الرئيسية
الحلقة الرابعة عشر
اقطعها يا خالد
اقطعها يا خالد
واعد أحمد صديقه خالد يوم الجمعة بعد الصلاة لكي يكملا نقاشهما معا
خالد: سلام عليكم
أحمد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..يا هلا
خالد: الله يكرمك
أحمد: إزيك يا باشمهندس خالد.. عساك طيب
خالد: الحمد لله.. وأنت أخبارك ؟
أحمد: الحمد لله رب العالمين.. شفت سبحان الله الخطبة كانت بتتكلم عن وساوس الشيطان
خالد: آه كانت جميلة ما شاء الله.. بس ليه مستغرب كده
ابتسم أحمد: عشان ده الموضوع اللي كنت عايز أكلمك فيه
خالد: يا راااااجل.. طب الحمد لله.. هنروّح بدري يعني ؟
أحمد: هههه.. أنت حر يا عم براحتك
خالد: هو الواحد مايهزرش معاك أبدا.. هههه
أحمد: صحيح أخبار الأذكار والرقية إيه ؟
خالد: والله يا سيدي أنا الحمد لله بدأت أواظب على الأذكار، بس لسه ماحفظتهاش أوي يعني
أحمد: والرقية ؟
خالد: لأ بصراحة لسه
أحمد: مممممممم.. هنبدأ نتدلع بقى
خالد: مش عارف ساعات الواحد يبقى متحمس أوي للحاجة، ولما تيجي لحد عنده يكسل..
أحمد: أيوة فاهمك.. فعلا ساعات أكون مثلا محتاج أعرف حكم حاجة معينة ضروري.. ومتلهف عليه جامد.. وبعدين أول ما ألاقي الحكم أكسل أقراه.. ههه
خالد: هههههه
أحمد: بس أكيد ده استهبال مننا يعني.. المهم
خالد: خير يا عم.. أتحفني بكلامك
أحمد: ماشي.. بس تركز معايا لأن كلامي يحوي الدرر ههههه
خالد: كلي آذان مطرطقة..
أحمد: باسم الله..
دلوقتي يا خالد أول خطوة إن شاء الله بعد التوبة في طريقنا لمواجهة فتنة النساء والتخلص من مشاكل إطلاق البصر على النساء أو العادة السرية أو الشهوة بشكل عام.. قطع الوساوس..
أنت عارف أن الشيطان مش هيسيبك في حالك.. هو عمال ليل نهار يفكر ويخطط إزاي يوقعك في المعاصي.. حتى وأنت نايم هو مش بينام..
والفرق بين الشيطان وبين النفس، إن الشيطان عايز يخليك تقع في معصية وخلاص.. يعني أي معصية.. فلو ماوقعتش في واحدة يوسوسلك بالتانية..
أما النفس بتمسك في معصية معينة بتكون هي نقطة ضعفك.. يعني واحد نقطة ضعفه في فتنة النساء، واحد نقطة ضعفة فتنة المال.. واحد نقطة ضعفه فتنة المنصب والشهرة.. وهكذا..
فلما يجتمع عليك الشيطان والنفس.. مش هتقدر تواجههم لوحدك.. لأن أنت ضعيف
قال تعالى: ((وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا)) سورة النساء - من آية 8
من الآخر.. لازم تستعين بربنا
خالد: ده شيء أكيد..
أحمد: جميل.. فدلوقتي تعتبر أول خطوات الوقوع في معصية هي الوساوس..
وبالتالي أول حاجة نعملها هي قطع الوساوس..
دايما التغلب على الشهوة وهي لسه في أولها بيكون أسهل.. زي الشجرة لما تكون لسه بتنبت، سهل أنك تقطعها..
إنما لو استنيت عليها لغاية ما كبرت وبقت ضخمة وجذعها كبير وجذورها ممتدة في الأرض.. أكيد مش سهل...
خالد: مش سهل.. بس مش مستحيل.. صح ؟
أحمد: ماتقلقش.. مفيش حاجة مستحيلة بفضل الله.. إياك تيأس.. أقولك، افتكر دايما الصحابة اللي انتقلوا بنور الإسلام من أوحال الكفر والشرك إلى ما وصلوا إليه من منزلة..
مفيش حاجة مستحيلة بإذن الله..
خالد: الحمد لله رب العالمين.. ربنا يعيننا
أحمد: آمين يا رب..
المهم عشان ما أتشعبش كتير لأن الموضوع طويل..
لازم تكون متأكد يا خالد أن قطع طريق المعصية في أولها أسهل بكتير من قطعها بعد كده..
وأي مرحلة توصل لها، مهما كانت صعوبة التخلص من المعصية فيها.. فهي أكيد أسهل من المرحلة اللي بعدها
خالد: وضح لي أكتر.. إزاي يعني
أحمد: هأفهمك.. الإمام ابن القيم بيقول ((دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة فدافعها، فإن لم تفعل صارت شهوة، فحاربها، فإن لم تفعل صارت همة وعزيمة، فقاومها، فإن لم تفعل وقعت في المحذور، فتداركه بالتوبة وبضده، فإن لم تفعل تعودت عليه، وصعب عليك الانتقال منه))
خالد: ممممم
أحمد: هو بالظبط الموضوع كده.. هيبدأ معاك بخطرة.. خاطرة بسيطة ووسوسة صغيرة.. تفتكر أنك سهل تتخلص منها وأن مفيش مشكلة لو استمريت فيها.. لكن لو استمريت تتحول لفكرة أصعب في التخلص منها.. ولو استمريت تتحول لفعل أصعب تتخلص منه... وهكذا..
خالد: بس معنى كده أن مدافعة الخواطر والوساوس الأولية دي.. سهل ؟
أحمد: بص.. هو أكيد محتاج جهاد.. وأكيد محتاج صبر ومحتاج عزيمة.. بس برضه أكيد أنه أسهل من مدافعة الأفكار والأفعال لما تترسخ في الذهن وتسيطر عليه..
لما تكون لسه الفكرة بتدخل دماغك أسهل أنك تمنعها من لما تكون دخلت وعششت بالفعل..
خالد: تمام..
أحمد: اقطع الوساوس من أولها.. اقطعها يا خالد.. صدقني كتير البداية بتكون أن الواحد ييجي له فكرة بسيطة.. تقعد تكبر معاه لغاية ما يقع في الذنب..
الشيطان هيقولك ادخل بس على الموقع الفلاني ولو لقيت صور وحشة مش هتبص.. اقرأ شوية في مش عارف إيه من باب العلم بالشيء.. لو لقيت حاجة حرام ابقى اخرج وماحصلش حاجة.. الشيطان هيقولك كده..
هيقولك اقرأ في كتاب إسلامي عن آداب الزواج ومعاملة الزوج مع زوجته.. أو خش اقرأ فتاوى في أمور الزواج.. أو خش منتدى تعليمي للثقافة الزوجية.. عشان تتعلم بس مش أكتر.. دي كتب دينية يا أخي..
عارف والله العظيم يا خالد.. بتبدأ كده وبعدين ماتعرفش تمسك نفسك..
وبعدين تتعلم إيه دلوقتي.. أصلا الكتب أو المواقع اللي بتتكلم عن الثقافة الزوجية والحاجات دي مش المفروووووووووض خاااااااالص أنك تقرأ فيها دلوقتي.. هتتعلم يا عم وبعدين ؟؟ هتستفيد إيه ؟؟
أنت شاب لسه مش متزوج يبقى إيه فايدة القراية في الحاجات دي دلوقتي !!
يا سيدي لما تبقى بكرة فرحك إن شاء الله ابقى اقرأ ساعتها.. إنما دلوقتي والله ده مدخل من مداخل الشيطان..
خالد: معاك حق والله.. والمشكلة أصلا أن أغلب المواقع اللي فاكرة أنها بتتكلم عن الثقافة الزوجية من باب التعليم.. للأسف كأنها مواقع إباحية.. هم فاكرين أن طالما مش بيتكلموا بصراحة كده يبقى عادي..
مش فاهم إزاي منتدى يبقى ولاد على بنات ويقعدوا يتناقشوا في الحاجات دي !!
أحمد: إنا لله وإنا إليه راجعون.. ربنا ينجينا يا خالد..
عشان كده بأقولك حتى لو محتاج تتعلم الحاجات دي سواء من كتب ولا من مواقع، فده مش وقتها.. لما تيجي تتجوز خلاص أهو إن شاء الله ابقى اقرأ ساعتها.. وساعتها أصلا مش هتقرأ من أي مواقع كده لأن أغلب المواقع للأسف بذيئة زي ما بتقول..
خالد: ربنا يعفو عنا يا رب
أحمد: اللهم آمين..
بس يا سيدي.. فأديك عرفت واقتنعت أهو أن الواحد لازم يحارب الخواطر من أولها..
قرأت مرة في كتيب بس مش فاكر اسمه بصراحة، أن اللي مثلا يقع في معصية أنه نظر نظرة محرمة.. فبدل ما يستغفر ويغض بصره، يكمل نظر بحجة أنه يشبّع نفسه فمايفكرش فيها..
طبعا تفكير فاسد.. لأن أولا هو عمره ما هيشبع زي ما هو فاكر.. المعصية عمرها ما بتشبّع ولا بتريّح يا خالد زي ما الناس فاكرة.. والله، واسأل أي حد مجرب.. هأبقى أكلمك في النقطة دي بعدين إن شاء الله
ثانيا لأن هو عامل زي مثلا واحد ماشي، فلقى قدامه طريق ضيق جدا جدا ماينفعش يمر فيه..
المهم هو اتهور وبدأ يحشر نفسه في أول الطريق كده.. يعني بدأ ينظر نظرة محرمة..
إيه الفعل الصحيح اللي يعمله ؟
خالد: أكيد يطلع ويشوف طريق تاني
أحمد: بالظبط.. هو بقى فكر وقال أنا هأكمل في الطريق ده لغاية ما أخرج من الناحية التانية.. قال هأكمل نظر لغاية ما أزهق..
طب ما أنت يا عم في أول الطريق لسه، ليه تحشر نفسك أكتر وتقعد مزنوق طول الطريق وتتخربش وتتعور لغاية ما تخرج الناحية التانية !.. هتخرج بخساير كتيرة ده لو خرجت أصلا.. ليه تقعد تنظر وتستمر في المعصية بحجة أنك تزهق وتشبع.. وعمرك ما هتزهق !!
الصح أنك تتوب وتغض بصرك من أولها..
خالد: فعلا والله.. ده الشيطان عليه حركات.. ربنا يتولانا يا رب
أحمد: ربنا ينجينا..
خالد: طيب أنا مقتنع معاك أن الصح أن الواحد يدافع خواطره من أولها.. لكن إزاااااااي ؟
أحمد: بالجهاد !
خالد: ماشي.. يعني إيه اللي أعمله.. أنت عارف أني لو صرفت تفكيري في حاجة هأرجع أفكر تاني بعد شوية..
أحمد: بص.. فيه شوية نقط عايز أقولهم لك، بس محتاجين شرح باستفاضة..
فهأقولهم لك بسرعة ونبقى نتناقش فيهم بعدين إن شاء الله
أولا زي ما قلتلك الفعل الحرام عمره ما هيريحك.. دي نقطة مهمة
ثانيا نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية.. لازم يكون ليك هم أكبر مشغول بيه.. الأمة في ضياع يا خالد واحنا لسه مش عارفين نغض بصرنا..
ثالثا من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
رابعا من هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة
خامسا إنما الصبر صبر ساعة
عارف يا خالد.. ساعات الواحد يتمكن منه الشيطان ويغرق تفكيره في المعصية، لدرجة أنه يفتكر أنه خلاص عمره ما هيقدر يجاهد نفسه..
يعني يفتكر أن هو حتى لو صبر وجاهد ساعة ونسي الموضوع كله، يبقى فاكر أنه هيرجع بعد الساعة دي يرجع تاني لنفس التفكير ونفس مستوى الشهوة اللي كان فيه.. وبالتالي جهاده ما هو إلا تأخير للمعصية فترة بسيطة اللي هي فترة الجهاد
خالد: أمال إيه الصح ؟؟
أحمد: الصح أن هو لو جاهد نفسه وقدر بإذن الله يبعد تفكيره عن المعصية ولو لدقائق.. هيرجع بعدها مستقر وهادي وعادي ولا كأنه كان مثار..
فاهم قصدي ؟
خالد في خجل: إيه يا عم الكلام الفضايح ده هههه
أحمد: معلش بس لازم أقولك.. بجد لو هو صبر شوية وجاهد نفسه شوية، هيرجع تفكيره عادي تفكير منطقي هادئ مستقر.. كأن شيئا لم يكن
خالد: طب والله كلام جميل.. أنت عارف الواحد لو يستحضر كل الكلام ده ساعة ما يفكر في المعصية.. مش هيقع فيها أبدا بإذن الله
أحمد: فعلا.. لكن لأننا بننسى وبننشغل بالدنيا.. عشان كده قلتلك اعمل الكشكول واكتب فيه كل اللي نفسك فيه وكل اللي تقرأه أو تسمعه من مواعظ أو مواضيع.. أو حتى خواطرك الشخصية وجهادك.. لأن الموضوع ده إدمان.. ساعة الحالة ما بتيجي الوحد بينسى كل حاجة.. ومش بيفوق غير بعد فوات الأوان لا قدر الله
خالد: أنا بدأت بالفعل أكتب فيه الحمد لله.. بس ربنا يستر وماحدش يشوفه ههههه
أحمد: ما أنت اخفيه كويس بقى هههه
خالد: طيب أنا أخرتك جامد معلش.. بس لسه برضه عايزك تكلمني على وسائل الجهاد، إزاي أدافع الأفكار والوساوس وكده يعني..
أحمد: بإذن الله.. ماتقلقش لسه لينا كلام كتير إن شاء الله..
فكرتني صحيح.. فيه شريط سمعته قريب بجد كان تحفة.. اسمه "يحيى بين القدس وليلى"
خالد: اسمه إيه ؟
أحمد: "يحيى بين القدس وليلى"... ده عبارة عن رواية رائعة.. متسجلة تسجيل صوتي ومصحوبة بأناشيد.. بجد روعة
خالد: طب يعني إيه يحيى بين القدس وليلى ؟
أحمد: بلاش أحرقهالك.. بس هي ليها علاقة كبيرة بموضوع جهاد النفس ومحاربة الوساوس وإزاي الواحد ينتصر على نفسه بإذن الله..
خالد: الله.. ده شكله هيكون جامد
أحمد: إن شاء الله هيعجبك أكيد.. أنا يوم ما سمعت الشريط ده، هو 3 ساعات.. يومها قلت هأسمع نص ساعة بس ولا حاجة وأكمل بعدين، كنت بالليل متأخر أصلا..
صدقني مقدرتش أقوم من عليه إلا لما كملته للآخر
خالد: يا سلام.. طب وده ليه علاقة بفتنة النساء ؟
أحمد: بلاش أقولك أي حاجة.. إن شاء الله هأبعتلك الشريط الليلة دي بس بجد لازم تسمعه..
خالد: أكيد إن شاء الله
أحمد: طيب.. وها قد وصلنا إلى البيت.. وحان وقت الفراق
خالد: ماتسيبنيش يا أحمد.. ماتسيبنيش
أحمد: كل فراق لابد بعده من وداع يا خالد.. إهئ إهئ
خالد: هههههههههههههه.. ممثل كبير
أحمد: ههههههه.. يللا يا عم.. أي خدمة ؟
خالد: جزااااااااك الله خيرا يا فتى
أحمد: جزانا وإياكم.. في رعاية الله يا خالد
خالد: في رعاية الله.. السلام عليكم
أحمد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
نلقاكم في الحلقة القادمة إن شاء الله
خالد: سلام عليكم
أحمد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..يا هلا
خالد: الله يكرمك
أحمد: إزيك يا باشمهندس خالد.. عساك طيب
خالد: الحمد لله.. وأنت أخبارك ؟
أحمد: الحمد لله رب العالمين.. شفت سبحان الله الخطبة كانت بتتكلم عن وساوس الشيطان
خالد: آه كانت جميلة ما شاء الله.. بس ليه مستغرب كده
ابتسم أحمد: عشان ده الموضوع اللي كنت عايز أكلمك فيه
خالد: يا راااااجل.. طب الحمد لله.. هنروّح بدري يعني ؟
أحمد: هههه.. أنت حر يا عم براحتك
خالد: هو الواحد مايهزرش معاك أبدا.. هههه
أحمد: صحيح أخبار الأذكار والرقية إيه ؟
خالد: والله يا سيدي أنا الحمد لله بدأت أواظب على الأذكار، بس لسه ماحفظتهاش أوي يعني
أحمد: والرقية ؟
خالد: لأ بصراحة لسه
أحمد: مممممممم.. هنبدأ نتدلع بقى
خالد: مش عارف ساعات الواحد يبقى متحمس أوي للحاجة، ولما تيجي لحد عنده يكسل..
أحمد: أيوة فاهمك.. فعلا ساعات أكون مثلا محتاج أعرف حكم حاجة معينة ضروري.. ومتلهف عليه جامد.. وبعدين أول ما ألاقي الحكم أكسل أقراه.. ههه
خالد: هههههه
أحمد: بس أكيد ده استهبال مننا يعني.. المهم
خالد: خير يا عم.. أتحفني بكلامك
أحمد: ماشي.. بس تركز معايا لأن كلامي يحوي الدرر ههههه
خالد: كلي آذان مطرطقة..
أحمد: باسم الله..
دلوقتي يا خالد أول خطوة إن شاء الله بعد التوبة في طريقنا لمواجهة فتنة النساء والتخلص من مشاكل إطلاق البصر على النساء أو العادة السرية أو الشهوة بشكل عام.. قطع الوساوس..
أنت عارف أن الشيطان مش هيسيبك في حالك.. هو عمال ليل نهار يفكر ويخطط إزاي يوقعك في المعاصي.. حتى وأنت نايم هو مش بينام..
والفرق بين الشيطان وبين النفس، إن الشيطان عايز يخليك تقع في معصية وخلاص.. يعني أي معصية.. فلو ماوقعتش في واحدة يوسوسلك بالتانية..
أما النفس بتمسك في معصية معينة بتكون هي نقطة ضعفك.. يعني واحد نقطة ضعفه في فتنة النساء، واحد نقطة ضعفة فتنة المال.. واحد نقطة ضعفه فتنة المنصب والشهرة.. وهكذا..
فلما يجتمع عليك الشيطان والنفس.. مش هتقدر تواجههم لوحدك.. لأن أنت ضعيف
قال تعالى: ((وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا)) سورة النساء - من آية 8
من الآخر.. لازم تستعين بربنا
خالد: ده شيء أكيد..
أحمد: جميل.. فدلوقتي تعتبر أول خطوات الوقوع في معصية هي الوساوس..
وبالتالي أول حاجة نعملها هي قطع الوساوس..
دايما التغلب على الشهوة وهي لسه في أولها بيكون أسهل.. زي الشجرة لما تكون لسه بتنبت، سهل أنك تقطعها..
إنما لو استنيت عليها لغاية ما كبرت وبقت ضخمة وجذعها كبير وجذورها ممتدة في الأرض.. أكيد مش سهل...
خالد: مش سهل.. بس مش مستحيل.. صح ؟
أحمد: ماتقلقش.. مفيش حاجة مستحيلة بفضل الله.. إياك تيأس.. أقولك، افتكر دايما الصحابة اللي انتقلوا بنور الإسلام من أوحال الكفر والشرك إلى ما وصلوا إليه من منزلة..
مفيش حاجة مستحيلة بإذن الله..
خالد: الحمد لله رب العالمين.. ربنا يعيننا
أحمد: آمين يا رب..
المهم عشان ما أتشعبش كتير لأن الموضوع طويل..
لازم تكون متأكد يا خالد أن قطع طريق المعصية في أولها أسهل بكتير من قطعها بعد كده..
وأي مرحلة توصل لها، مهما كانت صعوبة التخلص من المعصية فيها.. فهي أكيد أسهل من المرحلة اللي بعدها
خالد: وضح لي أكتر.. إزاي يعني
أحمد: هأفهمك.. الإمام ابن القيم بيقول ((دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة فدافعها، فإن لم تفعل صارت شهوة، فحاربها، فإن لم تفعل صارت همة وعزيمة، فقاومها، فإن لم تفعل وقعت في المحذور، فتداركه بالتوبة وبضده، فإن لم تفعل تعودت عليه، وصعب عليك الانتقال منه))
خالد: ممممم
أحمد: هو بالظبط الموضوع كده.. هيبدأ معاك بخطرة.. خاطرة بسيطة ووسوسة صغيرة.. تفتكر أنك سهل تتخلص منها وأن مفيش مشكلة لو استمريت فيها.. لكن لو استمريت تتحول لفكرة أصعب في التخلص منها.. ولو استمريت تتحول لفعل أصعب تتخلص منه... وهكذا..
خالد: بس معنى كده أن مدافعة الخواطر والوساوس الأولية دي.. سهل ؟
أحمد: بص.. هو أكيد محتاج جهاد.. وأكيد محتاج صبر ومحتاج عزيمة.. بس برضه أكيد أنه أسهل من مدافعة الأفكار والأفعال لما تترسخ في الذهن وتسيطر عليه..
لما تكون لسه الفكرة بتدخل دماغك أسهل أنك تمنعها من لما تكون دخلت وعششت بالفعل..
خالد: تمام..
أحمد: اقطع الوساوس من أولها.. اقطعها يا خالد.. صدقني كتير البداية بتكون أن الواحد ييجي له فكرة بسيطة.. تقعد تكبر معاه لغاية ما يقع في الذنب..
الشيطان هيقولك ادخل بس على الموقع الفلاني ولو لقيت صور وحشة مش هتبص.. اقرأ شوية في مش عارف إيه من باب العلم بالشيء.. لو لقيت حاجة حرام ابقى اخرج وماحصلش حاجة.. الشيطان هيقولك كده..
هيقولك اقرأ في كتاب إسلامي عن آداب الزواج ومعاملة الزوج مع زوجته.. أو خش اقرأ فتاوى في أمور الزواج.. أو خش منتدى تعليمي للثقافة الزوجية.. عشان تتعلم بس مش أكتر.. دي كتب دينية يا أخي..
عارف والله العظيم يا خالد.. بتبدأ كده وبعدين ماتعرفش تمسك نفسك..
وبعدين تتعلم إيه دلوقتي.. أصلا الكتب أو المواقع اللي بتتكلم عن الثقافة الزوجية والحاجات دي مش المفروووووووووض خاااااااالص أنك تقرأ فيها دلوقتي.. هتتعلم يا عم وبعدين ؟؟ هتستفيد إيه ؟؟
أنت شاب لسه مش متزوج يبقى إيه فايدة القراية في الحاجات دي دلوقتي !!
يا سيدي لما تبقى بكرة فرحك إن شاء الله ابقى اقرأ ساعتها.. إنما دلوقتي والله ده مدخل من مداخل الشيطان..
خالد: معاك حق والله.. والمشكلة أصلا أن أغلب المواقع اللي فاكرة أنها بتتكلم عن الثقافة الزوجية من باب التعليم.. للأسف كأنها مواقع إباحية.. هم فاكرين أن طالما مش بيتكلموا بصراحة كده يبقى عادي..
مش فاهم إزاي منتدى يبقى ولاد على بنات ويقعدوا يتناقشوا في الحاجات دي !!
أحمد: إنا لله وإنا إليه راجعون.. ربنا ينجينا يا خالد..
عشان كده بأقولك حتى لو محتاج تتعلم الحاجات دي سواء من كتب ولا من مواقع، فده مش وقتها.. لما تيجي تتجوز خلاص أهو إن شاء الله ابقى اقرأ ساعتها.. وساعتها أصلا مش هتقرأ من أي مواقع كده لأن أغلب المواقع للأسف بذيئة زي ما بتقول..
خالد: ربنا يعفو عنا يا رب
أحمد: اللهم آمين..
بس يا سيدي.. فأديك عرفت واقتنعت أهو أن الواحد لازم يحارب الخواطر من أولها..
قرأت مرة في كتيب بس مش فاكر اسمه بصراحة، أن اللي مثلا يقع في معصية أنه نظر نظرة محرمة.. فبدل ما يستغفر ويغض بصره، يكمل نظر بحجة أنه يشبّع نفسه فمايفكرش فيها..
طبعا تفكير فاسد.. لأن أولا هو عمره ما هيشبع زي ما هو فاكر.. المعصية عمرها ما بتشبّع ولا بتريّح يا خالد زي ما الناس فاكرة.. والله، واسأل أي حد مجرب.. هأبقى أكلمك في النقطة دي بعدين إن شاء الله
ثانيا لأن هو عامل زي مثلا واحد ماشي، فلقى قدامه طريق ضيق جدا جدا ماينفعش يمر فيه..
المهم هو اتهور وبدأ يحشر نفسه في أول الطريق كده.. يعني بدأ ينظر نظرة محرمة..
إيه الفعل الصحيح اللي يعمله ؟
خالد: أكيد يطلع ويشوف طريق تاني
أحمد: بالظبط.. هو بقى فكر وقال أنا هأكمل في الطريق ده لغاية ما أخرج من الناحية التانية.. قال هأكمل نظر لغاية ما أزهق..
طب ما أنت يا عم في أول الطريق لسه، ليه تحشر نفسك أكتر وتقعد مزنوق طول الطريق وتتخربش وتتعور لغاية ما تخرج الناحية التانية !.. هتخرج بخساير كتيرة ده لو خرجت أصلا.. ليه تقعد تنظر وتستمر في المعصية بحجة أنك تزهق وتشبع.. وعمرك ما هتزهق !!
الصح أنك تتوب وتغض بصرك من أولها..
خالد: فعلا والله.. ده الشيطان عليه حركات.. ربنا يتولانا يا رب
أحمد: ربنا ينجينا..
خالد: طيب أنا مقتنع معاك أن الصح أن الواحد يدافع خواطره من أولها.. لكن إزاااااااي ؟
أحمد: بالجهاد !
خالد: ماشي.. يعني إيه اللي أعمله.. أنت عارف أني لو صرفت تفكيري في حاجة هأرجع أفكر تاني بعد شوية..
أحمد: بص.. فيه شوية نقط عايز أقولهم لك، بس محتاجين شرح باستفاضة..
فهأقولهم لك بسرعة ونبقى نتناقش فيهم بعدين إن شاء الله
أولا زي ما قلتلك الفعل الحرام عمره ما هيريحك.. دي نقطة مهمة
ثانيا نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية.. لازم يكون ليك هم أكبر مشغول بيه.. الأمة في ضياع يا خالد واحنا لسه مش عارفين نغض بصرنا..
ثالثا من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
رابعا من هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة
خامسا إنما الصبر صبر ساعة
عارف يا خالد.. ساعات الواحد يتمكن منه الشيطان ويغرق تفكيره في المعصية، لدرجة أنه يفتكر أنه خلاص عمره ما هيقدر يجاهد نفسه..
يعني يفتكر أن هو حتى لو صبر وجاهد ساعة ونسي الموضوع كله، يبقى فاكر أنه هيرجع بعد الساعة دي يرجع تاني لنفس التفكير ونفس مستوى الشهوة اللي كان فيه.. وبالتالي جهاده ما هو إلا تأخير للمعصية فترة بسيطة اللي هي فترة الجهاد
خالد: أمال إيه الصح ؟؟
أحمد: الصح أن هو لو جاهد نفسه وقدر بإذن الله يبعد تفكيره عن المعصية ولو لدقائق.. هيرجع بعدها مستقر وهادي وعادي ولا كأنه كان مثار..
فاهم قصدي ؟
خالد في خجل: إيه يا عم الكلام الفضايح ده هههه
أحمد: معلش بس لازم أقولك.. بجد لو هو صبر شوية وجاهد نفسه شوية، هيرجع تفكيره عادي تفكير منطقي هادئ مستقر.. كأن شيئا لم يكن
خالد: طب والله كلام جميل.. أنت عارف الواحد لو يستحضر كل الكلام ده ساعة ما يفكر في المعصية.. مش هيقع فيها أبدا بإذن الله
أحمد: فعلا.. لكن لأننا بننسى وبننشغل بالدنيا.. عشان كده قلتلك اعمل الكشكول واكتب فيه كل اللي نفسك فيه وكل اللي تقرأه أو تسمعه من مواعظ أو مواضيع.. أو حتى خواطرك الشخصية وجهادك.. لأن الموضوع ده إدمان.. ساعة الحالة ما بتيجي الوحد بينسى كل حاجة.. ومش بيفوق غير بعد فوات الأوان لا قدر الله
خالد: أنا بدأت بالفعل أكتب فيه الحمد لله.. بس ربنا يستر وماحدش يشوفه ههههه
أحمد: ما أنت اخفيه كويس بقى هههه
خالد: طيب أنا أخرتك جامد معلش.. بس لسه برضه عايزك تكلمني على وسائل الجهاد، إزاي أدافع الأفكار والوساوس وكده يعني..
أحمد: بإذن الله.. ماتقلقش لسه لينا كلام كتير إن شاء الله..
فكرتني صحيح.. فيه شريط سمعته قريب بجد كان تحفة.. اسمه "يحيى بين القدس وليلى"
خالد: اسمه إيه ؟
أحمد: "يحيى بين القدس وليلى"... ده عبارة عن رواية رائعة.. متسجلة تسجيل صوتي ومصحوبة بأناشيد.. بجد روعة
خالد: طب يعني إيه يحيى بين القدس وليلى ؟
أحمد: بلاش أحرقهالك.. بس هي ليها علاقة كبيرة بموضوع جهاد النفس ومحاربة الوساوس وإزاي الواحد ينتصر على نفسه بإذن الله..
خالد: الله.. ده شكله هيكون جامد
أحمد: إن شاء الله هيعجبك أكيد.. أنا يوم ما سمعت الشريط ده، هو 3 ساعات.. يومها قلت هأسمع نص ساعة بس ولا حاجة وأكمل بعدين، كنت بالليل متأخر أصلا..
صدقني مقدرتش أقوم من عليه إلا لما كملته للآخر
خالد: يا سلام.. طب وده ليه علاقة بفتنة النساء ؟
أحمد: بلاش أقولك أي حاجة.. إن شاء الله هأبعتلك الشريط الليلة دي بس بجد لازم تسمعه..
خالد: أكيد إن شاء الله
أحمد: طيب.. وها قد وصلنا إلى البيت.. وحان وقت الفراق
خالد: ماتسيبنيش يا أحمد.. ماتسيبنيش
أحمد: كل فراق لابد بعده من وداع يا خالد.. إهئ إهئ
خالد: هههههههههههههه.. ممثل كبير
أحمد: ههههههه.. يللا يا عم.. أي خدمة ؟
خالد: جزااااااااك الله خيرا يا فتى
أحمد: جزانا وإياكم.. في رعاية الله يا خالد
خالد: في رعاية الله.. السلام عليكم
أحمد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
نلقاكم في الحلقة القادمة إن شاء الله
» موقع اخبارى مميز
» مكتبه الفنان عبده النزاوي
» مكتبه مطرب الكف ياسر رشاد
» مكتبه مطرب الكف - رشاد عبد العال - اسوان
» يلم دراما الزمن الجميل الرائع - أنا بنت مين, فريد شوقي, ليلى فوزي , حسين رياض
» فيلم الحرمان فيروز نيللي
» المسلسل البدوي البريئة
» مسلسل وضحا وابن عجلان