لست هنا للفقه المقارن بل أعرض أصول فقه المسائل .
قال تعالى فشرع السهو :
وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ
غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ
وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)
[الكهف : 23 -24].
وللآيتين مناسبة لكن عموم النص يعمم حتى قضاء الفوائت غدا وحتى سجود السهو .
ومناسبة الآي العام إنما هو مناسبة نزول السورة
فمن تفسير القرطبي - (10 / 346)
ذكر ابن إسحاق أن قريشا بعثوا النضر بن الحارث وعقبة بن أبى معيط إلى أحبار
يهود وقالوا لهما: سلاهم عن محمد وصفا لهم صفته وأخبراهم بقوله، فإنهم أهل
الكتاب الأول، وعندهم علم ليس عندنا من علم أنبياء، فخرجا حتى قدما
المدينة، فسألا أحبار يهود عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، ووصفا لهم أمره، وأخبراهم ببعض قوله، وقالا لهم: إنكم أهل
التوراة وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا. فقالت لهما أحبار يهود: سلوه
عن ثلاث نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن فهو نبى مرسل، وإن لم يفعل فالرجل
متقول، فروا فيه رأيكم، سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول، ما كان أمرهم،
فإنه قد كان لهم حديث عجب. سلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها،
ما كان نبؤه. وسلوه عن الروح، ما هي، فإذا أخبركم بذلك فاتبعوه فإنه نبى،
وإن لم يفعل فهو رجل متقول فاصنعوا في أمره ما بدا لكم. فأقبل النضر بن
الحارث وعقبة بن أبى معيط قدما مكة على قريش فقالا: يا معشر قريش،! قد
جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد
أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أشياء أمرونا بها، فإن أخبركم عنها فهو نبى،
وإن لم يفعل فالرجل متقول، فروا فيه رأيكم. فجاءوا رسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: يا محمد، أخبرنا عن فتية ذهبوا في
الدهر الأول، قد كانت لهم قصة عجب، وعن رجل كان طوافا قد بلغ مشارق الأرض
ومغاربها، وأخبرنا عن الروح ما هي؟ قال فقال لهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أخبركم بما سألتم عنه غدا"
ولم يستثن . فانصرفوا عنه، فمكث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فيما يزعمون خمس عشرة ليلة، لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا ولا
يأتيه جبريل، حتى أرجف أهل مكة وقالوا: وعدنا محمد غدا، واليوم خمس عشرة
ليلة، وقد أصبحنا منها لا يخبرنا بشيء مما سألناه عنه، وحتى أحزن رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكث الوحى عنه، وشق عليه ما يتكلم به
أهل مكة، ثم جاءه جبريل عليه السلام من عند الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف
فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم، وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية،
والرجل الطواف والروح. قال ابن إسحاق: فذكر لي أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لجبريل:" لقد احتبست عنى يا جبريل حتى سؤت ظنا"
فقال له جبريل:" وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما
بين ذلك وما كان ربك نسيا ".
الحكمة هنا جلية تعليم نبي الأمة والأمة حسن الطلب وحسن التوكل على الله
فالله هو وحده المتصرف دون شراكتى معه في القضاء والتقدير والملك .
وهنالك مناسبة خاصة للآيتين فمن الدر المنثور في التأويل بالمأثور - السيوطي - (6 / 353)
أخرج ابن المنذرعن مجاهد ، أن قريشاً اجتمعت فقالوا : « يا محمد ، قد رغبت
عن ديننا ودين آبائنا ، فما هذا الدين الذي جئت به؟ قال : هذا دين جئت به
من الرحمن . فقالوا : إنا لا نعرف الرحمن ، إلا رحمن اليمامة - يعنون
مسيلمة الكذاب - ثم كاتبوا اليهود فقالوا : قد نبغ فينا رجل يزعم أنه نبي ،
وقد رغب عن ديننا ودين آبائنا ، ويزعم أن الذي جاء به من الرحمن . قلنا :
لا نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة ، وهو أمين لا يخون . . وفيّ لا يغدر . .
صدوق لا يكذب ، وهو في حسب وثروة من قومه ، فاكتبوا إلينا بأشياء نسأله
عنها . فاجتمعت يهود فقالوا : إن هذا لوصفه وزمانه الذي يخرج فيه . فكتبوا
إلى قريش : أن سلوه عن أمر أصحاب الكهف ، وعن ذي القرنين ، وعن الروح . فإن
يكن الذي أتاكم به من الرحمن ، فإن الرحمن هو الله عز وجل ، وإن يكن من
رحمن اليمامة فينقطع . فلما أتى ذلك قريشاً أتى الظفر في أنفسها فقالوا :
يا محمد ، قد رغبت عن ديننا ودين آبائك . . . فحدثنا عن أمر أصحاب الكهف
وذي القرنين والروح . قال : ائتوني غداً . ولم يستثن ، فمكث جبريل عنه ما
شاء الله لا يأتيه ، ثم أتاه فقال : سألوني عن أشياء لم يكن عندي بها علم
فأجيب حتى شق ذلك عليّ . قال : ألم ترنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة؟ -
وكان في البيت جرو كلب - ونزلت { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن
يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشداً }
من علم الذي سألتموني عنه أن يأتي قبل غد؟ ونزل ما ذكر من أصحاب الكهف ونزل
{ ويسألونك عن الروح . . . } [ الإسراء : 85 ] الآية » .
والحكم الخاص هو من الدر المنثور في التأويل بالمأثور - السيوطي - (6 / 353)
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم حلف على يمين
فمضى له أربعون ليلة ، فأنزل الله { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا
أن يشاء الله } واستثنى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أربعين ليلة .
أفلا تستثنى من قسمك ولو بعد حين إلى أربعين . ولم يعرف قسم النبي إن صحح
قبل سؤال أهل مكة ويهود المدينة بخمس وعشرين يوما ودين اليسر هو اليسر لو
صح الحديث
ولا مانع من تعدد السبب وعموم الحديث الأول لم يذكر الآي والثاني حدد الآي فكلاهما في عموم سورة الكهف
قال تعالى فشرع السهو :
وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ
غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ
وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)
[الكهف : 23 -24].
وللآيتين مناسبة لكن عموم النص يعمم حتى قضاء الفوائت غدا وحتى سجود السهو .
ومناسبة الآي العام إنما هو مناسبة نزول السورة
فمن تفسير القرطبي - (10 / 346)
ذكر ابن إسحاق أن قريشا بعثوا النضر بن الحارث وعقبة بن أبى معيط إلى أحبار
يهود وقالوا لهما: سلاهم عن محمد وصفا لهم صفته وأخبراهم بقوله، فإنهم أهل
الكتاب الأول، وعندهم علم ليس عندنا من علم أنبياء، فخرجا حتى قدما
المدينة، فسألا أحبار يهود عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، ووصفا لهم أمره، وأخبراهم ببعض قوله، وقالا لهم: إنكم أهل
التوراة وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا. فقالت لهما أحبار يهود: سلوه
عن ثلاث نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن فهو نبى مرسل، وإن لم يفعل فالرجل
متقول، فروا فيه رأيكم، سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول، ما كان أمرهم،
فإنه قد كان لهم حديث عجب. سلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها،
ما كان نبؤه. وسلوه عن الروح، ما هي، فإذا أخبركم بذلك فاتبعوه فإنه نبى،
وإن لم يفعل فهو رجل متقول فاصنعوا في أمره ما بدا لكم. فأقبل النضر بن
الحارث وعقبة بن أبى معيط قدما مكة على قريش فقالا: يا معشر قريش،! قد
جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد
أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أشياء أمرونا بها، فإن أخبركم عنها فهو نبى،
وإن لم يفعل فالرجل متقول، فروا فيه رأيكم. فجاءوا رسول الله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: يا محمد، أخبرنا عن فتية ذهبوا في
الدهر الأول، قد كانت لهم قصة عجب، وعن رجل كان طوافا قد بلغ مشارق الأرض
ومغاربها، وأخبرنا عن الروح ما هي؟ قال فقال لهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أخبركم بما سألتم عنه غدا"
ولم يستثن . فانصرفوا عنه، فمكث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فيما يزعمون خمس عشرة ليلة، لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا ولا
يأتيه جبريل، حتى أرجف أهل مكة وقالوا: وعدنا محمد غدا، واليوم خمس عشرة
ليلة، وقد أصبحنا منها لا يخبرنا بشيء مما سألناه عنه، وحتى أحزن رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكث الوحى عنه، وشق عليه ما يتكلم به
أهل مكة، ثم جاءه جبريل عليه السلام من عند الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف
فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم، وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية،
والرجل الطواف والروح. قال ابن إسحاق: فذكر لي أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لجبريل:" لقد احتبست عنى يا جبريل حتى سؤت ظنا"
فقال له جبريل:" وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما
بين ذلك وما كان ربك نسيا ".
الحكمة هنا جلية تعليم نبي الأمة والأمة حسن الطلب وحسن التوكل على الله
فالله هو وحده المتصرف دون شراكتى معه في القضاء والتقدير والملك .
وهنالك مناسبة خاصة للآيتين فمن الدر المنثور في التأويل بالمأثور - السيوطي - (6 / 353)
أخرج ابن المنذرعن مجاهد ، أن قريشاً اجتمعت فقالوا : « يا محمد ، قد رغبت
عن ديننا ودين آبائنا ، فما هذا الدين الذي جئت به؟ قال : هذا دين جئت به
من الرحمن . فقالوا : إنا لا نعرف الرحمن ، إلا رحمن اليمامة - يعنون
مسيلمة الكذاب - ثم كاتبوا اليهود فقالوا : قد نبغ فينا رجل يزعم أنه نبي ،
وقد رغب عن ديننا ودين آبائنا ، ويزعم أن الذي جاء به من الرحمن . قلنا :
لا نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة ، وهو أمين لا يخون . . وفيّ لا يغدر . .
صدوق لا يكذب ، وهو في حسب وثروة من قومه ، فاكتبوا إلينا بأشياء نسأله
عنها . فاجتمعت يهود فقالوا : إن هذا لوصفه وزمانه الذي يخرج فيه . فكتبوا
إلى قريش : أن سلوه عن أمر أصحاب الكهف ، وعن ذي القرنين ، وعن الروح . فإن
يكن الذي أتاكم به من الرحمن ، فإن الرحمن هو الله عز وجل ، وإن يكن من
رحمن اليمامة فينقطع . فلما أتى ذلك قريشاً أتى الظفر في أنفسها فقالوا :
يا محمد ، قد رغبت عن ديننا ودين آبائك . . . فحدثنا عن أمر أصحاب الكهف
وذي القرنين والروح . قال : ائتوني غداً . ولم يستثن ، فمكث جبريل عنه ما
شاء الله لا يأتيه ، ثم أتاه فقال : سألوني عن أشياء لم يكن عندي بها علم
فأجيب حتى شق ذلك عليّ . قال : ألم ترنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة؟ -
وكان في البيت جرو كلب - ونزلت { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن
يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشداً }
من علم الذي سألتموني عنه أن يأتي قبل غد؟ ونزل ما ذكر من أصحاب الكهف ونزل
{ ويسألونك عن الروح . . . } [ الإسراء : 85 ] الآية » .
والحكم الخاص هو من الدر المنثور في التأويل بالمأثور - السيوطي - (6 / 353)
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم حلف على يمين
فمضى له أربعون ليلة ، فأنزل الله { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا
أن يشاء الله } واستثنى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أربعين ليلة .
أفلا تستثنى من قسمك ولو بعد حين إلى أربعين . ولم يعرف قسم النبي إن صحح
قبل سؤال أهل مكة ويهود المدينة بخمس وعشرين يوما ودين اليسر هو اليسر لو
صح الحديث
ولا مانع من تعدد السبب وعموم الحديث الأول لم يذكر الآي والثاني حدد الآي فكلاهما في عموم سورة الكهف
2016-04-26, 17:16 من طرف heba1977
» موقع اخبارى مميز
2016-04-12, 14:18 من طرف الخولى
» مكتبه الفنان عبده النزاوي
2016-03-19, 17:08 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف ياسر رشاد
2016-03-18, 17:51 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف - رشاد عبد العال - اسوان
2016-03-18, 17:48 من طرف حازم هارون
» يلم دراما الزمن الجميل الرائع - أنا بنت مين, فريد شوقي, ليلى فوزي , حسين رياض
2016-03-13, 10:39 من طرف نعناعه
» فيلم الحرمان فيروز نيللي
2016-03-13, 10:35 من طرف نعناعه
» المسلسل البدوي البريئة
2016-03-13, 10:33 من طرف نعناعه
» مسلسل وضحا وابن عجلان
2016-03-13, 10:32 من طرف نعناعه