[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الأحزاب السياسية
(نشأتها - مهامها - تصنيفها - وظائفها)
كأي
مفهوم من مفاهيم العلوم الاجتماعية ، تتعدد التعريفات المختلفة للأحزاب
السياسية ، على أنه ومن واقع النظر لهذه التعريفات ، يمكن الإشارة إلى أن
الحزب السياسي هو : " اتحاد بين مجموعة من الأفراد ، بغرض العمل معاً
لتحقيق مصلحة عامة معينة ، وفقاً لمبادئ خاصة متفقين عليها . وللحزب هيكل
تنظيمي يجمع قادته وأعضاءه ، وله جهاز إداري معاون، ويسعى الحزب إلى توسيع
دائرة أنصاره بين أفراد الشعب .
وتعد
الأحزاب السياسية إحدى أدوات التنمية السياسية في العصر الحديث . فكما
تعبر سياسة التصنيع عن مضمون التنمية الاقتصادية ، تعبر الأحزاب والنظام
الحزبي عن درجة التنمية السياسية في النظام السياسي .
وقد
حافظت الأحزاب السياسية على أهميتها بالرغم من تطور مؤسسات المجتمع المدني
، التي اكتسب بعضها مركزاً مرموقاً على الصعيد الخارجي من خلال التحالفات
عابرة القومية ، ولكن تلك المؤسسات لم تستطع أن تؤدي وظيفة الأحزاب في
عملية التداول السلمي للسلطة ، إضافة إلى وظائفها الأخرى في المجتمع .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أولاً
نشأة الأحزاب السياسية
يرى
الكثير من الباحثين أن تعبير الأحزاب السياسية لا يطعن على أي تنظيم سياسي
يدعي ذلك ؛ بل وضع بعضهم شروطاً أساسية لها مثل عالم السياسة الشهير
"صمويل هنتنجتون" . ودون الخوض في التفاصيل ، فقد وضع "هنتنجتون" أربعة
شروط في هذا الشأن هي ، التكيف ، والاستقلال ، والتماسك ، والتشعب
التنظيمي .
لكن
على الرغم من ذلك ، فإن الأحزاب السياسية التي ينطبق عليها مثل هذه الشروط
لم تنشأ نشأة واحدة ، بل نشأت بأشكال ولأسباب مختلفة ، أهمها خمسة : -
1-
ارتباط ظهور الأحزاب السياسية بالبرلمانات ، ووظائفها في النظم السياسية
المختلفة . إذ أنه مع وجود البرلمانات ظهرت الكتل النيابية ، التي كانت
النواة لبزوغ الأحزاب ، حيث أصبح هناك تعاون بين أعضاء البرلمانات
المتشابهين في الأفكار والإيديولوجيات أو المصالح ، ومع مرور الوقت تلمس
هؤلاء حتمية العمل المشترك . وقد ازداد هذا الإدراك مع تعاظم دور
البرلمانات في النظم السياسية ، إلى الحد الذي بدأ نشاط تلك الكتل
البرلمانية يظهر خارج البرلمانات من أجل التأثير في الرأي العام ، كما حدث
في العديد من الأحزاب الأوروبية ، وفي العالم النامي توجد حالة حزب الحرية
والائتلاف العثماني الذي كان في الأصل مجرد كتلة للنواب العرب في البرلمان
التركي عام 1911.
2-
ارتباط ظهور الأحزاب السياسية بالتجارب الانتخابية في العديد من بلدان
العالم ، وهي التجارب التي بدأت مع سيادة مبدأ الاقتراع العام ، عوضاً عن
مقاعد الوراثة ومقاعد النبلاء . حيث ظهرت الكتل التصويتية مع ظهور اللجان
الانتخابية ، التي تشكل في كل منطقة من المناطق الانتخابية بغرض الدعاية
للمرشحين الذين أصبحوا آلياً يتعاونون لمجرد الاتحاد في الفكر والهدف .
وقد اختفت تلك الكتل –بداية- مع انتهاء الانتخابات ، لكنها سرعان ما
استمرت بعد الانتخابات وأسفرت عن أحزاب سياسية تتألف من مجموعات من
الأشخاص متحدي الفكر والرأي . أي أن بداية التواجد هنا كان خارج البرلمان
، ثم أصبح الحزب يتواجد داخله . وكانت تلك الأحزاب قد سعت إلى تكوين هياكل
تنظيمية دائمة لكسب الأعضاء ، ومراقبة عمل البرلمان والسلطة التنفيذية .
3
- ظهور منظمات الشباب والجمعيات الفكرية والهيئات الدينية والنقابات، وقد
سعى بعض هذه المؤسسات لتنظيم نفسها بشكل أكبر من كونها جماعات مصالح تحقق
الخدمة لأعضائها . ولعل أبرز الأمثلة على ذلك حزب العمال البريطاني ، الذي
نشأ بداية في كنف نقابات العمال بالتعاون مع الجمعية الفابية الفكرية .
وكذلك الحال بالنسبة لأحزاب الفلاحين وخاصة في بعض الدول الاسكندنافية ،
حيث كان أصل نشأتها الجمعيات الفلاحية . إضافة إلى ذلك فقد كان أساس نشأة
بعض الأحزاب المسيحية في أوروبا هو الجمعيات المسيحية . أما في أمريكا
اللاتينية ، فإنه لا يوجد أي أساس للنشأة البرلمانية للأحزاب السياسية .
ولذلك فإن البحث في أصول الأحزاب هناك يركز على التحليل الاجتماعي
والاقتصادي لأوضاع هذه البلدان بعد جلاء الاستعمار ، وبما يعكس مصالح كبار
الملاك والعسكريين والكنيسة ، وكانت تلك هي اللبنة الأولى لظهور الرعيل
الأول من الأحزاب السياسية هناك .
4
- ارتباط نشأة الأحزاب السياسية (في بعض الأحيان وليس دائماً) بوجود أزمات
التنمية السياسية . فأزمات مثل الشرعية والمشاركة والاندماج أدت إلى نشأة
العديد من الأحزاب السياسية . ومن الأحزاب التي نشأت بموجب أزمة الشرعية ،
وما تبعها من أزمة مشاركة ، الأحزاب السياسية الفرنسية التي نشأت إبان
الحكم الملكي في أواخر القرن الـ18 ، وخلال الحكم الاستعماري الفرنسي في
خمسينات القرن الماضي . وبالنسبة لأزمة التكامل ، فقد أفرخت في كثير من
الأحيان أحزاباً قومية ، وفي هذا الصدد يشار على سبيل المثال إلى بعض
الأحزاب الألمانية والإيطالية ، إضافة لبعض الأحزاب العربية التي جعلت من
الوحدة العربية والفكرة القومية هدفاً لها .
5-
ظهور الأحزاب السياسية كنتيجة لقيام بعض الجماعات لتنظيم نفسها لمواجهة
الاستعمار والتحرر من نير الاحتلال الأجنبي ، وهو الأمر الذي يمكن تلمسه
على وجه الخصوص في الجيل الأول من الأحزاب السياسية التي ظهرت في بعض
بلدان العالم العربي وأفريقيا .
على
هذا الأساس ، بدأت نشأة الأحزاب السياسية بشكل أولي منذ نحو قرنين من
الزمان ، ولكنها لم تتطور وتلعب دوراً مهما إلا منذ حوالي قرن. وقد تباينت
أسباب ودواعي النشأة . لكن الأحزاب بشكل عام كانت إحدى أهم آليات المشاركة
السياسية ، ومن أهم أدوات التنشئة السياسية في المجتمعات، بالرغم مما قيل
عنها في بداية النشأة من أنها ستكون أداة للانقسام وللفساد السياسي ،
وأنها ستفتح الباب عملياً أمام التدخل الأجنبي ، وستكون مصدراً لعدم
الاستقرار السياسي وانعدام الكفاءة الإدارية ، وذلك كله على حد تعبير جورج
واشنطون مؤسس الولايات المتحدة الأمريكية .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ثانياً
مهام الحزب السياسي
تقوم
الأحزاب السياسية بعدة مهام رئيسية في الحياة العامة ، وهي مهام تختلف حسب
النظام الحزبي القائم ، لكن أهمها على وجه العموم هي : -
1- تنظيم إرادة قطاعات من الشعب وبلورتها .
2
– توفير قنوات للمشاركة الشعبية والصعود بمستوى هذه المشاركة إلى درجة من
الرقي والتنظيم الفاعل ، بشكل يسهل للأفراد طرح أفكار واختيار البدائل
للتفاعل السياسي . وبمعنى آخر ، أن مهمة الأحزاب هي سد الفراغ الناشب عن
إحساس الهيئة الناخبة بالحاجة للاتصال مع الهيئة الحاكمة .
3
- الحصول على تأييد الجماعات والأفراد ، بغية تسهيل الهدف المركزي من وجود
الحزب وهو الوصول إلى السلطة والاستيلاء على الحكم بالوسائل السلمية . وفي
هذا الشأن تقوم الأحزاب باختيار مرشحين لها في الانتخابات لتمثيلها وتحقيق
مبادئ محددة (هي مبادئ الحزب) ، وإدارة كيفية الرقابة على الحكومة ،
وتشريع ما تريده من قوانين ، لأن الأفراد لا يستطيعون بمفردهم القيام بهذا
العمل ، لا عن عجز ولكن لعدم توافر التنظيم و المعلومات اللازمة للقيام
بذلك .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ثالثاً
تصنيف الأحزاب والنظم الحزبية
هناك
فارق كبير وجوهري بين أنواع الأحزاب وتصنيف النظم الحزبية . فالأول تصنيف
للحزب نفسه من الداخل . أما تصنيف النظم الحزبية ، فهو أمر يهدف إلى وصف
شكل النظام الحزبي القائم في الدولة .
1 - أنواع الأحزاب
هناك ثلاثة أنواع من الأحزاب ، أحزاب إيديولوجية ، وأحزاب برجماتية ، وأحزاب أشخاص .
(أ)
الأحزاب الإيديولوجية أو أحزاب البرامج : وهي الأحزاب التي تتمسك بمبادئ
أو إيديولوجيات وأفكار محددة ومميزة . ويعد التمسك بها وما ينتج عنها من
برامج أهم شروط عضوية الحزب . ومن أمثلة أحزاب البرامج الأحزاب الاشتراكية
الديمقراطية والشيوعية .ولكن منذ منتصف القرن الماضي ، بدأ كثير من
الأحزاب غي الأيديولوجية يصدر برامج تعبر عن مواقف. فأصبح هناك أحزاب
برامج أيديولوجية وأحزاب برامج سياسات عامة . وهذه الأخيرة هي الأحزاب
السياسية البرجماتية .
(ب)
الأحزاب البرجماتية : يتسم هذا النوع من الأحزاب بوجود تنظيم حزبي له
برنامج يتصف بالمرونة مع متغيرات الواقع . بمعنى إمكانية تغيير هذا
البرنامج أو تغيير الخط العام للحزب وفقاً لتطور الظروف .
(ج)
أحزاب الأشخاص : هي من مسماها ترتبط بشخص أو زعيم. فالزعيم هو الذي ينشئ
الحزب ويقوده ويحدد مساره ويغير هذا المسار، دون خشية من نقص ولاء بعض
الأعضاء له . وهذا الانتماء للزعيم مرده لقدرته الكاريزمية أو الطابع
القبلي أو الطبقي الذي يمثله الزعيم. وتظهر تلك الأحزاب في بعض بلدان
الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية ، حيث انتشار البيئة القبلية ، وتدني
مستوى التعليم .
2 - تصنيف النظم الحزبية
تختلف
النظم الحزبية باختلاف شكل النظام السياسي ، والمعروف أن هناك ثلاثة أشكال
رئيسية من النظم السياسية ، هي النظام الديمقراطي ، والنظام الشمولي ،
والنظام التسلطي. وهناك عدة تصنيفات للنظم الحزبية، لكن أكثرها شيوعاً هي
النظم الحزبية التنافسية والنظم الحزبية اللاتنافسية.
أ - النظم الحزبية التنافسية
تشتمل النظم الحزبية التنافسية على ثلاثة أنواع هي نظم التعددية الحزبية ، ونظام الحزبين ، ونظام الحزب المهيمن : -
(أولاً)
نظام التعدد الحزبي : ويتسم هذا النظام بوجود عدة أحزاب متفاوتة في
تأثيرها ، مما يؤدي إلى استقطاب حزبي ينعكس على الرأي العام (حالة
إيطاليا- إسرائيل – ألمانيا – بلجيكا – هولندا – النرويج – الدانمرك ) .
(ثانياً)
نظام الحزبين الكبيرين : تبرز الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا
كنموذجين بارزين ضمن هذا التصنيف . وفي هذا النظام يوجد عدد كبير من
الأحزاب ، لكن به حزبان كبيران يتبادلان موقع السلطة في النظام السياسي ،
ويوجد قدر كبير من التنافس بين الحزبين للحصول على الأغلبية .
(ثالثاً)
نظام الحزب المهيمن : وفي هذا النظام توجد أحزاب سياسية كثيرة، وهي أحزاب
منافسه للحزب الغالب أو المهيمن أو المسيطر ، لكن منافستها له هي منافسة
نظرية . ويعتبر هذا النموذج من النماذج الأساسية للأحزاب السياسية في
النظم التعددية في البلدان النامية ، وإن ظهر في دول ديمقراطية –بغض النظر
عن درجة نموها الاقتصادي- مثل اليابان والهند عقب الحرب العالمية الثانية
وفي سبعينات القرن الماضي.
ولعل
الإشكالية الرئيسية التي تقابل أي قائم بدراسة حزب من أحزاب الحكم في نظام
الحزب المهيمن ، هي كيفية دراسة حزب الدولة المندمج وظيفياً وإيديولوجياً
ونخبوياً فيها ، دون الانزلاق لدراسة الدولة ، أو دراسة الحكومة .
ب - النظم الحزبية اللا تنافسية
يتصف
النظام الحزبي باللاتنافسية مع انتفاء أي منافسة ولو نظرية بين أحزاب
سياسية ، إما لوجود حزب واحد ، أو لوجود حزب واحد إلى جانب أحزاب شكلية
تخضع لقيادته في إطار " جبهة وطنية " ليس مسموحا لأي منها بالاستبدال عنها
. وقد اكتسب تصنيف الحزب الواحد أهميته منذ الثورة البلشفية في روسيا عام
1917 ، حيث أقامت تلك الثورة حزباً ملهماً للعمال ليس فقط في الاتحاد
السوفيتي بل في كل ربوع أوروبا الشرقية فيما بعد . ورغم أن هذا المفهوم
سار في تلك البلدان في مواجهة الأحزاب الرأسمالية ، إلا أنه ظهر في بلدان
العالم الثالث كمفهوم موحد لفئات المجتمع المختلفة ، وبهدف الحد من الصراع
الاجتماعي . وقد أصبح الحزب الواحد هو الظاهرة الكاسحة للنظم الحزبية التي
نشأت في أفريقيا عقب استقلال دولها ، كحزب قائم بغرض الدمج الجماهيري .
وعلى هذا الأساس يصنف البعض نظام الحزب الواحد إلى الحزب الواحد الشمولي ،
الذي غالباً ما يكون إيديولوجياً (شيوعي أو فاشي مثلاً) ، والحزب الواحد
المتسلط الذي لا يدلهم عن أيديولوجية شاملة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
رابعاً
وظائف الأحزاب
من
أسس تقييم الحزب السياسي ، مدى قيامه بتحقيق الوظائف العامة المنوطة
بالأحزاب ، والمتعارف عليها في أدبيات النظم السياسية . وهي تتضمن سواء
كان حزباً في السلطة أو المعارضة ، خمس وظائف أساسية هي التعبئة ، ودعم
الشرعية ، والتجنيد السياسي ، والتنمية ، والاندماج القومي . والمعروف أن
تلك الوظائف يقوم بها الحزب في ظل البيئة التي ينشأ فيها والتي يعبر من
خلالها عن جملة من المصالح في المجتمع ، وهو في هذا الشأن يسعى إلى تمثيل
تلك المصالح في البيئة الخارجية ، الأمر الذي يعرف في أدبيات النظم
السياسية بتجميع المصالح والتعبير عن المصالح .
1- وظيفة التعبئة
تعني
التعبئة حشد الدعم والتأييد لسياسات النظام السياسي ، من قبل المواطنين .
وتعتبر وظيفة التعبئة بطبيعتها ، وظيفة أحادية الاتجاه ، بمعنى أنها تتم
من قبل النظام السياسي للمواطنين ، وليس العكس . وتلعب الأحزاب دور الوسيط
.
وبالرغم
من أن البعض يربط بين وظيفة التعبئة وشكل النظام السياسي ، من حيث كونه
ديمقراطيا أو شموليا أو سلطويا ، إلا أن الاتجاه العام هو قيام النظم
السياسية الديمقراطية أيضاً بأداء تلك الوظيفة . غاية ما هنالك ، أن النظم
السياسية في الدول النامية ، تتطلع وهي في مرحلة التنمية الاقتصادية
والسياسية والاجتماعية ، إلى قيام الأحزاب بلعب دور فاعل لحشد التأييد
لسياستيها الداخلية والخارجية .
وتختلف
طبيعة وظيفة التعبئة التي تقوم بها الأحزاب من نظام سياسي لآخر في النظم
التعددية المقيدة ، كما أنها تختلف داخل نفس النظام السياسي المقيد وفقا
لطبيعة المرحلة التي يمر بها ، متأثرا دون شك بالبيئة الداخلية والخارجية
المحيطة به . والنظم السياسية تسعى دائما لتجديد سياساتها ، نتيجة لطبائع
الأمور التي تتسم بالتبدل المستمر للأفكار والإيديولوجيات . وهذا التغير
بشكل عام ، وأيا كان سببه ، يحمل قيما ومبادئ ، تسعى النظم السياسية
القائمة إلى ترسيخها ، عبر تبادل الحوار الديمقراطي المفتوح بين الحكومة
والمواطنين إذا كانت نظماً ديمقراطية ، وتسعى لإيصالها عبر وسائل غرس
القيم السياسية في النظم السياسية الشمولية والسلطوية، فيما يعرف بعملية
التثقيف السياسي . وفي جميع الأحوال ، تلعب الأحزاب دورا مهماً في أداء
هذا الوظيفة .
2 - وظيفة دعم الشرعية
تعرف
الشرعية بأنها ، مدى تقبل غالبية أفراد المجتمع للنظام السياسي ، وخضوعهم
له طواعية ، لاعتقادهم بأنه يسعى إلى تحقيق أهداف الجماعة . ويعتبر
الإنجاز والفاعلية والدين والكارزما والتقاليد والإيديولوجية ، ضمن
المصادر الرئيسية للشرعية في النظم السياسية المختلفة . على أن
الديمقراطية تعد المصدر الأقوى للشرعية في النظم السياسية في عالم اليوم .
وهناك العديد من الوسائل التي تهدف إلى دعم الشرعية . وتلعب الأحزاب
وغيرها من المؤسسات دورا بارزا في هذا المضمار . وتتميز الأحزاب عن تلك
الوسائل ، بأنها ليست فقط من وسائل دعم الشرعية ، بل أنها في النظم
السياسية المقيدة تسعى إلى أن يكون تطور أحوالها وأوضاعها وإيديولوجياتها
هي نفسها مصدرا للشرعية .
والحديث
عن علاقة الأحزاب بالشرعية الديمقراطية ، يفترض أن الأحزاب تتضمن هياكل
منتخبة من بين كل أعضائها ، وتستمد الأحزاب الحاكمة شرعيتها من تلك
الانتخابات ومن تداول السلطة داخلها ، ربما قبل الانتخابات العامة التي
تأتي بها إلى السلطة ، إضافة إلى تطلعها باستمرار إلى التنظيم الجيد ،
ووجود دورة للمعلومات داخلها .
ولكن هذا لا يحدث في كل الأحزاب ، وهو مفقود في الأحزاب الصحيحة كما سيتضح في قسم آخر .
3 - وظيفة التجنيد السياسي
يعرف
التجنيد السياسي بأنه عملية إسناد الأدوار السياسية لأفراد جدد . وتختلف
النظم السياسية في وسائل التجنيد السياسي للنخبة ، فالنظم التقليدية
والأوتوقراطية يعتمد التجنيد بها بشكل عام على معيار المحسوبية أو الوراثة
..الخ . أما في النظم التعددية المقيدة ، فإنها تسعى – دون أن تنجح في
كثير من الأحيان- لأن تكون أداء تلك الوظيفة بها يماثل أدائها في النظم
الأكثر رقيا وتقدما ، فيكون هناك ميكانزمات محددة للتجنيد . ويفترض أن
تكون الأحزاب في هذه النظم أحد وسائل التجنيد السياسي، وهي تؤدي تلك
الوظيفة ليس فقط بالنسبة إلى أعضائها بل وأيضا بالنسبة إلى العامة . فمن
خلال المناقشات الحزبية ، والانتخابات داخل هياكل وأبنية الأحزاب،
والتدريب على ممارسة التفاعل الداخلي ، وبين الأحزاب بعضها البعض ،
والانغماس في اللجان والمؤتمرات الحزبية ، تتم المساهمة في توزيع الأدوار
القيادية على الأعضاء ، ومن ثم تتم عملية التجنيد بشكل غير مباشر .
ويتسم
أداء الأحزاب في النظم التعددية المقيدة لوظيفة التجنيد السياسي ببعض
القيود ، إذ أن أعضاء الأحزاب لم يكن قد خرجوا بعد من الميراث الثقافي
السلطوي ، الذي خلفته تجربة التنظيم الواحد ، والذي كان الحزب فيه مجرد
أداه للتعبئة لكسب الشرعية للنظام السياسي .
4 - الوظيفة التنموية
تتمثل
تلك الوظيفة في قيام الأحزاب بإنعاش الحياة السياسية في المجتمع ، الأمر
الذي يدعم العملية الديمقراطية ، والاتجاه نحو الإصلاح السياسي والتحول
الديمقراطي في النظم السياسية المقيدة .
وقد
طرحت العديد من الأدبيات المتخصصة في دراسة الأحزاب السياسية، مسألة وجود
الأحزاب ، وكيف أنها تلعب دوراً فاعلاً في عملية التداول السلمي للسلطة من
خلال الانتخابات ، وكذلك دورها في إنعاش مؤسسات المجتمع المدني ممثلاً في
مؤسسات عديدة كالنقابات المهنية والعمالية ، وتقديم الخدمات بشكل مباشر
للمواطنين من خلال المساهمة في حل مشكلاتهم . ناهيك عن قيام الأحزاب بلعب
دور مؤثر في التفاعل السياسي داخل البرلمانات ، خاصة في عمليتي التشريع
والرقابة .
5 – وظيفة الاندماج القومي
تنطوي
هذه الوظيفة على أهمية خاصة في البلدان النامية ، حيث تبرز المشكلات
القومية والعرقية والدينية والنوعية وغيرها في تلك البلدان ، في ظل ميراث
قوى من انتهاكات حقوق الإنسان .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
2016-04-26, 17:16 من طرف heba1977
» موقع اخبارى مميز
2016-04-12, 14:18 من طرف الخولى
» مكتبه الفنان عبده النزاوي
2016-03-19, 17:08 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف ياسر رشاد
2016-03-18, 17:51 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف - رشاد عبد العال - اسوان
2016-03-18, 17:48 من طرف حازم هارون
» يلم دراما الزمن الجميل الرائع - أنا بنت مين, فريد شوقي, ليلى فوزي , حسين رياض
2016-03-13, 10:39 من طرف نعناعه
» فيلم الحرمان فيروز نيللي
2016-03-13, 10:35 من طرف نعناعه
» المسلسل البدوي البريئة
2016-03-13, 10:33 من طرف نعناعه
» مسلسل وضحا وابن عجلان
2016-03-13, 10:32 من طرف نعناعه