اعذرونى لتاخرى عن المنتدى فانا حزين لمايحدث وصدقونى القادم افضل مهما كانت الصعوبات رسالة إلى الشعب المصرى
تتوالى الدعوات والرسائل الموجهة إلى الإنسان المصرى ، تأتيه
من أفراد أو جماعات أو منظمات أو أحزاب ، وتأتيه من كل صوب
وحدب داخليا وخارجيا ، وهو فى حيرة من أمره ، لا يعرف كيف
يستجيب ولمن يستجيب ، ومن يبغى له خيرا ، ومن يتمنى له شرا ،
ومن كان خالص النية لا يود إلا الإصلاح ، ومن هو سيئ الطوية
لا يريد له فائدة أو نفعا ، ومن هو الداعم لآماله ، والمحس
بآلامه ، ومن هو المتاجر برغباته وطموحاته ، المتبلد الحس عن
معاناته وعذاباته ، ومن هو الصادق فى نصيحته ، ومن هو الغاش
فى مقترحاته وتوجيهاته ، والحقيقة أن الأمر محير لكثير من
المصريين ، فقد حُرموا نعمة التعليم السليم ، وابتلوا بأمية
ثقافية تضاف إلى أميتهم الأبجدية ، وحلت عليهم لعنات
المضللين والأفاكين والمدلسين من السياسيين والإعلاميين ،
وزاد الأمر سوءا تخلى علماء المسلمين عن دورهم وواجبهم فى
الأمر بالمعروف ، والنهى عن المنكر ، والنصح للأمة ، وقولة
الحق لسلطان أو مسؤول جائر ، فكيف السبيل للحيارى التائهين ،
وأين البوصلة التى تقود إلى الطريق المستقيم ؟!
إن من مصلحة النظام المستبد ، والنخبة الفاسدة ، أن يعيش
المجتمع فى حيرة دائمة ، وبلبلة مستمرة ، وأن ينشغل الناس فى
مناقشة أمور هى من الحقائق والبديهيات ، وذلك لأن الحيرة
والبلبلة وتبديد الوقت والجهد والطاقة فى جدليات عقيمة ، كل
تلك الأشياء تسهم فى إلهاء الناس عن واجباتهم ، وهو ما يعطى
الاستبداد فرصة الاستمرار والبقاء ، ويمنح النخبة مزيدا من
الوقت فى التضليل والسمسرة والمتاجرة بالشعارات ، والتلاعب
بالعقول والقلوب ، ولذلك ينبغى علي المصريين جميعا أن يتفقوا
على مجموعة من الثوابت ، ثم ينشغلوا بعد ذلك بالعمل ، حيث لا
وقت للتنظير والثرثرات :
1- علينا أن نتفق على أن الغرب لا يريد لنا خيرا ، وأن
المراهنة على التغيير الخارجى وهم وغباء ، فالغرب أسس حضارته
على سرقة الآخرين واستغلالهم ، وبقاء تلك الحضارة مرتهن
ببقاء الآخرين متخلفين متناحرين ، كما أننا فى نفس الوقت لا
نسعى إلى عداوة أحد ، ولكننا نريد أن يتعامل معنا الجميع من
منطلق المساواة والعدل ، واحترام خصوصياتنا الدينية
والثقافية .
2- علينا أن نتفق على أن إسرائيل عدو أبدى ، ولا يمكن أبدا
أن يكون صديقا ، وكلما بالغنا فى تقديم القرابين لهذا العدو
، كلما بالغ فى إهانتنا والكيد لنا ، ولذلك فإن الدفع نحو
التطبيع ، وبيع الغاز المصرى بأقل من سعر استخراجه ، وتأمين
حدودهم ، والتواطؤ معهم على حصار غزة ، والسعى لتصفية القضية
الفلسطينية ، كلها أمور تصب فى غير مصلحتنا ، وتلحق بنا
وبأمننا القومى ضررا فادحا، يصبح معه من السفه وانعدام
الرؤية أن نمضى في هذا الطريق ، إننا بحاجة إلى وقفة للتأمل
والمراجعة ، وتصحيح المسار وتعديل الانحراف ، وهى أمور هامة
وملحة لا تحتمل التأجيل أو الانتظار .
3- علينا أن نتفق على أننا جزء أصيل من الأمة العربية
والإسلامية ، وأن كل العرب والمسلمين هم بعدنا الاستراتيجى ،
وظهرنا الذى نحتمى به ، وأنهم ينظرون إلينا للريادة والقيادة
، ومن العبث خذلانهم والإنصراف عنهم ، تحت أوهام الشراكة أو
الصداقة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل ، وأن الأفارقة
والآسيويين وبلدان أمريكا الجنوبية هم بعدنا الثالث ،
ويلزمنا التقرب منهم ، وتحسين كافة أنواع علاقاتنا
ومعاملاتنا معهم ، لنتعاون جميعا تجاه عالم أكثر عدلا ،
ومنظمات دولية أكثر توازنا .
4- علينا أن نتفق على أن المثلث الإيرانى التركى المصرى
ضرورة ملحة لأمن تلك المنطقة ، وضرورة ملحة لتقدمها
واستقرارها ، ومن الغباء أن نتخذ من إيران عدوا ، أو من
تركيا خصما ، إن قوة هذا المثلث وترابطه سيكون انجازا
استراتيجيا بالغ الأهمية لنا ولهم فى الحاضر والمستقبل .
5- علينا أن نتفق على أن الإسلام هو هوية تلك الأمة ، وسمتها
الفريدة التى تميزها ، وأن من يتخلى عن هويته وتميزه لا يمكن
أن يصنع تقدما أو يحقق نهضة ، حتى لو قلد الآخرين فى كل شئ ،
وفى كل صغيرة وكبيرة ، لأنه لن يكون أبدا غير قرد مقلد ،
أومسخ مشوه .
6- علينا أن نتفق على أن قضيتنا الكبرى هى التعليم ، وإصلاح
شؤونه بات أمرا ضروريا وعاجلا ، واليومَ الذى يكون فيه عندنا
جيل تعلم تعليما جيدا من الصف الأول الإبتدائى حتى التخرج من
الجامعة ، سيكون وقتها عندنا قادة حقيقيون لهذا المجتمع فى
كل الميادين ، يعملون عى إصلاحه ونهضته ، ويضمنون لمن خلفهم
من الأجيال ألا يقع عليهم ما وقع علينا من تحريف وتشويه وسوء
إعداد .
7- علينا أن نتفق على أن حياتنا السياسية بصورتها الراهنة
مثل صارخ للهزل والتهريج .. حزب حاكم من المنتفعين والأفاكين
، وأحزاب صغيرة شوهاء ، لا برامج لها ، ولا حضور لها ، تؤدى
أدورا ثانوية فى مشهد عبثى لحالة مختلة فى كل مكوناتها.
8- علينا أن نتفق على أن التغيرات الاقتصادية العشوائية قد
دمرت الزراعة والصناعة وغيرها من دعائم المجتمع ، وأفرزت
مجموعة من مصاصى الدماء ، الذين كونوا ثروات طائلة ، وفى
المقابل ضرب الفقر والمرض كل طبقات المجتمع حتى صرنا فى تحول
غير مألوف فى تاريخ الأمم إلى قلة فاحشة الغنى ، وأغلبية
أرهقها الفقر وسوء الحال .
9- علينا أن نتفق على أن النخبة المصرية فاسدة حتى النخاع ،
ولا دور لها إلا الكذب والتضليل ، وتغريب الأمة وفصلها عن
دينها وجذورها وثقافتها ، وكل ما تقوم به لا يعدو إلا أن
يكون رغيا وثرثرة وتنظيرا عقيما ، تجنى من ورائه الثروة
والشهرة والعمالة تارة للشرق وتارة للغرب ، ولا نجنى غير
التشويه والحيرة والبلبلة .
10- علينا أن نتفق على أن البرادعى وهم يجب الإفاقة منه ،
وأن ما يقال عن أنه رمز، أو أنه ألقى حجرا فى بركة حياتنا
الراكدة ، أو أنه أملنا فى الإصلاح والتغيير ، كل هذا كلام
فارغ ، فالبرادعى لم يفعل لهذا الشعب شيئا صغيرا أو كبيرا ،
لا فى الماضى ولا فى الحاضر ، ولا يمكن أن يفعل له شيئا فى
المستقبل ، فليس هناك فى تاريخ البشرية زعماء من منازلهم ،
أو زعماء من على بعد ، وليست هناك زعامة تمارس بحديث صحفى
بين الحين والحين ، أو تويت tweet كلما عنّ له المزاج ، أو
زيارة سياحية من وقت لآخر ، كل زعماء البشرية الصادقين
والمخلصين عبر التاريخ دفعوا ثمنا باهظا فى سعيهم لخدمة
شعوبهم ، من اعتقال ومطاردة ونفى وتضييق وتعريض بأهليهم
وأسرهم ومصادرة لأموالهم ، وغير ذلك من كل صور الأذى
والمعاناة .
11- علينا أن نتفق على أننا أصبحنا جزءا أصيلا من مشكلتنا ،
بالفوضى والعشوائية التى أصبحت نمط حياتنا ، وبالتواكل
والتكاسل الذى أضعفنا عن طلب حقوقنا ، وبالنفاق والمحسوبية
والجور على حقوق بعضنا البعض ، لقد أصبحت الطبقة المتوسطة
المصرية والتى هى ميزان المجتمع أكبر خادم للأغنياء بالإفك
والزور، وأكبر مساهم ومستفيد من الفساد ، ولا يمكن لمجتمع
فسد فيه الأطباء والمهندسون ورجال القانون والمدرسون وأساتذة
الجامعات ورجال الشرطة ، لا يمكن لمجتمع هكذا حاله ، أن يجد
العزيمة والإرادة أو حتى الرغبة الصادقة ، لأن ينهض لتحسين
أحواله وأوضاعه .
12- علينا أن نتفق على أن معاذيرننا وحججنا لتكاسلنا
وتقاعسنا وفسادنا ، لا يقبل بها عقل أو منطق ، حتى وإن كان
بعضها صحيحا ، فالغلاء وضيق ذات اليد وقسوة الظروف والحزب
الوطنى والفساد الحكومى لا تبرر الرشوة والابتزاز والدروس
الخصوصية والنهب واليأس وإهمال العمل وغيرها ، لأن المتأمل
فى ذلك يجد أن كل المقترفين لتلك السوءات هم من الطبقة
الوسطى، أى أنها بذلك تساهم فى الفساد ، وتساهم فى توسيع
دائرته ، لأن كل فاسد لا يؤدى ما عليه ، أو يأخذ ما ليس من
حقه ، سيتعرض فى معاملاته الوظيفية والحياتية والأسرية إلى
من لا يؤدى حقه ، ومن يبتزه ليأخذ منه ما ليس من حقه ، أى
أننا ببساطة ندور فى حلقة بائسة من ابتزاز أنفسنا ، والإساءة
إلى أنفسنا ، وزرع اليأس فى أنفسنا من مستقبل يسود فيه العدل
والحق ، ( وكذلك نولى بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون )
الأنعام 129 ، كما أن اتباع الظالمين تحت دعاوى الخوف ، أو
تحقيقا لمصلحة ، أو شعورا بالسلطة والقوة ، لا يجلب لصاحبه
غير الخزى والخسران فى الدنيا والآخرة ( إذ تبرأ الذين
اتُبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب *
وقال الذين اتًبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا
منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وماهم بخارجين من
النار) البقرة 167-166
13- علينا أن نتفق على حقيقة لا تقبل النقاش ، وهى أن صلاح
أحوالنا لن يتم إلا على أيدينا ( إن الله لا يغير ما بقوم
حتى يغيروا ما بأنفسهم ) الرعد 11، وطريق الصلاح يبدأ بأن
يؤدى كل واحد ما عليه من واجبات ، سواء تجاه الله تعالى ، أو
غيرها من الواجبات الأسرية والوظيفية والمجتمعية ، ولنا أن
نتخيل حالنا لو أدى غالبيتنا أدوارهم ، المدرس والطالب
وأستاذ الجامعة والطبيب والمهندس ورب الأسرة والزوجة والسائق
والعامل وغيرهم ، وكيّف كل واحد منا حياته بما يتواءم مع
طاقاته وإمكانياته ، لا شك أننا سنكون أكثر رضا عن أنفسنا ،
وأكثر سكينة واطمئنانا ، وأكثر أملا فى مستقبلنا ومستقبل
أجيالنا ، وقد يهيؤ الله جل وعلا لنا من تلك الأغلبية
الصالحة زعيما حقيقيا يقود هذا المجتمع إلى مزيد من الإصلاح
، وإرساء قواعد حياة وسلوكيات صحيحة ، ودولة ذات مؤسسات
يحكمها العدل والقانون .
14- علينا أن نتفق على أن التغيير والإصلاح طريق طويل ، لا
يمكن قطعه فى يوم وليلة ، ومع تعاظم مفاسدنا ، يزداد هذا
الطريق طولا ، ويحتاج مزيدا من الصبر والجَلَد ، ولكنه لا
يحتاج من أحد أكثر من جهده ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )
البقرة 286 ، ( فاتقوا الله ما استطعتم ) التغابن 16
إذا توافقنا على تلك الحقائق والبديهيات نكون قد امتلكنا
النواة اللازمة لمشروع قومى ، يمكن أن نزيد عليه ، ونضيف
إليه فى مراحل قادمة ، ونكون أيضا حمينا أنفسنا من بلبلات
المدلسين والكاذبين ، ووضعنا أقدامنا على بداية طريق الإصلاح
والتغيير الطويل ، وحررنا أنفسنا من أوهام النخبة الفاسدة عن
التغيير بالخارج ، أو التغيير العسكرى ، أو العصيان المدنى
والمظاهرات المليونية وغيرها من التخاريف ، لأننا وببساطة لا
نحتاج مع الأمل ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم
الكافرون ) يوسف 87 ، ( قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا
الضالون ) الحجر 56 ، ومع العمل ( وقل اعملوا فسيرى الله
عملكم ورسوله والمؤمنون ) التوبة 105 ، إليهم أو إلى غيرهم .
( قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن
تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ
قدير ) آل عمران 26
الشعب الصابر |
تتوالى الدعوات والرسائل الموجهة إلى الإنسان المصرى ، تأتيه
من أفراد أو جماعات أو منظمات أو أحزاب ، وتأتيه من كل صوب
وحدب داخليا وخارجيا ، وهو فى حيرة من أمره ، لا يعرف كيف
يستجيب ولمن يستجيب ، ومن يبغى له خيرا ، ومن يتمنى له شرا ،
ومن كان خالص النية لا يود إلا الإصلاح ، ومن هو سيئ الطوية
لا يريد له فائدة أو نفعا ، ومن هو الداعم لآماله ، والمحس
بآلامه ، ومن هو المتاجر برغباته وطموحاته ، المتبلد الحس عن
معاناته وعذاباته ، ومن هو الصادق فى نصيحته ، ومن هو الغاش
فى مقترحاته وتوجيهاته ، والحقيقة أن الأمر محير لكثير من
المصريين ، فقد حُرموا نعمة التعليم السليم ، وابتلوا بأمية
ثقافية تضاف إلى أميتهم الأبجدية ، وحلت عليهم لعنات
المضللين والأفاكين والمدلسين من السياسيين والإعلاميين ،
وزاد الأمر سوءا تخلى علماء المسلمين عن دورهم وواجبهم فى
الأمر بالمعروف ، والنهى عن المنكر ، والنصح للأمة ، وقولة
الحق لسلطان أو مسؤول جائر ، فكيف السبيل للحيارى التائهين ،
وأين البوصلة التى تقود إلى الطريق المستقيم ؟!
إن من مصلحة النظام المستبد ، والنخبة الفاسدة ، أن يعيش
المجتمع فى حيرة دائمة ، وبلبلة مستمرة ، وأن ينشغل الناس فى
مناقشة أمور هى من الحقائق والبديهيات ، وذلك لأن الحيرة
والبلبلة وتبديد الوقت والجهد والطاقة فى جدليات عقيمة ، كل
تلك الأشياء تسهم فى إلهاء الناس عن واجباتهم ، وهو ما يعطى
الاستبداد فرصة الاستمرار والبقاء ، ويمنح النخبة مزيدا من
الوقت فى التضليل والسمسرة والمتاجرة بالشعارات ، والتلاعب
بالعقول والقلوب ، ولذلك ينبغى علي المصريين جميعا أن يتفقوا
على مجموعة من الثوابت ، ثم ينشغلوا بعد ذلك بالعمل ، حيث لا
وقت للتنظير والثرثرات :
1- علينا أن نتفق على أن الغرب لا يريد لنا خيرا ، وأن
المراهنة على التغيير الخارجى وهم وغباء ، فالغرب أسس حضارته
على سرقة الآخرين واستغلالهم ، وبقاء تلك الحضارة مرتهن
ببقاء الآخرين متخلفين متناحرين ، كما أننا فى نفس الوقت لا
نسعى إلى عداوة أحد ، ولكننا نريد أن يتعامل معنا الجميع من
منطلق المساواة والعدل ، واحترام خصوصياتنا الدينية
والثقافية .
2- علينا أن نتفق على أن إسرائيل عدو أبدى ، ولا يمكن أبدا
أن يكون صديقا ، وكلما بالغنا فى تقديم القرابين لهذا العدو
، كلما بالغ فى إهانتنا والكيد لنا ، ولذلك فإن الدفع نحو
التطبيع ، وبيع الغاز المصرى بأقل من سعر استخراجه ، وتأمين
حدودهم ، والتواطؤ معهم على حصار غزة ، والسعى لتصفية القضية
الفلسطينية ، كلها أمور تصب فى غير مصلحتنا ، وتلحق بنا
وبأمننا القومى ضررا فادحا، يصبح معه من السفه وانعدام
الرؤية أن نمضى في هذا الطريق ، إننا بحاجة إلى وقفة للتأمل
والمراجعة ، وتصحيح المسار وتعديل الانحراف ، وهى أمور هامة
وملحة لا تحتمل التأجيل أو الانتظار .
3- علينا أن نتفق على أننا جزء أصيل من الأمة العربية
والإسلامية ، وأن كل العرب والمسلمين هم بعدنا الاستراتيجى ،
وظهرنا الذى نحتمى به ، وأنهم ينظرون إلينا للريادة والقيادة
، ومن العبث خذلانهم والإنصراف عنهم ، تحت أوهام الشراكة أو
الصداقة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل ، وأن الأفارقة
والآسيويين وبلدان أمريكا الجنوبية هم بعدنا الثالث ،
ويلزمنا التقرب منهم ، وتحسين كافة أنواع علاقاتنا
ومعاملاتنا معهم ، لنتعاون جميعا تجاه عالم أكثر عدلا ،
ومنظمات دولية أكثر توازنا .
4- علينا أن نتفق على أن المثلث الإيرانى التركى المصرى
ضرورة ملحة لأمن تلك المنطقة ، وضرورة ملحة لتقدمها
واستقرارها ، ومن الغباء أن نتخذ من إيران عدوا ، أو من
تركيا خصما ، إن قوة هذا المثلث وترابطه سيكون انجازا
استراتيجيا بالغ الأهمية لنا ولهم فى الحاضر والمستقبل .
5- علينا أن نتفق على أن الإسلام هو هوية تلك الأمة ، وسمتها
الفريدة التى تميزها ، وأن من يتخلى عن هويته وتميزه لا يمكن
أن يصنع تقدما أو يحقق نهضة ، حتى لو قلد الآخرين فى كل شئ ،
وفى كل صغيرة وكبيرة ، لأنه لن يكون أبدا غير قرد مقلد ،
أومسخ مشوه .
6- علينا أن نتفق على أن قضيتنا الكبرى هى التعليم ، وإصلاح
شؤونه بات أمرا ضروريا وعاجلا ، واليومَ الذى يكون فيه عندنا
جيل تعلم تعليما جيدا من الصف الأول الإبتدائى حتى التخرج من
الجامعة ، سيكون وقتها عندنا قادة حقيقيون لهذا المجتمع فى
كل الميادين ، يعملون عى إصلاحه ونهضته ، ويضمنون لمن خلفهم
من الأجيال ألا يقع عليهم ما وقع علينا من تحريف وتشويه وسوء
إعداد .
7- علينا أن نتفق على أن حياتنا السياسية بصورتها الراهنة
مثل صارخ للهزل والتهريج .. حزب حاكم من المنتفعين والأفاكين
، وأحزاب صغيرة شوهاء ، لا برامج لها ، ولا حضور لها ، تؤدى
أدورا ثانوية فى مشهد عبثى لحالة مختلة فى كل مكوناتها.
8- علينا أن نتفق على أن التغيرات الاقتصادية العشوائية قد
دمرت الزراعة والصناعة وغيرها من دعائم المجتمع ، وأفرزت
مجموعة من مصاصى الدماء ، الذين كونوا ثروات طائلة ، وفى
المقابل ضرب الفقر والمرض كل طبقات المجتمع حتى صرنا فى تحول
غير مألوف فى تاريخ الأمم إلى قلة فاحشة الغنى ، وأغلبية
أرهقها الفقر وسوء الحال .
9- علينا أن نتفق على أن النخبة المصرية فاسدة حتى النخاع ،
ولا دور لها إلا الكذب والتضليل ، وتغريب الأمة وفصلها عن
دينها وجذورها وثقافتها ، وكل ما تقوم به لا يعدو إلا أن
يكون رغيا وثرثرة وتنظيرا عقيما ، تجنى من ورائه الثروة
والشهرة والعمالة تارة للشرق وتارة للغرب ، ولا نجنى غير
التشويه والحيرة والبلبلة .
10- علينا أن نتفق على أن البرادعى وهم يجب الإفاقة منه ،
وأن ما يقال عن أنه رمز، أو أنه ألقى حجرا فى بركة حياتنا
الراكدة ، أو أنه أملنا فى الإصلاح والتغيير ، كل هذا كلام
فارغ ، فالبرادعى لم يفعل لهذا الشعب شيئا صغيرا أو كبيرا ،
لا فى الماضى ولا فى الحاضر ، ولا يمكن أن يفعل له شيئا فى
المستقبل ، فليس هناك فى تاريخ البشرية زعماء من منازلهم ،
أو زعماء من على بعد ، وليست هناك زعامة تمارس بحديث صحفى
بين الحين والحين ، أو تويت tweet كلما عنّ له المزاج ، أو
زيارة سياحية من وقت لآخر ، كل زعماء البشرية الصادقين
والمخلصين عبر التاريخ دفعوا ثمنا باهظا فى سعيهم لخدمة
شعوبهم ، من اعتقال ومطاردة ونفى وتضييق وتعريض بأهليهم
وأسرهم ومصادرة لأموالهم ، وغير ذلك من كل صور الأذى
والمعاناة .
11- علينا أن نتفق على أننا أصبحنا جزءا أصيلا من مشكلتنا ،
بالفوضى والعشوائية التى أصبحت نمط حياتنا ، وبالتواكل
والتكاسل الذى أضعفنا عن طلب حقوقنا ، وبالنفاق والمحسوبية
والجور على حقوق بعضنا البعض ، لقد أصبحت الطبقة المتوسطة
المصرية والتى هى ميزان المجتمع أكبر خادم للأغنياء بالإفك
والزور، وأكبر مساهم ومستفيد من الفساد ، ولا يمكن لمجتمع
فسد فيه الأطباء والمهندسون ورجال القانون والمدرسون وأساتذة
الجامعات ورجال الشرطة ، لا يمكن لمجتمع هكذا حاله ، أن يجد
العزيمة والإرادة أو حتى الرغبة الصادقة ، لأن ينهض لتحسين
أحواله وأوضاعه .
12- علينا أن نتفق على أن معاذيرننا وحججنا لتكاسلنا
وتقاعسنا وفسادنا ، لا يقبل بها عقل أو منطق ، حتى وإن كان
بعضها صحيحا ، فالغلاء وضيق ذات اليد وقسوة الظروف والحزب
الوطنى والفساد الحكومى لا تبرر الرشوة والابتزاز والدروس
الخصوصية والنهب واليأس وإهمال العمل وغيرها ، لأن المتأمل
فى ذلك يجد أن كل المقترفين لتلك السوءات هم من الطبقة
الوسطى، أى أنها بذلك تساهم فى الفساد ، وتساهم فى توسيع
دائرته ، لأن كل فاسد لا يؤدى ما عليه ، أو يأخذ ما ليس من
حقه ، سيتعرض فى معاملاته الوظيفية والحياتية والأسرية إلى
من لا يؤدى حقه ، ومن يبتزه ليأخذ منه ما ليس من حقه ، أى
أننا ببساطة ندور فى حلقة بائسة من ابتزاز أنفسنا ، والإساءة
إلى أنفسنا ، وزرع اليأس فى أنفسنا من مستقبل يسود فيه العدل
والحق ، ( وكذلك نولى بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون )
الأنعام 129 ، كما أن اتباع الظالمين تحت دعاوى الخوف ، أو
تحقيقا لمصلحة ، أو شعورا بالسلطة والقوة ، لا يجلب لصاحبه
غير الخزى والخسران فى الدنيا والآخرة ( إذ تبرأ الذين
اتُبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب *
وقال الذين اتًبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا
منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وماهم بخارجين من
النار) البقرة 167-166
13- علينا أن نتفق على حقيقة لا تقبل النقاش ، وهى أن صلاح
أحوالنا لن يتم إلا على أيدينا ( إن الله لا يغير ما بقوم
حتى يغيروا ما بأنفسهم ) الرعد 11، وطريق الصلاح يبدأ بأن
يؤدى كل واحد ما عليه من واجبات ، سواء تجاه الله تعالى ، أو
غيرها من الواجبات الأسرية والوظيفية والمجتمعية ، ولنا أن
نتخيل حالنا لو أدى غالبيتنا أدوارهم ، المدرس والطالب
وأستاذ الجامعة والطبيب والمهندس ورب الأسرة والزوجة والسائق
والعامل وغيرهم ، وكيّف كل واحد منا حياته بما يتواءم مع
طاقاته وإمكانياته ، لا شك أننا سنكون أكثر رضا عن أنفسنا ،
وأكثر سكينة واطمئنانا ، وأكثر أملا فى مستقبلنا ومستقبل
أجيالنا ، وقد يهيؤ الله جل وعلا لنا من تلك الأغلبية
الصالحة زعيما حقيقيا يقود هذا المجتمع إلى مزيد من الإصلاح
، وإرساء قواعد حياة وسلوكيات صحيحة ، ودولة ذات مؤسسات
يحكمها العدل والقانون .
14- علينا أن نتفق على أن التغيير والإصلاح طريق طويل ، لا
يمكن قطعه فى يوم وليلة ، ومع تعاظم مفاسدنا ، يزداد هذا
الطريق طولا ، ويحتاج مزيدا من الصبر والجَلَد ، ولكنه لا
يحتاج من أحد أكثر من جهده ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )
البقرة 286 ، ( فاتقوا الله ما استطعتم ) التغابن 16
إذا توافقنا على تلك الحقائق والبديهيات نكون قد امتلكنا
النواة اللازمة لمشروع قومى ، يمكن أن نزيد عليه ، ونضيف
إليه فى مراحل قادمة ، ونكون أيضا حمينا أنفسنا من بلبلات
المدلسين والكاذبين ، ووضعنا أقدامنا على بداية طريق الإصلاح
والتغيير الطويل ، وحررنا أنفسنا من أوهام النخبة الفاسدة عن
التغيير بالخارج ، أو التغيير العسكرى ، أو العصيان المدنى
والمظاهرات المليونية وغيرها من التخاريف ، لأننا وببساطة لا
نحتاج مع الأمل ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم
الكافرون ) يوسف 87 ، ( قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا
الضالون ) الحجر 56 ، ومع العمل ( وقل اعملوا فسيرى الله
عملكم ورسوله والمؤمنون ) التوبة 105 ، إليهم أو إلى غيرهم .
( قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن
تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ
قدير ) آل عمران 26
2016-04-26, 17:16 من طرف heba1977
» موقع اخبارى مميز
2016-04-12, 14:18 من طرف الخولى
» مكتبه الفنان عبده النزاوي
2016-03-19, 17:08 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف ياسر رشاد
2016-03-18, 17:51 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف - رشاد عبد العال - اسوان
2016-03-18, 17:48 من طرف حازم هارون
» يلم دراما الزمن الجميل الرائع - أنا بنت مين, فريد شوقي, ليلى فوزي , حسين رياض
2016-03-13, 10:39 من طرف نعناعه
» فيلم الحرمان فيروز نيللي
2016-03-13, 10:35 من طرف نعناعه
» المسلسل البدوي البريئة
2016-03-13, 10:33 من طرف نعناعه
» مسلسل وضحا وابن عجلان
2016-03-13, 10:32 من طرف نعناعه