إبراهيم ناجي شاعر مصري ولد في 31 ديسمبر 1898م في حي شبرا في القاهرة، وتوفي عام 1953م، عندما كان في الخامسة والخمسين من العمر. كان طبيبا وكان والده مثقفاً، مما ساعده على النجاح في عالم الشعر والأدب.
تخرج ناجي في مدرسة الطب عام 1922, وعين حين تخرجه طبيباً في وزارة المواصلات، ثم في وزارة الصحة، وبعدها عيّن مراقباً للقسم الطبي في وزارة الأوقاف.
عاش في بلدته -أول حياته- المنصورة وفيها رأى جمال الطبيعة وجمال نهر النيل فغلب على شعره -شأن شعراء مدرسة أبولو-البدأ حياته الشعرية حوالي عام 1926 عندما بدأ يترجم بعض أشعار الفريد دي موسييه وتوماس مور شعراً وينشرها في السياسة الأسبوعية، وانضم إلى مدرسة أبولو عام 1932م التي أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من الأغلال الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة. كان ناجي شاعراً يميل للرومانسية، أي الحب والوحدانية، كما اشتهر بشعره الوجداني. وكان وكيلا لمدرسة أبولو
ترجم إبراهيم ناجي بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان أزهار الشر، وترجم عن الإنجليزية رواية الجريمة والعقاب لديستوفسكي، وعن الإيطالية رواية الموت في إجازة، كما نشر دراسة عن شكسبير وكتب الكثير من الكتب الأدبية مثل "مدينة الأحلام" و"عالم الأسرة". وقام بإصدار مجلة حكيم البيت. ومن أشهر قصائده قصيدة الأطلال التي تغنت بها المغنية أم كلثوم. ولقب بشاعر الأطلال.
واجه ناجي نقداً عنيفاً عند صدور ديوانه الأول، من العقاد وطه حسين معاً، ويرجع هذا إلى ارتباطه بجماعة أبولو وقد وصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه، وقد أزعجه هذا النقد فسافر إلى لندن وهناك دهسته سيارة عابرة فنقل إلى مستشفى سان جورج وقد عاشت هذه المحنة في أعماقه فترة طويلة حتى توفي في 24 مارس 1953.
صدرت عن الشاعر إبراهيم ناجي بعد رحيله عدة دراسات مهمة، منها:" مع ناجي ومعها" للدكتور الأديب غازي القصيبي و ناجي حياته وشعره للشاعر صالح جودت، وناجي للدكتورة نعمات أحمد فؤاد، وشعر ناجي الموقف والأداة للدكتور طه وادي, وناجي حياته وأجمل أشعاره لوديع فلسطين, وإبراهيم ناجي للدكتور علي الفقي كما كتبت عنه العديد من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية
الشعرية وترأس من بعدها رابطة الأدباء في الأربعينيات من القرن العشرين.
الفراشه/
أجلْ! يعلم الحبُّ أني لظاهُ
وتدري الفراشة أنِّي اللهبْ
وبين ذراعيَّ سرُّ الحياةِ
وفي ناظريَّ بريقُ الشُّهُبْ
وشتّان بين السنا والظلا
مِ لعابدةٍ للسنا عن كثبْ!
يلوح لها شبحٌ لِلعذاب
ويبدو لها الأبدُ المقتربْ
فراشة روحي تعاليْ وُثوباً
ستلقين قلباً إليكِ يثبْ
وفي صدرها لهفة للعناقِ
وفي قلبها جنةُ المغتربْ
يلوح لها شبحٌ لِلعذاب
ويبدو لها الأبدُ المقتربْ
كأن اللظى قدَحٌ من سلافٍ
لها فوقه وثباتُ الحببْ
فراشة روحي تعاليْ وُثوباً
ستلقين قلباً إليكِ يثبْ
إذا ما امتزجنا احترقْنا معاً
ونلنا الخلود بهذا العطَبْ!!
سالتك ياصخرة الملتقى : متى يجمعى الدهر مافرقا
فياصخرة جمعت بين مهجتين افاء لحسنها المنتقى
اذا الدهر لج باقداره اجدا على ظهرها الموثقا
قرأنا عليك كتب الحياة وفض الهوى سرها المغلقا
نرى الشمس ذائبة في العباب وننتظر البدر في المرتقى
اذا نشر الغرب اثوابه واطلق في التفس مااطلقا
نقول هل الشمس قد خضبت وخلت به دمها المهرقا
ام الغرب كالقلب دامي الجراح له طلبة عز ان تلحقا
فيا صورة في نواحي السحاب راينا بها همنا المغرقا
لنا الله من صورة في الضمير يراها الفتى كلما اطرق
يرى صورةالجرح طي الفؤاد مازال ملتهبا محرقا
ويأبى الفؤاد عليه اندمالا ويأبى التذكر ان يشفقا
ياصخرة العهد ابت اليك وقد مزق الشمل مامزقا
اريك مشيب الفؤاد الشهيد والشيب ماكلل المفرقا
شكا اسره في حبال الهوى وود على الله ان يعتقا
فلم ا قضى الحظ فك السير حن الى اسر مطلقا
الحنين – لابراهيم ناجي
أمسي يعذبنـي ويضنينـي ....شوقٌ طغى طغيانَ مجنـون
أين الشفاء ولمَ يعد بيـدي ...........إلاَّ أضالـيـلٌ تداويـنـي
أبغي الهدوء ولا هدوء وفي .....صدري عبابٌ غير مأمـون
يهتاج إن لَجَّ الحنيـن بـه ...........ويئن فيـه أنيـنَ مطعـون
ويطل يضرب في أضالعـه .......وكأنها قضبـان مسجـون
ويحَ الحنين وما يجرعنـي ......من مُرِّه ويبيت يسقينـي
ربيتُـه طفـلاً بذلـتُ لـه .........ما شاء من خفضٍ ومن لينِ
فاليوم لمّا اشتـدّ ساعـدُه ...........وربـا كنـوارِ البساتـيـنِ
لَم يرضَ غير شبيبتي ودمي ......زاداً يعيشُ بـه ويفنينـي
كم ليلـةٍ ليـلاءَ لازمنـي ..........لا يرتضي خلاً لـه دونـي
ألفي له همسـاً يخاطبنـي ..........وأرى لـه ظـلاً يماشينـي
متنفساً لهبـاً يهـبُّ علـى ..........وجهي كأنفـاسِ البراكيـنِ
ويضمُنا الليلُ العظيمُ ومـا ........كالليـلِ مـأوى للمساكيـنِ
*الـوداع*·~-.¸¸,.-~*
حان حرماني و نادانـي النذيـر
ما الذي أعددتُ لي قبل المسيـر؟
زمنـي ضـاع و مـا أنصفتنـي
زاديَ الأول كـالـزاد الأخـيـر
ريُّ عمري من أكاذيـب المُنـى
و طعامي من عفـافٍ و ضميـر
حان حرماني فدعني يـا حبيبـي
هذه الجنة ليسـت مـن نصيبـي
و أنـا إلفـك فـي ظـل الصبـا
و الشباب الغضِّ و العمر القشيبِ
أنـزل الربـوةَ ضيفـاً عـابـرا
ثم أمضي عنك كالطيـر الغريـبِ
لِمَ يـا هاجِـرُ أصبحـتَ رحيمـا
و الحنان الجـمُّ و الرقـةُ فيمـا؟
لِمَ تسقينيَ مـن شهـدِ الرضـا
و تلاقينـي عطوفـاً و كريمـا؟
كلُّ شيء صار مُـرَّاً فـي فمـي
بعدما أصبحـتُ بالدنيـا عليمـا
آه مَـن يأخـذ عمـري كـلَّـهُ
و يُعيدُ الطفلَ و الجهلَ القديمـا؟
هل رأى الحـب سكـارى مثلنـا
كـم بنينـا مـن خيـالٍ حولنـا
و مشينـا فـي طريـقٍ مقمـرٍ
تثـبُ الفرحـةُ فـيـهِ قبلـنـا
و تطلَّعـنـا إلــى أنـجـمِـهِ
فتهـاويـنَ و أصبـحْـنَ لـنـا
و ضحكنا ضحـكَ طفليـنِ معـاً
و عَـدَوْنـا فسَبَقْـنـا ظـلَّـنـا
و انتبهنـا بعدمـا زال الرحيـق
و أفقنـا. ليـت أنَّـا لا نفـيـق
يقظـةٌ طاحـت بأحـلامِ الكـرى
و تولَّى الليلُ, و الليـلُ صديـق
و إذا الـنـورُ نـذيـرٌ طـالـعٌ
و إذا الفجـرُ مُطِـلٌّ كالحـريـق
و إذا الدنـيـا كـمـا نعرفُـهـا
و إذا الأحبابُ كـلٌّ فـي طريـق
هاتِ أسعدني و دعنـي أُسعـدُك
قد دنـا بعـد التنائـي مـوردُك
فأذقنـيـهِ فـإنــي ذاهـــبٌ
لا غدي يُرجى, و لا يُرجي غدُك
وا بلائـي مـن ليالـيَّ الـتـي
قرَّبَتْ حَيْنـي و راحـت تُبعـدُك
لا تدَعْـنـي للَّيـالـي فـغــداً
تجرحُ الفُرقـةُ مـا تأسـو يـدُك
أزف البين و قد حـان الذهـاب
هذه اللحظة قُـدَّتْ مـن عـذاب
أزف البَيْنُ, و هل كـان النَّـوى
يا حبيبي غيـر أن أُغلـقَ بـاب
مضتِ الشمسُ فأمسيـتُ و قـد
أُغلقَتْ دونـيَ أبـوابُ السحـاب
و تلـفَّـتُّ عـلـى آثـارهــا
أسألُ الليل و مَنْ لي بالجواب؟
داوى نارى/
داوي ناري وإلتياعي
وتمهل في وداعي
يا حبيب الروح هب
لي بضع لحظات سراع
قف تأمل مغرب
العمر وإخفاء الشعاع
وأبكي جبار الليالي
هده طول الصراع
ما يهم الناس من
نجم على وشك الزماع
غاب من بعد
طلوعا وخبا بعد إلتماع
أه لو تقضي
الليالي لشتيت باجتماع
كم تمنيت وكم
من أمل مر الخداع
وقفة أقرأ فيها
لك أشعار الوداع
ساعة أغفر فيها
لك أجيال امتناع
يا مناجاتي وسري
وخيالي وابتداعي
تبعث السلوى وتنسي
الموت مهتوك القناع
دمعة الحزن التي
تسكبها فوق ذراعي
داوي ناري وإلتياعي
وتمهل في وداعي
يا حبيب الروح هب لي
بضع لحظات سراع
العـــــودة
هذه الكعبةُ كنّا طائفيها
والمصلّين صباحاً ومساءَ
دار أحلامي وحبي لقيتنا
في جمود مثلما تلقى الجديد
رفرف القلبُ بجنبي كالذبيحْ
وأنا أهتف : ياقلب اتَّئِـدْ
لمَ عُدْنَا؟أولَمْ نَطو الغَرَامْ
وفَرَغْنَا مِن حنينٍ وألَم
أيها الوكر إذًا طارَ الأليفْ
لا يَرَى الآخرُ معنىً للسماءْ
والبلى ! أبصِرتُه رأيَ العيانْ
ويداه تنسجان العنكبوتْ
وطني أنتَ ولكني طريدْ
أبديُّ النفي في عالَمِ بؤسي !
والبلى ! أبصِرتُه رأيَ العيانْ
ويداه تنسجان العنكبوتْ
ركني الحانَي ومغنايَ الشفيقْ
وظلالُ الخلدِ للعاني الطليحْ
كلما أرسلتُ عيني تنظرُ
وثبَ الدمعُ إلى عيني وغامَا
فإذا عدتُ فللنجوى أعودْ
ثم أمضي بعدما أفرِغُ كأسي !
وأناخَ الليلُ فيه وجثَم
وجرَت أشباحُه في بهوهِ
صحتُ! يا ويحك تبدو في مكانْ
كل شىء فيه حيٌّ لا يموت !
وأنا أسمع أقدامَ الزمنْ
وخُطى الوحدةِ فوق الدرج
وأنا أسمع أقدامَ الزمنْ
وخُطى الوحدةِ فوق الدرج
ركني الحانَي ومغنايَ الشفيقْ
وظلالُ الخلدِ للعاني الطليحْ
موطنُ الحسنِ ثوى فيه السأمْ
وسرت أنفاسُه في جوَّهِ
علم اللهُ لقد طال الطريقْ
وأنا جئتك كيما أستريح
وعلى بابِك ألقي جَعبتي
كغريبٍ آبَ من وادي المحنْ
وأناخَ الليلُ فيه وجثَم
وجرَت أشباحُه في بهوهِ
افيك كف اللهُ عني غربتي
ورسا رحلي على أرضِ الوطن !
وطني أنتَ ولكني طريدْ
أبديُّ النفي في عالَمِ بؤسي !
فإذا عدتُ فللنجوى أعودْ
ثم أمضي بعدما أفرِغُ كأسي !
والبلى ! أبصِرتُه رأيَ العيانْ
ويداه تنسجان العنكبوتْ
صحتُ! يا ويحك تبدو في مكانْ
كل شىء فيه حيٌّ لا يموت !
كل شىء فيه من سرورٍ وحَزَنْ
والليالْي من بهيجٍ وشجى
وأنا أسمع أقدامَ الزمنْ
وخُطى الوحدةِ فوق الدرج
ركني الحانَي ومغنايَ الشفيقْ
وظلالُ الخلدِ للعاني الطليحْ
علم اللهُ لقد طال الطريقْ
وأنا جئتك كيما أستريح
وعلى بابِك ألقي جَعبتي
كغريبٍ آبَ من وادي المحنْ
افيك كف اللهُ عني غربتي
ورسا رحلي على أرضِ الوطن !
وطني أنتَ ولكني طريدْ
أبديُّ النفي في عالَمِ بؤسي !
فإذا عدتُ فللنجوى أعودْ
ثم أمضي بعدما أفرِغُ كأسي !
رحم الله شاعرنا الدكتور ابراهيم ناجى
تخرج ناجي في مدرسة الطب عام 1922, وعين حين تخرجه طبيباً في وزارة المواصلات، ثم في وزارة الصحة، وبعدها عيّن مراقباً للقسم الطبي في وزارة الأوقاف.
عاش في بلدته -أول حياته- المنصورة وفيها رأى جمال الطبيعة وجمال نهر النيل فغلب على شعره -شأن شعراء مدرسة أبولو-البدأ حياته الشعرية حوالي عام 1926 عندما بدأ يترجم بعض أشعار الفريد دي موسييه وتوماس مور شعراً وينشرها في السياسة الأسبوعية، وانضم إلى مدرسة أبولو عام 1932م التي أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من الأغلال الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة. كان ناجي شاعراً يميل للرومانسية، أي الحب والوحدانية، كما اشتهر بشعره الوجداني. وكان وكيلا لمدرسة أبولو
ترجم إبراهيم ناجي بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان أزهار الشر، وترجم عن الإنجليزية رواية الجريمة والعقاب لديستوفسكي، وعن الإيطالية رواية الموت في إجازة، كما نشر دراسة عن شكسبير وكتب الكثير من الكتب الأدبية مثل "مدينة الأحلام" و"عالم الأسرة". وقام بإصدار مجلة حكيم البيت. ومن أشهر قصائده قصيدة الأطلال التي تغنت بها المغنية أم كلثوم. ولقب بشاعر الأطلال.
واجه ناجي نقداً عنيفاً عند صدور ديوانه الأول، من العقاد وطه حسين معاً، ويرجع هذا إلى ارتباطه بجماعة أبولو وقد وصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه، وقد أزعجه هذا النقد فسافر إلى لندن وهناك دهسته سيارة عابرة فنقل إلى مستشفى سان جورج وقد عاشت هذه المحنة في أعماقه فترة طويلة حتى توفي في 24 مارس 1953.
صدرت عن الشاعر إبراهيم ناجي بعد رحيله عدة دراسات مهمة، منها:" مع ناجي ومعها" للدكتور الأديب غازي القصيبي و ناجي حياته وشعره للشاعر صالح جودت، وناجي للدكتورة نعمات أحمد فؤاد، وشعر ناجي الموقف والأداة للدكتور طه وادي, وناجي حياته وأجمل أشعاره لوديع فلسطين, وإبراهيم ناجي للدكتور علي الفقي كما كتبت عنه العديد من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية
الشعرية وترأس من بعدها رابطة الأدباء في الأربعينيات من القرن العشرين.
الفراشه/
أجلْ! يعلم الحبُّ أني لظاهُ
وتدري الفراشة أنِّي اللهبْ
وبين ذراعيَّ سرُّ الحياةِ
وفي ناظريَّ بريقُ الشُّهُبْ
وشتّان بين السنا والظلا
مِ لعابدةٍ للسنا عن كثبْ!
يلوح لها شبحٌ لِلعذاب
ويبدو لها الأبدُ المقتربْ
فراشة روحي تعاليْ وُثوباً
ستلقين قلباً إليكِ يثبْ
وفي صدرها لهفة للعناقِ
وفي قلبها جنةُ المغتربْ
يلوح لها شبحٌ لِلعذاب
ويبدو لها الأبدُ المقتربْ
كأن اللظى قدَحٌ من سلافٍ
لها فوقه وثباتُ الحببْ
فراشة روحي تعاليْ وُثوباً
ستلقين قلباً إليكِ يثبْ
إذا ما امتزجنا احترقْنا معاً
ونلنا الخلود بهذا العطَبْ!!
سالتك ياصخرة الملتقى : متى يجمعى الدهر مافرقا
فياصخرة جمعت بين مهجتين افاء لحسنها المنتقى
اذا الدهر لج باقداره اجدا على ظهرها الموثقا
قرأنا عليك كتب الحياة وفض الهوى سرها المغلقا
نرى الشمس ذائبة في العباب وننتظر البدر في المرتقى
اذا نشر الغرب اثوابه واطلق في التفس مااطلقا
نقول هل الشمس قد خضبت وخلت به دمها المهرقا
ام الغرب كالقلب دامي الجراح له طلبة عز ان تلحقا
فيا صورة في نواحي السحاب راينا بها همنا المغرقا
لنا الله من صورة في الضمير يراها الفتى كلما اطرق
يرى صورةالجرح طي الفؤاد مازال ملتهبا محرقا
ويأبى الفؤاد عليه اندمالا ويأبى التذكر ان يشفقا
ياصخرة العهد ابت اليك وقد مزق الشمل مامزقا
اريك مشيب الفؤاد الشهيد والشيب ماكلل المفرقا
شكا اسره في حبال الهوى وود على الله ان يعتقا
فلم ا قضى الحظ فك السير حن الى اسر مطلقا
الحنين – لابراهيم ناجي
أمسي يعذبنـي ويضنينـي ....شوقٌ طغى طغيانَ مجنـون
أين الشفاء ولمَ يعد بيـدي ...........إلاَّ أضالـيـلٌ تداويـنـي
أبغي الهدوء ولا هدوء وفي .....صدري عبابٌ غير مأمـون
يهتاج إن لَجَّ الحنيـن بـه ...........ويئن فيـه أنيـنَ مطعـون
ويطل يضرب في أضالعـه .......وكأنها قضبـان مسجـون
ويحَ الحنين وما يجرعنـي ......من مُرِّه ويبيت يسقينـي
ربيتُـه طفـلاً بذلـتُ لـه .........ما شاء من خفضٍ ومن لينِ
فاليوم لمّا اشتـدّ ساعـدُه ...........وربـا كنـوارِ البساتـيـنِ
لَم يرضَ غير شبيبتي ودمي ......زاداً يعيشُ بـه ويفنينـي
كم ليلـةٍ ليـلاءَ لازمنـي ..........لا يرتضي خلاً لـه دونـي
ألفي له همسـاً يخاطبنـي ..........وأرى لـه ظـلاً يماشينـي
متنفساً لهبـاً يهـبُّ علـى ..........وجهي كأنفـاسِ البراكيـنِ
ويضمُنا الليلُ العظيمُ ومـا ........كالليـلِ مـأوى للمساكيـنِ
*الـوداع*·~-.¸¸,.-~*
حان حرماني و نادانـي النذيـر
ما الذي أعددتُ لي قبل المسيـر؟
زمنـي ضـاع و مـا أنصفتنـي
زاديَ الأول كـالـزاد الأخـيـر
ريُّ عمري من أكاذيـب المُنـى
و طعامي من عفـافٍ و ضميـر
حان حرماني فدعني يـا حبيبـي
هذه الجنة ليسـت مـن نصيبـي
و أنـا إلفـك فـي ظـل الصبـا
و الشباب الغضِّ و العمر القشيبِ
أنـزل الربـوةَ ضيفـاً عـابـرا
ثم أمضي عنك كالطيـر الغريـبِ
لِمَ يـا هاجِـرُ أصبحـتَ رحيمـا
و الحنان الجـمُّ و الرقـةُ فيمـا؟
لِمَ تسقينيَ مـن شهـدِ الرضـا
و تلاقينـي عطوفـاً و كريمـا؟
كلُّ شيء صار مُـرَّاً فـي فمـي
بعدما أصبحـتُ بالدنيـا عليمـا
آه مَـن يأخـذ عمـري كـلَّـهُ
و يُعيدُ الطفلَ و الجهلَ القديمـا؟
هل رأى الحـب سكـارى مثلنـا
كـم بنينـا مـن خيـالٍ حولنـا
و مشينـا فـي طريـقٍ مقمـرٍ
تثـبُ الفرحـةُ فـيـهِ قبلـنـا
و تطلَّعـنـا إلــى أنـجـمِـهِ
فتهـاويـنَ و أصبـحْـنَ لـنـا
و ضحكنا ضحـكَ طفليـنِ معـاً
و عَـدَوْنـا فسَبَقْـنـا ظـلَّـنـا
و انتبهنـا بعدمـا زال الرحيـق
و أفقنـا. ليـت أنَّـا لا نفـيـق
يقظـةٌ طاحـت بأحـلامِ الكـرى
و تولَّى الليلُ, و الليـلُ صديـق
و إذا الـنـورُ نـذيـرٌ طـالـعٌ
و إذا الفجـرُ مُطِـلٌّ كالحـريـق
و إذا الدنـيـا كـمـا نعرفُـهـا
و إذا الأحبابُ كـلٌّ فـي طريـق
هاتِ أسعدني و دعنـي أُسعـدُك
قد دنـا بعـد التنائـي مـوردُك
فأذقنـيـهِ فـإنــي ذاهـــبٌ
لا غدي يُرجى, و لا يُرجي غدُك
وا بلائـي مـن ليالـيَّ الـتـي
قرَّبَتْ حَيْنـي و راحـت تُبعـدُك
لا تدَعْـنـي للَّيـالـي فـغــداً
تجرحُ الفُرقـةُ مـا تأسـو يـدُك
أزف البين و قد حـان الذهـاب
هذه اللحظة قُـدَّتْ مـن عـذاب
أزف البَيْنُ, و هل كـان النَّـوى
يا حبيبي غيـر أن أُغلـقَ بـاب
مضتِ الشمسُ فأمسيـتُ و قـد
أُغلقَتْ دونـيَ أبـوابُ السحـاب
و تلـفَّـتُّ عـلـى آثـارهــا
أسألُ الليل و مَنْ لي بالجواب؟
داوى نارى/
داوي ناري وإلتياعي
وتمهل في وداعي
يا حبيب الروح هب
لي بضع لحظات سراع
قف تأمل مغرب
العمر وإخفاء الشعاع
وأبكي جبار الليالي
هده طول الصراع
ما يهم الناس من
نجم على وشك الزماع
غاب من بعد
طلوعا وخبا بعد إلتماع
أه لو تقضي
الليالي لشتيت باجتماع
كم تمنيت وكم
من أمل مر الخداع
وقفة أقرأ فيها
لك أشعار الوداع
ساعة أغفر فيها
لك أجيال امتناع
يا مناجاتي وسري
وخيالي وابتداعي
تبعث السلوى وتنسي
الموت مهتوك القناع
دمعة الحزن التي
تسكبها فوق ذراعي
داوي ناري وإلتياعي
وتمهل في وداعي
يا حبيب الروح هب لي
بضع لحظات سراع
العـــــودة
هذه الكعبةُ كنّا طائفيها
والمصلّين صباحاً ومساءَ
دار أحلامي وحبي لقيتنا
في جمود مثلما تلقى الجديد
رفرف القلبُ بجنبي كالذبيحْ
وأنا أهتف : ياقلب اتَّئِـدْ
لمَ عُدْنَا؟أولَمْ نَطو الغَرَامْ
وفَرَغْنَا مِن حنينٍ وألَم
أيها الوكر إذًا طارَ الأليفْ
لا يَرَى الآخرُ معنىً للسماءْ
والبلى ! أبصِرتُه رأيَ العيانْ
ويداه تنسجان العنكبوتْ
وطني أنتَ ولكني طريدْ
أبديُّ النفي في عالَمِ بؤسي !
والبلى ! أبصِرتُه رأيَ العيانْ
ويداه تنسجان العنكبوتْ
ركني الحانَي ومغنايَ الشفيقْ
وظلالُ الخلدِ للعاني الطليحْ
كلما أرسلتُ عيني تنظرُ
وثبَ الدمعُ إلى عيني وغامَا
فإذا عدتُ فللنجوى أعودْ
ثم أمضي بعدما أفرِغُ كأسي !
وأناخَ الليلُ فيه وجثَم
وجرَت أشباحُه في بهوهِ
صحتُ! يا ويحك تبدو في مكانْ
كل شىء فيه حيٌّ لا يموت !
وأنا أسمع أقدامَ الزمنْ
وخُطى الوحدةِ فوق الدرج
وأنا أسمع أقدامَ الزمنْ
وخُطى الوحدةِ فوق الدرج
ركني الحانَي ومغنايَ الشفيقْ
وظلالُ الخلدِ للعاني الطليحْ
موطنُ الحسنِ ثوى فيه السأمْ
وسرت أنفاسُه في جوَّهِ
علم اللهُ لقد طال الطريقْ
وأنا جئتك كيما أستريح
وعلى بابِك ألقي جَعبتي
كغريبٍ آبَ من وادي المحنْ
وأناخَ الليلُ فيه وجثَم
وجرَت أشباحُه في بهوهِ
افيك كف اللهُ عني غربتي
ورسا رحلي على أرضِ الوطن !
وطني أنتَ ولكني طريدْ
أبديُّ النفي في عالَمِ بؤسي !
فإذا عدتُ فللنجوى أعودْ
ثم أمضي بعدما أفرِغُ كأسي !
والبلى ! أبصِرتُه رأيَ العيانْ
ويداه تنسجان العنكبوتْ
صحتُ! يا ويحك تبدو في مكانْ
كل شىء فيه حيٌّ لا يموت !
كل شىء فيه من سرورٍ وحَزَنْ
والليالْي من بهيجٍ وشجى
وأنا أسمع أقدامَ الزمنْ
وخُطى الوحدةِ فوق الدرج
ركني الحانَي ومغنايَ الشفيقْ
وظلالُ الخلدِ للعاني الطليحْ
علم اللهُ لقد طال الطريقْ
وأنا جئتك كيما أستريح
وعلى بابِك ألقي جَعبتي
كغريبٍ آبَ من وادي المحنْ
افيك كف اللهُ عني غربتي
ورسا رحلي على أرضِ الوطن !
وطني أنتَ ولكني طريدْ
أبديُّ النفي في عالَمِ بؤسي !
فإذا عدتُ فللنجوى أعودْ
ثم أمضي بعدما أفرِغُ كأسي !
رحم الله شاعرنا الدكتور ابراهيم ناجى
2016-04-26, 17:16 من طرف heba1977
» موقع اخبارى مميز
2016-04-12, 14:18 من طرف الخولى
» مكتبه الفنان عبده النزاوي
2016-03-19, 17:08 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف ياسر رشاد
2016-03-18, 17:51 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف - رشاد عبد العال - اسوان
2016-03-18, 17:48 من طرف حازم هارون
» يلم دراما الزمن الجميل الرائع - أنا بنت مين, فريد شوقي, ليلى فوزي , حسين رياض
2016-03-13, 10:39 من طرف نعناعه
» فيلم الحرمان فيروز نيللي
2016-03-13, 10:35 من طرف نعناعه
» المسلسل البدوي البريئة
2016-03-13, 10:33 من طرف نعناعه
» مسلسل وضحا وابن عجلان
2016-03-13, 10:32 من طرف نعناعه