أصبحت
الدراما الإذاعية المحلية مهمشة من جانب كثير من الإذاعات ولم يعد هناك
محطات تهتم بالإنتاج الدرامي، واتجهت إلى الأعمال التي تنتجها جهات أخرى
وبالطبع لا تكون ذات مضمون مميز يصح للإذاعة، وألقى كثير من الفنانين
والمؤلفين باللوم على الإذاعات خاصة لأنها لا تقدرهم معنوياً ومادياً على
عكس التلفزيون . فلماذا أصبحت الأعمال الدرامية الإذاعية المحلية مهمشة
ولم يعد لها الدور الأقوى مثلما كانت في الماضي، وكيف نعيد لها مكانتها؟
توجهنا إلى مجموعة من الفنانين والمعنيين لمعرفة آرائهم في هذا التحقيق . .
بداية
التقينا الفنانة رزيقة الطارش التي خاضت تجارب درامية وكتبت “حلوم أم
العلوم” للإذاعة فتحول إلى “حنة ورنة” في التلفزيون وأوضحت أن الدراما
الإذاعية محببة للمستمع الذي يمكنه متابعتها أثناء وجوده في السيارة وخلال
ذهابه إلى عمله، أو حتى في المنزل، لكن كثيراً من الإذاعات تخلت عن إنتاج
المسلسلات مفضلة عليها برامج البث المباشر والأغاني التي أصبحت السمة
الغالبة في الإذاعات .
وأضافت:
أنا مستعدة للقيام بعمل إذاعي يطلب مني من خلال أي إذاعة محلية، لكن للأسف
لا أتوقع أن يحدث هذا في الوقت الحالي مثلما كان يحدث في الماضي حيث كنت
أشارك بأكثر من 5 أعمال إذاعية قبل أن يهمشها أصحاب ورؤساء المحطات
الإذاعية .
وتابعت
رزيقة: العيب ليس في الفنانين أو المؤلفين، ولكن في الإذاعات التي تركت
إنتاج الدراما فأصبحت بغالبيتها مقتصرة على التلفزيون الذي يدر أرباحاً
طائلة وإعلانات سريعة من دون النظر إلى مضمون معظمها، عكس العمل الإذاعي
الذي كان ينتظره المستمع .
وتدعو
الطارش إلى تضافر الجهود الفنية لإخراج نص إذاعي مميز يجذب أصحاب المحطات
الإذاعية، “خاصة وأن لدينا مؤلفين ومخرجين وفنانين أصحاب موهبة إذاعية
يمكنهم جذب عدد كبير من الجمهور” .
بدوره
يرى الفنان حميد سمبيج “أننا ابتعدنا عن الإنتاج الدرامي الإذاعي منذ فترة
طويلة، وهو ما جعل كثير من المحطات الإذاعية تنسى أن هناك شكلاً من أشكال
العمل الإذاعي وهو الدراما، واعتمدت على أشكال أخرى من أجل جذب المستمعين
بطريقة سريعة” .
وأضاف:
للأسف النقاد في الصحافة ابتعدوا عن الكتابة وتناول الأعمال الدرامية التي
تبثها بعض الإذاعات، فنسيها كثير من الناس وأصبحت مهمشة في الإذاعات التي
تقدم برامجها على طريقة “التيك أواي” .
كما
نلوم أيضاً الفنانين الذين من واجبهم دعم الدراما الإذاعية قبل بدء
تسجيلها، وذلك من خلال مؤتمر صحافي يدعون فيه كافة وسائل الإعلام لحضور
التسجيل والمساهمة في نشر هذه الأعمال، لتصل إلى الجمهور بصورة سريعة، وهو
ما نتمناه أن يحدث في الوقت الحالي لأننا بالفعل بحاجة ماسة إلى دعم
الدراما في الإذاعة .
وعن
عدد الأعمال الإذاعية المحلية التي تنتج سنوياً قال سمبيج: للأسف عددها
قليل جداً وتعد على الأصابع ولا أعرف لماذا لا نتحد نحن كفنانين ومؤلفين
ومنتجين من أجل إنتاج عمل مميز يعيد للدراما الإذاعية هيبتها ومكانتها
التي كانت عليها في الماضي؟
سالم
محمد نائب مدير شبكة الإذاعات العربية ومدير إذاعة “أم القيوين” سابقاً،
أوضح أن الدراما الإذاعية المحلية أصبحت شبه منقرضة في الوقت الحالي
لأسباب مختلفة منها أننا أصبحنا في عصر إذاعات ال “إف إم” والإذاعات
السريعة والمتخصصة كالموسيقية والدينية والاجتماعية، لكن في الماضي كانت
الإذاعات على الموجات المتوسطة وتتولى بنفسها إنتاج البرامج والمسلسلات،
أما الآن فأصبحت تعمل بنظام المنتج المنفذ، لافتاً إلى أن المردود المادي
من العمل الإذاعي أصبح قليلاً وبالتالي تدنت أجور الفنانين والكتاب، وأصبح
أجر الحلقة الواحدة أقل من أجر إعلان إذاعي لا تتعدى مدته الدقيقة الواحدة
.
وتابع
سالم محمد: إدارات كثير من الإذاعات تسعى إلى كسب الوقت فيما يحقق لها
المردود المادي السريع مثل الموسيقا التي لا تأخذ من الوقت سوى دقائق
معدودة تليها فواصل إعلانية، وبالتالي تكون المادة المقدمة خفيفة ولا يمل
المستمع منها .
وأضاف:
أتمنى أن نعود لدعم صناعة الدراما الإذاعية المحلية مثلما كان يحدث في
الماضي حتى نعيد لها مكانتها المعروفة بدل الاستهانة بها .
الممثل
والمخرج الإماراتي حسن رجب قال: قبل عشر سنوات كانت الدراما المحلية
الإذاعية محل اهتمام جميع العاملين في مجالها، وكان كتابها يتنافسون على
تقديم أعمال مميزة، لكن الآن اتجهوا بنصوصهم إلى التلفزيون بسبب انتشار
الفضائيات .
وأضاف:
لابد من رفع أجور الممثلين والعاملين في الدراما الإذاعية مثلما هو متعارف
عليه في التلفزيونية، حتى يتسنى جذبهم من جديد والعودة إلى الإذاعة التي
تعتبر الأصل .
وتابع
رجب: كثير من الأعمال الإذاعية تحولت إلى تلفزيونية وهو دليل نجاحها،
فلماذا لا نعيد التجربة ونزيد عدد الأعمال الإذاعية ونسبة إنتاجها سنوياً
. لافتاً إلى أن شهرة التلفزيون السريعة كانت أحد عوامل ابتعاد النجوم عن
الدراما الإذاعية، إضافة إلى برامج “البث المباشر” التي أصبحت تشغل
المحطات الإذاعية .
الفنان
إبراهيم سالم أكد ما قاله زميله حسن رجب في أن قلة الأجور أحد أبرز
العوامل التي جعلت من الأعمال الدرامية الإذاعية المحلية قليلة وتكاد تكون
معدومة طوال العام، وتكاد تكون صلة الجمهور بهذه الأعمال مقطوعة لأن
الأعمال المقدمة قليلة وتتفاوت أوقات بثها من محطة إلى أخرى .
وأضاف:
كانت كبرى الإذاعات في الدولة مهتمة بالأعمال الدرامية لكنها الآن تخلت عن
إنتاجها وبدأت تنتج الأعمال والبرامج الخفيفة التي تدر عليها الربح السريع
بأقل تكلفة ممكنة، كما أن كتابة العمل الإذاعي بحاجة إلى مجهود كبير حيث
من الممكن أن أكتب 30 حلقة في 9 صفحات للحلقة الواحدة في التلفزيون وبأجر
مرتفع، عكس الإذاعة حيث يمكنني الكتابة فيها أضعاف ذلك، ولكن بأجر أقل
بكثير، كما أن العمل الإذاعي أصعب على الممثل لأنه يحتاج فيه إلى مجهود
أكبر وموهبة خاصة ومجهود ذهني أكثر من التلفزيون ليستطيع جذب المستمع ووصف
الحالة التي يقوم بها بشكل يستعيض به عن الصورة ويصل من خلاله إلى الناس .
وتابع
إبراهيم سالم: هناك إذاعات في كثير من الدول العربية مستمرة في تقديم
أعمال إذاعية منها مصر مثلاً حيث مازال هناك من يهتم بإنتاج المسلسلات
الإذاعية، وبقي الفنان الراحل فؤاد المهندس يقدم مسلسلات للإذاعة حتى
السنوات الأخيرة من عمره .
مؤلف
الدراما الإذاعية سيف عذرانا قال: للأسف لم تنل الدراما الإذاعية نصيبها
من الاهمام، ففي الماضي كنا نعمل بشكل جيد وكانت هناك مطالبات بالاستمرار،
لكن الآن أصبحت تكلفة إنتاج العمل الإذاعي كبيرة على المحطات لذلك يفضل
البعض شراء الأعمال الجاهزة، كما أن نسبة كبيرة من المستعمين أصبحت لا
تهتم بالمسلسلات الإذاعية وتفضل الأعمال الخفيفة والبرامج الغنائية، إضافة
إلى أن الموجود في هذه المسلسلات لم يعد يناقش هموم الناس ومشكلاتهم مثل
الماضي .
وطالب
عذرانا بضرورة تضافر جميع الجهات من كتاب ومنتجين وممثلين من أجل تقديم
عمل إذاعي محلي مميز، والسعي إلى رفع أجور العاملين في هذا المجال لأنه
أحد الأسباب المهمة لتشجيعهم لأنه أصبح أجر كتابة الحلقة الواحدة في العمل
الإذاعي يتراوح ما بين 150 و200 درهم رغم حاجتها لمجهود مضاعف عن الكتابة
للتلفزيون، لافتاً إلى أن معظم الناس أصبحوا يفضلون العمل التلفزيوني
لأنهم لم يجدوا منافساً أو بديلاً إذاعياً يقدم لهم مادة أو مضموناً جيداً
وبشكل مستمر .
ويقول
محمد سالم مدير برامج إذاعة “الخليجية” إن إنتاج العمل الدرامي الإذاعي
أصبح عشوائياً ولا يهتم به المنتجون ولا حتى القائمون على الإذاعات بسبب
قلة الإقبال الإعلاني عليه وعدم وجود راعٍ له مثل البرامج الإذاعية الأخرى
.
وأضاف:
لو توافر لدينا راع للعمل الدرامي نعرضه على الفور، كما أن كثيراً من
المحطات الإذاعية أصبحت تنتج أعمالها قبل بداية شهر رمضان بوقت قليل،
لتقدم مادة لا تتناسب مع مكانة الإذاعة، وبالتالي لن يكون العمل مثمراً
ولا جاذباً ويكون مجرد ملء مساحة في المحطة .
ويقول
محمود الرشيد مدير عام شبكة الإذاعات العربية إن “المسلسلات الإذاعية
أصبحت بعيدة عن الناس وحل التلفزيون محلها لأننا أصبحنا في عصر السرعة
ومحطات ال”إف إم” التي تهتم أكثر بالمواد الخفيفة التي لا تحتاج إلى تكلفة
عالية .
وأضاف:
المسلسل مهم جداً لاكتمال دور الإذاعة ومضمون ما تقدمه للناس، ولكن تكلفة
الإنتاج العالية ومطالبة الممثلين والقائمين على العمل بأجور مرتفعة، أحد
الأسباب التي جعلت كثيراً من المحطات تعكف عن إنتاج الدراما واعتمدت في
الغالب على شركات إنتاج في حالة رغبتها عرض عمل إذاعي.
بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
ازرار التصفُّح
select language
أختر لغة المنتدى من هنا
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 40 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 40 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث
لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 398 بتاريخ 2024-11-18, 04:39
احصائيات
أعضاؤنا قدموا 11145 مساهمة في هذا المنتدى في 7231 موضوع
هذا المنتدى يتوفر على 11888 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو المصري فمرحباً به.
2016-04-26, 17:16 من طرف heba1977
» موقع اخبارى مميز
2016-04-12, 14:18 من طرف الخولى
» مكتبه الفنان عبده النزاوي
2016-03-19, 17:08 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف ياسر رشاد
2016-03-18, 17:51 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف - رشاد عبد العال - اسوان
2016-03-18, 17:48 من طرف حازم هارون
» يلم دراما الزمن الجميل الرائع - أنا بنت مين, فريد شوقي, ليلى فوزي , حسين رياض
2016-03-13, 10:39 من طرف نعناعه
» فيلم الحرمان فيروز نيللي
2016-03-13, 10:35 من طرف نعناعه
» المسلسل البدوي البريئة
2016-03-13, 10:33 من طرف نعناعه
» مسلسل وضحا وابن عجلان
2016-03-13, 10:32 من طرف نعناعه