فهم بضربها لولا أن جاء قطز فدفعه عنها .


    س 20 لقي قطز وجلنار العنت والكيد من موسى بعد وفاة الشيخ غانم . وضح.


    جـ 1- أخذ يضطهدهما ، ويعتدي
    على قطز بالسب والضرب ، فما يجيبانه بغير الصبر والسكوت إكراما لمولاهما الراحل ، ورعاية
    لمولاتهما الحزنى.


    2- اتصل بجماعة من فقهاء السوء
    فأبطلوا له وصية أبيه ، ولما علمت مولاتهما بذلك وعدتهما بأنها ستجتهد حين تقسم التركة
    أن تجعلهما من نصيبها فتعتقهما وتزوجهما وتجعل لهما رزقا يعيشان منه .


    3 – وعلم موسى بما عزمت عليه أمه ، فأجل قسمة الميراث طمعا في أن يحول دون ما
    تريد .


    و أخذ يتقرب إلى جلنار ويقول
    لها : " أصبحت اليوم ملك يميني ، سآخذك زوجة لي ، ويكون قطز عبدا لك "
    فما تجيبه إلا بالسكوت والإعراض.


    4 – ولما يئس من رضاها ذهب إلى وصي أبيه وادعى أن جلنار كانت سبب
    الفرقة والخصام بينه وبين والدته ، وأخذ يلح عليه في بيعها ، فما كان من الوصي إلا
    أن باع الجارية .


    س 21 وكان قطز واقفا ينظر إليهما ، ويبكي ، حتى إذا رأى موسى قد أقبل
    ومعه السمسار وجماعته ، كفكف دمعه وكتم جزعه ، وأظهر التجلد.


    في أي موقف كانت هذه العبارة ؟


    جـ21 عندما كانت تباع جلنار بتحريض من موسى .


    س 22 " يا مولاتي لا أريد بخدمتك بدلا ، بيد أني أخاف أن يتحرش بي
    موسى - وقد نفد صبري – فأسيء إليه فيغضبك ذلك مني ".


    من المتحدث ؟ ومن المخاطب ؟ وبم رد المخاطب ؟


    جـ 22 - المتحدث قطز- والمخاطب مولاته أم موسى - وردت عليه قائلة :


    " معاذ الله أن أغضب لموسى منك . و الله لو قتلته لأرحتني منه
    ".


    س 23 إلى أين ذهب قطز بعد ذلك ؟


    ج23- استأذن قطز مولاته ، فمضى إلى صديقه الحميم الحاج علي الفراش ،
    وكان شيخا صالحا يخدم سريا آخر من سراة دمشق وأعيانها يقال له:ابن الزعيم ، فمضى
    قطز يشكو إليه ما أصابه من اضطهاد موسى بعد وفاة أبيه ، وما مني به من فراق جلنار ،
    وكيف أنه سئم الحياة بعدها ، فجعل الحاج يلاطفه ويسليه .


    س24 من أول من عرف حقيقة قطز التاريخية ؟ وما المناسبة ؟


    جـ24- الحاج علي الفراش.


    – عندما كان قطز عنده يشكو له فأقبل موسى فدخل الباب وبيده سوط : وقال
    له : " ماذا تصنع هنا يا هذا ؟ أما تذهب لعملك في القصر ؟ " فلم يجبه
    قطز وأشاح عنه بوجهه .


    فاستشاط موسى غضبا وأراد أن يضربه بالسوط فتلقاه قطز بيده وأمسك بطرف
    السوط فلم يقدر موسى على انتزاعه ، وقال له قطز عند ذلك :


    " لو شئت لأوجعتُك بسوطك هذا ضربا ، فمثلك أيها السكير لا يقدر على
    مثلي ، وما يمنعني من البطش بك إلا احترامي لذكرى أبيك ".


    فلطمه موسى على جبينه فاحمر وجه قطز ، ونظر إليه بعينين متقدتين كأنهما
    جذوتان من النار ملأتا قلب موسى رعبا ،فانصرف عنه وهو يسبه ويلعن أباه وجده .


    ثم ارتمى على المصطبة ، ساترا وجهه بيديه ،وجعل يبكي بكاء شديدا ، حتى
    رق له صاحبه وقال له : "خفض عليك يا قطز ، فالأمر أهون من أن يثير دمعك ،
    أتبكي من لطمة خفيفة من يد جبان ضعيف ؟ "


    فقال قطز :" سامحك الله أتظن بكائي من تلك اللطمة ! إن بكائي من
    لعن أبي وجدي ، وهما خير من أبيه وجده ".


    فقال الحاج علي " لا تقل
    ما ليس لك بحق يا قطز ، أنت والله خير منه ألف مرة ، أما أبوك وجدك فليسا بخير من
    أبيه وجده المسلمين ، إذا شرف الإسلام فوق كل شرف " .


    قال قطز " أتظن أبي وجدي كافرين ، ألم تسمع يا حاج علي بجلال
    الدين ابن خوارزم شاه ،الذي جاهد التتار ، فأنا ابن جهان خاتون أخت جلال الدين ،
    ووالدي الأمير ممدود ابن عمه ، واسمي محمود ، وإنما سماني قطزا اللصوص الذين
    اختطفوني وباعوني ، عاملهم الله بما يستحقون "


    س 25 الآن تحققت فراستي وصدق ظني فيك . والله الذي لا إله إلا هو لقد
    حدثني قلبي منذ أول يوم عرفتك فيه أنك لست مملوكا جلب من مجاهل ما وراء النهر . وأنك
    ترجع إلى أصل كريم ورجحت آخر الأمر أنك من أولاد جلال الدين بن خوارزم شاه "
    .


    من المتحدث ؟ ومن المخاطب ؟ وما المناسبة ؟


    ج25 علي الفراش – قطز – عندما اعترف له قطز بحقيقة أصله .


    س 26 كيف عرف الحاج علي الفراش أن قطز هو الأمير محمود ابن أخت السلطان
    جلال الدين ؟



    جـ 26- قال لقطز : لما رجح عندي أنك من أولاد الملوك أو الأمراء جعلت
    أقص عليك من أنبائهم ، وأختبر أثر حديثي في وجهك كلما ذكرت ملكا من الملوك أو
    أميرا من الأمراء .


    فكنت إذا ذكرت جلال الدين عندك ووقائعه مع التتار ، ألمح تغييرا في
    وجهك ، واختلاجا في شفتيك ، وقد كررت هذه التجربة فأيقنت أن لك صلة بجلال الدين ،
    ورجحت أنك من أولاده .


    س 27 - ما الطريقة التي فكر فيها الحاج علي لخلاص قطز ؟ وهل وفق فيها ؟


    جـ27- قال له : سأقص على سيدي
    ابن الزعيم خبرك : فسيشتاق لرؤيتك حين يعرف أنك من أولاد السلطان جلال الدين ، فقد
    كان مع شيخه ابن عبد السلام كثير الاهتمام بنجدة جلال الدين في جهاد التتار .


    فإذا قابلته سأذكر له طرفا من حال موسى ابن الشيخ غانم معك واضطهاده لك
    . وأقص عليه ما وقع منه اليوم ،و سأشير عليه عندئذ بشرائك منهم وسيكون لك مثل
    المرحوم الشيخ غانم أو خيرا منه.


    قال قطز : ولكني أخشى ألا يرضى
    موسى ببيعي لسيدك . قال الحاج علي: لن ندع موسى يعلم بشيء من هذا و وسيطلبك سيدي
    بنفسه من الوصي ، ولن يتردد الوصي في إجابته.


    أتم الحاج علي الفراش الخطة
    التي دبرها لخلاص صديقه ، فنجحت على خير وجه ، وانتقل قطز إلى ملك السيد ابن
    الزعيم .


    الفصل
    الثامن س ، ج



    س 1 – هل هدأت نفس قطز عند ابن الزعيم ؟ ولماذا؟


    جـ - لم يكد قطز يسكن إلى كنف مولاه الجديد ، ويستريح قلبه من عنت موسى
    واضطهاده حتى تذكر فراق جلنار ، فذهبت نفسه حسرات عليها ، وشفه الوجد والحنين حتى
    اصفر وجهه ونحل جسمه وتقرحت مقلتاه من طول السهر والبكاء .


    كأنما كان مشغولا عن ألم فراقها بما كان يكابده من المحنة بموسى ، فلما
    سلا هذه المحنة في قصر سيده الجديد، ذكر محنته الكبرى بفراق جلنار.


    س 2 وكذلك قد تنزل بالمرء مصيبتان فتنسيه الصغرى منهما الكبرى حتى إذا
    زالت الصغرى عادت الكبرى من جديد. ما المقصود بالمصيبتان ؟


    جـ - المصيبة الصغرى : موسى ، والمصيبة الكبرى : فراق
    جلنار .


    س3 كيف عامل ابن الزعيم " قطزا " ؟


    جـ - رق السيد ابن الزعيم لحال مملوكه ، فبالغ في تكرمته والبر به ،
    واجتهد أن يصرفه عن لوعته وحزنه ، فكان يدنيه منه ، وعرض عليه أن يزوجه ، وأوصى
    خادمه الحاج علي الفراش ، بألا بألو جهدا في العناية بقطز وتسلية همه ، فلم يدع
    وسيلة من الوسائل لتسليته وتعزيته إلا استعملها.


    وكان الحاج علي ، خبيرا بأدواء القلوب ، عليما بعلاجها ، فما زال بصديقه
    الحزين يخفف عنه ، ويسليه ، ويتنزه به في ضواحي المدينة ، و يرود زحمة الأسواق ،
    ويغشى به مجالس العلم في المسجد حتى استطاع أن يكسر سورة الحزن في قلبه ، ووكل
    الباقي إلى الأيام ؛ لتقضي عليه .


    س 4 بماذا تعلق قلب قطز ؟ وما الذي صار إليه ؟ وما مظاهر ذلك ؟


    جـ - أخذت المملوك الشاب عقب ذلك جذبة إلهية ، فتعلق قلبه
    بالعبادة والتقوى ، فكان يصلي الفروض
    لأوقاتها ، ويحافظ على النوافل ، وأكثر من تلاوة القرآن ، وتردد على مجالس العلم
    في جامع المدينة ، ولا سيما دروس الشيخ ابن عبد السلام ، لا يفوته درس.


    س5 ما موقف ابن الزعيم من تردد قطز على مجالس العلم ؟


    جـ - كان سيده ابن الزعيم يشجعه على ذلك ويثني عليه ، وما كلفه قط عملا
    يحول بينه وبين حضور هذه المجالس .
    د / ياسر

    مُساهمة 2012-03-08, 12:54 من طرف د / ياسر

    س6 ماذا تعرف عن السيد ابن الزعيم ؟


    جـ - كان السيد ابن الزعيم من كبار أنصار الشيخ ابن عبد السلام ومن
    خواص أصحابه يحسن إليه ويقضي حوائجه ويناصره في دعوته بنفسه وماله .


    وكان الشيخ يحبه لاستقامته ، وإخلاصه وغيرته على الدين ويقبل عطاياه على
    عفته الشديدة .


    وكان ابن الزعيم يتعصب له ويجمع حوله الأنصار وينفق على ذلك من ماله.


    والسيد ابن الزعيم مثل صالح
    للغني الشاكر نعمة الله عليه فكان ينفق منه على الفقراء ، والمساكين وذوي الحاجة
    من الأرامل واليتامى ، وكان يرى أن لدينه
    ووطنه حقوقا عليه لا تبرأ ذمته حتى يؤديها .


    س7 ماذا تعرف عن الشيخ العز بن عبد السلام ؟


    جـ - كان الشيخ ابن عبد السلام مثلا صالحا للعالم العامل بعلمه ،
    الناصح لدينه ووطنه ، الآمر بالمعروف ، والناهي عن المنكر لا يخاف في الله لومة
    لائم ،و لا يتَّجر بدينه ولا يريد الدنيا بعلمه ، ولا يشتري بآيات الله ثمنا قليلا
    .


    س8 كيف تعرف الشيخ ابن عبد السلام على قطز ؟


    جـ - جاء الشيخ يوما إلى دار ابن الزعيم يزوره ، ودخل قطز عليهما بشراب
    الورد ليقدمه للشيخ ، فلما رآه الشيخ قال : من هذا الشاب ؟ أحسبني رأيته مرة في
    حلقة الدرس " فأجابه ابن الزعيم:


    هذا مملوك كان لجاري الشيخ غانم رحمه الله اشتريته قريبا ، وهو يحبك يا
    سيدي ويحضر دروسك ويستمع إليك " قال الشيخ " :


    إنه ما علمت لشاب صالح " فقال ابن الزعيم :


    " أجل إنه صالح ومن أصل كريم ، وإنه من بيت السلطان جلال الدين بن
    خوارزم شاه " إلى آخر قصته .


    س9 بم علق الشيخ على هذا الحديث؟


    ج 9- تلا قوله تعالى : " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء
    ، وتنزع الملك ممن تشاء ،وتعز من تشاء ،وتذل من تشاء بيدك الخير ، إنك على كل شيء
    قدير ".


    وسكت هنيهة ثم قال : " مسكين جلال الدين ، خذله ملوك المسلمين
    ،وكان يجاهد التتار دونهم حتى قضوا عليه .


    غفر الله له ما أساء إلى المسلمين في بلاد خلاط ، لو لم يرتكب هذه
    الزلة لكان من المجاهدين الأبرار .


    س10 لماذا اشترى ابن الزعيم " قطز " ؟


    جـ - قال ابن الزعيم : " إني ما اشتريته إلا لأعتقه ، ولو لا حبي
    له وخشيتي أن يفارقني فتضيق به سبل الحياة
    لأعتقته من قبل ".


    س11 كيف توطدت العلاقة بين قطز وابن عبد السلام وابن الزعيم ؟ ولماذا
    وثقا فيه ؟



    جـ 11- عرف الشيخ ابن عبد السلام قطزا ، فصار يدينه من مجلسه إذا حضر
    لاستماع الدرس ، ويسأله عن سيده ابن الزعيم ويحمله تحيته ، وأحيانا يبعثه برسالة إليه
    ، وسرعان ما وثق به سيده والشيخ ، لما رأيا فيه من ....


    1 – رجاحة العقل. 2 –
    حصافة الرأي.


    3-كمال الرجولة .
    4 – الاضطلاع بمهام الأمور.


    – فأتمناه على أسرارهما ، فكان أحدهما يقول له ما يشاء من الكلام
    ليبلغه للآخر ، من أمور تتصل بحركتهما السياسية أو الإصلاحية لا في دمشق وحدها بل
    في سائر بلاد الشام وغيرها من البلاد الإسلامية .


    س12 ما السياسة التي كان الشيخ وأنصاره ينتهجونها ؟ وما المرمى الذي
    يرمون إليه ؟



    جـ12 - عرف قطز في هذه المدة القصيرة التي قضاها في خدمة ابن الزعيم
    كثيرا من أحوال العالم الإسلامي إذ ذاك ، وأحوال ملوكه وأمرائه والحزازات التي
    بينهم والمنافسات علي الملك ، وموقف كل منهم من معاداة الصليبيين أو موالاتهم .


    وأدرك السياسة التي كان الشيخ وأنصاره ينتهجونها ، والمرمى الذي يرمون إليه
    وهو توحيد بلاد الإسلام وتكوين جبهة قوية من ملوك الإسلام وأمرائه لطرد الصليبيين
    من البلاد التي يحتلونها في الشام ولصد غارات التتار التي تهددهم من الشرق.


    س13 ماذا اقتضت هذه السياسة ؟


    ج13ـ كانت تخص بالمناصرة والتأييد أقوى ملوك المسلمين وأصلحهم للاضطلاع
    بهذه المهمة الكبرى ممن لا يميلون إلى موالاة الصليبيين.


    و تسعى للقضاء على من يواليهم أو يخضع لنفوذهم من الملوك والأمراء .


    فكان الملك الصالح نجم الدين أيوب صاحب مصر على رأس الفريق الأول. وكان
    على رأس الفريق الثاني عمه الملك الصالح " عماد الدين إسماعيل " صاحب
    دمشق. وكان العداء بينهما مستحكما،والتنافس بينهما شديدا .


    س14- "وكان الشيخ ابن عبد السلام يراسل الملك الصالح أيوب ،
    ويحرضه على تطهير بلاد الشام من الصليبيين أسوة بجده المجاهد العظيم السلطان صلاح
    الدين ، وبعده بمناصرة عامة أهل الشام ...


    فماذا كان الرد ؟


    جـ - كان يعده فيها بالقيام
    بذلك عندما تسنح الفرصة وتتم الأهبة.


    س15- علم الصالح إسماعيل بحركة ابن عبد السلام فماذا فعل ؟


    جـ - أراد القبض عليه ولكنه خشي أن يثور أنصاره فيؤلبوا العامة عليه ،
    فأجل ذلك إلى حين .


    س16 الصالح إسماعيل مثال للملك الخائن لدينه ووطنه ، وضح.


    جـ - عزم الصالح أيوب على المسير إلى الشام ، فاشتد خوف الصالح إسماعيل
    ، وعزم على غزو مصر قبل أن يغزو ملكها بلاده ، فبعث إلى أميري حمص وحلب يطلب منهما
    النجدات ، وكاتب الفرنج واتفق معهم على مساعدته والمسير معه لمحاربة سلطان مصر
    وأعطاهم في سبيل ذلك ، الكثير من بلاد الساحل ، وما اكتفي بذلك حتى أذن لهؤلاء
    الأعداء في دخول دمشق ، وشراء الأسلحة وآلات الحرب من أهلها .


    س17 أدرك الشيخ ابن عبد السلام الخطر الذي يتهدد بلاد الإسلام من هذا
    الخطب الفادح فماذا صنع ؟



    جـ - كتب رسالة قوية إلى الصالح أيوب يحثه فيها على التعجيل بالجهاد
    ويتوعده فيها بغضب الله ونقمته وعذابه إذا تهاون في المسير .


    حتى إذا كان يوم الجمعة وامتلأ الجامع الكبير بالناس ،دخل الشيخ ابن
    عبد السلام من الباب الخاص بالخطيب ، و رقى المنبر فتطلعت إليه العيون ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلى على نبيه عليه
    الصلاة والسلام .


    س18 اذكر أهم ما جاء بخطبة الشيخ ابن عبد السلام ؟


    جـ18 – ذكر الجهاد وفضائله وكيف كان النبي وأصحابه يجاهدون المشركين حتى
    علت كلمة الله ، وبلغت دعوة الإسلام إلى المشرق والمغرب ، وأن آخر هذه الأمة لا
    يصلح إلا بما صلح به أولها ، ولم يصلح أولها إلا بالجهاد في سبيل الله .


    2 – ثم ذكر ما أوجب الله على المسلمين من طاعة أولي الأمر منهم ، وما
    أوجب على أولي الأمر من النصح للإسلام وأهله ، والقيام بحماية بلادهم حتى يأمنوا
    على دينهم ، وأعراضهم وأنفسهم وأموالهم .


    فأيما سلطان أو ملك أو أمير فرط في حفظ بلاد المسلمين ، وعرضها للوقوع
    في أيدي الكافرين ، فقد أبرأ ذمة الله والمسلمين منه ، وخلع بيده طاعتهم له .


    3 – ثم أوجب تحريم بيع السلاح للعدو تحريما باتا لا رخصة فيه ولا
    استثناء.


    4 – وندد بعلماء السوء الذين يفتون الناس بالباطل ، ويحرفون الكلم عن
    مواضعه ، ويشترون بآيات الله ثمنا قليلا ، ويجبنون عن الجهر بكلمة الحق ويخافون
    الملوك ولا يخافون ملك الملوك .


    5 – وقال : " أيما مسلم باع للعدو سلاحا أو أعان على بيعه لهم فقد
    خان الله ورسوله وخان المسلمين " وتلا قوله تعإلى : ومن يتولهم منكم فإنه
    منهم " رددها ثلاثا.


    ثم قعد ولما أخذ في الخطبة الثانية جعل يدعو الله أن يعز الإسلام وأهله ، وكان يدعو في آخر
    خطبته للصالح إسماعيل ، فقطع الدعاء له في الخطبة ، واكتفي بالدعاء لمن يعلي كلمة
    الإسلام وينصر دين الله .


    س19 " انصرف الناس من الجامع ، ولا حديث لهم إلا خطبة الشيخ ابن
    عبد السلام يفخر من سمعها علي من لم يسمعها ، ويريد من لم يسمعها لو أنه خسر شطرا
    من عمره وسمعها ...."علام اتفق الناس ؟ وعلام اختلفوا؟


    جـ - اتفق السامعون على الإعجاب بها ، واختلفوا في وجه الإعجاب


    1 – فمن معجب ببلاغة الشيخ.


    2 – ومن معجب بقوة حجته.


    3 – ومن معجب باطراد بيانه وتسلسله.


    4 – ومن معجب بشجاعته ورباطة جأشه.


    - واتفق الناس في الإشفاق على مصيره ،ولكنهم اختلفوا في تقدير ما يناله
    من عقوبة الصالح إسماعيل !


    1 – فمن قاطع أنه سيقتله ،


    2 – ومن ذاهب إلى أن سيحبسه ،


    3 – ومن مرجح أنه سينفيه ويصادر أملاكه ،


    4 – وآخر يرى أنه سيعزله عن الخطابة ، ويشتت شمل أنصاره.


    س20 علام أسف الناس جميعا؟


    جـ - كانوا جميعا آسفون " لأنهم لن يسمعوه يخطب بعد ذلك اليوم .


    س21 أين كان الصالح إسماعيل أثناء الخطبة ؟ وماذا فعل ؟


    جـ - كان الصالح إسماعيل غائبا
    عن دمشق يومذاك ، فكتب إليه بما كان من الشيخ ، فورد كتابه بعزله من الخطابة
    والقبض عليه وحبسه حتى يرجع إلى دمشق فيرى فيه رأيه .


    س22 دلل على شجاعة الشيخ بأحد المواقف .


    جـ - كان أنصار الشيخ قد أشاروا عليه بأن يغادر البلاد وينجو بنفسه من
    يد الصالح إسماعيل ، وأعدوا له رسائل الهرب ، ولكنه أبى ذلك ، وألحوا عليه فأصر على
    الإباء .


    فعرضوا عليه أن يختبئ في مكان أمين لا يهتدي إليه الصالح إسماعيل
    ورجاله ، فرفض هذا الاقتراح أيضا وقال : " والله لا أهرب ولا أختبئ وإنما نحن
    في بداية الجهاد ، ولم نعمل شيئا بعد وقد وطنت نفسي على احتمال ما ألقى في هذا
    السبيل .


    س23 قبض على الشيخ ابن عبد السلام ، وسجن فماذا فعل أنصاره ؟


    جـ - شق ذلك على الناس ، وثار أنصاره فطالبوا بالإفراج عنه ، وإذ لم
    يجابوا إلى طلبهم عمدوا إلى ما أوصاهم به شيخهم حين قال لهم : " غيروا بأيديكم
    ما لم أقدر على تغييره بلساني ، وادفعوا هذا المنكر من بيع السلاح إلى الأعداء
    الكافرين ، ابطشوا بمن يغشى منهم سوقكم لابتياع السلاح .


    فكان لا يمر يوم دون أن يقتل بضعة رجال من الفرنج الذين يدخلون دمشق
    لابتياع الأسلحة بأيدي جماعة من أنصار ابن عبد السلام .


    حتى سرى ذلك في العامة فاجترءوا على اغتيال الفرنج جهرة في وضح النهار


    س24 قتل الكثير من الفرنج بأيدي أنصار الشيخ ابن عبد السلام فماذا صنع الفرنج ؟


    جـ - ضج الفرنج من ذلك فكتبوا إلى الصالح إسماعيل يشكون إليه أمرهم ،
    ويتهمونه بالكيد لأحلافه وفرضوا عليه ديات المقتولين في بلاده ، فكثر ذلك عليه ،
    وخشي من حلفائه أن ينقضوا ميثاقهم معه ، وقد حاول قمع الثورة فلم يفلح ، فما وسعه
    إلا أن يأمر بالإفراج عن الشيخ ابن عبد السلام.


    س25 أفرج الصالح إسماعيل عن الشيخ ابن عبد السلام فبماذا ألزمه؟


    جـ - ألزمه بملازمة داره ، وبألا يفتي ولا يجتمع بأحد ألبته .





    س26 فكر أنصار الشيخ في حيلة للاتصال به ... فما هي ؟


    جـ - أمر السيد ابن الزعيم مملوكه قطزا أن يتعلم الحلاقة ، وإذا قطز قد
    حذقها ، وتشبه بالحلاقين في زيه وحركته ، وبعثوا قطزا فذهب إلى الشيخ في داره ،
    فبلغه قطز أخبار سيده ابن الزعيم، و أنصاره ، وأنهم كفوا عن اغتيال الفرنج بعد
    الإفراج عنه حتى يأتيهم أمره ، فقال له :


    " مرهم بالمضي في ذلك ولا يمنعهم الخوف علي من القيام بما فرض
    الله عليهم من دفع الباطل ".


    س27 سأل قطزا الشيخ عن رأيه في أقوال المنجمين . فماذا قال له الشيخ ؟


    جـ 27- قال له الشيخ : " إنها تخرصات تخطئ وتصيب ، وقد نهي الشرع عن
    التنجيم ،ولا يعلم الغيب إلا الله .


    " فلحظ الشيخ تغيرا في وجه قطز كمن خاب أمله في شيء عظيم ،
    فاستدرك قائلا : " هذا قضاء الشرع يا بني وما ينطق عن الهوى ، وقد قلت لك
    إنها تخرصات تخطئ وتصيب .. وما يدريك لعلها تصيب فيك ، فطب نفسا يا بني ".


    س28 جاء قطز يوما آخر متهلل الوجه ، طيب النفس ، عليه أثر الاغتسال ،
    والطيب ينفح من رأسه وثيابه ، فسأله ملاطفا :


    " ما هذا يا قطز هل تزوجت البارحة ؟ "فبم أجاب قطز ؟


    جـ - قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم البارحة في المنام ، فأخبرت
    سيدي فأمرني بالاغتسال والتطيب فجئت كما ترى ".


    فقال الشيخ :" خيرا صنعت وبخير أشار عليك سيدك فحدثني عن رؤياك ؟
    " فخفق قلب الشاب وسرت في جسمه رعدة كأنه يتهيب أن يقص رؤياه على الشيخ
    العظيم .


    س29 ما الرؤيا العظيمة التي رآها قطز في منامه ؟


    جـ - قال " أرقت البارحة فقمت فتوضأت ،وصليت النفل و أوترت ،
    ودعوت الله ، ثم عدت إلى فراشي فغلبتني عيناي ، ورأيت كأني ضللت طريقي في برية
    فقراء فجلست على صخرة أبكي .


    وبينما أنا كذلك إذا بكوكبة من الفرسان قد أقبلت ، يتقدمها رجل أبيض
    جميل الوجه ، على رأسه جمة تضرب في أذنيه.


    فلما رآني أشار لأصحابه ، فوقفوا وترجل عن فرسه ودنا مني فأنهضني بقوة
    ، وضرب على صدري .


    وقال لي : " قم يا محمود فخذ هذا الطريق إلى مصر ، فستملكها وتهزم
    التتار " فعجبت من معرفته اسمي ،
    وأردت أن أسأله من هو ؟


    فما أمهلني و ركب جواده، فانطلق به فصحت بأعلى صوت : " من أنت ؟
    " فالتفت أحد أصحابه وهم منطلقون في أثره :


    " ويلك هذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ".


    س30 بم علق الشيخ على الرؤيا ؟


    جـ30 - قال : ما زلت تفكر في الملك وهزم التتار يا قطز حتى أتاك النبي
    صلى الله عليه وسلم فبشرك بهما .


    فإن تكن صدقا فستملك مصر حقا وتهزم التتار ، فإن النبي صلي الله عليه
    وسلم يقول :


    " من رآني فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي ".


    فجعل الشاب يقبل رأس الشيخ ويلثم يده ظهرا لبطن ، وهو يقول :


    " بشرك الله يا سيدي " فقال له الشيخ مازحا :


    " ما بشارتي إذا تحققت رؤياك وصرت ملكا على مصر ؟


    فقال " لو كنت يا سيدي الشيخ تحب الدنيا لسقت إليك بدر الذهب
    والفضة ولكني سأرجع إلى رأيك في كل شئون ملكي ، فأقيم الشرع ، وأنشر العدل ، فأحيي
    سنة الجهاد .


    فدعا له الشيخ : " اللهم حقق رؤيا عبدك قطز " كما حققتها من
    قبل لعبدك ورسولك يوسف الصديق عليه وعلى أبائه السلام.


    " فبكى قطز وقال " لقد علمت يقينا يا مولاي الشيخ أن الله
    سيستجيب دعاءك لي ، فوددت لو دعوت الله لي أيضا أن ألقى حبيبتي جلنار فأتزوج بها
    " .


    فرق له الشيخ وقال : " اللهم إن في صدر هذا العبد الصالح مضغة
    تهفو إلى إلفها في غير معصية لك ، فأتمم عليه نعمتك ، واجمع شمله بأمتك التي يحبها
    على سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم .


    الفصل
    التاسع: س ، ج



    س1 ماذا فعل أنصار الشيخ بالصليبيين؟


    جـ1- كان أنصار الشيخ قد صدعوا بأمره في دفع الباطل ، فدأبوا على
    اغتيال من يقدرون عليه من الفرنج كلما دخل وفد منهم دمشق لشراء الأسلحة،حتى ضاق
    صدر الصالح إسماعيل بهم،فكلما قبض على جماعة منهم ظهرت أخرى .


    س2 بعث الصالح إسماعيل إلى الشيخ من يهددونه بالقتل إذا لم يكف أذى
    جماعته. فبم أجاب الشيخ ؟



    جـ2 - قال لهم : قولوا لمن
    بعثكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟


    س3 خشي الصالح إسماعيل من عاقبه قتل الشيخ . فماذا صنع ؟


    جـ 3- رأى أن يطرده من بلاده ليكفى شره ، فنفاه ، وقبض على ابن الزعيم
    ففرض عليه غرامة كبيرة وصادر بعض أملاكه ثم أطلقه لقوة شيعته .وقبض على من ينتمون
    إلى الشيخ ، فسجن بعضهم ونفى بعضهم وصادر
    أموال البعض .


    س4 إلى أين قصد الشيخ بعد طرده من دمشق ؟ وأين عرج ؟


    جـ4 - كان يوم خروج الشيخ بأهله من دمشق يوما مشهودا ، شيعه أهلها فيه
    بالبكاء والنحيب.فسار يقصد مصر ، وعرج على الكرك ، فأقام بها أياما عند صاحبها
    الملك الناصر داود ، استطاع خلالها أن يقنعه بتأييده في الخطة التي يسعى لتحقيقها
    .


    س5 ماذا لقي الشيخ في مستقره الجديد ؟


    جـ5- لما قدم ابن عبد السلام
    إلى مصر أكرمه الملك الصالح أيوب حيث :


    1 – ولاه خطابة جامع عمرو. 2 – قلده قضاء مصر والوجه القبلي .


    فوجد الشيخ مجالا كبيرا للعمل وأخذ يحث الصالح أيوب عن كثب على التعجيل
    بقتال الصالح إسماعيل وأحلافه الصليبيين .


    س6 لماذا ندم الصالح إسماعيل على نفي الشيخ ؟


    جـ بلغ الصالح إسماعيل اتفاق الناصر داود مع صاحب مصر بسعي ابن عبد
    السلام فندم على أن نفاه من بلاده ، وأنه لم يقتله .


    س7 ما موقف ابن الزعيم لطرد الشيخ ؟ولماذا لم يرافقه ؟


    جـ - حزن لرحيل صديقه وشيخه
    ابن عبد السلام عن دمشق ، ولولا اشتباك
    مصالحه بها وارتباطه بعشيرته العديدين فيها للحق به في مصر .


    س8 بم تعزى ابن الزعيم في فراق الشيخ ؟


    جـ 1 – تعزى بما أصابه الشيخ
    في طريقه إلى مصر من النجاح في التوفيق بين صاحبها وبين الناصر داود .


    2 – وبما لقيه من الحفاوة
    والتكرمة عند الصالح أيوب.


    3 – وخفف من ألمه أيضا أن في بقائه بدمشق ما يمكنه من القيام بعمل من
    الأعمال يعود بالخير على الفكرة التي تعاون مع الشيخ على الجهاد في سبيلها


    س9 ما موقف قطز من طرد الشيخ ؟


    جـ 9- لم يكن قطز بأقل حزنا من سيده لفراق الشيخ وكان أشد أسفه على
    الأيام السعيدة التي تردد فيها على الشيخ في معتقله متنكرا في زي الحلاق ، ونعم
    بخلوات جميلة معه أفاض عليه فيها من نفحاته وأسراره و أنواره، وعلمه.


    وقد تعلم من الشيخ أن النعمة لا تدوم إلا بالشكر، وأساس الشكر التقوى،وملاك
    التقوى الجهاد في سبيل الله،جهاد النفس بكفها عن الآثام والشهوات، وجهاد العدو
    بطرده عن بلاد الإسلام .


    س10 ما الدعوتان العظيمتان اللتان دعا بهما الشيخ ابن عبد السلام لقطز
    ؟



    جـ 10-الأولى: "
    اللهم حقق رؤيا عبدك قطز كما حققتها من قبل لعبدك ورسولك يوسف الصديق عليه وعلى
    آبائه السلام " .


    والثانية : الأحب إلى نفسه: " اللهم
    إن في صدر هذا العبد الصالح مضغة تهفو إلى إلفها في غير معصية لك ، فأتمم عليه
    نعمتك ، واجمع شمله بأمتك التي يحبها على سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ".


    س11تبدلت حال قطز بعد دعاء الشيخ له فأصبح شديد الأمل والرجاء.وضح.


    ج11ـ أضحى شديد الثقة بنفسه ، مبتهج الخاطر في يومه ، قوي الرجاء فيما
    يدخره له الله في غده من شرف الملك وسعادة الحب . وأي شرف في الدنيا أعظم من ملك
    مصر ؟ وأي سؤدد أكبر عند الله وأحب إلى نفسه من هزم التتار ؟ ثم أي سعادة في
    الحياة أحلى في قلبه من لقاء حبيبته جلنارا.


    س12 ( مرحى يا قطز، مرحى يا
    سليل خوارزم شاه ! هذا والله دم الجهاد يثور في عروقك ، وما يكون لي أن أخمده .
    ولكني أرى أن تقوم بما هو أنفع للمؤمنين وأنكى على العدو ، وقد علمنا رسول الله صلى
    الله عليه وسلم أن الحرب خدعة ).


    من قائل هذه العبارة ؟ ولمن قالها ؟ وما المناسبة ؟


    ج12ـ قائل العبارة : ابن الزعيم – وقالها لقطز – المناسبة : عندما
    استأذن قطز سيده ابن الزعيم للخروج إلى الجهاد في سبيل الله مع جيش مصر .


    س13 عمد ابن الزعيم إلى حيلة رائعة نصح بها قطز . فما هي ؟


    جـ قال له : (اخرج في غمار جيوش الصالح إسماعيل كأنك واحد منهم ، حتى
    إذا تصاف الفريقان ، فصح بأعلى صوتك في الفريق الذي أنت فيه :بأن جيش الملك الصالح
    أيوب إنما يقاتل الصليبيين الكفار ، وأن جيش الصالح إسماعيل إنما خرج مع الكفار
    لقتال المسلمين .


    ثم أهب بالمسلمين من جيش الصالح إسماعيل أن ينحازوا لإخوانهم ،
    ليقاتلوا جميعا أعداءهم الكفار ، وتقدم فانحز أنت وجماعتك الذين سأبعثهم معك من
    إخواننا المخلصين ، فسينحاز الباقون معكم ، وتدور الدائرة على هذا الملك الخائن
    وأحلافه الفرنج إن شاء الله ) .


    س14 مم حذره الشيخ ؟ ولماذا ؟


    ج14ـ قال له سيده : حذار يا بني أن يتسرب منك هذا السر إلى أحد ، فإن
    للصالح إسماعيل عيونا وجواسيس في كل مكان ، فاكتم هذا السر حتى عن صديقك الحاج علي
    الفراش أيضا ، واعلم أن عدوك لا يفشي سرك وإنما يفشيه الصديق .


    س15 كيف هزم الناصر داود ؟ ولماذا لم ينفذ قطز الخطة آنذاك؟


    جـ 15 - تكاملت جيوش الملك الصالح إسماعيل ، ووردت إليه عساكر حمص وحلب
    وجاءحلفاؤه الفرنج لنجدته ، فخرج بعساكره من دمشق .


    وبلغه أن الناصر داود قد سبقه إلى البلقاء ليقطع عليه الطريق حتى يأتيه
    الجيش المصري الذي كان في طريقه إلى الشام ، فسار إليه الصالح إسماعيل وحمل عليه
    بعساكره .


    فلم يثبت لهم جيش الناصر لقلة عددهم ، وانهزم الناصر إلى الكرك ،
    واستولى الصالح على أثقاله ، وأسر جماعة من أصحابه .


    وكان قطز وجماعته مندسين في غمار الجيش لا يعلم بأمرهم أحد ولم يصنعوا
    شيئا ينتظرون الجيش المصري وخروج الفرنج للقائه .


    س16 كيف تمت خطة ابن الزعيم ؟


    جـ -16سار الصالح إسماعيل حتى وصل إلى ( تل العجول ) حيث توافدت عليه
    جيوش حلفائه الفرنج من مختلف بلاد الساحل فانضموا إليه ووضع جيش الصليبيين على
    ميمنته ، وعساكر حمص وحلب على ميسرته ، وجيش دمشق في القلب وكان هو عليه .


    ولم يشك هو وحلفاؤه الفرنج أن النصر سيكون لهم لما رأوا من قلة الجيش
    المصري ، وانهزام الناصر داود ، والتحم القتال ، وكاد المصريون ينهزمون ، وإذا
    بصوت يرتفع من صفوف الشاميين بين القلب والميسرة :


    ( يا أهل الشام حي على النصر ، حي على الشرف ) ! فظن عساكر الشام أنه
    يحرضهم على قتال المصريين ، فتحمسوا له ، وإذا الصوت يرتفع ثانيا:


    ( يا أهل الشام:اتقوا الله في نفوسكم لا تعرضوها لغضب الله،إن أهل مصر
    إنما جاءوا ليقاتلوا أعداءكم الصليبيين ، وأنتم تقاتلون إخوانكم المسلمين فقاتلوا
    جميعا أعداء الله وأعداء الشام ومصر ، قاتلوا الصليبيين ! ).


    ولم يكد قطز يتم كلمته حتى مرق
    من صفوف الشاميين وتبعته جماعته إلى صفوف المصريين ، فما لبث الشاميون أن تسللوا
    من صفوفهم في القلب والميسرة وانحازوا للمصريين حتى لم يبق مع الصالح إسماعيل إلا
    شراذم قليلة من حثالة جيشه .


    س17 ما موقف المصريين من قول قطز ؟


    جـ17- ظن المصريون أول الأمر
    أنها خدعة يراد بها تطويقهم فتقهقروا قليلا ريثما يتبينون حقيقة الأمر ، ولكن قطزا
    أدرك ما ساور المصريين من الشك فتدارك الموقف إذ دفع جواده إلى ميسرتهم تلقاء
    الصليبيين ، وأشار للشاميين فتبعوه ، فأخذ يقاتل بم الفرنج .


    عندئذ تحقق المصريون أن الأمر ليس بخدعة ، فجمعوا صفوفهم وتقدموا إلى
    القتال جنبا إلى جنب مع إخوانهم الشاميين ، فأوقعوا بالفرنج وقتلوا عددا كبيرا
    ،وانهزم جيش الصالح إسماعيل .


    س18 إلى أين ذهب قطز بعد انهزام الصليبيين والصالح إسماعيل؟


    جـ18- لقد التمسه المصريون عقب انتهاء المعركة ليحتفلوا به ولكنهم لم
    يجدوه ، فظنوا أنه قتل في المعركة ، فبحثوا عنه في القتلى فلم يجدوه ،وقد سألوا الشاميين عنه ، فلم يعرفه
    منهم أحد حتى النفر الذين انحازوا معه في البداية ؛ لأن السيد ابن الزعيم لم يسمه
    لهم.


    فاختلفت آراء القوم فيه ، وتردد القول بينهم بأنه روح من أرواح
    المجاهدين الأولين قدظهر للناس ؛ ليوحد كلمة المسلمين ، ورجح بعضهم أنه روح صلاح
    الدين الأيوبي.


    والحقيقة أنه انسل من بينهم خفية حينما رأى انهزام الصليبين وفرار الصالح
    ورجاله ، فانطلق كالسهم حتى وصل إلى الكرك فقصد قصر الملك الناصر داود فبشره
    بانهزام الصالح إسماعيل وأحلافه الفرنج ،فأكرمه الناصر وخلع عليه.


    س19 ماذا عرض قطز على ابن الزعيم بعد نجاح الخطة ؟


    جـ19- فرح السيد ابن الزعيم
    برجوع مملوكه سالما إليه ، وأثنى على كفايته في تأدية المهمة التي كلفه القيام بها
    ،فشكره قطز ، ثم عرض عليه ميله إلى الرحيل إلى مصر ليلتحق فيها بخدمة الملك الصالح
    أيوب ، لعله يستطيع أن يقوم فيها بعمل يرضي الله ويخدم به الإسلام تحت إرشاد شيخه
    ابن عبد السلام وعرض عليه سيده أن يكتب له بعتقه ، فرجاه قطز أن يبعث معه من يبيعه
    لسلطان مصر فينتظم في سلك مماليكه.


    س20 لماذا أصر قظز على الذهاب إلى مصر مملوكا ؟


    جـ20- لأنه يحلم بالصعود إلى المناصب العالية في مصر ،وهو يذكر رؤياه
    العظيمة ، ولا ينسى دعاء الشيخ ابن عبد السلام له ، وأمنيته في لقاء حبيبته.


    س21 ما الهدف من إرسال الحاج علي الفراش مع قطز ؟


    جـ 21- ليرافقه في الطريق ، ويبيعه في مصر للملك الصالح أيوب ، وأوصاه
    أن يقدم ثمنه لصديقه الشيخ عز الدين بن عبد السلام يتصرف فيه كما يشاء .





    الفصل
    العاشر س،ج



    س 1- أين استقر المقام بقطز في
    مصر ؟ ولماذا اغتم في البداية ؟ ومتى عاد إليه الاطمئنان ؟



    جـ 1 – استقر به المقام عند الملك الصالح نجم الدين أيوب .


    ثم ما لبث أن أهداه إلى عز الدين أيبك .


    فاغتم قطز أول الأمر وحسب ذلك من سوء طالعه أن يوهب لمملوك مثله ،
    ولكنه ما لبث أن لقي من ثقة هذا الأمير واعتماده عليه واصطفائه له – فوق ما رأى من
    نفوذه العظيم عند مولاه الملك – ما أعاد الاطمئنان اليه فأحبه وأخلص له .


    س 2 – لماذا اصطفاه أيبك ؟ وما الذي عني به أيبك وحرص عليه ؟ ولماذا ؟


    جـ 2 وما اصطفاه عز الدين أيبك إلا بعد أن بلا من شجاعته وأمانته وصدقه
    ما جعله جديرا بثقته واصطفائه.


    وقد كان الأمير أيبك – كغيره من أمراء مماليك الصالح – معنيا باصطناع
    الرجال الأمناء واصطفاء الأتباع المخلصين وشراء ودهم وولائهم ، ليتقوى على منافسيه
    في السلطة ومنازعيه الحظوة لدى مولاهم .


    وكانوا في ذلك يحذون حذو أستاذهم الملك الصالح أيوب .


    ملحوظة : لقد اصطلحوا على تسمية المماليك
    التابعين لمالك واحد – أو أستاذ واحد على اصطلاح ذلك العصر – خشداشية :كل منهم
    خشداش أخيه أي زميله أو قرينه 0


    وتقوم هذه الصلة بينهم مقام القرابة ولحمة النسب.


    س 3 ما الخطوات التي اتخذها قطز للبحث عن جلنار ؟


    جـ 3-كان قطز من أول ما وطئ أرض مصر موكل القلب بالبحث عن جلنار . فظل
    زمنا يتصفح وجوه الناس لعله يجد بينهم شخصا من معارف سيده القديم الشيخ غانم
    المقدسي ممن قد رآه ورآها عنده فيسأله :
    هل رأى جلنار أو سمع بها في مصر ؟ ولكنه لم يلق أحدا يعرف عنها خبرا.


    فجعل يتسلل من مولاه ويتردد على سوق الرقيق ويسأل كل قادم من تجارة عن
    جارية تدعى جلنار فلا يعرفها له أحد .


    س 4 – من قابل قطز في سوق الرقيق ؟ وعن أي شيء تحدث ؟


    جـ 4 - وبينما هو واقف في السوق ذات يوم إذ مر به شيخ قد اشتعل رأسه
    شيبا ثم اقترب منه فدعاه باسمه فعجب قطز وبقي حائرا ينظر إليه ، فقال له الشيخ :
    " أنسيتني يا قطز ؟ أما تذكر جبل الأكراد وسوق الرقيق بحلب ؟ "


    * فتذكر قطز النخاس الذي اشتراه من اللصوص في جبل الأكراد وباعه في حلب
    ، وجعلا يتحدثان عما فعلت الأيام وسأله أين هو الآن وفي خدمة مَن مِن الأمراء أو
    الملوك ؟


    فأجابه قطز بأنه في خدمة الأمير عز الدين أيبك .


    س 5 بم أخبر النخاس قطزا حين سأله عن بيبرس ؟


    جـ 5 – قال : " ألم تلقه ؟ ألم تعرفه ؟ إنه اليوم خشداش لأستاذك
    تحت إمرته خمسون فارسا " .


    ثم سأله عن جلنار ، فقال التاجر : " من أين لي أن أعرفها ؟ "
    إني قد أعرف الغلمان الذين بعتهم أما الجواري فتحجبهن عني القصور .


    س 6 كيف تعرف على بيبرس ؟ وعمن سأله ؟


    جـ 6 - ظل قطز يبحث عن بيبرس حتى دُلَّ عليه فوجده جالسا مع جماعة من أصحابه
    ، فانتظره حتى خرج من عندهم ، فلقيه قظز مبتسما مادًا إليه يده ليصافحه ، فأنكره
    بيبرس وقال له بلهجة خشنة :


    " من أنت يا هذا ؟ أنا لا
    أعرفك ".


    فقال له قظز : " أنا رفيقك يا بيبرس ، أنا قطز " فقال بيبرس
    : " ما أعرف لي رفيقا اسمه قطز ، اذهب يا هذا لعله شبه عليك " ، قال قطز
    : " أنسيت ذلك الغلام الذي كان معك في دار النخاس بحلب ، والذي كان يطعمك من
    حلواه ، ويشركك في إدامه ؟ "


    فصاح بيبرس : " قطز أنت قطز " ومال على رفيقه فاعتقنا ثم قال
    بيبرس :


    " وأين أختك تلك الصغيرة التي كانت معنا ؟ " فتنهد قطز وقال
    : إنها ليست بأختي ، ولكنها قريبتي ، وقد كانت معي بدمشق ثم بيعت لرجل من مصر " . وهنا لم
    يملك دموعه فبكى .


    فعجب بيبرس من أمره وقال له : " ماذا يا قطز ... أتحبها ؟ "
    فأجابه قطز : " نعم ... إني أحبها ... إني أحب جلنار ، أما رأيتها هنا أو
    سمعت بها يا بيبرس ؟ "


    فرق له بيبرس وقال : " إني لم أسمع باسم جلنار هنا ، ولو رأيتها
    لما عرفتها " .
    د / ياسر

    مُساهمة 2012-03-08, 12:54 من طرف د / ياسر

    س 7 لماذا نضبت البشاشة من وجه
    بيبرس عند حديثه مع قطز ؟



    جـ 7 – قال له قطز " إني في خدمة أستاذي الأمير عز الدين أيبك
    " فنصبت البشاشة التي كانت على وجه بيبرس ، وأدرك قطز سبب ذلك وأراد أن يقول
    لصاحبه شيئا .


    ٍولكن بيبرس سبقه قائلا ، " ما يضرنا أن يكون أستاذك عدوا لصديقي
    فارس الدين أقطاي فإننا صديقان قبل أن نعرفهما ، ولولا أني أطمع في رتبة أنالها من
    وراء هذا الأحمق المتكبر لتركته .


    والله يا قطز إني لست دونه في شيء ولكنه سبقني في الخدمة بسنوات "
    .


    وهكذا توطدت الصداقة بين هذين المملوكين الشابين على ما بينهما من
    تفاوت في الرتبة ، وتباين في المزاج والأخلاق ، فكانا يخرجان للصيد معا ، ويسمران
    في كثير من الليالي ، ولا يفترقان إلا على موعد .


    س 8 – ما مظاهر ثقة أيبك بقطز ؟


    جـ 8 – أصبح عز الدين أيبك
    لثقته بتابعه قطز يبعثه برسائله ووصاياه الخاصة إلى السلطان ، فصار قطز
    يتردد على قلعة الجبل يذهب برسالة ويعود برسالة ، حتى أصبح معروفا عند رجال القصر
    السلطاني وحرسه ، موثوقا به ، فكان ينطلق كما يشاء في دهاليز القصر وممراته دون أن
    يصحبه حارس أو رقيب .


    س 9 – كيف تعرف قطز على جلنار
    ؟



    جـ 9 – ذات يوم بينما كان عائدا من القصر ، ومارا بالدهليز الذي تطل عليه مقصورة الملكة شجرة الدر ، إذ بوردة
    تسقط قدامه في الدهليز ، وهمَّ بالتقاطها ، ولكنه خشي من ذلك فتركها ومضى في
    سبيله.


    وعاد يوما آخر فلما بلغ ذلك الموضع عند منصرفه من القصر ، سقطت أمامه
    وردة ثانية ، فنازعته نفسه أن يرفع طرفه إلى المقصورة ليرى الشخص الذي ألقاها ،
    ولكنه تهيب ذلك لما سمع عن الملك الصالح أيوب من شدة الغيرة على نسائه وجواريه ،
    وما يدريه ألا تكون هذه تجربة أريد بها ابتلاء أمانته واستقامته ، وأن يكون الشخص
    الذي ألقاها هو السلطان نفسه واقفا مع زوجته شجرة الدر فمضى منطلقا في طريقه .


    فلما وقعت الوردة أمامه في المرة الثالثة ، اشتد خفوق قلبه ، واضطراب
    جسمه ، فمضى في طريقه غير شاعر بأنه قد التقط الوردة ورماها في جيب قميصه ، ولما
    خلا بنفسه في غرفته ، جال بخاطره أن الفاعل ربما يكون حبيبته جلنار قد ساقتها
    الأقدار فجعلتها من جواري القصر.


    ووقعت الوردة الرابعة ، فرفع بصره ، فرآها وعرفها ، وابتسمت له ،
    فابتسم لها ، ثم اختفت ، فانطلق لسبيله ومضى ، وصار قطز بعد ذلك يراها كلما صعد إلى
    القلعة ، فيعود منها فرحا ، كأنما ملك الدنيا .


    س10 إلى من قص قطز ما حدث في القصر ؟ ومم حذره ؟


    جـ 10 – إلى صديقه ركن الدين بيبرس البندقداري ، فلم يجد عنده بيبرس
    طربا لهذا الخبر وأخذ بيبرس يصرفه عن ذلك ، ويخوفه من التعرض لجواري القصر ، ويذكر
    له ما عرف عن السلطان من شدة الغيرة على نسائه وجواريه.


    س11 حدثت جفوة بين السلطان والشيخ ابن عبد السلام ؟ فما أسبابها ؟


    جـ11 – كان قطز قد انقطع زمنا عن زيارة الشيخ عز الدين بن عبد السلام
    نزولا على أمر أستاذه عز الدين أيبك منذ تغير ما بين الشيخ وبين السلطان .


    وذلك أن الصاحب معين الدين
    وزير السلطان بنى غرفة له على سطح مسجد يجاور بيته ؛ ليتخذها مقعدا له يقابل فيه
    أصدقاءه .
    فأنكر ذلك عليه الشيخ ابن عبد السلام وأمر بهدم ما بنى ، فلم يفعل ، فشكا أمره إلى
    السلطان فتغاضى عنه .


    * فما كان من الشيخ إلا أن غضب لدينه ، ومضى بنفسه وأولاده يحملون
    المساحي والفئوس حتى هدم البناء ، ثم أشهد على نفسه أنه قد أسقط شهادة الوزير فلا
    يقبل له شهادة وأنه قد عزل نفسه عن القضاء ، وجهر بأنه لا يتولى القضاء لسلطان لا يعدل في القضية
    ولا يحكم بالسوية .


    وهكذا أرسلها العالِم العظيم كلمة لله قوية مجلجلة ! ولم يثنه عن قولها
    ما كان بينه وبين السلطان من سابق الود ، فما جهر بكلمة الحق في وجه القوة بدمشق
    ليسكت عنها بمصر .





    س12 ما موقف السلطان من حساد الشيخ ؟


    جـ12 – قد سعى به جماعة من حساده
    عند الملك الصالح أيوب ، وجعلوا يوغرون صدره عليه ، ويقولون إنه لا يثني
    عليه في الخطبة كما يفعل غيره من خطباء الجوامع وإنما يدعو له دعاء قصيرا فردهم
    السلطان بغيظهم.


    * وقال لهم : " دعوه فإني إلى دعائه القصير لأحوج مني إلي الثناء
    الطويل من غيره .


    وما عزلته عن القضاء وإنما عزل نفسه ، ولو قبل أن يعود إليه لأعدته .


    وما يملأ عيني من العلماء غيره .


    وإياكم أن تعودوا للسعاية عندي بابن عبد السلام .


    س13 زار قطز الشيخ سرا فبم نصحه ؟وبم أوصاه؟


    جـ13 اشتاق قطز أن يرى شيخه ليبثه ما في قلبه ويسترشد برأيه
    فزاره سرا ففرح به الشيخ ، ولكنه نصحه ألا يعود إليه لئلا يتغير عليه أستاذه إذا
    بلغه أنه يخالف أمره ، ووعده بأنه سيدعو الله له في سره ، وأوصاه بالصبر على ما
    ابتلي به حتى يجعل الله له مخرجا فيجمع شمله بحبيبه على ما يحبه الله ويرضاه.


    س14 كيف حيل بين قطز وجلنار ؟ ولماذا عجز كل منهما أن يدلي بحجته ؟


    جـ - علمت بعض وصائف شجرة الدر بما يدور في السر بين الوصيفة جلنار
    وبين قطز فوشين بها إلى سيدتها .


    فتربصت الملكة حتى رأت بعينها
    صدق الوشاية ، فعاتبت جاريتها على ما صنعت وتوعدتها بأن ترفع أمرها إلى السلطان
    إذا هي عادت لما نهيت عنه. فلم تجب المظلومة بغير دموعها وسكتت على مضضها ولم
    تستطع أن تدلي بحجتها في حب ابن عمتها وأليف صباها ، ومن ذا كان يصدقها لو فعلت؟
    وبعثت الملكة إلى عز الدين أيبك بما كان من مملوكه ، وأوصته أن يتخذ رسولا غيره
    إلي القلعة حفظا لحرمة السلطان الغيور واتقاء لغضبه ، فصدع عز الدين بأمرها وتلطف
    بمملوكه العزيز عليه ، الأثير عنده ، فعاتبه عتابا رقيقا على ما كان منه ، فبكى
    المملوك المظلوم ولم يستطع أن يدلي بحجته في حب ابنة خاله وأليفة صباه ومن ذا كان
    يصدقه لو فعل ؟ وهكذا حيل بين الحبيبين ، وضر بينهما بالأسداد .


    س15 كان الصالح أيوب شعلة من النشاط
    . وضح ذلك .



    ج5 - أحذ الملك الصالح أيوب يجرد الحملة تلو الحملة ، ويبعث القائد من
    أمراء مماليكه ، ليفتح بلاد الشام ويضمها إلى سلطانه ، فاستولى على غزة والقدس و
    دمشق ، وهرب عدوه الصالح إسماعيل فلحق بحلب حيث استجار بحليفه الملك الناصر صلاح
    الدين فأجاره.


    وكان الملك الصالح أيوب شعلة من النشاط ، لا يهدأ أو يفتر ولا يستريح
    من العمل الدائب في توسيع رقعة ملكه وتنظيم بلاده وتجميلها فقد عمر فيها الأبنية
    والقصور والقلاع والجوامع والمدارس ما لم يعمر أحد من سلفه حتى وهنت قوته وساءت
    صحته ، فقرر الانتقال إلى دمشق ليستشفي بهوائها ، عملا بنصيحة أطبائه حتى يبرأ من
    علته ، وانتقلت مع الملكة حاشيتها ووصائفها وفيهن جلنار الحبيبة.





    س16 كيف دبر الصليبيون حملتهم على مصر ، وما الدافع من رسائلهم ؟


    جـ 16- شعر الصليبيون بالخطر الذي يتهدد إماراتهم بالشام من جراء حملات
    الملك الصالح نجم الدين أيوب وانتصاراته ، فأرادوا أن ينتهزوا فرصة إقامتهم بدمشق بعيدا عن عاصمة ملكه
    ليغيروا على مصر بسفنهم من البحر .


    وكاتبوا لويس التاسع ملك فرنسا في ذلك واتفقوا معه على أن يبحر إلى
    دمشق ويقود بنفسه حملة صليبية كبيرة على مصر.


    س17- ما موقف الشيخ من هذه الحملة الصليبية؟


    جـ17 – برز الشيخ ابن عبد السلام من عزلته فتزعم حركة الدعوة إلى
    الجهاد في سبيل الله ، وحض الأمراء على الاستعداد لملاقاة المغيرين ودفعهم عن
    بلادهم ،ونسي ما بينه وبين السلطان من الخصومة فكتب إليه بالرجوع إلى مصر ، وكان
    مما قاله في كتابه : إن الإسلام في خطر وصحة السلطان في خطر، والإسلام باق
    والسلطان فان في الفانين، فلينظر السلطان أيهما يؤثر؟


    س18- ما موقف السلطان من رسالة الشيخ؟


    جـ18- لما قرأ السلطان كتابه بكى وعجل بالرحيل فعاد إلى مصر محمولا على
    محفة لشدة مرضه على قرب من خط الدفاع فشحن دمياط بالأسلحة والأقوات استعدادا
    للدفاع، ثم سير السلطان العساكر إلى دمياط وجعل عليها قائده الأمير فخر الدين ابن
    شيخ الشيوخ.


    س19- لماذا بكى السلطان عندما وصل خطاب ملك الفرنج؟


    جـ- 19 سير ملك الفرنج إلى السلطان كتابا كله وعيد وتهديد ، لما قرئ
    الكتاب على السلطان اغرورقت عيناه بالدموع لا جزعا من غارة الفرنج وتهديدها بل
    أسفا وحسرة أن يحول مرضه المدنف دون ما تشتهي نفسه من كمال الاضطلاع بدفع هذا الخطب العظيم .


    س20- ما الخطأ الذي وقع فيه الأمير فخر الدين؟ وماذا ترتب عليه؟


    جـ20جرت مناوشات بين الفرنج وبين المسلمين وقعت على أثرها زلة من
    قائدهم الأمير فخر الدين .


    إذ سحب العساكر ليلا من دمياط فارتاع أهلها فتركوا ديارهم وخرجوا
    فارِّين بمن معهم من الأطفال والنساء حتى لم يبق بالمدينة أحد ، فدخلها الفرنج في
    الصباح واستولوا على ما فيها من الآلات الحربية والأسلحة والعدد والذخائر والأموال
    والأمتعة غنيمة باردة فأمر السلطان بالرحيل إلى المنصورة .


    س21- بم أوصى الصالح أيوب شجرة الدر حينما أحس بدنو الأجل ؟


    جـ- أوصى زوجته شجرة الدر ومن يثق بهم من رجاله أن يكتموا موته إذا مات
    لئلا تضطرب قلوب المسلمين وتذهب ريحهم ، وجاء بمن قلد إمضاءه على عشرة آلاف ورقة
    خالية ؛ ليستعان بها في الكتابات على كتمان موته ، حتى يقدم ابنه وولي عهده توران
    شاه من حصن كيفا.


    س22- كيف نفذت شجرة الدر الوصية ؟


    جـ- 22 تركت جثة السلطان للطبيب يتولى غسلها وتحنيطها وأخذت تدبر
    الأمور وتصدر الأوامر حتى كأنه لم يتغير شيء، وهي تقول دائما : "السلطان مريض
    ما يريد أن يزعجه أحد".


    ولكن مثل هذا الخبر العظيم لا يمكن أن يبقى طويلا مكتوما على الناس ،
    فما لبثوا أن شعروا بأن السلطان قد مات ، غير أن أحدا لا يجسر أن يتفوه به.


    س23- ما أثر تسرب خبر وفاة السلطان إلى الفرنج؟


    جـ-23 وما لبث الخبر أن تسرب إلى الفرنج فقويت نفوسهم ، فتقدموا من


    دمياط فارسهم وراجلهم حتى
    نزلوا تجاه المنصورة يفصل بينهم وبين المسلمين بحر أشموم البحر الصغير.


    س24- وضح بعض بطولات المصريين في المنصورة؟


    جـ24- أخذ القتال يدور بين الفريقين برا وبحرا، فما من يوم يمر إلا ويقتل
    من الفرنج ويؤسر ، وقد تفننوا في الإيقاع بهم ، فجعلوا يغتالون ويتخطفون كثيرا
    منهم، فكانوا يطرقون معسكرهم فإذا شعروا بهم ألقوا أنفسهم في الماء وسبحوا إلى بر
    المسلمين .


    وكانت لهم في خطفهم حيل لطيفة يفتنون في ابتكارها ، ويتنافسون على
    اختراعها ، ومن ألطفها أن مسلما أخذ بطيخة فقورها وأدخل فيها رأسه وغطس في الماء
    إلى أن قرب من بر الفرنج فظنوه بطيخة عائمة فما هو إلا أن نزل أحدهم في الماء
    ليتناولها فاجتذبه المسلم فعام به حتى قدم به أسيرا إلى المسلمين واستمر الحال
    كذلك قرابة شهرين.


    س25- ما المفاجأه التي نزلت بمعسكر المصرين؟


    جـ-25 أخذ بعض المنافقين من المسلمين يدلون الأعداء على مخائض في البحر
    الصغير فما راع الناس إلا فصائل من الفرنج قد تجمعوا في بر المسلمين يقودهم بطل من
    أبطالهم هو الكنددارتوا أحد إخوة ملك فرنسا الثلاثة واندفع بفرقته نحو المعسكر
    الإسلامي .


    وكان الأمير فخر الدين القائد العام حينئذ في الحمام ، فأتاه الصريخ
    فخرج مدهوشا وركب فرسه لينظر الخبر، وليس معه سوى بعض مماليكه فلقيه الكند وفرقته،
    فحملوا عليه ففر من كان معه من المماليك وثبت وحده يقاتلهم فصرع جماعة منهم حتى
    اجتمعوا عليه واعتورته السيوف من كل جانب.


    س26- ما أثر مقتل فخر الدين على جنود العدو؟


    جـ26 - انتعشت نفوسهم فانتشرت
    جنود الكنددارتوا في أزقة المنصورة حتى وصلوا إلى السدة الخارجية للقصر السلطاني
    يفصل بينها وبين القصر فناء واسع، فشرع رجال الحرس السلطاني يدافعونهم .


    ولكنهم أدركوا أنهم لا قبل بهذا العدد الهائل من الفرسان المتحمسين،
    فأخذا يستغيثون بأمراء المماليك الصالحية فقاموا إلى أسلحتهم وركبوا خيولهم فزعين
    إلى مصدر الصوت .


    فإذا هو آت من جهة القصر وإذا عز الدين أيبك قد سبقهم إلى الصريخ ودخل
    من الباب الخلفي فجعل يقاتلهم دون باب القصر وحوله جماعة من مماليكه وبقية من
    الحرس السلطاني.


    س27- ما هدف قطز من مبارزته للكنددارتوا . وإلام انتهت؟


    جـ-27 كان قطز قد جعل همه أن يشاغل الكنددارتوا ويضاربه بالسيف ، فيهيج
    الكند ويحمل عليه، ليضربه الضربة القاضية فيحيص عنه الشباب حتى يكاد الكند يقع عن
    فرسه، فيعود قطز لمناوشته مبتعدا به عن باب القصر شيئا فشيئا ، واستطاع بذلك أن
    يشغل الكند الهائج عن الاتصال بجماعته .


    ولم يكن أحد منهم ليجسر على مساعدته ضد مبارزة الشاب ، لئلا يعد ذلك
    إهانة للكند ، فتركوهما لشأنهما فلم يزالا يتواثبان وهما يبتعدان عن باب القصر وقد
    سئم الكند منازلة الشباب المراوغ ، فتخلى عنه وانطلق جهة السدة فوجد بيبرس ، فأهوى
    الكند عليه بضربة قوية ، كادت تفلق رأسه ، لو لم يتقها بيبرس بسيفه فانكسر سيف
    بيبرس .


    ورفع الكند يمينه بالسيف ليضربه ضربة ثانية، فعاجله قطز بضربة أطنت
    يمينه، ثم طعنه بالحربة في عنقه ، وهوى الكند صريعا .


    فكبر قطز وكبر بيبرس وكبر المسلمون ، ودخل الأمراء والمماليك وخلفهم
    الجنود ، فتدافعوا في الفناء فأمر بيبرس بإغلاق السدة ، وأعمل المسلمون فيهم
    السيوف حتى ماتوا على آخرهم وامتلأ الفناء الرحب بجثث القتلى.


    س28- ماذا لحظت الملكة على الوصيفة الحسناء جلنار أثناء القتال؟


    ج28- وقفت كالتمثال بجوار الملكة لا تتردد طرفها يمنة ولا يسرة، وإنما
    علقت عيناها بذلك المملوك الشاب ، يواثب ذلك الأسد الهائج ويراوغه.


    فكلما أهوى الكند بسيفه عليه، كظمت نفسها ، ووضعت يمينها على رأسها ،


    فإذا ما حاص الشاب عنها أرسلت يدها وتنفست الصعداء.


    وتكرر هذا الفعل من جلنار، فاستغربته الملكة وودت لو تسألها عن سره ،
    لو لم يشغلها اهتمامها بمصير الملكة عن مثل هذا السؤال ، وأنكرت سائر الوصائف أيضا
    ما تصنع جلنار ، وأخذن يتغامزن عليها بينهن.


    س29- كيف وقع لويس التاسع ملك فرنسا في الأسر؟ 29-30-31


    جـ29- وصل ملك فرنسا إلى الميدان، فحاول الاستيلاء على تل جديلة الذي
    نصب المسلمون عليه مجانيقهم وأبراجهم
    وعددهم ، وأراد أن يستكمل بناء القنطرة من الناحية الجنوبية للبحر حتى تعبر
    الرجال إليه، وقد نجح في ذلك كله وفاز بما أراد.


    ولكن المسلمين قد استيقظوا من
    سباتهم، فجمعوا صفوفهم كأنها بنيان مرصوص ، وحملوا حملة واحدة مزقت الأعداء
    وشتتتهم.


    س30- كيف منع المسلمون وصول الأغذية والتموين عن معسكر الفرنسيين في المنصورة ؟ وما أثر عودة توران شاه في المسلمين؟


    جـ30- وقدم السلطان الجديد بعد أن طوى السهول وجاب القفار ، ففرح الناس
    وقويت شوكة المسلمين .


    وكانت الميرة ترد للفرنج من معسكرهم بدمياط في النيل ، فصمم المسلمون على أن يقطعوها فيقضوا
    بذلك عليهم، فصنعوا سفنا جديدة وحملوها مفصلة على الجمال إلى بحر المحلة فألقوها
    فيه وشحنوها بالمقاتلين فسارت بهم حتى وقفت عند مجمع البحرين فكمنت هناك .
    فلما جاءت مراكب الفرنج خرجت لها من
    مكمنها ، فنازلتها وأخذتها أخذا وبيلا،
    فغنم المسلمون اثنتين وخمسين سفينة مشحونة بالأرزاق والأقوات وقتلوا ألفا من العدو
    أو يزيدون .


    س31- ما أثر انقطاع الغذاء والتموين عن الفرنسيين ؟ كيف كانت نهاية الحملة الصليبية؟


    جـ-31 وما أن انقطع المدد من دمياط عن العدو حتى أحرقوا مراكبهم ، ثم
    خربوا بيوتهم ، ونقضوا معسكرهم ، ورحلوا جميعا يريدون دمياط ، وولى أسطولهم فرارا
    معهم، والمسلمون يأكلون من أقفيتهم ، حتى إذا بلغوا فارسكور، أحاط بهم المسلمون فأعملوا فيهم
    سيوفهم ، وأوسعوهم قتلا وأسرا ووقع الملك في الأسر.


    الفصل
    الحادي عشر س ، ج



    س 1 - كيف أساء توران شاه التصرف مع مماليك أبيه وزوجته؟


    جـ2- لم يشكر السلطان الجديد توران شاه نعمة الله عليه، ولم يعرف حق
    أولئك الأبطال الذين حموا الدين من الضياع .


    فأخذ في إبعاد رجال الدولة ، والأمراء والأكابر من أهل الحل والعقد،
    وأعرض عن مماليك أبيه وقرب جماعته الذين قدموا معه فخصهم بالمناصب والرتب، واحتجب
    عن الناس وانهمك في الشراب واللهو وبعث إلى زوجة أبيه شجرة الدر يطالبها بما عندها
    وما ليس عندها من الأموال والجواهر ويتهددها ويتوعدها بالقتل.


    س2- ما موقف مماليك أبيه منه؟


    جـ- عزموا على قتله وشجعهم على ذلك تنكر الناس له وبغضهم لحكمه ، وما
    هي إلا أيام حتى قتل بأيدي موالي أبيه ، في سماطه الممدود بفارسكور بين سمع الناس
    وأبصارهم.


    س3- من تولى السلطة بعد مقتل توران شاه ؟


    جـ3- جلست شجرة الدر على أريكة السلطنة بإجماع أمراء المماليك .


    س4- أين حبس لويس التاسع ؟ وما الاتفاق الذي تم بينه وبين المصريين ؟


    جـ4- اعتقل بدار القاضي فخر الدين بن لقمان في المنصورة ، واعتقل أيضا
    أخواه شارلس وألفونس. و تم الاتفاق على أن
    تسلم دمياط إلى المسلمين ، ويخلى عن الملك ليذهب إلى بلاده بعدما يؤدي نصف ما عليه
    من الفدية.


    وخفق العلم المصري على أسوار دمياط ، وعادت كلمة التوحيد ترن على
    مآذنها ، وشهادة الحق تجلجل في فضائها ، وأفرج عن الملك بعد أن فدى نفسه بأربعمائة
    ألف دينار
    .


    س5- ما سبب اتساع نفوذ عز الدين أيبك ؟ وما المنصب الذي تولاه ؟


    جـ5- لأنه أبلى بلاء حسنا في الدفاع عن القصر السلطاني بالمنصورة ،
    فردهم هو ومماليكه عن باب القصر فانتخبه
    الأمراء والمماليك لتولي الأتابكية للسطانة ، وقد كان له أيضا من علو سنه وحنكته
    وشهامته ما جعلهم يدينون له بالطاعة.


    وقد كان فيهم منافسون يرون أنفسهم أجدر منه بالرياسة وعلى رأس هؤلاء
    المنافسين الأمير فارس الدين أقطاي ، والأمير ركن الدين بيبرس.


    س6- ما موقف أمراء البيت الأيوبي من تولي شجرة الدر السلطنة المصرية؟


    جـ-6 لم يكد يصل خبر مقتل الملك المعظم توران شاه وحلول شجرة الدر محله
    إلى الشام - حتى طمع أمراؤه وملوكه من البيت الأيوبي في الوثوب على دمشق وغيرها من
    البلاد التابعة لسطان مصر.


    وكان أعظم هؤلاء شأنا الملك الناصر صاحب حلب، الذي جاء إلى دمشق فملكها
    ، ولم يكتف بذلك بل أعلن أنه سينتقم من شجرة الدر، ويثأر لنسيبه الملك المعظم
    توران شاه.





    س7- كيف حرج موقف شجرة الدر في مصر؟ وكيف أحسنت التصرف؟


    جـ7- ساد الاضطراب في مصر، وتشيع بعض الأمراء من غير المماليك الصالحية
    للناصر واعتبروه الوارث الشرعي لدولة آل أيوب، فحرج مركز شجرة الدر وزاده حرجا أن
    الخليفة العباسي ببغداد لما بلغه خبر تولية شجرة الدر ، بعث كتابا إلى مصر يقول فيه
    : "إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسير إليكم رجلا".


    فما وسع الملكة إلا أن تخلع
    نفسها وتنزل عن عرشها لأتابكها ومقدم عسكرها الأمير عز الدين أيبك.


    س8- ما العوامل التي ساعدت على استقرار الأمير عز الدين أيبك سريعا؟


    جـ8- كان هذا راجعا إلى: نفوذ شجرة الدر - وخشية الأمراء والمماليك أن
    تضيع السلطة من أيديهم إذا قوى دعاة الملك الناصر وأشياعه ونجحوا في ضمها تحت
    سلطانه ، فحينئذ ينتقم الناصر منهم فوحد الخطر كلمتهم.


    س9- متى دب الخلاف بين المماليك ؟ وبماذا طالب فارس الدين أقطاي؟


    جـ9- لم يكد الأمراء والمماليك يتخلصون من دعاة الناصر وأشياعه في مصر
    بتشتيت شملهم والقضاء عليهم ويشعرون بزوال الخطر عنهم حتى بدءوافي إثارة المشكلات
    لأيبك.


    وتولى كبيرهم فارس الدين أقطاي الحملة على عز الدين أيبك فدعا الناس
    إلى تولية أمير من البيت الأيوبي ليجتمع الكل عليه، وتبطل حجة الناصر صلاح الدين
    في أحقيته بملك مصر ، وأخذ العامة في الشوارع يقولون :


    "ما نبغي مملوكا يتولى علينا بل نريد سلطانا من آل أيوب".
    د / ياسر

    مُساهمة 2012-03-08, 12:55 من طرف د / ياسر

    س10- ماذا قرر الأمراء المماليك؟ ومن الملك الذي اختاروه؟


    جـ10 عقد الأمراء مجلسا قرروا فيه أن يقيموا صبيا من بني أيوب يكون له
    اسم الملك ، ويكونون هم الذين يديرون الملك ويأكلون الدنيا باسمه، فاختاروا الملك الأشرف
    موسى بن الملك مسعود وعمره ست سنين ليكون شريكا للملك عز الدين أيبك على أن
    يقوم عز الدين أيبك بتدبير الدولة.


    أما أقطاي فقد رأى أنه لم يصنع شيئا إذ بقي عز الدين أيبك في سلطانه وقوته.


    س11- كيف أراد أيبك أن يصرف أقطاي عن التدبير له؟


    جـ11- أراد أن يشغله عن ذلك ويصرفه عن التدبير له فجعل إليه قيادة
    المماليك البحرية ، وسيره لقتال الملك الناصر صلاح الدين ، صاحب دمشق ، فسار أقطاي
    إلى غزة بألفي فارس وقاتل جنود الناصر وهزمهم وعاد إلى مصر ظافرا، ولسان حاله يقول
    لعز الدين "هأنذا عدت إليك أقوى مما كنت" .


    س12- لماذا اختارت شجرة الدر عز الدين أيبك ليجلس على عرش مصر؟


    جـ12- كانت شجرة الدر تحب السلطة وتعشق النفوذ والسيطرة ، ولم تعتزل
    الملك إلا مغلوبة على أمرها ، فرأت أن تجعل على عرش المملكة رجلا من صنائعها، تثق
    بإخلاصه لها ، فاختارت عز الدين أيبك :


    - لأنه كان أطوع الأمراء لها ، وأخلصهم لزوجها .


    - وليس له من كثرة الأتباع والمماليك ما قد يطمعه في الخروج على طاعتها
    والتخلص من سيطرتها.


    س13- لماذا تعاملت شجرة الدر مع أيبك بحذر؟


    جـ13-لم تشأ أن تطمئن إليه كل الاطمئنان ، فلم تقصر كل عطفها عليه ، بل
    جعلت للآخرين نصيبا من برها وعنايتها ، تضمن به ودهم لها ودفاعهم عنها إذا بطر عز
    الدين أيبك نعمتها.


    س14- كيف كان أيبك يرى تحكمها وسيادتها عليه؟


    جـ14 لم يكن أيبك منصرفا عن الاستبداد بالأمر والاستقلال بالسلطة ،
    ولكنه أحبها ومال إليها قلبه، فلم يجد حرجا في احتمال سيادتها عليه ، وتحكمها فيه
    ، ولم يشعر بغضاضة في خضوعه لها ، وذله بين يديها ، بل كان يجد لذة في كل ذلك.


    س15- لماذا أخفت شجرة الدر حبها لأيبك؟


    جـ15 كانت تغالب هذا الحب وتدافعه ، خشية أن تستسلم له فيحملها هذا
    الاستسلام على التضحية بما طبعت عليه من شهوة الحكم وحب السلطان .


    س16- خافت شجرة الدر من اختيار أيبك زوجا لها ... فلماذا؟


    جـ16 من يضمن لها إذا هي اصطفت عز الدين زوجا أن يصون لها ما تحب من
    السيطرة ، ولا ينازعها حقها في السيادة؟ ومن يضمن لها أن يبقى لعز الدين ملكه ، وألا ينترعه من يده
    أحد منافسيه الأقوياء فتخسر بسقوطه كل شيء؟


    س17- لم كان قطز شديد الإخلاص لأستاذه ؟


    جـ17- لثقة أستاذه به ، واعتماده عليه ، ولأنه كان مثله ديِّنا عفيفا ،
    فأحبه لدينه وعفته ، فكان لا يدخر وسعا في توطيد مركز أيبك بما يجمع حوله من
    الأتباع.


    س18- فيم فكر قطز لبقاء سيده في الحكم؟


    جـ18- هداه تفكيره أن الضمان الوحيد لبقاء سيده في الحكم هو أن يتزوج سيده
    شجرة الدر ، وكان قد عرف ميله إليها وغرامه بها ، وإن لم يخبره بذلك .


    س19- ماذا عرض قطز على أستاذه؟


    جـ19- قال له : إذا شاء سيدي أعارني قلبه وأعرته لساني .


    س20- متى وعدت شجرة الدر قطز بتزويجه من جلنار؟


    جـ20- يوم دعوته الملكة ثالث يوم لارتقائها أريكة السلطنة ,أثنت على
    صنيعه يوم قتل الكنددارتوا، ثم قالت له: "أتحب هذه الوصيفة؟" فنظر فإذا
    جلنار واقفة فأذهله ذلك عن جوابها ، فقالت له الملكة : "وأريد أن أزوجكما؟"
    فقال :"لا أرفض نعمة السلطانة" قالـت: "متى تريد ذلك؟" فقالت
    : "خير البر عاجله" . فابتسمت السلطانة وقالت: "لا حتى ينقضي الحزن
    على السلطان".


    س21- ماذا عرض أقطاي على الملكة , وبم ردت عليه؟


    جـ21- ذهب الفارس أقطاي إلى شجرة الدر وخاطبها في الزواج ، وكان جريئا
    فما عقد الحياء لسانه .


    فقالت له في هدوء إنها لا ترد
    طلبه ولكنها لا تريد أن تفكر في الزواج حتى ينتهي أمر الملك الناصر صاحب دمشق
    وتأمن على مصر وعلى نفسها .


    فاقتنع منها أقطاي بهذا الجواب
    وحسب ذلك وعدا منها ، فجعل همه القضاء على الناصر وجنوده.


    س22- كيف كان قطز لبقًا في عرض مطلب أستاذه على الملكة؟ وما موقف الملكة من هذا العرض؟


    جـ22- ذهب قطز رسولا من أستاذه إلى شجرة الدر ، ولم يشأ أن يصرح لها
    برغبة سيده في زواجها ، ولكنه لمح لها بذلك فقال لها :"مولاتي السلطانة : إن
    أستاذي بعثني إليك في أمرين : أحدهما أن تنفذي وعدك لمملوكه بالزواج من
    وصيفتك بعد أن قتل دارتوا ، والآخر: أنه إذ يعلم أنك لا تحبين فراق وصيفتك
    ، وهو لا يقدر على فراقي ، فإنه يتوسل إليك أن تسمحي لنا أنا وهي ، بأن نعيش في
    خدمتكما معا.


    فقالت الملكة:" وأي هذين
    الأمرين أحب إلى أستاذك؟" فابتدرها
    قائلا:


    الأمر الثاني يا مولاتي السلطانة ؟
    فقالت له: كيف عرفت ذلك؟ فأجابها قائلا : "لأن الأمر الثاني يتضمن
    الأمرين معا" فقالت له :


    " ارجع إلى أستاذك فقل له :"إني لا أستطيع أن أقيم عرسا
    وجنود الناصر على أبواب مصر".


    س23- علام عزم أيبك بعد عودة رسوله؟


    جـ23- عزم أن يسير بنفسه لملاقاة الناصر وجنوده وألا يكتفي في ذلك
    بتسيير قواده، لئلا ينفرد دونه فارس الدين أقطاي بظفر هذا اليوم العصيب.


    وكان الملك الناصر قد حشد الجنود لأخذ مصر من أيدي المماليك ، وانضم
    تحت لوائه عصبة من ملوك بني أيوب بالشام أشهرهم الملك الصالح إسماعيل صاحب دمشق
    السابق فسار إليه عز الدين أيبك بعساكره ولقي جموع الناصر ، وكانت الدائرة في بادئ
    الأمر على الجنود المصريين ، فانهزموا حتى وصل بعضهم إلى القاهرة في يوم الوقعة
    وكان يوم الجمعة .


    فأيقن الناس في أن الأمر تم للمالك الناصر ، وخطب له في جوامع البلاد
    كلها ، إلا جامع القاهرة حيث كان يؤم الناس فيه الشيخ ابن عبد السلام .


    فما انقضت صلاة الجمعة حتى وردت البشائر بهزيمة الناصر وفراره إلى دمشق
    وانتصار الملك المعز فزينت البلاد لمقدمه ظافرا ومعه الأسرى ، وفيهم الملك الصالح
    إسماعيل.


    س24- ما مصير الملك الصالح إسماعيل؟


    جـ24- اهتم قطز بأمر الملك الصالح إسماعيل السجين بالقلعة ، وتذكر
    خيانته لله ورسوله ، أيام كان ملكا على دمشق ، وبيعه بلاد المسلمين لأعداء الله
    الصليبيين ، وما كان من اضهاده لشيخه ابن عبد السلام وأنصاره المجاهدين فأشار على
    أستاذة المعز بقتله .


    فلما رأى تردده استخرج له فتوى من الشيخ ابن عبد السلام باستحقاق الملك
    الخائن القتل فأمر به المعز فقتل خنقا.


    س25-كيف اختلف حديث بيبرس إلى الملكة عن حديث قطز لها؟


    جـ25- كان بيبرس يعدد لها مكارم صاحبه وشجاعته وفروسيته وكثرة أتباعه ،
    ويصف لها وقائعه وبلاءه في المعارك التي شهدها ، وأثره في إحراز النصر لمصر في كل
    غارة شنها . وكان قلما يصف لها حب صاحبه وغرامه بها . وإذا تعرض لذلك ففي جمل
    قليلة لا تخرج من القلب فلا تصل إلى القلب.


    أما قطز فإنه لا يعدد لها ما تعلم من مناقب أستاذه وصفاته بل يكني في
    ذلك بالإشارة إلى دينه وعفته ، وصدقه وأمانته ، وإخلاصه ووفائه ، ثم يفيض في شرح
    حبه وبث غرامه، ويصور لها خطوات نفسه وخلجات ضميره ، ويسمعها دقات قلبه وحنين
    فؤاده , وكان ينسى أنه ينوب عن أستاذه ويقول على لسانه ، ويستحضر حبيبته جلنار
    كأنها جالسة أمامه .


    س26- ما موقف الوصيفات من حديث الزواج؟


    جـ26 انقسمت الوصيفات إلى فريقين : فريق تشيع لقطز، وفريق أقل منه عددا
    تشيع لبيبرس ، وفى هذا الفريق حواسد جلنار.


    أما جلنار فقد خطر لها يوما وهى تنظر إلى بيبرس أن سيدتها قد تزوجها
    منه إذا غلب قطز وتزوجت شجرة الدر أقطاي فأصابها الدوار وكاد يغشي عليها.


    س27- بما تعللت الملكة لتأجيل الزواج؟ وما نتيجة الصراع في الشام؟


    جـ27 كان جواب الملكة العظيمة لكلا الرسولين: أن خطر الناصر على مصر لا
    يزال قائما وأنها لن تفكر في الزواج حتى
    يزول ، فجعل أقطاي يقود الحملة إثر الحملة لقتال الناصر وأشياعه بالشام ابتغاء
    مرضاة شجرة الدر ويغار عز الدين فيسير أحيانا بنفسه لقتال الناصر ، وينيب مملوكه
    الأمين على البلاد حتى تقرر الصلح بينه وبين الناصر.


    س28- ما الذي قررته شجرة الدر بعد الصلح الذي تم في الشام؟ وماذا قالت
    لرسول أيبك؟



    جـ28- لم يبق لشجرة الدر ما تتعلل به من أمر الناصر دون الزواج ، ولكنها
    لم تشأ أن تتعجل الفصل في هذا الأمر العظيم ، إذ نظرت فوجدت أمامها رجلين أحدهما
    يحبها ويخضع لها أكثر من صاحبه ، والآخر تعجب بقوته وبطولته أكثر من أخيه فمال
    قلبها إلى الأول .


    ورأت أن تشعل نار الخصام بينهما فتستعجل بذلك يوم الفصل ، فقالت لرسول
    عز الدين أيبك لما جاءها :"قل لأستاذك إني لا أقبل أن أتزوج نصف ملك ، فإذا
    صار ملكا تزوجته".


    س29- كيف صدع أيبك بأمر الملكة ؟ وما موقف أقطاي؟


    ج29- فهم عز الدين أيبك أنها تحرضه على عزل السلطان الصغير ، الملك
    الأشرف ، وما هي إلا أيام حتى انفرد الملك المعز بملك مصر وأزيل اسم الملك الصغير
    الأشرف من الخطبة، وقبض عليه فسجن بالقلعة ، والملك الصغير لا يدرى لماذا أجلسوه
    على العرش، ثم لماذا أودعوه السجن.


    وكبر على فارس الدين أقطاي ما فعل الملك المعز ، وأيقن أن قد آن أوان
    الجد في منازلة خصمه العنيد، فجمع إليه أشياعه وأتباعه واستعد للوثوب ، ولكنه لم
    يشأ أن يستعجل الأمر ويثب في وضح النهار لئلا يثير بذلك خوف شجرة الدر منه.


    س30- علام عزم أقطاي ليظهر عجز أيبك ؟


    جـ30- عزم أقطاي على أن يكيد للملك المعز، بنشر الاضطراب في البلاد حتى
    يظهر بذلك عجز الملك المعز عن القبض على زمام الحكم ، وحينئذ تتلفت البلاد فلا تجد
    غير أقطاي .


    فأوعز على خشداشيته من
    المماليك البحرية وأتباعهم فعاثوا في الأرض فسادا واستطالوا على الناس ، فجعلوا
    يأخذون أموال العامة ونساءهم وأولادهم ، وإذا قيل لأقطاي في ذلك ، قال :"لا
    قدرة لي عليهم" فدعوا الملك المعز يكفهم عن البغي في البلاد.


    س31- ما موقف أيبك من أقطاي بعد ما كاد له؟


    جـ31- حاول الملك المعز في بادئ الأمر أن يسترضي أقطاي ، فأغدق عليه الأموال
    وأقطعه ثغر الإسكندرية ، طمعا في أن يكف شره عنه وشر أتباعه ، و عد أقطاي هذا ضعفا من جانب المعز فزاد طمعا فيه.


    س32- لم قررت شجرة الدر في النهاية اختيار أيبك زوجا لها ؟


    جـ32- أدركت شجرة الدر بحكمتها ودهائها أن السلاح الذي استعمله أقطاي
    سيرتد في نحره يوما ما فيقضي عليه ؛ لأن الناس قد ضجوا من فساد أتباعه وأخذوا
    يجأرون بالشكوى منه، فبتت في أمرها وأعلمت الملك المعز بعزمها على التزوج به ، وقد
    حدث فعلا.


    س33- كيف كاد أقطاي لكل من أيبك وشجرة الدر؟


    جـ33- أدرك أقطاي أن شجرة الدر كانت تخادعه ، فاضطرم قلبه حقدا عليها ،
    ونوى أن ينتقم منها ، فجمع أصحابه وأتباعه وهدد بهم غيرهم من المماليك البحرية لكي
    ينضموا إليه ويبسط عليهم نفوذه.


    وجهر بمعارضة أوامر الملك المعز ،واستبد بالأمور دونه ووضع مقاليد
    السياسة في أيدي أتباعه ، فلم يبق للملك المعز معهم أمر ولا نهي ، ولا حل ولا عقد،
    وصارت كتب الملك الناصر وغيره إنما ترد إليه ، وكان هذا عقابه للملك المعز.


    أما عقابه للملكة شجرة الدر فلا يتم إلا
    بإنزالها من قلعة الجبل لتحل محلها زوجة له من بنات الملوك ، وقد أحكم تدبيره لهذا
    الأمر من قبل، فما راع الناس إلا النبأ العظيم بأن الأمير أقطاي قد صاهر الملك
    المظفر صاحب حماة.


    س34- ماذا طلب أقطاى من المعز؟ وما موقف شجرة الدر ؟


    جـ34- طلب منه الإذن له بأن يسكن قلعة الجبل مع عروسه من سلالة الملوك
    ولما سمعت شجرة الدر بالخبر أيقنت الخطر ، وعرفت أنه يقصد بذلك إرغام أنفها، وتحدي
    كبريائها وكسر نفسها ، فأخذت تفكر في التخلص منه.


    س35 كيف دبرت شجرة الدر لقتل أقطاي؟


    جـ35- أشارت على زوجها ألا يعارض أقطاي في شيء ، وأوعزت إلى سيف الدين
    قطز،أن يلقي في أذن صديقة بيبرس أن الملكة قد عزمت على التخلي عن قصر القلعة وتركه
    للأميرة القادمة .فاطمأن أقطاي إلى حاله واغتر بنفسه، واعتقد أن الأمور ستواتيه ،
    وأن الملك سيتم له.


    وبعثت شجرة الدر إلى مملوك زوجها ، فقالت له:" إني أريد أن أفي لك
    بوعدي وأزوجك جلنار، ولكنى لا أحب أن يتم عرس وصيفتي الأثيرة عندي في غير قلعة
    الجبل ، وقد رأيت أننا أخليناها لذلك الذي لا يقدر عليه أحد في مصر ، ليسكنها مع
    زوجته".


    فأدرك قطز أن الملكة تحرضه على قتل فارس الدين أقطاي وتطلب منه أن يقدم
    إليها رأس أقطاي مهرا لجلنار، وقد بدا من ظلم أقطاي وبغيه على الناس وفساد أصحابه
    في البلاد ما يستحل به دمه ويتقرب بقتله إلى الله تعالى .


    س36- ما رد قطز على شجرة الدر وعز الدين أيبك؟


    جـ36- أعلن أنه كفيل بقتل أقطاي، فاتفق الثلاثة على أن يدعى أقطاي
    لمقابلة المعز في القلعة ، حتى إذا بلغ الدهليز برز له فقتله ، وأشار المعز على
    قطز أن يختار جماعة ممن يثق بهم من مماليك المعز وأشياعه ليساعدوه في مهمته
    الخطيرة فقال قطز:" إني كفيل به وحدي".


    قال المعز:"إنه شديد القوة كريه اللقاء يا قطز ، ونحن بعد بحاجة
    إليك ،ولئن أفلت من يدك ليكونن فيه هلاكنا". ومازال بقطز حتى رضي بأن يعاونه
    اثنان .


    س37 كيف لقي أقطاي حتفه؟


    جـ 37 – خرج أمراء المماليك للصيد وبيربس معهم ، وبعث المعز إلى أقطاي
    يدعوه إليه، ليستشيره في أمر مهم وكان أقطاي قد اطمأن من جهته ، فلم يصغ إلى
    مماليكه الذين نصحوه ألا يجيب دعوة الملك المعز وقالوا له:" إنما دعاك ليكيد
    لك فانتظر حتى يرجع بيبرس" ، فقال لهم:" إني لا أنتظر في أمر كهذا حتى
    يرجع هؤلاء ، ولكن هؤلاء يجب أن ينتظروا حتى أرجع "، فقالوا له :"لا
    نتركك وحدك" وركبوا معه ، فعندما دخل من باب القلعة أغلق الباب ومنع مماليكه
    من العبور معه ، فأحس بالشر ووضع يده على مقبض سيفه، ومنعه كبرياؤه عن النكوص فمضى
    في طريقة .


    قابل أقطاي قطزًا في الدهليز فقال له قطز:" أعطني سيفك فلا ينبغي
    للملك أن يقابل أحد رعيته والسيف معه". فغضب أقطاي وصاح في وجهه قابضا على
    سيفه: أتجردني من سيفي أيها المملوك القذر؟ فبدره قطز فطعن جنبه بخنجره وهو يقول
    له : بل أجردك من حياتك وأطهر البلاد من رجسك فثار أقطاي وحمل على قطز بسيفه
    واضعًا يده الأخرى على فم الطعنة في جنبه، فبقي قطز يواثبه حتى نزف دم أقطاي
    فخانته قدماه فوقع كالجمل البارك.


    س38- أين كانت الملكة عند اغتيال أقطاي ؟ وبماذا نادته ؟ وبم رد عليها
    ؟



    جـ38 كانت الملكة تطل على المشهد من مقصورتها والملك المعز يشرف من
    ديوانه ، فنادت الملكة بصوت يسمعه أقطاي : يا مغرور دع بنت الملوك تنفعك. فلما سمع
    صوتها اجتهد أن يرفع طرفه ليراها فوقع على ظهره وهو يقول يا خائنة ولم يقل بعدها
    شيئا .


    س39- ما أثر مقتل أقطاي على أتباعه ؟ وعلام أقسم بيبرس؟


    جـ39- جمعوا أتباعهم فركبوا مسرعين إلى قلعة الجبل في سبعمائة فارس
    يتقدمهم بيبرس فوقفوا تحت القلعة يطلبون تسليم زعيمهم فما راعهم إلا رأس أقطاي قد
    رمى به المعز لديهم وناداهم قائلا:" انجوا بأنفسكم قبل أن ينالكم ما نال
    رئيسكم" .


    فأسقط في أيدي القوم وأيقنوا أن المعز لم يجرؤ على ما فعل إلا وقد
    استعد لهم . فسرى في قلوبهم الرعب فانطلقوا متفرقين وخرجوا في الليل من القاهرة ،
    فمهنم من قصد الملك المغيث بالكرك ، ومنهم من سار إلى الملك الناصر بدمشق فيهم
    بيبرس.


    وقد جعل بيبرس يقول:" لقد
    فعلها صديقي فيّ والله ليكونّن من قتلاي".


    الفصل الثاني عشر س ، ج


    س1- ماذا صنع المعز بأنصار أقطاي؟
    وكيف عظم شأن قطز؟



    جـ1- قبض الملك المعز في صباح اليوم
    الثاني على من بقي من جماعة أقطاي من المماليك البحرية فقتل رؤساءهم الذين يخشى
    منهم وحبس الباقين.


    واستراح الناس من بغيهم وفسادهم،
    وظلوا أياما يتذاكرون حديث مصرع أقطاي بيد قطز، وأعجبوا بشجاعته وبطولته ، وعظم في
    عيونهم.


    س2- كيف كوفئ قطز على إخلاصه وشجاعته؟


    جـ2- لم تنس شجرة الدر فضل هذا
    المملوك الشجاع عليها ، فبرت له بوعدها وأنعمت عليه بجلنار، وكان الذي تولى عقد
    تزويجها له الشيخ ابن عبد السلام ، وتم ذلك في قلعة الجبل _ وأعتقه أيبك ، وجعله
    نائبا له .


    س3- ماذا تحقق بزواج قطز وجلنار؟


    جـ3- تحقق حلم في الأرض وأجيبت دعوة
    في السماء انطلقت من فم رجل صالح ، واطمأنت روحا امرآتين غرقتا في نهر السند ،
    وكانتا كثيرا ما تنظران إليهما صغيرين يلعبان في حديقة القصر الملكي بغزنة
    فتتمنيان أن تريا مثل هذا اليوم.


    س4- متى دب الخلاف بين المعز وشجرة
    الدر؟ وما أسبابه؟



    جـ4- لم يكد المعز يتخلص من أقطاي
    وجماعته ويأمن جانبهم وتستتب له الأمور ويدين له الجميع بالطاعة ، حتى استثقل سلطة
    الملكة شجرة الدر ونفوذها عليه وتشبثها في الاستئثار بالسلطان دونه ، إذ ترفع من
    تشاء وتضع من تشاء ،ويرى أمره مردودا إلى أمرها، وأمرها ليس له رد .


    - وكان قد انقطع زمانا عن زوجته
    القديمة أم ابنه علي ، فعاد إليها وجعل يفكر في مستقبل ابنه وتوطيد الأمور له
    ليكون خلفه على عرش مصر، فاستوحشت شجرة الدر منه، وغارت من ضرتها عليه ، و غارت
    منه على سلطتها المهددة بالزوال.


    س5- ما الحقان اللذان حاولت شجرة الدر
    الحفاظ عليهما؟ وكيف تم ذلك؟



    جـ5- ليست شجرة الدر بمن يستنيم
    للحوادث، أو يترك حبل الأمور على غاربها حتى يضيع حق قلبها في الاستئثار بزوجها
    ، وحق نفسها في الاحتفاظ بسلطتها العتيدة ، فعزمت على الكفاح دون هذين
    الحقين: فأما حقها الأول ، فقد أمرت زوجها بالانقطاع عن زوجته الأخرى، ولكي
    تستوثق من ذلك ألزمته بطلاقها. وأما
    الحق الثاني, فكان أمره يسيرا عليها ، إذ جعلت تدني إليها من لا يميل إلى
    الملك المعز من المماليك الصالحية ، وتقربهم وتوليهم المناصب، وعمدت إلى خاصة
    رجاله ومماليكه وأشياعه فطفقت تقصيهم وتنزع منهم مقاليد الأمور، ومازالت كذلك حتى
    تعاظم نفوذها واستبدت بأمور المملكة فكانت لا تطلع الملك المعز عليها.


    واشتدت الوحشة بين الملك المعز
    والملكة حتى خشيها على نفسه ، فنزل عن قلعه الجبل وكان يبيت مع زوجته أم علي ، ولا
    يغشى قلعة الجبل إلا في النهار ليقوم فيها بشئون الملك، وأخذكلاهما يفكر في التخلص
    من الآخر.


    س6- ما الوسيلة التي اتفق فيها شجرة
    الدر والمعز للتخلص من الآخر ؟ وممن استمداها؟



    جـ6- من عجيب الأمر أنهما اتفقا على
    وسيلة واحدة ، وأخذاها عن عدوهما أقطاي ، وهي أن يرفعا من قدرهما بالإصهار من
    البيت الأيوبي.


    أما شجرة الدر فقد بعثت أحد أمناء سرها بهدية فاخرة
    إلى الملك الناصر صاحب دمشق ، وأرسلت معه كتابا تعرض فيه على الملك الناصر التزوج
    بها على أن تملكه مصر وتتكفل بقتل الملك المعز ، فخشي الملك الناصر أن يكون هذا
    خديعة منها فلم يجبها بشيء.


    وأما الملك المعز فإنه بعث يخطب أخت الملك المنصور ابن
    الملك المظفر صاحب حماة عروس عدوه أقطاي التي لم تزف إليه ، فلما لم تقبل الأميرة
    الحموية طلب قاتل خطيبها عاد فبعث إلى الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل
    يخطب ابنته ، فقبل الملك الرحيم طلبه وكتب إليه يحذره من شجرة الدر.


    وعلم كل منهما بما فعل الآخر فتضاعفت
    الوحشة بينهما ، ولم يبق للوفاق بينهما سبيل ، فأمرت شجرة الدر وصيفتها جلنار بأن
    تنقطع عن خدمتها في القلعة ، فانتقلت مع زوجها الأمير سيف الدين قطز نائب السلطنة
    إلى قصر آخر خارج القلعة.


    س7- ما موقف قطز في الصراع بين أستاذه
    وشجرة الدر؟



    جـ7- كان قطز قد حار في هذه المسألة
    الدقيقة بين الملك والملكة ، فظل زمنا يصرف أستاذه عن خطبة ابنه صاحب الموصل، لكن
    أستاذه كان يحتج عليها بأنه لا يستطيع إجابة الملكة إلى ما سألت من تطليق أم ولده.


    غير أنه لما علم بمكاتبة شجرة الدر
    للملك الناصر قوي عنده عذر أستاذه فشد أزره في الباطن، ولكنة بقي على ود الملكة في
    الظاهر حفظا لسابق جميلها معه ومع زوجته.


    س8- كيف دبرت شجرة الدر مؤامرة قتل
    المعز؟



    جـ8- علمت شجرة الدر بعزم الملك على
    إنزالها من القلعة إلى دار الوزارة ، وأنه جاد في ذلك ، فعزمت على أن تسبقه
    بالكيد، فبعثت إليه من حلف له بأنها ندمت على ما كان منها في حقه ، واشتاقت إلى
    مصالحته ونزلت عن إلزامها إياه بتطليق أم ولده ، وأنها ما فعلت ذلك إلا بدافع من حبه
    والغيرة عليه، فرق لها الملك المعز حتى بكى، وغلبه الحنين إليها .


    س9- مم حذر قطز أستاذه ؟ وما موقفه؟


    جـ9- كانت شجرة الدر قد أوصت رسولها
    ألا يخاطب الملك المعز في حضرة مملوكة نائب السلطنة ، ولكن قطًزا علم بما جرى فنهى
    أستاذه عن المبيت في القلعة ، وحذره من كيد الملكة ، ولكنه لم يجد من أستاذه أذنا
    مصغية ،وقال له أرأيت لو نهيتك عن لقاء زوجتك جلنار أكنت تدعها لقولي ؟ فعرض عليه
    قطز أن يصحبه إلى القلعة ، فامتنع وقال له:" يا حبيبى لا تفعل , كيف أصالحها
    وأسيء الظن بها" ؟ فوجم قطز وقال فى نفسه :"ليقضي الله أمرًا كان مفعولا".


    س10- من اختير سلطانا بعد قتل المعز ؟


    جـ10 قضي الأمر ، وقتل الملك المعز في
    الحمام ليلا بأيدي جماعة من خدم شجرة الدر، وأشيع أن الملك المعز مات فجأة في
    الليل فانطلق مماليك المعز إلى الدور السلطانية فقبضوا على الخدم والحريم حتى
    أقروا على ما جرى ، فقبضوا على شجرة الدر واعتقلوها في أحد أبراج القلعة.


    ونصب نور الدين على ابن الملك أيبك
    سلطانا بقلعة الجبل ولقب بالملك المنصور وكان عمره خمس عشرة سنة ، وأقيم الأمير
    سيف الدين قطز نائب السلطنة على حاله.


    ولما استقر الأمور كان أول ما فعله
    الملك المنصور أن أمر فحملت شجرة الدر إلى أمه فأمرت جواريها فضربنها بالقباقيب
    حتى ماتت فألقيت من سور القلعة إلى الخندق ، ثم ووريت التراب بعد أيام.


    الفصل الثالث عشر س
    ، ج



    س1- ماذا طلب بيبرس ورفاقة من الناصر
    ؟ وما موقف الناصر؟



    جـ1-لما قدم بيبرس وجماعته إلى دمشق
    أكرمهم الملك الناصر ، وأغدق عليهم الأموال وخلع عليهم على قدر مراتبهم ، فجعلوا
    يحرضونه على قتال المعز وانتزاع مصر من يده .


    فظل الناصر يدافعهم عن ذلك ، لا
    يجيبهم إلى ما طلبوا ولا ييئسهم ن إجابته ، حتى تجدد الصلح الأول بينه وبن الملك
    المعز منصوصا فيه على ألا يؤوي الملك الناصر أحدا من المماليك البحرية فما كان
    منهم إلا أن غادروا دمشق ولحقوا بالملك المغيث في الكرك.
    د / ياسر

    مُساهمة 2012-03-08, 12:56 من طرف د / ياسر

    س2- ما نتيجة المعركة في الصالحية بين
    بيبرس ونائب السلطان؟



    جـ2-تردد الملك المغيث برهة حتى بلغه
    موت الملك المعز ؟ فتشجع وسير عسكره مع بيبرس في ستمائة فارس ، فجهز الأمير سيف الدين
    قطز عسكرا لقتالهم ، فالتقى الجمعان فانكسر عسكر المغيث وانهزم بيبرس إلي الكرك.


    س3- ما أثر هذه المعركة في بيبرس ؟


    جـ3- شق على بيبرس أن يغلب في هذه
    المعركة، وكان قد منى نفسه بالتقدم إلى مصر وأخذها من يد المعز ، والانتقام لرئيسه
    أقطاي منه ومن أصحابه ولا سيما صديقة قطز .


    ولما رجع من هزيمته إلى الملك المغيث
    بالكرك آنس منه وحشة لأن المغيث اعتقد أنه غدر به وبعسكره إذ حرضه على غزو مصر
    فرأى بيبرس أن يعود إلى الملك الناصر ، فبعث إلى الناصر يستأمنه ويستحلفه ، فأمنه
    الناصر ،وحلف له ، فرجع إليه ، وعاد الناصر إلى بره وإكرامه.


    س4- كيف تجدد خطر التتار ؟ وكيف انتهت
    الدولة العباسية؟



    جـ4- انخدر منهم جيش كبير بقيادة
    طاغيتهم الجديد هولاكو فعصفوا بالدولة الاسماعيلية في فارس، ثم زحفوا على بغداد
    فقتلوا الخليفة أشنع قتلة، ثم مضوا يسفكون الدماء وينتهكون الأعراض وينهبون الدور
    ويخربون الجوامع والمساجد ، وعمدوا إلى ما فيها من خزائن الكتب العظيمة فألقوها في
    نهر دجلة حتى جعلوا منها جسرا مرت عليه خيولهم واستمروا على ذلك أربعين يوما ،
    وأمر هولاكو بِعَدّ القتلى بعد ذلك فبلغت عدتهم زهاء مليونى نفس.


    س4- ما أثر فاجعة بعداد ، وما موقف
    ملوك وأمراء المسلمين؟



    جـ4- اهتز لها العالم الإسلامي من
    أقصاه إلي أقصاه ، وامتحن الله بها قلوب ملوكه وأمرائه ليعلم من يثبت منهم على
    دنيه ويجاهد أولئك البغاة المشركين ،ومن يرتد منهم على عقبيه جزعا من الموت وخوفا
    على ما في يده من زينة العاجلة ومتاع الغرور ، فيحالف أولئك البغاة على دنيه
    وأمته.


    فهذا الأمير بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل قد خشي
    التتار فأعانهم على إخوانه المسلمين المجاهدين ،وهذا الملك الناصر صاحب دمشق سليل
    هازم الصليبيين وسميه قد أنفذ ابنه الملك العزيز بهدايا إلي طاغية التتار ليسأله
    في نجدة يأخذ بها مصر من المماليك.


    س5- ما موقف مصر وقطز من التتار ؟


    جـ5-لم يكد نائب السلطنة المصرية يسمع
    بما حل ببغداد من نكبة التتار وبتحفز هولاكو للانقضاض على سائر بلاد الإسلام حتى
    ثارت شجونة وتمثلت له ذكريات خاله جلال الدين وجده خوارزم شاه وجهادهما لهم في عهد
    طاغيتهم الأكبر جنكيز خان ، وكيف انتهى ملكهما على أيديهم وتشتتت شمل أسرتها ،
    وأيقن أن دوره العظيم قد جاء لينتصف حفيد خوارزم شاه من حفيد جنكيز خان وأن رؤيا
    النبى صلى الله وسلم قد بدأت تتحقق ، أليس هو اليوم حاكم مصر ، ومدبر دولتها.


    س6- ما الشعور الذي سرى في مصر عندئذ
    ؟ ولماذا؟



    جـ6- سرى الخوف من التتار إلى مصر
    لكثرة اللاجئين إليها من العراق والشام وأخذ هؤلاء يحدثون الناس بفظائع التتار
    وأفاعيلهم المنكرة من أشياء تقشعر لها الأبدان ، فما شك الناس بمصر أن التتار قوم
    لا يغلبون ، ولا يقاوم لهم جيش ولا تقي منهم حصون ، فانتشر الذعر بينهم وعزم فريق
    منهم على الرحيل عن مصر إلى الحجاز أو اليمن ، وعرضوا أملاكهم ليبيعوها بأبخس
    الأثمان.


    س7- ما دور نائب السلطان في طمأنة
    الناس ؟



    جـ7- كان على نائب السلطان أن يبذل
    جهودا عظيمة لطمأنة الناس وتسكين خواطرهم ، وإفهامهم أن التتار ليسوا إلا بشرا
    مثلهم ، بل هم بما أعزهم الله به من الإسلام أقوى من أولئك الوثنيين ، وأجدر أن
    يثبتوا وأن يبيعوا نفوسهم في سبيل الله ودينه


    س8- كيف كان المنصور وأمة عائقا أمام
    الاستعداد للقاء التتار؟ وعلام حرض الشيخ ابن
    عبد السلام قطز؟


    جـ8- كان الأمير سيف الدين قطز في
    خلال ذلك يختلف سرا إلى بيت شيخ الإسلام ابن عبد السلام ويستشيره في أمور كثيرة ،
    فإذا سأله الشيخ عما أنجز من الأعمال استعدادا لقتال التتار شكا إليه قطز ما يلقاه
    من المصاعب من الملك الصبي وبطانة السوء حوله وحول أمه.


    وكان الملك المنصور قد كثرت مفاسده
    وشغل عن شئون الملك باللعب ومناقرة الديكة ، فأخذ ابن عبد السلام من ذلك الحين
    يشجع قطزا على خلع الملك والاستقلال بالسطلة دونه ،بل جعل يوجب ذلك عليه ، إذ ليس
    في البلاد أصلح منه لجمع كلمة المسلمين


    س9- لماذا تردد قطز في خلع المنصور ؟
    وعلام استقر رأيه؟



    جـ9- كان عزيزا على قطز المعزي أن
    يخلع ابن المعز أستاذه وولي نعمته وتردد في ذلك طويلا ،وود لو استطاع أن يمضي في
    عمله مع بقاء المنصور في السلطنة ، ولكنه رأى استحالة ذلك، فكان عليه أن يختار بين
    الوفاء لأستاذه،والوفاء لمصر الباقية وفي الأول تعريض مصر وسلامة سلطانها نفسه
    لخطر التتار ، وفي الثانى الرجاء في حميتها وحماية سائر بلاد الإسلام من هذا الخطر
    الداهم فصح عزمه على خلع المنصور .


    س10 ما الفرصة التي اغتنمها قطز ليثبت
    عجز المنصور ؟



    جـ10 بعث الملك الناصر صاحب دمشق
    رسولا إلى سلطان مصر الملك المنصور يستنجد بعسكر مصر لصد التتار عن بلاده. فاغتنم
    قطز هذه الفرصة وعقد مجلسا بقلعة الجبل عند الملك المنصور ، دعا إليه الوزراء
    والأمراء والعلماء والقضاة وأهل الحل والعقد، وتذاكروا أمر التتار ، فشعر الحاضرون
    شعورا واضحا بضعف السلطان، وعدم صلاحيته للحكم في مثل هذه الظروف الحرجة ،وأنه
    لابد من سلطان قوي حازم يضطلع بهذا الأمر الكبير، حتى لا يختلف الناس وتذهب ريحهم.


    س11- ما الرأي الذي جهر به ابن عبد
    السلام في هذا المجلس ؟ وما موقف الأمراء؟



    جـ11- كان الشيخ ابن عبد السلام فيمن
    حضر فجهر بهذا الرأى في غير تعريض واقترح أن يتولى الحكم الأمير سيف الدين قطز
    لصلاحه وقوته؛ حتى تتفق كلمة المسلمين .


    س12- ما موقف المماليك المعزية من رأي
    الشيخ؟



    جـ12 حدث اضطراب في المجلس ، وجهر
    الأمراء المماليك المعزية منهم والصالحية يرفض الاقتراح ، وعدوه افتئاتا على حق
    الملك المنصور ، وكاد يحصل ما لا يحمد في المجلس لولا أن فضه الأمير قطز ، وخشي
    قطز على الشيخ ابن عبد السلام أن يجني عليه الأمراء ، فرتب رجالا أشداء لحراسته
    حتى أبلغوه مأمنه ، وظلوا يحرسونة أينما ذهب.


    س13- كيف تم خلع المنصور ؟ وكيف أقنع
    قطز الأمراء بما حدث؟



    ج13- انتهز الأمير قطز فرصة خروج كبار
    الأمراء ذات يوم للصيد فقبض على المنصور وأخيه فاقان وأمهما واعتقلهم في برج قلعة
    الجبل وأعلن نفسه سلطانا على مصر ،وجلس على سرير الملك وتلقب بالملك المظفر.


    ولما رجع الأمراء من الصيد وبلغهم ما
    فعله نائب السلطنة ركبوا إلى قلعة الجبل وأنكروا ما كان من قبض قطز على المنصور.


    فاستقبلهم السطان الجديد استقبالا
    حسنا وألان لهم الحديث ، واعتذر لهم بحركة التتار إلى جهة الشام فمصر ، والتخوف من
    الناصر صاحب دمشق أن ينضم إلى التتار ويستنجد بهم للإغارة على مصر.


    وقال لهم: إني ما قصدت إلا أن نجتمع على قتال
    التتار ولا يتأتى ذلك بغير ملك قادر ،فإذا خرجنا وكسرنا هذا العدو فالأمر لكم ،
    أقيموا في السلطنة من شئتم .


    وإذا كان فيكم من يرى نفسه أقوى مني
    على الاضطلاع بهذا الأمر فليتقدم إلي لأحله محلي فيعفيني من هذه التبعة العظيمة .
    فسكت الأمراء جميعا ونظر بعظهم إلى بعض ثم انصرفوا.


    س14- ما موقف الملك الناصر عندما استبطأ سلطان مصر؟


    ج14- ورد الخبر إلى مصر بأن الملك الناصر لما استبطأ جواب سلطان مصر
    أخذ يفاوض التتار مرة أخرى ليساعدوه على غزو مصر. فشق هذا على الملك المظفر
    واستدعى السفير الشامي فقال له: أما يستحيي صاحبك أن يستنجد بنا على عدو الإسلام
    ثم يستنجد به علينا ؟ إذا لم يكن عنده إسلام فلتكن عنده مروءة


    فجعل السفير يهدئ من غضب الملك المظفر ويقول له :لعه استبطأ جوابكم
    فخشي أن تكونوا ضده فقال له المظفر وهو يتميز من الغيظ : فهب أننا كنا ضده لما
    بيننا من سالف الخلاف والتنافس أيرضى لنفسه ولدينه أن يتطوع لأعدائه وأعدئنا
    وأعداء الإسلام فيعينهم علينا، ويمهد لهم السبيل لغزو بلادنا والقضاء على ما بقي
    فيها من دين وإيمان ؟ والله لئن لم يكف عن خيانته للدين لأسيرن إليه فأحطمنه قبل
    التار.


    س15 بماذا أرسل بيبرس لقطز عندما علم بأنه صار سلطانا ؟ وما موقف قطز؟


    ج15- كان بيبرس في غزة لما
    بلغه قبض خصمه الأمير قطز على الملك المنصور وإعلان نفسه سلطانا على مصر ، ففكر في
    مصالحة عدوة وصديقه القديم ،فبعث إليه يعترف له بالسلطنة ، ويعظم شأنه ويصف له ما
    يكابده هو من ذل الغربة وعذاب التشرد ،ويتوسل إليه بحق الصداقة القديمة أن يأذن له
    بالرجوع إلى مصر ، ليشد أزره في عزمه على قتال التتار فلما قرأ الملك المظفر كتابه
    ، أدركته الرأفه فبكى وقال: الحمد الله لقد عاد صديقي القديم إلي، وكتب إليه جوابا
    رفيقا يسأله القدوم عليه ويعده بالوعود الجميلة.


    س16- كيف زاد الملك المظفر في تكريم بيبرس؟ وكيف رد بيبرس ؟


    جـ16- لما قرب بيبرس من القاهرة ركب الملك المظفر للقائه فعانقه
    واستقبله استقبالا حسنا وأنزله بدار الوزارة وأقطعه قصبة قليوب. وأخذ الملك المظفر
    بعد ذلك يقربه إليه ويستشيره في أموره ، ويبالغ في إكرامه ، واجتهد أن ينتزع
    كراهيته وحقده من صدره ليتخذه عضدا له في جهاد أعداء الإسلام لما يتصف به بيبرس من
    قوة وشجاعة.


    وحرضه مماليكه على قتل أقطاي
    حتى يأمن جانبه فكان يقول لهم دعوني وصديقي بيبرس ليس لي أن أحرم المسلمين فضل
    بأسه وشجاعته.


    وكان بيبرس في بدء إقامته بمصر يظهر الإخلاص للملك المظفر ، ولكنه
    سرعان ما نسي جميل المظفر، وكثر اجتماعه بزملائه من المماليك الصالحية فأوغروا
    صدره على الملك المظفر وذكروه بثأر رئيسهم
    أقطاي ، فصادف هذا هوى في نفس بيبرس، ولكنه أوصاهم بالكتمان ، وإرجاء الأمر
    إلى الحين المناسب، ريثا يدبرون مكيدة للقبض على الملك المظفر وحلول بيبرس محله.


    س17 ما الطريقة التي فكر السلطان فيها لتدبير المال للجيش؟


    جـ17 بدأ قطز يفكر في تدبير المال اللازم لتقوية الجيش المصري ، وتكثير
    عَدده وتجهيزه بالأسلحة والعُدد وآلات القتال ، فخطر بباله أن يفرض ضريبة على
    الأمة وأملاكها لجمع المال اللازم ، فعقد مجلسا حضره العلماء والقضاة والأمراء
    والوزراء والأعيان ، وفي مقدمتهم الشيخ عز الدين بن عبد السلام فاستفتى الملك
    المظفر العلماء في جواز فرض الأموال على العامة لإنفاقها في العساكر، فتهيب
    العلماء في الإفتاء وخافوا إن هم أفتوا بالجواز أن يغضبوا العامة عليهم، وإن أفتوا
    بالمنع أن يبوءوا بغضب السلطان فظلوا يتدافعون الإفتاء.


    س18- بم أفتى الشيخ ابن عبد السلام؟ وماذا فعل السلطان؟


    جـ18 كانت الفتيا صريحة في وجوب أخذ أموال الأمراء وأملاكهم حتى يساووا
    العامة في ملابسهم ونفقاتهم، فحينئذ بجوز الأخذ من أموال العامة أما قبل ذلك فلا
    يجوز .


    فبعث إلى الشيخ ابن عبد السلام وشرح له صعوبة الأخذ من أموال الأمراء ،
    وتلطف معه ليفتيه بجواز الأخذ من أموال العامة إذا صعب الأخذ من أموال الأمراء ،
    فلم يرض ابن عبد السلام وقال له: لا أرجع في فتواي لرأي ملك أو سلطان وذكره بالله
    وبالعهد الذي قطعه على نفسه أن يقوم بالعدل وينظر لمصلحة المسلمين ، وأغلظ له في
    ذلك حتى لم يشك الحاضرون أن السلطان سيقبض عليه .


    فما كان منه إلا أن اغرورقت عيناه، وقام إلى الشيخ وقبل رأسه ، وقال له
    :بارك الله لنا فيك إن الإسلام ليفتخر بعالم عظيم مثلك لا يخاف في الحق لومة لائم.


    س19- كيف أراد بيبرس أن يمكر بقظز عندما استشاره في الفتوى؟


    ج19- خوفه بيبرس في أول الأمر من عاقبة الأخذ من أموال الأمراء ، وأكد
    له أنهم سينقضون عليه ولا يطيعونه ، وكان غرضه بذلك أن يحمل الملك المظفر على نقض
    ما أفتى به ابن عبد السلام ليغضب هذا العالم فيثير الناس على المظفر .


    ولكن لما بلغه أن المظفر رضي عن الشيخ تشدده في التمسك بفتياه قال له
    قد رجعت عن رأيي الأول وأرى الآن أن تُمضي ما أفتى به الشيخ ابن عبد السلام ،
    وسأكون أول من ينزل عن أملاكه لبيت المال وكان بيبرس يريد بهذا أن يثور الأمراء
    على الملك المظفر ويخلعوه ويولوا بيبرس مكانه ، وقد اجتمع بهم سرا وحرضهم على ذلك
    .


    س20- علم قطز بتحريض بيبرس للمماليك فماذا فعل؟وعلام اتفقا في النهاية؟



    جـ20- دعا قطر الأمير بيبرس إليه وقال له اتق الله يابيبرس في دينك
    ووطنك ، إننا لسنا في وقت يكون لنا فيه أن نتنافس على الملك ، فأمامنا تبعات جسام
    نحو الأمة والدين ، وقد تعين علينا الجهاد في سبيل الله،


    واعلم أني لو أردت قتلك لما أعجزني ذلك . قال بيبرس أتهددني يا سيف
    الدين ؟ فوالله إني لأقوى منك ناصرا.


    س21- علام اتفق بيبرس مع اللك المظفر؟


    جـ21 قال بيبرس ماذا تريد مني أن أصنع


    قال السلطان ابسط يدك فعاهدني أن تكون معي على هؤلاء الأمراء، فقال بيبرس :أعاهدك بشرفي وديني أن أقاتل معك
    أعداء الإسلام التتار حتى تنصر عليهم أو أقتل دونك . أما الأمراء الذين ذكرت فشأنك
    وشأنهم لا أعينك عليهم ولا أعينهم عليك.


    فمد السلطان يده فصافحه قائلا حسبي هذا منك أن تقاتل معي التتار وأن
    تكون بصدد الأمراء كفافا لا علي ولا لي .


    س22- ما حق الدولة على الأمراء في رأي قطز؟ولِمَ دعاهم إلى قلعة الجبل؟


    جـ22- دعا قطز الأمراء المماليك إلى مجلس القعلة وقال لهم إني ما
    دعوتكم الآن إلا لتساعدوني على تنفيذ حكم الشرع فيَّ وفيكم ثم في الأمة حتى نبرأ
    إلى الله من مظالمنا ونخرج للجهاد في سبيله وقد رضي عنا .


    وكانوا قد عزموا على بيبرس أن يتولى عنهم محاجة السلطان ، ولكن بيبرس
    اعتذر لهم بضعف حجته وعدم طلاقة لسانه ، فاختاروا غيره ليتولى عنهم الكلام ودار
    حديث طويل.


    س23- كيف ضرب قطز لهم المثل في التضحية؟


    جـ23 قال لهم أنتم جنود الأمة وعليها إعاشتكم وها هو سلطانكم يتعهد لكم
    بإعاشتكم وإعاشة أبنائكم وأهليكم بما يكفل شرفكم ويصون حرماتكم يقتطع ذللك لكم
    بالمعروف من بيت مال الأمة وسأكون أول من ينزل لبيت المال عما أملك من ذهب وفضة ،
    وهذه حليّ سلطانتكم وأشار إلى صندوق كان قد وضعه أمامه قد نزلت عنها لبيت مال
    الأمة وأقسم بالله أني لن آخذ من مال إلا ما يكفيني ولن يزيد نصيبي عن نصيب أي فرد
    منكم.


    فانقطع متكلم القوم ولم يحرِ جوابا فقالوا للسلطان : أمهلنا ساعة نرى رأينا فيما ذكرت فأجابهم السلطان تشاورروا
    فيما بينكم الآن إذا شئتم ولن تخرجوا من هنا إلا على شيء.


    س24- أين كان بيبرس عندئذ؟


    جـ24- كان بيبرس قد سبقهم إلى القلعة واتفق مع الملك المظفر أن يجلس
    وراء الباب الذي دخل منه السلطان بحيث يسمع حديثهم ، فقال لهم السلطان إن الأمير
    بيبرس قد اتفق معي على ما رأيت فصاحوا جميعا لقد باعنا بيبرس.


    س25- بماذا رد المماليك على السلطان؟


    جـ25 صاح القوم جميعا لا نطيع السلطان، ولا ننزل له عن أموالنا
    وأملاكنا فقال لهم. سأمهلكم ساعة تتراجعون فيها وحدكم لتنزلوا عما عندكم من أموال
    الأمة راضين قبل أن تتنزلوا عنه صاغرين .


    س26- كيف نفذ السلطان الخطة لأخذ أموال الأمراء؟


    جـ- كان الملك المظفر قد دبر فرقة من رجاله الأشداء الأمناء لدخول بيت
    الأمراء المماليك وكسر خزائنهم وحمل ما فيها من الذهب والفضة والجواهر إلى بيت
    المال، وخصص كلا منهم لبيت من بيوتهم ، وأمرهم أن ينتظروا إشارته لذلك ، فلما مضت
    الساعة ولم يتفقوا على شيء أشار إلى رجاله فانطلقوا ينفذون تدبيره ودخل السلطان
    على الأمراء قائلا انصرفوا إلى بيوتكم فقدنفذ الله ما أراده سبحانه وعند خروجهم
    إذا بعصبة من رجال السلطان قد وقفوا خارج الباب فقبضوا على رؤساء القوم
    وتركوا الباقين.


    س17- كيف استكمل السلطان الأموال اللازمة لتقوية الجيش؟


    جـ- أحصى قطز ما جاء من عند الأمراء فوجد أنه لا يكفي لتقوية الجيش
    وتموينة فعند ذلك أمر بإحصاء الأموال وأخذ زكاتها من أربابها ، وبأخذ كراء شهرين
    من الأملاك والعقارات المستأجرة ، وبفرض دينار على رأس كل قادر من سكان القطر
    المصري ، فجمع في بيت المال نحو ستمائة ألف
    دينار.


    س28- ماذا صنع قطز بالمال؟


    جـ 28- بدأ
    بتجنيد الشباب الأقوياء من أهل مصر واستقدام العربان والبدو وتجنيدهم وتفريق
    الأموال بينهم ، وأمر بإنشاء المصانع الكبيرة لصنع الأسلحة والمجانيق وغيرها من
    العُدد الحربية في جميع أرجاء البلاد ، وشراء الجياد العربية العتيقة والبغال
    القوية والإبل الهجان.


    س29- ما دورالشيخ ابن عبد السلام في
    الإعداد النفسي للشعب ؟



    جـ29- أوعز قطز للشيخ ابن عبد السلام
    فأنشأ ديوانا كبيرا للدعوة إلى الجهاد في سبيل الله ، يضم إليه من يختارهم من
    خطباء الجوامع فيلقنهم ما ينبغي لهم أن يخطبوا الناس به على المنابر ليدعوهم إلى
    الجهاد ويبينوا لهم فضائله ، وكان الشيخ ابن عبد السلام لا يجيز أحدا من هؤلاء
    الخطباء والوعاظ بالانطلاق لعملهم حتى يحفظ سورتي الأنفال والتوبة عن ظهر قلب .


    س30- كم عدد رسل التتار ؟ وما مهمة
    الجواسيس منهم ؟ وكيف تعامل قطز معهم بذكاء؟



    جـ30- كانوا بضعة عشر رجلا يرأسهم
    خمسة من كبارهم يحسنون اللسان العربى ومعهم صبى ، وكان فيهم رجال مخصصون للتجسس ،
    ليعرفوا مداخل الحصون ومخارجها واستحكامات المدينة والثُّغَر الضعيفة فيها، فأمر
    باستقبالهم استقبالا حسنا.


    ورتب جماعة من العسكر ليقوموا بشئونهم
    وحاجاتهم ويصحبوهم إلى كل موضع يحبون الذهاب إليه ، وقد عجبوا لهذه الحرية التي
    أعطيت لهم إلا واحدا من رؤسائهم الخمسة
    أمر الملك المظفر أول ما وصلوا بعزله عن أصحابه، واعتقل في برج من أبراج القلعة ،
    فلم يسأل الباقون عنه لانهماكهم في الاطلاع على حصون المدينة وأسوارها وأبوابها ،
    حتى إذا قضوا من ذلك ما أحبوا أمر بهم الملك المظفر فاعتقلوا في برج آخر.





    س31- ما رأي الأمراء عندما استشارهم
    السلطان بشأن الرد على التتار؟



    ج31- أشار معظمهم أن يرسلوا إلى
    هولاكو جوابا لطيفا يتقون به شره، ويخطبون وده، ويتفقون معه على مال يؤدونه جزية
    إليه كل سنة لئلا يهجم على بلادهم .فغضب الملك المظفر غضبا شديدا واحمر وجهه حتى
    كاد الدم ينبثق منه ، وجعل يقول : إن الله تعالى يقول في كتابه: " حتى يعطوا
    الجزية عن يد وهم صاغرون" و أنتم تريدون منا أن نعكس الآية ونقول حتى تعطوا
    الجزية عن يد وأنتم صاغرون ثم قام إلى كبير الجماعة فاختطف منه سيفه فكسره على
    ركبته ثم ألقاه أمام صاحبه وهو يقول: إن السيف الذي يجبن حامله عن القتال لخليق أن
    يكسر هكذا ويلقى به في وجه صاحبه.


    س32- ماذا صنع السلطان برسل التتار ؟


    جـ32- أمر بإحضار الرسل فأحضروا بين
    يديه ، فقال لرجاله اصنعوا بهم ما أمرتكم به فخرجوا بهم ، ونودي في الناس فاجتمعوا
    ، فقاموا بإمرارهم أمام الناس وقد أركبوا
    جمال شدوا إلى أقتابها بالحبال ووجوههم إلى أذيالها ماعدا الرسول المفرد المعزول
    وحده .


    فقد قيد وحمل على محفه ليشاهد ما
    يُفعل بأصحابه ، وما خلا الصبي التتري ، فقد أمر السلطان باستبقائة ليجعله من جملة
    مماليكه ثم أمر بقتلهم جميعا، وعلقت رءوسهم على باب زويلة.





    س33- لماذا أقام السلطان استعراضا
    أمام الرسول التتري ؟ وما الرسالة التي حمَّلها له؟



    جـ33- أمر السلطان فأقيم استعراض عظيم
    للجيش، فأقبلت فرسان الجيش ثم مرت فرقة المشاة ، ووراءهم فرقة المجانيق، ثم مرت
    فرق الهجانة، ثم مر كبار الأمراء فامتطوا جيادهم وتباروا سبعة أشواط في الميدان،
    ثم أمر بالرسول التتري فأطلق بين يديه وقال له :


    أخبر مولاك اللعين بما شاهدته من بعض
    قوتنا وقل له: إن رجال مصر ليسوا كمن شاهد من الرجال قبلنا ، وقل لمولاك: إننا
    استبقينا هذا الصبي عندنا لنملكه عليكم في بلادكم عندما نكسركم ونمزقكم كل ممزق.


    س34- لماذا قتل الملك رسل التتار؟


    جـ34- ليقطع الملك المظفر أمل أولئك
    الأمراء الراغبين في مسالمة هولاكو، ووضعهم أمام الأمرا الواقع .


    س35- لم يكتف المظفر بإعداد الجيش
    المصري لملاقاة التتار
    . وضح؟


    جـ35- رأى قطز أن يقيم دونهم جبهة
    قوية من ملوك بلاد الشام وأمرائها فكتب إلى كل واحد منهم رسالة شرح لهم أنه جاد في
    العزم على قتال التتار وقد أعد التتارجنودا لا قبل لهم بها ، وهو مصمم على أن ينقذ
    بلاد الإسلام منهم ، وأنه يعتبر بلاد الشام حصون مصر الأمامية ، وأن وقوعها في
    أيدي التتار يعرض سلامة مصر للخطر.


    ويؤكد لهم فيها أنه لا مطمع له في ملك
    الشام وسيترك بلاد الشام لملوكها وأمرائها المسلمين، وإنما غايته أن يساعدهم على
    حفاظها من السقوط في أيدي الكفرة الفجرة، وأنه لن يسمح لأحد منهم أن يستسلم للتار
    أو يظاهرهم على إخوانهم المسلمين ، وأنه سيعاقب من يمالئ الأعداء منهم بقتله
    وتوريث بلاده لمن هو أحمق بها منه ممن قاتل التتار ، وأنه إذا لم يستطع أحدهم
    الوقوف في وجه العدو ، واضطر للنجاة بنفسه ، فعليه أن يلحق بالديار المصرية حيث يجد
    منها التكرمة والحفاوة ، ومن لم يفعل ذلك فإنه يفقد بلاده وملكه عندما يتم إجلاء
    التتار عنها بسيوف المصريين .


    وسير قطز إلى بلاد الشام جماعة من الشاميين
    المقيمين بمصر ليحدثوا أهل بلادهم بما أعده الملك المظفر من الجيوش الإسلامية
    العظيمة لرد غارات التتار وإجلائهم عن بلاد المسلمين.


    س36- ماذا صنع الملك المظفر بمن لحقه
    من ملوك وأمراء الشام.



    جـ36- أكرم السلطان وفادتهم ، وجعلهم
    في بطانته يستشيرهم في كبار الأمور ،ويشركهم معه ، وأمَّر كلا منهم على من قدم معه
    من مماليكه وجنوده إلى مصر ، وضم إليه عددا من الجنود المصريين ، فكانوا تحت
    قيادته.


    الفصل الرابع عشر س،ج


    س1- قضى الملك المظفر عشرة أشهر من
    ملكة لم يعرف للراحة طعما ,لم ينم إلا غرارا بل ملأ ساعاتها كلها بجهود تنوء بها
    العصبة أولو القوة ..فلماذا ؟


    كيف استعد قطز للقاء التتار ؟


    جـ1-كان يوطد أركان عرشه ، ويدبر ملكه
    ، بين عواصف الفتن و المؤمرات.


    ويقضي على عناصر الفوضى والاضطراب.


    ويضرب على أيدي المفسدين.


    ويقبض بيد قاهرة على أزمة السياسة
    الجامحة.


    ويعالج أمراء المماليك،يستعمل مع
    بعضهم اللين ومع آخرين الشدة.(سياسي).


    وكان عليه أن يقوى الجيش ، ويضاعف
    عدده وأسلحته وعدده ويجمع له المؤمن والذخائر والأقوات ، ويحصل لذلك كله الأموال
    الكافية.(حربي).


    وكان عليه أن يسكن القلوب الوجلة من
    قدوم التتار ، وينفخ فيها روح العزم على مقاومتهم على كثرة المتخاذلين من الأمراء
    المعوقين عن قتالهم الداعين إلى مسالمتهم والخضوع لهم. ( نفسي ).


    س2- ما الذي ساعده على القيام بهذه
    الأمور؟



    جـ2- ولو لا ماخصه الله به من قوة
    البنية ، ومتانة الأعصاب ، ومضاء العزيمة وصرامة الأراده ، وصدق الإيمان والعقيدة
    القوية لما استطاع أن ينجز في بضعة أشهر ما يعجز غيره عن إنجازه في بضع سنوات.


    وكذلك وقوف زوجته " جلنار "
    بجانبه ، ودعمها الكامل له .


    س3- ماذا صنع قطز في جيش مصر؟ وفي
    المصريين ؟



    جـ3- لقد خلق الجيش المصري خلقا جديدا
    ،ونفخ فيه روح الفداء والاستماتة في الدفاع عن الدين والوطن ، وأفاض عليه من
    شجاعته وحماسته ، فإذا هو يتوقد حماسة للقتال ، ويحن شوقا للجهاد في سبيل الله.


    وقد استطاع أن ينزل السكينة
    والطمأنينة في قلوب سواد الناس بعد أن كانت ترجف هلعا من ذكر التتار ، وأن يبذر
    فيها الثقة واليقين بأن مصر ستفلح في رد غارات التتار عنها ، بل طردهم من بلاد
    الشام ، كما أفلحت من قبل في رد الصليبين على أعقابهم .


    س4- ما دور جلنار؟ وكيف وقفت بجانبه؟


    جـ- كانت زوجته وحبيبته السلطانه
    جلنار تشد أزره في ذلك كله . وتشجعه على المضي في هذا السبيل الوعر .


    فكانت تسهر الليل معه ، وتشاطره همومه
    وآلامه ، وتمسح بيدها الرقيقة شكواه ، كلما ضاق صدره بتخاذل الأمراء عن طاعته ، ونيلهم
    منه في مغيبه ، ونفاقهم له في مشهده ، وإلقائهم العواثير في طريقه .


    وكان ربما أنساه انهماكه في عمله
    الدائب طعامه وشرابه فعنيت بتقديمها بنفسها إليه.


    وإذا أنهكه السهر في أعقاب الليل ، قامت إليه ،
    فأخذت بيده وقادته إلى فراشه ، ليأخذ نصيبه من نومه وراحته .


    وكانت لا تفتأ تملا قلبه ثقة بالفوز فيما ندب
    نفسه للقيام به ، فيزاد يقينه ويتضاعف إيمانه.


    س5- إني سأخرج معك إلى ميدان القتال ،
    لأرى مصارع الأعداء بنفسي فيشفى بذلك صدري.


    - ولكني أخشى عليك منهم .


    - لن أخشى على نفسي مالا أخشاه عليك ،
    ولكي تطمئن علي سأكون وراء الجيش في مأمن من سهامهم وكراتهم.


    -أما تخافين أن يخلصوا إليك أثناء
    الكر والفر ، فتقعي أسيرة في أيديهم ؟


    -أنا ابنة جلال الدين لا يخلصون إلي
    وجوادي معي ينجو بي منهم، أما تذكر أيام
    كنا نتبارى على جوادينا ، فتسبقني حينا وحينا أسبقك؟


    من المتحدثان فيما سبق؟


    جـ5- المتحدثان : قطز – جلنار.


    س6- رأى الملك المظفر عندما انسلخ
    الشهر العاشر من حكمة أن جيشه قد تكامل وأصبح كافيا بحول الله وقوته لملاقاة
    التتتار. فماذا صنع؟



    جـ6- أراد أن ينتظر بهم شهر رمضان حتى
    إذا انقضى تحرك بجيشه لقتالهم ، ولكن حركات التتار صوب الديار المصرية كانت أسرع
    من أن تدع له انتظار شهر رمضان حتى ينقضي .


    فقد وردت الأنباء بأن طلائعهم قد بلغت
    غزة وبلد الخليل ،فقتلوا الرجال ، وسبوا النساء والأطفال ، ونهبوا الأسواق، وسلبوا
    الأموال ، وارتكبوا الفظائع كعادتهم فعزم السلطان على الإسراع لملاقاتهم والتعجيل
    بالخروج.


    س7- ما الشعور الذي خالط الناس عندما
    نودي للجهاد ؟ ما مظاهر ذلك ؟



    جـ7- تردد هذا النداء العظيم في جميع
    أرجاء القطر ، فخالط الناس شعور عجيب ، وأحسوا كأنهم خلق آخر ، وأنهم يعيشون في
    عصر غير عصرهم في عهد من عهود الإسلام .


    وطغى هذا الشعور على جميع طبقات
    العامة. حتى كف الفسقة عن ارتكاب معاصيهم ،وامتنع المدمنون عن شرب الخمر، وامتلأت
    المساجد بالمصلين ، ولم يبق للناسفي كل مكان من حديث إلا حديث الجهاد.


    س8- بم أمر الملك المظفر الأمراء
    والقواد؟



    جـ8- أمرهم بدعوة أجنادهم ، وإعدادهم للمسير إلى
    الصالحية وأن يضرب بالمقارع كل من وجد متخفيا منهم.


    س9- تكلم المظفر مع المماليك في
    الرحيل للقاء العدو فما النتيجة؟



    جـ9- أبى ذلك عليه جماعة كبيرة من
    الأمراء ،وكانو قد تعاهدوا على عصيان الملك المظفر واعتذروا له بأن الرأي هو أن
    يبقوا هناك حتى تأتي جموع التتار فيصدوها عن البلاد.


    فغضب الملك غضبا شديدا حتى انعقد لسانه
    ولم يستطع الكلام برهة من الحزن، ثم انفجر يخاطبهم قائلا: بئس الرأي الضعيف
    رأيكم والله ما حملكم على هذا إلا الجبن
    والهلع من سيوف التتار أن تقطع رقابكم هذه التي سمنت من أموال الأمة .


    ألم تعلموا يا أمراء السوء أنه ما غزي
    قوم في عقر دارهم إلا ذلوا ؟


    ما أشبه الليلة بالبارحة ! وما أشبهكم
    بأولئك المنافقين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم! إذ يقول الله فيهم : "ولوأرادوا
    الخروج لأعداوا له عدة ".


    والله لا توجهن بمن معي لقتال أعداء
    الله ، فمن اختار الجهاد منكم فليصحبني ، ومن لم يشأ فليرجع إلى بيته غير مأسوف
    عليه ، فتبعه رجاله ، ثم انضم إليه الآخرون واحدا تلو الآخر.


    س10 كان مع الملك المظفر في مخيمة
    الأمير بيبرس والوزير يعقوب بن عبد الرفيع
    والأتابك أقطاي المستعرب ،وعلى مقربة منه مضارب ملوك الشام اللاجئين.فيم تشاور
    معهم
    ؟


    ج10- كان السلطان يتشاور مع هؤلاء
    فيرسم الخط للهجوم على العدو فكان يعرض الرأى فيتناقشون فيه ، فيستمع إلى
    اعتراضاتهم واقتراحاتهم بانتباه شديد ، فيرد على هذا برفق ويتلقى رأي هذا بالقبول
    والاستحسان ، ثم ينفذ في النهاية ما يراه بعد أ ن يشعرهم جميعا بأن الرأي رأيهم
    وليس رأيه وحده ويدل ذلك على ذكائه الشديد .


    س11- ماذا شكا السلطان لأتابكه ؟ وبم
    رد عليه الأتابك؟



    جـ-11 شكا إليه السلطان تخاذل الأمراء
    في مثل ذلك الوقت الحرج، ونعى عليهم غرامهم بالخلاف والمكابرة وقلة شعورهم بالتبعة
    الملقاة على عواتقهم في دفع الأعداء المتوحشين عن الوطن وإنقاذ بلاد الشام منهم .


    فقال له الأتابك هون عليك يا مولاي
    فإن في مضاء عزمك ما يأخذ المسالك على تخاذلهم ، وقد فعلوا ذلك مرارا فما لبثوا أن
    انصاعوا لأمرك ونزلوا على حكمك فاحتمل ذلك منهم فأنت أهل للاحتمال.


    فقال السلطان إني قد أحتمل هذا منهم في
    وقت السعة والأمن ، لكني لا أستطيع احتمالة
    وقت الضيق والحرب.
    د / ياسر

    مُساهمة 2012-03-08, 12:58 من طرف د / ياسر

    س12- سأل السلطان أتابكه عن بيبرس فبم
    أجاب؟



    جـ12 قال أقطاي ليس المسئول عنه بأعلم
    من السائل فبدره السلطان قائلا أريد أن أعرف: أما يزال يتصل بالأمراء سرا ويحرضهم
    علي؟


    فأجابه الأتابك ما أظن ذلك يا مولانا،
    ومبلغ علمي أنه منذ يوم القلعة لم يحرضهم على العصيان ولم يحاول أن يصرفهم عنه، وإذا كان فيهم وسمع شيئا من ذلك سكت ولم يشترك معهم. قال السلطان : هذا ما أتعبني
    منه يا أقطاي.


    فقال الأتابك: ولكن مولانا قد رضي هذا منه فقال:
    السلطان نعم قد رضيته منه ولكني كنت أحسبه برجع إلى صوابه فيما بعد فلا يدع هؤلاء يتآمرون علي بين
    سمعه وبصره دون أن يصدهم.


    س13- عرض الأتابك على السلطان قتل
    بيرس فما رد السلطان ؟



    جـ13- قال أقطاي الأمر لمولانا
    السلطان إذا شاء أنفذت أمره في أكبر رأس يشتمل عليه هذا المعسكر .


    قال السلطان لا يا أقطاي لا نستغني عن
    بيبرس إني لا أريد أن أحرم المسلمين شجاعة هذا الرجل وقوته ،وقد رأيت منه انبعاثا
    للخروج ورغبة صادقة في قتال التتار، ولعل الله ينصر به المسلمين نصرا مؤزرا.


    س14- بلغ السلطان تلكؤ الأمراء. فماذا
    فعل؟



    جـ14- لم يكترث بهم ولم يقل لهم شيئا
    بل ركب هو وركب معه رجاله وقال أنا ألقى التتار بنفسي، فلما رأى الأمراء المتلكئون
    ذلك منه أدركهم الخجل فركبوا معه على كره.


    س15- أمر السلطان الأمير بيبرس أن
    يتقدم في جمع من العسكر ليكون طليعة
    يعرف له أخبار التتار. فماذا فعل؟


    جـ15- سار بيبرس والجمع الذي معه سيرا
    حثيثا حتى وصل غزة وبها طلائع التتار ، فناوشهم القتال فانهزموا ؛ إذ ظنوا أن
    وراءه جيشا عظيما ، وتركوا له غزة فدخلها ونزل فيها بجمعه حتى وافاه السلطان
    بالعساكر فأقام فيها يوما يستجم ويدبر الخطط.


    س16- لاح للسلطان أن عكا بيد الفرنج
    فكيف تصرف؟



    جـ16- خشي أن يغدروا بالمسلمين عندما
    يلقون التتار فيطعنوهم من الخلف ، فرأى أن يقطع عليهم هذا السبيل فتوجه إلى عكا
    بعد ما بعث إليها رسلا من قبله، فخرج أهلها بالهدايا ، فقال لهم السلطان إنه لم
    يخرج لقتالهم ، وإنما خرج لقتال التتار، وعليهم أن يلزموا الحياد التام .


    فخافوا منه وألطفوا له القول فأعربوا
    له عن إخلاصهم وولائهم له وعرضوا عليه أن يسيروا معه نجدة من عسكرهم ، فشكرهم وقال
    لهم : إن جيشه لا يحتاج إلى معونة أحد . وأقسم لئن تبعه فارس منهم أو راجل يريد
    أذى المسلمين ليرجعن إليهم فيقاتلهم قبل يلقى التتار.


    ولم يكتف السلطان بوعدهم وأيمانهم حتى
    شرط عليهم أن يبقى في الحصون القائمة على مناقذ عكا حاميات من عسكره ، ليضمن بذلك
    بقاءهم على الحياد، فوافقوا على ذلك مكرهين .


    وكان الفرنج قد كاتبوا التتار أنهم
    على استعداد ليجيئوا المسلمين من خلفهم .


    س17- خطب السلطان في الجنود يحمسهم
    وأمر بيبرس أن يسير بكتيبه من العساكر لتكون طليعة له فماذا صنع بيبرس؟



    ج17- صدع بيبرس بأمر السلطان وسار
    بكتيبته حتى لقي طلائع التتار وأخذ يناوشهم فتارة يقدم عليهم وتارة يحجم عنهم ،
    يبغي بذلك مشاغلتهم وعدم الاشتباك معهم في معركة فاصلة ، واستمر على ذلك حتى وافاه
    السلطان عند عين جالوت فنزل بعساكرة في الغور.


    س18- متى كانت معركة عين جالوت لكبرى؟
    ولماذا رحل هولاكو؟



    جـ18 كانت يوم الجمعة لأربعة بقين من
    رمضان" 26 من رمضان " ، وكان هولاكو قد رحل من حلب يريد بلاده ؛ لأخبار
    وصلت إليه بوفاة أخيه ملك التتار ، وأناب عنه في قيادة عساكره قائده الكبير كَتُبْغا
    وأمره بمواصلة الغزو إلى مصر ، ولكنه لما وصل إلى بلاد فارس، بلغه مسير سلطان مصر
    بجيوشة العظيمة الجرارة فأقام بها ينتظر
    ما تتمخض عنه الحوادث.


    س19- لماذا هاب كلا الفريقين الآخر؟


    جـ19- لأن كل فريق يعلم أن هذه
    المعركة ستقرر مصيره، وحبس كليهما عن
    التقدم للقاء الآخر حابس .


    أما التتار : فلم يصل كتبغا
    قائدهم الكبير فوقفوا ينتظرون قدومه.


    وأما المسلمون : فقد انتظر بهم
    الملك وقت صلاة الجمعة ليباشروا قتال أعدائهم وخطباء المسلمين على المنابر يدعون
    لهم بالتأييد والنصر.


    س20- كيف رتب السلطان جيشه؟


    جـ20 كان الملك المظفر قد عين عساكره في
    مواقعهم ، فجعل الأمير ركن الدين بيبرس على ميسرته ، والأمير بهادر
    المعزي على ميمنته، وكان هو
    على القلب وحوله جمع من أبطاله ومماليكه ، وبينهم الصبي التتري .


    وما لبث العسكران أن تقاربا فأخذت
    سهام التتار تمرق في صفوف المسلمين فتجرح وتقتل فيهم .


    فأمر السلطان رجاله بالهجوم عليهم ،
    فاندفعوا إلى الأمام ، حتى تصافحت الصفوف الأمامية من كلا الفريقين بالسيوف واشتد
    القتال واستبسل الفريقان استبسالا عظيما واستحر فيهما القتل إلا أن المسلمين كانوا
    لذلك الحين ظاهرين على أعداهم .


    س21- ما دور الصبي التتري في المعركة؟


    جـ21- استأذن الصبي أن يتقدم للقتال
    فابتسم له السلطان وقال له تقدم يا ملك التتار فشق الصبي صفوف المسلين أمامه ثم
    اندفع في صفوف التتار بضرب بسيفه يمينا وشمالا فيقتل أربعة منهم أو خمسة ، ثم يخلص
    منهم عائدا إلى صفوف المسلمين حتى يقف في موضعه الأول عن يسار السلطان.


    وقد تكرر هذا الفعل من الصبي ،
    والمسلمون يتعجبون من شجاعته وفروسيته ، ويصيحون به: مرحى يا ملك التتار .


    ولكن الصبي كان في الحقيقة يهمس لقومه
    التتار كلما خاض صفوفهم ويعلمهم بموقع السلطان في القتال ليتبعه فرسان منهم وهو
    ينهزم إلى مركز السلطان فيتيسر لهم قتله.


    س22- ما دور جلنار في حماية زوجها؟


    ج22- كانت السلطانة جلنار قد جعلت
    همها حماية زوجها من الغيلة فجعلت تلاحقه وهي على جوادها من تل مرتفع خلف السلطان
    وتراقب من حوله، فوسوس لها خاطرها من جهة الصبي التتري .


    وعجبت كيف يخوض صفوف التتار ثم يخلص
    منها سالما ، فظلت تراقب حركاته ، إذ رأته قد قتل من قتل من التتار كعادته ، ثم ارتد
    سريعا وخلفه خمسة فرسان من التتار اندفعوا كالسهم إلى جهة السلطان ،و فوجئ من حوله
    من الرجال فاضطربوا.


    ولكن السلطان تلقاهم بسيفه فجندل
    ثلاثة منهم وإذا بالصبي التتري قد رمى السلطان بسهم من خلفه فأخطأه وأصاب الفرس، فترجل السلطان وقصده الفارسان التتريان ، فجعل
    يحيص عنهما ، ثم قصد أحدهما فضرب قوائم فرسه فوقعت به ، وكاد الفارس التتري الآخر
    يعلو السلطان بسيفه لو لم يبرز له فارس ملثم شغله عن ذلك ، فاختلفا ضربتين قويتين بالسيف
    فخرا صريعين.


    س23- ماذا قال الفارس الملثم حينما أفاق؟


    جـ23 صاح الفارس الملثم :" صن
    نفسك يا سلطان المسلمين ها قد سبقتك إلى الجنة " ، وكان هذا الفارس قبل ذلك
    قد أطار رأس الصبي التتري.


    س24- تذكر السلطان صوت الفارس الملثم .
    فماذا فعل؟



    جـ24- ارتاب في أمره فقصد إليه وكشف
    عن وجهه فإذا هي السلطانة جلنار وهي تجود بنفسها ، فهاله الأمر وحملها وهو لا يعقل
    ما يفعل وبعث إلى بيبرس وهو على الميسرة ليحل محله في القلب وانطلق هو إلى المخيم
    .


    وطلب الطبيب وأضجعها السلطان على
    فراشه والدموع تنهمر من عينيه وهو يقول لها: وازوجاه واحبيبتاه .


    فأحست ورفعت طرفها إليه وقالت له بصوت
    ضعيف متقطع وهي تجود بروحها في السياق : لا تقل واحبيبتاه قل : وإسلاماه
    وما لبث أن لفظت الروح بين يديه حين حضر الطبيب.


    س25 ما أثر مصرع السلطانه في نفوس
    المسلمين؟



    جـ25 كان قد شاع في معسكر المسلمين
    خبر مصرع السلطانة جلنار وانتشر فيهم كالنار في الهشيم .وشاع فيهم أيضا أن السلطان
    احتملها إلى المخيم وترك مكانه للامير بيبرس.


    فلما رأوه عاد إلى محله صاحوا جميعا :
    الله أكبر، وتمثلت لهم بطولة السلطانة الصريعة ، فشعروا بهوان أنفسهم عليهم وحملوا
    واستبسلوا .


    ولما رأى التتار ذلك وكانوا قد فرحوا بغياب السلطان
    وظن كثير منهم أنه قتل حموا أيضا واستماتوا في الهجوم ، فاضطربت ميمنة المسلمين التي
    عليها بهادر ، حتى صار صف المسلين خطا مائلا مقدمته الميسرة وعليها بيبرس ومؤخرته
    الميمنة .


    وتقدم السلطان قليلا إلى الأمام فكشف
    عن خوذته وألقى بها إلى الأرض وصرخ بأعلى صوته ثلاثا وا إسلاماه ، وحمل بنفسه وبمن معه حملة صادقة
    عنيفه على الأعداء .


    س26- كان لبيبرس دور بارز في عين
    جالوت. وضح ذلك.



    جـ26كان الأمير بيبرس إذ ذاك يحض أصحابه
    على القتال ، ولا يدع لهم مجالا للتقهقر مهما اشتد بهم الضغط، فكأنما كانوا مقيدين
    بسلسلة طرفاها في يده ، فثبتوا ثبات الرواسي.


    وكان يزج بنفسه في مقدمة الصف فيجندل
    من أبطال العدو ثم يتراجع ويغوص بين أصحابه ويطوقهم من الخلف يحرضهم ويدفعهم إلى
    الأمام.


    وما أسرع ما يمرق من خلال صفوفهم حتى يبرز
    إلى المقدمة من ناحية أخرى وهكذا دواليك .


    وكان في كل ذلك حذرا كأنما ينظر بألف
    عين ، لا تفوته أقل حركة يقوم بها العدو . وكان يبصر بالشجعان من رجال العدو يتخير أشدهم على المسلين فيفاجئه
    بضربة لا تمهله فربما قده ، وقد جواده معه .


    وكثيرا ما وَكَل ذلك إلى أحد رجاله
    فيقول له : اقتل هذا الفارس وخلاك ذم.


    س27- حاول الأعداء تطويق الميسرة . فماذا
    صنع بيبرس؟



    جـ27 -كان من جراء شجاعة بيبرس وصرامته
    أن تحامى العدو الميسرة واستضعفوا الميمنة واندفعوا إليها حتى كان من أمرها ما كان.


    ولم يفت بيبرس أن العدو لما رأى قوه
    المسيرة أمر ميمنته بالتأخر قليلا والانتشار إلى الغرب ، وغرضه من ذلك أن تندفع ميسرة
    المسلمين إلى الأمام فيقوموا بتطويقها .


    فأبطل عليهم تدبيرهم هذا إذ أمر رجاله
    بالانتشار إلى الغرب أيضا .


    وجعل تقدمه ببطء وحذر ريثما يرى ما
    يكون من ميمنة المسلمين والقلب .


    حتى إذا سمع صرخة الملك المظفر : واإسلاماه ، ورأى
    القلب يتقدم ويكر على صفوف الأعداء ، أدرك بفطنته أن السلطان يريد أن يطوق ميسرة
    التتار ويفصلها عن قلبهم إذ رآه يندفع بشطر من القلب فاخترق به صفوفهم .


    فرأى الفرصة سانحة حينئذ ليقوم بحركة
    تطويق لميمنة التتار يحصرهم بين ميسرته وبين الشطر الآخر من قلب المسلمين.


    فأمر رجاله بالتقهقر قليلا ليندفع
    العدو إلى الأمام وبالانتشار إلى الغرب ثم التقدم إلى الأمام في شكل هلالي.


    س28- كان للملك المظفر دور بارز في
    عين جالوت وضح.



    جـ28كان الملك المظفر يقاتل قتال
    المستميت حاسر الرأس ، وقد احمر وجهه وانتفش شعره ، فصار كأنه قطعة من اللهب يتقدم
    الصفوف ويضرب بسيفه ذات اليمين وذات الشمال .


    فكلما اعوج له سيف التمس له سيفا آخر
    ورمى الأول في وجه العدو ، وكلما جندل بطلا من أبطال العدو صاح الله أكبر ومن ينظر
    إليه يشفق عليه ، ولا يشك أن يتعرض للشهادة، وأنه عما قليل سيصاب .


    فعظم ذلك على خواص رجاله المخلصين لما رأوا من
    قلة حذره وتهاونه بنفسه إلى حد التهور فعزموا على أن يقووه بأنفسهم ما استطاعوا،
    فكان لا يتقدم خطوة إلى الأمام إلا تقدموا معه محيطين به في نصف دائرة فاستحر
    القتل فيهم ولم يثنهم ذلك عن الاندفاع معه إلى حد التهور إذا لا سبيل لهم مع ذلك
    إلا الأخذ بجانب الحيطة والحذر.


    وبصر السلطان بسهم يصوب نحوه فشد عنان
    جواده فوثب الجواد قائما على رجليه ، فنشب السهم في صدر الجواد فتداعى ونزل عنه
    السلطان ومسح عرقة وهو يقول في سبيل الله أيها الرفيق العزيز .


    واستمر السلطان يقاتل راجلا وهو يصيح
    إليَّ بجواد ، فأراد بعض أصحابه أن ينزل عن فرسه فأبى السلطان عليه ذلك وقال له: اثبت
    مكانك ما كنت لأمنع المسلمين الانتفاع بك في هذا الوقت .


    وبقي يقاتل راجلا حتى جيء له بجواد
    فامتطاه وتوغل بشطر كبير من جيشه فيما بين قلب العدو وميسرته حتى إذا ما عاينه
    كتبغا فقدم صوبه بأبطاله فأراد المظفر أن يلقاه ، فتقدم أصاحبه يبغون أن يصدوه عن
    ذلك إشفاقا عليه والسلطان يقول: لهم دعوني له ليس له قاتل غيري ، أريد أن أقتله
    بيدي.


    س29- من قتل كتبغا قائد التتار في عين
    جالوت ؟ وكيف حدث ذلك؟



    جـ29- الأمير جمال الدين آقوش الشمسي
    وكان يقاتل إلى جانب السلطان حيث أبصر فرجة فاقتحمها إلى قائد التتار وصاح يخاطب
    السلطان :


    يا خوند أنا يدك لقد قتلت عدو الله
    بيدك وأهوى بسيفة على عاتق الطاغية فأبانها ، وضربه كتبغا بيده الأخرى فصرعه من
    على فرسه، ولكن الأمير آقوش كان قد زج جينئذ برمحه في عنق الطاغية ، فلما هوى من
    فرسة الطاغية معه ورمح آقرش ناشب في حلقة ، وآ قوش قابض على الرمح بيديه وكبر
    الأمير آقوش وسيوف العدو تتعاوره من كل جانب.


    س30- ما أثر مصرع قائد التتار في المسلمين ؟


    جـ30- كبر السلطان وكبر من حوله معه ،
    وعرف المسلمون أن كتبغا قد هلك ، فكبروا جميعا بصوت واحد ألقى الرعب في قلوب
    التتار ، فزاد هلعهم واختلت صفوفهم وأخذوا يتقهقرون .


    فحيل بينهم وبين الفرار ، فأوقع بهم المسلمون
    وأفنوهم ضربا بالسيوف وطعنا بالرماح حتى امتلا الغور بجثثهم وأشلائهم ولم يسلم
    منهم إلا القليل من ساقتهم الذين تمكنوا من الفرار ، واعتصم منهم جماعة بالتل
    المجاور لمكان الوقعة ،وأخذوا يمطرون المسلمين بوابل من سهامهم.


    وأحدق بهم المسلمون وصابروهم في القتال وحملوا
    عليهم مصعدين حتى سحقوهم سحقا بعد أن كثر قتل المسلمين دون هذا التل لما لقوه من
    سهام التتار التي تتساقط عليهم كالمطر ولا تكاد تخطئ أهدافها .


    وانتهت المعركة وقد تهللت وجوه المسلمين فرحا
    واستبشارا بما أنعم الله عليهم من هذا النصر الكبير، وبما غنموا من أموال التتار
    مما نهبوه وسلبوه من أغنى المدن والبلاد التي مروا بها ، فكانت غنيمة عظيمة لم يُرَ
    مثلها في حروب ذلك العهد.


    س31- بم خطب الملك المظفر في جيشة بعد
    النصر؟ ومم حذرهم؟



    جـ31- خر الملك المظفر ساجدا لربه ،
    شاكرا لنعمه ,وأطال السجود ثم رفع رأسه والدموع تتحادر على لحيته حتى سلم من صلاته
    فامتطى صهوة جواده ، وخطب في جيشه قائلا:


    أيها المسلمون إن لساني يعجز عن شكركم، والله
    وحده قادر على أن يجزيكم الجزاء الأوفى لقد صدقتم الله الجهاد في سبيلة ، فنصر قليلكم
    على كثير عدوكم ، قال الله تعالى : " وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "
    .


    وقال عز وجل : " كم من فئة قليلة
    غلبت فئة كثيرة بإذن الله " .


    إياكم والزهو بما صنعتم ولكن اشكروا الله واخضعوا
    لقوته وجلاله ، إنه ذو القوة المتين وما يدريكم لعل دعوات إخوانكم المسلمين على
    المنابر في الساعة التي حملتم فيها على عدوكم من هذا اليوم العظيم ، يوم الجمعة وفي
    هذا الشهر العظيم شهر رمضان ،كانت أمضى على عدوكم من السيوف التي بها رميتم .


    واعلموا أنكم لم تنتهوا من الجهاد وإنما بدأتموه
    وأن الله ورسوله لن يرضيا عنكم حتى تقضوا حق الإسلام بطرد أعدائه من سائر بلاده ،
    ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .


    والآن ترحموا على إخوانكم الذين علم الله ما في قلوبهم
    من الإيمان والخير فاختار لهم الشهادة والجنة ، واختار لكم النصر ، لتعودوا للجهاد
    في سبيله ، وما عند الله خير وأبقى ، وترحموا على أمة الله سلطانتكم ، فقد صدقت
    الله ما عاهدته عليه ، وآثرت ما عنده على ما عند عبده قطز.


    وهنا أدركته الرأفة فبكى ، وعلا نحيبه
    ، فبكى المسلمون جميعا وتعالت أصواتهم بالنحيب ، وهم يقولون: يرحمها الله ، يرحمها
    الله .ثم تلا السلطان قوله تعالى : "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله
    أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" صدق الله العظيم .


    الفصل الخامس عشر س ،ج


    س1- كيف حاكم الملك المظفر أسرى
    المسلمين؟



    جـ1- فرغ الملك المظفر لمحاكمة الأسرى
    من المسلمين فقدموا إليه فردا فردا ، فكما تقدم إليه واحد منهم سأله عن: اسمه واسم
    أبيه واسم بلده ، وعن عمله وحاله من الفقر والغنى، ثم سأله عن التتار وماذا يعتقد
    فيهم؟ وما الذي حمله على القتال معهم؟


    فكانوا يجيبونه بأجوبة مختلفة ، فإذا
    تبين له من كلام المسئول أنه لا عذر له من اضطرا أو إكراه أو جهل:
    أمر به فضربت عنقه .


    وإلا بين له سوء عمله ، واستتابه وضمه
    إلى جيشه بعدأن أعلمه أن حكمه القتل ولكنة عفا عنه لما يتوسم فيه من بقية خير.


    س2- لماذا قتل السلطان بيده أحد ملوك
    بني أيوب من الأسرى؟



    جـ2- كان في هؤلاء الأسرى ملك من ملوك
    آل آيوب انضم إلى التتار وقاتل معهم المسلمين يوم الغور قتالا شديدا ، فأمربه
    السلطان فجيء به إليه يرسف في قيوده ، فقتله السلطان بيده جزاء له على خيانته
    وفسقه، ليكون عبرة لغيره من الملوك الذين يتمالئون مع أعدائهم على أمتهم ودينهم.


    س3- أرسل قطز كتابا إلى أهل دمشق .
    فماذا جاء فيه؟



    جـ3- تحرك الملك المظفر بعساكره إلى
    طبرية حيث أرسل كتابا إلى أهل دمشق يخبرهم بالفتح وكسر العدو ويعدهم بالوصول إليهم
    ونشر العدل فيهم ،وأنه سيولى عليهم خير من يرتضونه من ملوكهم وأمرائهم، وأمرهم
    بالقبض على أعوان التتار وأنصارهم من أهالى دمشق حتى يصل إليها فيرى رأيه فيهم.


    س4- هل كاتب الملك قطز ابن الزعيم الذي
    كان يتنسم أخباره؟



    جـ- بعث بكتاب آخر في معناه لمولاه
    الأول السيد ابن الزعيم الذي كان مختبئا في بعض ضواحي دمشق .


    وكان ابن الزعيم يتنسم أخبار مملوكة
    قطز منذ فارقه إلى الديار المصرية مع خادمه الحاج علي الفراش، وكان يراسله الفينة
    بعد الفنية ويشجعه على تحقيق البشارة النبوية ، حتى إذا جلس قطز على أريكة السلطنة
    كتب إليه يهنئه بها ، وختم رسالته بهذا الإمضاء : "من خادمكم المطيع ابن
    الزعيم " فلما قرأها الملك المظفر بكى وقال: الحمد الله الذي ولى عبده قطز
    على عباده المسلمين .


    وكان ابن الزعيم بعد ذلك يوالي الرسائل إليه ، ويصف له أحوال دمشق وغيرها من بلاد الشام
    وأحوال ملوكها وأمرائها وزعمائها ومواقفهم من معاداة التتار وموالاتهم ، فاسترشد
    السلطان بهذه الرسائل في حملته هذه على بلاد الشام وتطهيرها من دسائس التتار.


    س5- متى وصل قطز ظاهر دمش وبمن التقى
    ؟ وماذا تمنيا؟



    جـ5- ما لبث الملك المظفر أن وصل
    بعساكره إلى ظاهر دمشق في آخر يوم من شهر رمضان ، فخيم هناك حيث وافاه السيد ابن
    الزعيم ففرح به السلطان فرحا عظيما ، وطفقا يتعانقان طويلا والدموع تنهمر من
    عيونهما .


    وعيَّد السلطان في ذلك الموضع، وذبح
    الذبائح فأطعم الفقراء والمساكين من أهل القرى المجاورة ، وأشار على ابن الزعيم
    فصلى به وبعساكره صلاة العيد .


    وتمنى كلاهما لو أن الشيخ ابن عبد
    السلام كان حاضرا معهم ليؤم الناس.


    س6- صف استقبال أهل دمشق للملك المظفر.



    جـ6- دخل السلطان دمشق ، ففرح بها
    أهلها ، وأقاموا له الزينات واستقبلوه بالطبول والأعلام ، ونثروا على طريقه
    الأزهار والرياحين ، حتى نزل بقلعتها.


    س7- ما أول شيء فعله السلطان قطز عقب
    دخوله دمشق؟



    جـ7- سير الأمير بيبرس بجيش كبير فطارد فلول التتار
    وقتل منهم خلقا عظيما ونازل حاميتهم الكبيرة بحمص حتى مزق شملهم واستولى على حمص
    بعد أن قتل خلائق منهم وأسر، وهرب الباقون في طريق الساحل فتخطفهم عامة المسلمين
    ولم ينج منهم أحد .


    وكانت وقعه حمص آخر أمر التتار
    ببلاد الشام ، فقد هربوا بعدها من حلب وغيرها وألقوا ما بأيديهم من أموال ومتاع
    ونجوا بأرواحهم فارين إلى بلادهم.


    س8 - ما مصير من لحق بهولاكو من
    الخونة ؟



    ج8- لما بلغ هؤلاكو وهو ببلاد فارس انهزام
    عسكرة وقتل نائبه الكبير كتبغا عظم عليه الخطب، فإنه لم يكسر له عسكر قبل ذلك .


    ولم يهدأ غضبه حتى قتل من لحق به من
    خونة ملوك الشام وأولادهمن ، فلقوا جزاء خيانتهم بيد من مالئوه على إخوانهم المسلمين
    .


    إلا واحدا منهم عشقته زوجتة فشفعت له عند زوجها فعاش طليق أمرأة كافرة.


    الفصل السادس عشر
    س ، ج



    س1- هل استطاع الملك المظفر أن يكبت حزنه على
    زوجته الشهيدة؟



    جـ1- استطاع الملك المظفر إلى حين أن يكبت حزنه
    على زوجته الشهيدة منذ سمعها تقول له وهي في السياق لا تقل : واحبيبتاه ... قل : واإسلاماه
    فحبس دمعه واستمر منطويا على لوعته لماكان خطر التتار قائما في بلاد الشام.



    س2- ما أثر موت جلنار في قطز؟


    جـ2- لما انتهى أمر التتار بعد وقعة حمص وهرب
    الباقون منهم ناجين بأرواحهم إلى بلادهم ، وأكمل هو تدبير بلاد الشام وجعلها بأيدى من اصطفاهم من ملوكها وأمرائها .



    رجع إلى نفسه وفكر في مصابه فإذا هو قد فقد سلواه
    الوحيده بفقد جلنار، فانفجر ما كان حبيسا في نفسه من الحزن إذ سالت دموعة حتى
    تقرحت جفونه، وأظلمت الدنيا في عينيه وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وجعل يتذكر مصرع
    جلنار، وأنها لن تعود إلى مصر ولن تشاطره فرح الناس بمقدمه ظافرا وأنه سيأوي إلى
    قلعة الجبل وحيدا لأ أنيس له .



    س3-لم ينس الملك المظفر إذا عاف الحكم وضاق ذرعا
    بالحياة أن ينظر إلى الإسلام وأهلة . وضح ذلك.



    جـ3- طغى الحزن الجبار على تلك النفس
    القوية فوهنت، وعلى تلك العزيمة الماضية فكلت ، وعلى تلك الهمة الطائرة فيهض
    جناحها ، وعلى ذلك الرأي الجميع فانتقض غزله من بعد قوة أنكاثا .


    وأصبح الملك المظفر يائسا في الحياة
    يستثقل ظلها ، ويستطيل أمدها ، ويود لو استطاع فجاز ما بقي فيها من الأيام مرحلة
    واحدة إلى حيث يلقى حببته الشهيدة في مقعد صدق عند مليك مقتدر.


    ولكن لم يكن السلطان لينس أن
    ينظر إلى الإسلام وأهلة فيختار من بين
    المسلمين رجلا قويا يعهد إليه بحكمهم ، ويبرأ به إلى الله من تبعتهم فظل أياما
    يتلفت فيمن حوله من الملوك والأمراء ، فما ملأ عينيه منهم إلا صديقه القديم وعدوه
    العنيد ونصيره في جهاد التتار : الأمير بيبرس.


    س4- لماذا اختار السلطان قطز الأمير
    بيبرس لخلافتة؟



    جـ4- قد رآه على ما فيه من الخديعة
    والمكر والتكالب على الرياسة والحكم أقومهم جميعا بالأمر، وأقدرهم عليه ، وأجدرهم
    أن يسوق الناس بعصاه ويحملهم على ما فيه استقامة أمورهم ، ودوام قوتهم وعزتهم،
    وبقاء هيبة الإسلام في صدور أعدائه ، فعزم على أن ينزل له عن الحكم و عرش مصر.


    س5-رأى السلطان أن يكتم هذا الأمر عن
    الناس حتى يعود إلى مصر فلماذا؟



    جـ5- خوفا من الفتنة وخشية من انتقاض
    الأمراء المماليك واختلافهم إذا سمعوا بذلك ، ولا سيما المعزية منهم، إذ كانوا
    يرون أنفسهم أولى من غيرهم بالحظوة
    والتقدمة عند المظفر ، لما بينهم من صلة الخشداشية ، والانتساب إلى أستاذ واحد هو :
    الملك المعز عز الدين أيبك ، وكانوا قد نقموا على السلطان أنه ساواهم بالأمراء
    الصالحية في الإقطاعا ت التي أقطعهم إياها ببلاد الشام ، واعتقدوا أنه ظلمهم بذلك.


    س6- كان الأمير بيبرس قد سأل السلطان
    أن يعطيه نيابة حلب فوعده
    السلطان بها ثم أعطى نيابة حلب لأحد ملوك الشام فلماذا؟


    جـ6- لما عزم السلطان على أن ينزل من
    السلطة لبيبرس وتوليته سلطانا على مصر مكانه لم يبق عنده موضع للوفاء للأمير بيبرس
    بما وعده فأعطى نيابة حلب لأحد ملوك الشام.


    س7- ما أثر ذلك في بيبرس؟


    جـ-
    غضب غضبا شديدا على السلطان واضطرم حقدا عليه ، وأيقن أن السلطان ، إنما
    حسده على ما أظهره هو ، من آيات البطولة ، في قتال التتار ومطاردتهم إلى أقاصي
    البلاد ، فخشي أن ينافسه في الحكم ويؤيده الناس .


    س8- ما الذي قوى هذا الظن عند بيبرس ؟
    وما موقف أنصاره؟



    جـ8- قوى هذا الظن عند بيبرس أمران : أحدهما :
    أنه كان ينوي منافسة السلطان حقا حين طلب منه نيابة حلب ، ليستقل بها ويتخذها بعد
    ذلك نواة لإشباع مطامعه بالاستيلاء على ما دونها من البلاد حتى يضم الشام جميعها
    تحت لوائه ، وحينئذ ينازع الملك المظفر على عرش مصر ، ولم يختر نيابة حلب في أقصى
    الشام عبثا فقد آثرها لأنها ببعدها عن مركز السلطان ، أصلح من غيرها للقيام بحركته
    .


    وثانيهما : أنه لم ينس ما كان منه في مصر
    من تحريض الأمراء على السلطان ، حين دعاهم السلطان للنزول عن أملاكم لبيت المال، فظن
    أن السلطان إنما اغتفر له ذلك، واستبقاه لحاجته إليه يومئذ ،حتى إذا استغنى عنه ،
    وتمكن منه ، عاقبه على ما سلف من ذنبه ، لئلا يعود في المسقبل إلى مثله.


    ولم يكن ما سبق رأي بيبرس وحده ، بل
    شايعه على ذلك أصحابه من الأمراء الصالحية ،ومماليكهم وأتباعهم ، فأوغروا صدره على
    السلطان وقالوا : لولاك لما صنع شيئا ، ولما قدر على هزم التتار ، ثم يبخل عليك
    بنيابة مدينة واحدة ، في أقصى الشام. فهل تريد أشد من هذا إذلالا لك ؟ ولا يغرنك ما أقطعنا من الشام ، فإنما أراد
    بذلك إسكاتنا إلى حين ، ريثما يتمكن من رأسك ، وحينئذ يستردها منا، بعد التخلص
    منك.


    س9- لم عاتب بيبرس السلطان ؟ وبم رد عليه
    السلطان؟



    جـ9- جاء بيبرس وهو يكتم غضبه إلى الملك المظفر، فعتب عليه أنه
    أخلف وعده ، وأعطى نيابة حلب لملك لم يقم بمعشار ما قام هو به من جهاد التتار
    وطرهم عن البلاد .


    فقال له السلطان: إنى لا أنكر يا
    بيبرس بلاءك العظيم في قتال العدو لا أضن بعده بشيء عليك، ولكني أخشى إذا أنا
    وليتك على حلب، أن تغرك نفسك في ذلك الطرف القصي ، فتستقل بحكمها ، وتسعى لضم سائر
    البلاد إليك ، وتشق بذلك كلمة المسلمين ،وقد بلوت طبعك يا بيبرس، فلست أجهل مطامعك.


    س10- لماذا امتعض بيبرس واضطرب؟


    جـ10 - لأن السلطان كشف الحجاب عن ذات
    صدره وصرح له بأنه على علم بخبيئة نفسه ولكنه أخفى امتعاضه واضطرابه، وقال له : سأحلف
    لك بأغلظ الأيمان أني لا أستقل عنك ، ولا أنتقض عليك.


    فقال السلطان إن نفسلك الأمارة بالسوء
    لن تعدم سببا تتعلل به لتنقض أيمانك.


    س11- قال بيبرس للسطان ، إذا كنت لا
    تنوي إعطائي نيابة حلب فلماذا وعدتنى بها؟ فبم أجاب السلطان؟



    جـ11- قال له : وعدتك بها حين رأيت في
    ذلك مصلحة المسلمين ، ومنعتك أياها حين خشيت من ذلك على كلمة المسلمين .


    س12- طلب بيبرس نيابة دمشق فبم أجاب
    السلطان؟ وما رد بيبرس عليه ؟



    جـ12- كيف تريد ممن لا يأمنك على طرف
    من أطراف بلاد الشام أن يأمنك على عاصمتها؟


    فقال بيبرس وقد بان الغضب في وجهه : إذن
    فما قصدك إلا مراغمتي واهتضام حقي ، فابق على ما أنت عليه فسأعرف ما ذا أصنع؟


    فضحك السلطان ضحكة خفيفة وقال له
    هأنتذا ياصديقى قد أظهرت عصياني وأنا بعد عندك ، فكيف لو بعدت بي الدار عنك؟


    إنك يا بيبرس ما علمت لشرس الطباع
    سريع البادرة ، ولعل الله جعل في ذلك خيرا للمسلمين فاجتهد ألا تستعمله في غير
    موضعه ، ومن يدري؟ لعلك تكون يوما ما سلطانا على المسلمين فليت شعري بأي خلق
    تسوسهم؟


    فقال بيبرس: أسألك بالله ياخونذ ألا
    تجمع علي بين المنع والسخرية فإني أحتمل الأمر الأول ولكني لا أحتمل الثاني.


    قال السلطان: إني والله ما أسخر منك
    يا بيبرس فأنت حقا جدير بأن تكون سلطان المسلمين لو استطعت أن تدوس هواك بقدمك.


    ولكن دعنا الآن من حديث السلطنة ، فإني
    بحاجة إلى مثلك في مصر بعد موت السطلانة ؛ فلا آمن أن يغلبني الحزن فيشغلني عن
    القيام بواجبي نحو رعيتي فقال له بيبرس:أليس في وزير السلطان وأتابكه وكبار أصحابه
    ما يغنيه عني؟فقال له السلطان : إنى لا أستغني عمن ذكرت ؛ فلهؤلاء شئونهم ولكنهم
    لا يقومون لي بما تقوم به أنت .


    وفي نهاية الحديث قال السلطان: إنى
    محتفظ لك بخير من حلب ومن دمشق بل خير منهما كثيرا . إنها قلعة الجبل.. قلعة الــ ... .


    وهنا وقف السلطان ولم يتم كلمته وبقي
    برهة واجما كأنه ندم على التصريح بذلك لبيبرس ، ثم استأنف حديثة قائلا : انصرف يا
    صديقي مطمئنا فيس لك عندي إلا الخير.


    س13- كيف أوغر أصحاب بيبرس صدره على
    السلطان قطز؟



    جـ13- لما خرج الأمير بيبرس من عند
    السلطان تلقاه جماعته الذين كانوا في انتظاره ، فحدثهم بكل ما دار بينهما من
    الحوار حتى إذا ما نتهى إلى قول السلطان : إنها قلعة الجبل قالوا له: حسبك قد صرح
    لك السلطان بما يضمر لك يعني أنك ستلقى مصرعك هناك كما لقي صاحبك أقطاي . وأنه لاريب
    ندم على تهوره بهذا التصريح لك بما ينوي من قتلك فقال بيبرس غاضبا :


    قلعة الجبل ..
    والله لألحقنه بزوجته التي يبكيها قبل أن ترى عينه قلعة الجبل.


    س14- أخذ القوم "بيبرس وأصحابه"
    يتشاورون كيف وأين يقتلون السلطان. فعلام اتفق رأيهم ؟



    جـ14- اتفق رأيهم آخر الأمر على أن
    يترصدوه في طريقة راجعا إلى مصر حتى إذا أمكنتهم منه غرة تعاوروه بسيوفهم ، وعلى
    أن يشركوا معهم في ذلك اثنين من المعزيه هما : الأميرسيف الدين بهادر- والأمير بدر
    الدين بكتوت .


    س15- لماذا أشركوا اثنين من المعزية في
    قتل السلطان.؟



    جـ15- ليكون ذلك أسهل في إرضاء المعزية
    إذا ثاروا لصاحبهم ، حين يرون أن الصالحية لم ينفردوا بهذا الأمر ،وقد اختاروا
    هذين الرجلين لشدة حقدهما على السلطان وحسدهما له.


    س16- قال بيبرس لأصحابه ما رأيكم في
    المعزيه . ماذا نصنع بهم؟ فبم ردوا ؟



    جـ16- قالوا له لقد كفاك الله مئونتهم
    ، إنهم غاضبون جميعا على صاحبهم إذ سوى بيننا وبينهم في الإقطاعات ، وما يعلمون أنه
    إنما فعل ذلك لنا ليسكتنا إلى حين .


    وهب أنهم قاموا له أتظننا نعجز عنهم
    وقد قطعنا رأسهم ؟ أنسيت يا بييرس أننا هربنا من البلاد لما رمي إلينا برأس أقطاي
    ونحن يومئذ سبعمائة فارس؟


    س17- قال بيبرس لأصحابه ما رأيكم في
    استمالة أقطاي المستعرب إلينا ليكون معنا في هذا الأمر ؟فبم أجابوا؟



    جـ17- اختلفوا في الرأي فمن قائل
    : نستميله فهو صالحي مثلنا وسيذلل لنا السبل لقتل السلطان . ومن قائل: بل نكتم هذا الأمر عنه ؛ فهو وإن كان صالحيا إلا
    أنه مخلص للسلطان وهواه مع المعزية ،لكنه إذا رآه قدقطعنا الرأس فإنه عائدإلينا لا
    ريب.


    س18- ماذا فعل السلطان قبل أن يقرر
    العودة إلى مصر؟



    جـ18- ما هي إلا أيام حتى عزم الملك
    المظفر على الرجوع إلى مصر بعدأن رتب أحوال النواب والولاة ببلاد الشام ، ورد
    المظالم إلى أصحابها ،فأعاد إلى مولاه ابن الزعيم ما صادر التتار من أملاكه، وما
    صادره منها الملك الصالح إسماعيل قبل ذللك .


    وأحسن إلى صديقة القديم الحاج علي
    الفراش وأكرمه وخلع عليه.


    وسأل عن موسى بن غانم المقدسي فقيل له:
    إنه قد بدد ميراث أبيه فأصبح فقيرا ، فأمر نائبة بدمشق فأجرى راتبا له.


    و سأل عن مولاته العجوز أم موسى فقيل
    له :إنها ماتت ، فذهب إلى قبرها يزورها ويترحم عليها


    س19- كيف قتل السلطان قطز؟


    جـ19- خرج من دمشق بعد أن ودع مولاه ابن
    الزعيم وداعا حارا ، وكان الأمير بيبرس لا يفارقة طوال الطريق ، لم يزل السلطان
    سائرا إلى أن قارب الصالحية وكان أتابكة أقطاي المستعرب قد سبقه إليها بالعساكر
    ومعظم الأمراء ليعد لنزول السلطان.


    فرأى السلطان أرنبا بريا منطلقا في
    جانب الطريق فلم يملك نفسه و انحرف عن الدرب ودفع جواده لصيد الأنب كما كانا
    يفعلان في ربوع الهند ,فما راعه إلا الأمير بيبرس وستة معه من الأمراء ، فالتفت إليهم
    السلطان قائلا: أأنتم أيضا تحبون صيد الأرانب مثلي؟


    فأجابه بيبرس قائلا: إنك تعلم يا خوند
    أني لا أحب صيد الأرانب وإنما رأيناك في البرِّية فخشينا عليك ولحقنا بك. ثم قال
    بيبرس:أريد قبل أن أنسى يا خوند أن تمن عليَّ بتلك الأسيرة التترية التي حدثتك
    عنها أمس فقد أعجبتنى.


    فقال له : علمت أنك مغرم بأصناف
    النساء يا بيبرس ، خذها لك إن شئت.


    فشكره بيبرس وترجل عن فرسه ، ودنا ليقبل
    يده ، فمد إليه السلطان يده فقبض عليها بشدة ، وكانت تلك إشارة بينه وبين جماعته
    الأمراء فحمل أحدهم على السلطان فضرب عاتقه بالسيف ، وتعلق به آخر فألقاه عن فرسه
    ، ورماه ثالث بسهم في صدره.


    س 20- هل قاوم السلطان الأمراء عند
    قتله ؟ وماذا قال ؟



    جـ20- كان السلطان في خلال ذلك لا يبدي
    أية حركة للمقاومة ، وإنما كان يقول : حسبي الله ونعم الوكيل ... أتقتلني يا صديقي
    بيبرس وأنا أريد أن أوليك سلطانا مكانى ؟ فلما سمع ذلك بيبرس منع الأمراء من
    الإجهاز عليه فصاحوا به : أراد أن يخدعك ، دعنا نتم قتله، فأبى بيبرس عليهم فصاح الأمراء
    مرة ثانية : دعنا يا بيبرس قبل أن يأتينا هؤلاء فقال لهم بيبرس : دعوهم يأتوا إنه لن ينجو مما به.


    وكان بيبرس يريد أن يستوضح السلطان
    كلمته الأخيرة ، وكان السلطان قد أُغمي عليه إذ ذاك.


    س21- قدم رجال السلطان فماذا فعلوا ؟
    وبم أمرهم السلطان.؟



    جـ21- أحاط بهم الفرسان شاهرين سيوفهم
    ، وكانوا جميعا من خواص السلطان ومماليكه وقد ارتابوا في سير الأمراء وراءه فلحقوا
    بهم فقالوا للأمراء ألقوا سلاحكم على الأرض وإلا قتلناكم .


    فانتبه السلطان لصوتهم ورفع طرفه إليهم
    ، وهو ملقى على الأرض، وقام بيبرس شاهرا سيفه يريد مقاومتهم ، واستعد الأمراء الآخرين
    للدفاع عن أنفسهم فحمل الفرسان على بيبرس يريدون قتله ، فما راعهم إلا صوت السلطان
    :


    دعوا بيبرس لا تقتلوه ، إنه سلطانكم
    قد وليته عليكم فأطيعوه.


    قال الفرسان: إنهم قتلوك يا خوند فلن
    نتركم، قال السلطان: ما قتلني غير سلطانكم
    بيبرس وقدسامحته ، فاسمعوا له وأطيعوه ، وقولوا للأتابك أن يسمع له ويطيع.


    وألقى بيبرس سيفه على الأرض ودنا من
    السلطان ، وأهوى عليه يقبل رأسه ويديه ويقول : يا خوند اذبحني يا خوند ، ويل لي
    قتلت سلطان المسلمين، قتلت هازم التتار،قتلت صديقي الكريم . والتقط سيفه وسار إلى الأمراء
    الواقفين وهو يصيح ويل لكم يا خونة ، فتحاماه الأمراء وجعلوا يتقهقرون عنه.


    وعندئذ صاح السلطان بجهد ومشقة :
    بيبرس ، بيبرس ، دعهم يا بيبرس ،


    لقد عفوت عنك وعنهم ، وأنتم في حل
    جميعا .


    شكرا لكم لقد قربتموني من زوجتي جلنار تعال يا
    بيبرس.


    س22- عم استفسر السلطان من بيبرس وهو في
    النزع الأخير؟ وبم أوصاه؟



    جـ22- قال السلطان : أتستحل دمي يا بيبرس؟ فأجابه بيبرس والدموع في عينة كلا يا
    خوند ، وإنما خشيت أن تقتلني فاتقيت ذلك،فقال السلطان: الحمد الله إذ لم تستحل دمي
    ، وإنما شط بك الظن .


    قاتل أعداء الإسلام يا بيبرس ... هذه
    وصيتي لك ، ويغفرالله لك خطيئتك.


    س23- إلى أين انطلق الجميع بعد ذلك؟


    جـ23 - انطلق بيبرس يتقدمه رجال
    السلطان الشهيد وخلفه سائر الأمراء ، وبلغوا القصر السلطاني بالصالحية .


    فوجدوا على بابه الأتابك أقطاي
    المستعرب فأخبره رجال السلطان بما كان من مصرع مولاهم بأيدى الأمراء السبعة ومن وصيته
    لبيبرس بالسلطنة .


    فعجب من وصية السلطان لبيبرس، وكيف لم يذكر له
    السلطان عنها شيئا ؟ ولولا أن خواص رجال السلطان أنفسهم حكوا له ذلك لما صدق هذا
    الخبر .


    وقد زاد من غضبه ونقمته على بيبرس أن يشترك مع
    الستة في قتل من أراد أن ينزل له عن السلطنة.


    س24- كان في وسع الأتابك أن يصنع شيئا
    كبيرا وضح ذلك . وما الذي منعه؟



    جـ24- نعم ؛ فقدثار المعزيه جميعا لصاحبهم ، ولو أمرهم بالقبض على بيبرس وجماعته لأطاعوه ،
    ولكانوا ولوه سلطانا إذا نجح في ذلك ، ولكنه رأى وصية السلطان لبيبرس حائلة دون ما
    يريد ، فعزم على تنفيذها والطاعة لبيبرس.


    س25- أراد الأتابك أن يبكت السلطان
    الجديد بيبرس على فعلته
    فماذا صنع؟


    جـ25- لما حضر بيبرس والأمراء الستة
    أدخلهم الأتابك إلى القصر .


    وكان الأمراء المعزية ومماليك السلطان
    وأشياعه قد أحاطوا به متهيئين لما يسفر عنه الحادث وكذلك وقف الأمراء الصالحية
    ينتظرون ما يكون من بيبرس


    قال الأتابكك أقطاي للأمراء السبعة : رحم
    الله مولانا السلطان. من قتله منكم؟


    فسكتوا مليا ، وخشوا أن يكون أقطاي قد
    أعد العدة لقتلهم ، ولكن بيبرس ما لبث أن أجاب الأتابك بصوت جهير تخالطه نغمة
    الحزن : أنا قتلته، فنظر إليه الأتابك نظرة دامعة عاتبة ، وقال له : إذا فاجلس على
    الأريكة مكانه يا خوند .


    و مشى متثاقلا إلى الأريكة حتى جلس
    عليها ، ومد يده فصافحه الأتابك وحلف له ، ثم تتابع الأمراء فدخلوا إليه وحلفوا له
    ، ثم حلفت العساكر جميعا.


    س26- لماذا لم ينزل بيبرس في قلعة
    الجبل في البداية؟ ولماذا عدل عن لقب القاهر؟



    جـ26- دخل بيبرس إلى القاهرة ، وكانت
    قد زينت لمقدم الملك المظفر فبقيت كما هي ، وسار في موكبه ولم يشأ أن ينزل قلعة
    الجبل إلا بعد أيام ؛ لحزنه على الملك المظفر .


    حتى قيل له:إن سلطنتك لا تتم إلا إذا
    أقمت بقلعة الجبل ، فانتقل إليها حينئذ ، وخوفوه من شؤم لقبه، فعدل عنه وتلقب
    بالملك الظاهر.


    س27- ما أثر وفاة السلطان قطز في
    المصريين؟و الشيخ ابن عبد السلام خاصة؟



    جـ27- ما سمع الناس بمصرع الملك
    المظفر وقدوم بيبرس سلطانا مكانه حتى عراهم هم عظيم، وحزنوا عليه حزنا شديدا ،وبكوه
    بعيونهم وقلوبهم، ثم خشوا السلطان الجديد فكفت عيونهم عن بكاء المظفر وظلت قلوبهم
    وحدها تبكيه .


    - أما الشيخ ابن عبد السلام فلما بلغه
    موت تلميذه العظيم بكى وانتحب وكان مما قاله فيه : رحم الله شبابه لو عاش طويلا
    لجدد شباب الإسلام ، لله أبوه! ما منعه من اختيار بيبرس بغضُ بيبرس له ، وما ولي
    أمر المسلمين بعد عمر بن عبد العزيز أحد يعادله صلاحا وعدلا.


    س28- اجتهد بيبرس لينال رضا الناس .
    فماذا فعل ؟ وهل رضوا عنه؟ ولماذا ؟



    جـ28- ألغى الضرائب التي فرضها عليهم
    الملك المظفر لبيت المال. فما رضوا عنه ، وقالوا : إنه أبطل ما علينا لبيت المال ،
    ولم يبطل ما علينا لنفسه وأمرائه ومماليكه.


    س29- ماذا فعل بيبرس للإسلام ؟


    جـ29 - الملك الظاهر لم يألُ جهدا في
    العمل بوصية صديقة وسلفه الملك المظفر قطز، فقد ظل يذكرها ويقوم بها إلى آخر أيامه
    ، فوفى للإسلام ، وقاتل أعداءه من التتار والصليبين حتى أذلهم ، ونهض بمصر وأعلى كلمتها حتى جعلها في عهده إمبراطورية
    عظيمة.


    س30- كيف عرف بيبرس حقيقة قطز وأصله؟
    وما أثر ذلك فيه؟



    جـ30- كان الملك الظاهر بيبرس يقلب
    ذات يوم يده في أوراق الملك المظفر قطز فعثر على كتاب هذا نصه:


    إلى ولدي الأعز الأجل الملك المظفر
    قطز ، تلقيت كتابك الذي ذكرت فيه عزمك على الرجوع إلى اسمك الأول الذي سماك به
    أبوك الأمير ممدود وإشهاره ،ثم عدولك عن ذلك ؛خشية أن ينتقض عليك الأمراء المماليك
    إذا علموا بأصلك ، وتستشيرني في ذلك .


    فالرأي عندي ما رأيت ، وليس العبرة بالأسماء
    ولكن بالخلال والأعمل ، والله يعلم أنك : محمود بن ممدود ابن أخت السلطان جلال
    الدين بن خوارزم شاه ، وأن زوجتك هي: ابنة خالك جلال الدين، والسلام مني ومن خادمك
    الأمين الحاج علي الفراش ، عليك وعلى شيخنا الإمام عز الدين بن عبد السلام السلام
    رحمة الله وبركاته . من خادمك المطيع ابن الزعيم.


    - فلما قرأ الملك بيبرس هذا الكتاب
    تدحرجت دمعتان كبيرتان على خديه حتى توارتا في لحيته ، وجعل يقول بصوت لا يسمعه
    غيره : رحمة الله عليك يا صديقي قطز لشد ما أتعبني اقتفاء أثرك وما أراني بعد
    الجهد الطويل أبلغ بعض ما بلغت.

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-11-15, 02:18