فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيْلَ

قال النبي صلى الله عليه
وسلم: (( إن الله ليطّلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا
لمشرك أو مشاحن )) رواه ابن ماجة وحسنه.

يقول تعالى: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيْلَ﴾ (الحجر: من الآية 85)؛ بمعنى: الذي ليس فيه انتقام، يقول الإمام ابن تيمية: "الصفح الجميل صفح بلا عتاب".

والصفح الجميل أن تركِّز على الخطأ وليس المخطئ، بلا لوم أو زجر أو عتاب أو إيذاء أو جرح للمشاعر.

حينما
قال الصحابي: "أخزاك الله" لشارب الخمر والحدُّ يقام عليه، قال النبي صلى
الله عليه وسلم: "لا تقولوا له هذا, لا تكونوا عونًا للشيطان على أخيكم",
وحين قالوا لأبي الدرداء عن مذنب: "أتبغضه؟!"، قال: "إنما أبغض عمله؛ فإذا تركه فهو أخي".

ثمار الصفح الجميل

1-
الإحسان.. إذا كان الصفح هو العفو بلا عتاب أو لوم أو عقوبة أو إيذاء؛ فإن
الصفح الجميل تحقيق الإحسان؛ بالمعنى الذي أوضحه جبريل لرسول الله صلى
الله عليه وسلم: "أن تعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك".

2- الحياء.. لقوله تعالى: ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيْظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ (آل عمران: من الآية 159).

3- كن كأبي ضمضم.. قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
"أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم؟!" فقالوا: يا رسول الله، ومن أبو ضمضم
هذا؟ قال النبي: "رجل ممن كان قبلكم، كان إذا أصبح الصباح يقول: اللهم إني
أتصدَّق بعرضي على الناس عامةً" (إسناده ضعيف)، ولذلك يقول النبي صلى الله
عليه وسلم: "حرم على النار كلُّ هيِّنٍ، ليِّنٍ، سهل، قريب من الناس" (رواه أحمد- إسناده صحيح).

أفكار ذكية

1- مقابلة السبِّ والشتم بالصفح الجميل؛ لابتسامته صلى الله عليه وسلم وتأثيرها العميق في النفوس.

2- كسب المخطئين بلطف، دون أذى أو توبيخ؛ فالصفح الجميل يُظهر خطأ المخطئين.

3- التعامل مع الناس كأصدقاء وليس كخصماء وغرماء يدرِّبنا على الصفح الجميل ويصير لنا طبعًا.

4- التقدير والاحترام والتركيز على الخطأ وليس المخطئ، بلا لوم أو زجر أو عتاب أو جرح للمشاعر.

5- الاعتقاد بالخطأ قولاً وفعلاً وسلوكًا، والابتعاد عن أن الخطأ غير وارد من الناس