لبيب السباعى يكتب: طابور العبيد! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
| أخر تحديث: 24/10/2010 11:12 مفى
البداية يجب أن أعتذر لكل من قد تصيبه بعض كلمات هذا المقال بأى إساءة ولكن
هذه صورة من واقع ما نسميهم طبقة " الكريمة " فى المجتمع وهم المعيدون
بالجامعات.. نواة علماء مصر فى المستقبل..
فالمعيد فى جامعات
مصر – وأعتذر مرة أخرى – عبد لظروف كثيرة وأوضاع سيئة وإذا كان الفنان نجيب
الريحانى فى دور الأستاذ حمام فى فيلم غزل البنات كان نموذجا للنحس وسوء
الحظ فإن المعيد فى جامعاتنا هو الأسوأ حظا والأكثر نحسا وتعاسة..
فالمعيد
هو شاب حكم عليه زمانه بالتفوق العلمى طوال حياته وعليه أن يحافظ باستمرار
على المركز الأول بين زملائه ويصبح أمل ومطمع بنات الجيران فهو على الأقل
ضامن لفرصة عمل شكلها محترم فور تخرجه وهو الأمر الذى يتحقق نصفه الأول وهو
فرصة العمل أما موضوع الاحترام فذلك هو الأمر المشكوك فيه!!
وبصرف
النظر عن المرتب المتواضع بل والمسرف فى تواضعه الذى يتقاضاه أستاذ
المستقبل باعتبار ما سيكون بإذن الله فإن هذه ليست هى المشكلة الأساسية..
ولكن المشكلة الأساسية هى أن هذا المعيد المحترم ابن الناس المتفوق طوال
حياته والمرشح لأن يكون الأستاذ القادم بعد سنوات عليه أن يقضى سنوات من
عمره أسيرا إلى درجة العبودية للأستاذ المشرف على رسالته للماجستير وعلى
هذا المعيد المحترم أن يضع نفسه24 ساعة لمدة سبعة أيام فى الأسبوع طوال
هذه السنوات فى خدمة الأستاذ المشرف وخدمة الهانم حرم الأستاذ المشرف وخدمة
الباشاوات العيال أبناء الأستاذ المشرف... والخدمة هنا بمعنى الخدمة
فعلا فالسيد المعيد عليه القيام بكل متطلبات الأستاذ وأسرته بدءا من شراء
احتياجات المنزل من الخضار والفاكهة مرورا بتوصيل الباشا ابن الأستاذ
للمدرسة والوقوف أمام الميكانيكى أثناء إصلاح سيارة الباشا الأستاذ وأخيرا
بإجراء بحوث ودراسات يستولى عليها الأستاذ المشرف لينشرها تحت اسمه الكريم
باعتبارها من عظيم إبداعاته!!
وبعد سنوات الخدمة إذا ما انتهت على خير
برضا وعطف الأستاذ المشرف يحصل المعيد أو المعيدة على درجة الماجستير لتبدأ
القصة تتكرر من جديد.. فالسيد المعيد بعد حصوله على الماجستير يصبح
مدرسا مساعدا ولكنه واقع تحت سيطرة أستاذ مشرف آخر يتولى نفس المهمة وهى
استعباد المدرس المساعد لسنوات أخرى قد تكفى للحصول على الدكتوراه إذا ما
أثبت طاعته وخبرته فى كسب عطف وشفقة الأستاذ لأن لحظة غضب واحدة كافية لأن
تحكم على المسكين بالحبس فى قفص وظيفة إدارية ينتهى معها حلم الانضمام
لهيئة التدريس الجامعية.
طابور طويل من العبيد يضم المعيد والمدرس
المساعد والمدرس والأستاذ المساعد عليه تقديم فروض الطاعة والولاء
والعبودية للأستاذ الذى قد يكون إما مشرفا أو مقررا ومسئولا عن اللجنة
العلمية المختصة بالترقية من مدرس إلى أستاذ مساعد ومن أستاذ مساعد إلى
أستاذ وأقسم أننى شخصيا صادفت أستاذا مساعدا فى كلية محترمة ظل سنوات يهتف
مشجعا الفريق الكروى الذى يحظى بتشجيع الأستاذ مقرر اللجنة العلمية لترقيات
الأساتذة المساعدين رغم أنه يشجع فريقا منافسا وكان على هذا الأستاذ
المساعد أن يغرد كل صباح إعجابا وانبهارا بالأستاذ المقرر علما وخلقا
وشياكة وجمالا وأن طلعته البهيـــــــــــــــة - طلعة الأستاذ- ـبالطاء
وليس بالصاد - هى أبهى ما رأته عيناه حتى كاد الأستاذ المساعد أن يرفع شعار
الفنان سعيد صالح فى مسرحية مدرسة المشاغبين "أنت اجدع من أبويا" حتى
يرضى عنه الأستاذ فينال الترقية للأستاذية!!
والمؤكد أنه بعد سنوات من
النفاق المتواصل وخدمة البيـــــــــــــوت - بيت الأستاذ المشرف وأقاربه
وأصدقائه - تكون النتيجة فى 99% من الأحوال أن نقدم لمجتمع الجامعة
وللوطن العزيز مدرسا جامعيا مسحوقا - بودرة يعنى - خبيرا بكل فنون النفاق
جاهزا ومستعدا لمسح الجوخ والصوف بل والبيجامة الكستور المقلمة للأستاذ
المشرف .. وفى معظم الأحوال عندما يتحرر هذا العبد بحصوله على الأستاذية
يبدأ فى إعادة نفس القصة بنفس السيناريو مع تغيير واحد فقط وهو أنه يتحول
من مفعول به إلى فاعل يقع تحت رحمته وسطوته كل من يشرف عليهم ويبدأ فى
استعاده تجاربه المريرة فى السنوات السابقة حين كان معيدا ومدرسا مساعدا
ومدرسا وأستاذا مساعدا ويستعيد كل سنوات العبودية مستفيدا من خبراته
السابقة فى استنزاف ذلك المسكين الواقع تحت إشرافه..
فالقانون فى
جامعاتنا لا يسمح إلا فى حالات مستحيلة بخروج المعيد من تحت أسر وعبودية
الأستاذ المشرف عليه ويتيح للمعيد بكل حرية حق الاختيار بين العبودية
للأستاذ أو ضياع مستقبله تماما والقصص الحقيقية فى هذا المجال لا تعد ولا
تحصى عن الذى اضطر للزواح من كريمة الأستاذ المشرف بعد أن شاهد بعينيه
ضياع مستقبل زميله لمجرد أنه طلب مهلة للتفكير فى عرض الزواج وعن الأخر
الذي اكتشف أستاذه جريمته العظمى وهى أنه يشجع النادى الأهلى رغم علمه أن
أستاذه يشجع فريق الزمالك فكان الضياع خير جزاء له ولم يشفع للمسكين أنه ظل
سنوات طويلة نفاقا للأستاذ يرقص مع كل فوز للزمالك.. باختصار فإن واقع
المعيد فى الجامعات المصرية يرزخ تحت تقاليد لا تمت بصلة للجامعات والكشف
عنها ومواجهتها ضرورة وإلا فإن كل حديث عن الإصلاح هو مجرد أحلام وأوهام لن
تتحقق.
| أخر تحديث: 24/10/2010 11:12 مفى
البداية يجب أن أعتذر لكل من قد تصيبه بعض كلمات هذا المقال بأى إساءة ولكن
هذه صورة من واقع ما نسميهم طبقة " الكريمة " فى المجتمع وهم المعيدون
بالجامعات.. نواة علماء مصر فى المستقبل..
فالمعيد فى جامعات
مصر – وأعتذر مرة أخرى – عبد لظروف كثيرة وأوضاع سيئة وإذا كان الفنان نجيب
الريحانى فى دور الأستاذ حمام فى فيلم غزل البنات كان نموذجا للنحس وسوء
الحظ فإن المعيد فى جامعاتنا هو الأسوأ حظا والأكثر نحسا وتعاسة..
فالمعيد
هو شاب حكم عليه زمانه بالتفوق العلمى طوال حياته وعليه أن يحافظ باستمرار
على المركز الأول بين زملائه ويصبح أمل ومطمع بنات الجيران فهو على الأقل
ضامن لفرصة عمل شكلها محترم فور تخرجه وهو الأمر الذى يتحقق نصفه الأول وهو
فرصة العمل أما موضوع الاحترام فذلك هو الأمر المشكوك فيه!!
وبصرف
النظر عن المرتب المتواضع بل والمسرف فى تواضعه الذى يتقاضاه أستاذ
المستقبل باعتبار ما سيكون بإذن الله فإن هذه ليست هى المشكلة الأساسية..
ولكن المشكلة الأساسية هى أن هذا المعيد المحترم ابن الناس المتفوق طوال
حياته والمرشح لأن يكون الأستاذ القادم بعد سنوات عليه أن يقضى سنوات من
عمره أسيرا إلى درجة العبودية للأستاذ المشرف على رسالته للماجستير وعلى
هذا المعيد المحترم أن يضع نفسه24 ساعة لمدة سبعة أيام فى الأسبوع طوال
هذه السنوات فى خدمة الأستاذ المشرف وخدمة الهانم حرم الأستاذ المشرف وخدمة
الباشاوات العيال أبناء الأستاذ المشرف... والخدمة هنا بمعنى الخدمة
فعلا فالسيد المعيد عليه القيام بكل متطلبات الأستاذ وأسرته بدءا من شراء
احتياجات المنزل من الخضار والفاكهة مرورا بتوصيل الباشا ابن الأستاذ
للمدرسة والوقوف أمام الميكانيكى أثناء إصلاح سيارة الباشا الأستاذ وأخيرا
بإجراء بحوث ودراسات يستولى عليها الأستاذ المشرف لينشرها تحت اسمه الكريم
باعتبارها من عظيم إبداعاته!!
وبعد سنوات الخدمة إذا ما انتهت على خير
برضا وعطف الأستاذ المشرف يحصل المعيد أو المعيدة على درجة الماجستير لتبدأ
القصة تتكرر من جديد.. فالسيد المعيد بعد حصوله على الماجستير يصبح
مدرسا مساعدا ولكنه واقع تحت سيطرة أستاذ مشرف آخر يتولى نفس المهمة وهى
استعباد المدرس المساعد لسنوات أخرى قد تكفى للحصول على الدكتوراه إذا ما
أثبت طاعته وخبرته فى كسب عطف وشفقة الأستاذ لأن لحظة غضب واحدة كافية لأن
تحكم على المسكين بالحبس فى قفص وظيفة إدارية ينتهى معها حلم الانضمام
لهيئة التدريس الجامعية.
طابور طويل من العبيد يضم المعيد والمدرس
المساعد والمدرس والأستاذ المساعد عليه تقديم فروض الطاعة والولاء
والعبودية للأستاذ الذى قد يكون إما مشرفا أو مقررا ومسئولا عن اللجنة
العلمية المختصة بالترقية من مدرس إلى أستاذ مساعد ومن أستاذ مساعد إلى
أستاذ وأقسم أننى شخصيا صادفت أستاذا مساعدا فى كلية محترمة ظل سنوات يهتف
مشجعا الفريق الكروى الذى يحظى بتشجيع الأستاذ مقرر اللجنة العلمية لترقيات
الأساتذة المساعدين رغم أنه يشجع فريقا منافسا وكان على هذا الأستاذ
المساعد أن يغرد كل صباح إعجابا وانبهارا بالأستاذ المقرر علما وخلقا
وشياكة وجمالا وأن طلعته البهيـــــــــــــــة - طلعة الأستاذ- ـبالطاء
وليس بالصاد - هى أبهى ما رأته عيناه حتى كاد الأستاذ المساعد أن يرفع شعار
الفنان سعيد صالح فى مسرحية مدرسة المشاغبين "أنت اجدع من أبويا" حتى
يرضى عنه الأستاذ فينال الترقية للأستاذية!!
والمؤكد أنه بعد سنوات من
النفاق المتواصل وخدمة البيـــــــــــــوت - بيت الأستاذ المشرف وأقاربه
وأصدقائه - تكون النتيجة فى 99% من الأحوال أن نقدم لمجتمع الجامعة
وللوطن العزيز مدرسا جامعيا مسحوقا - بودرة يعنى - خبيرا بكل فنون النفاق
جاهزا ومستعدا لمسح الجوخ والصوف بل والبيجامة الكستور المقلمة للأستاذ
المشرف .. وفى معظم الأحوال عندما يتحرر هذا العبد بحصوله على الأستاذية
يبدأ فى إعادة نفس القصة بنفس السيناريو مع تغيير واحد فقط وهو أنه يتحول
من مفعول به إلى فاعل يقع تحت رحمته وسطوته كل من يشرف عليهم ويبدأ فى
استعاده تجاربه المريرة فى السنوات السابقة حين كان معيدا ومدرسا مساعدا
ومدرسا وأستاذا مساعدا ويستعيد كل سنوات العبودية مستفيدا من خبراته
السابقة فى استنزاف ذلك المسكين الواقع تحت إشرافه..
فالقانون فى
جامعاتنا لا يسمح إلا فى حالات مستحيلة بخروج المعيد من تحت أسر وعبودية
الأستاذ المشرف عليه ويتيح للمعيد بكل حرية حق الاختيار بين العبودية
للأستاذ أو ضياع مستقبله تماما والقصص الحقيقية فى هذا المجال لا تعد ولا
تحصى عن الذى اضطر للزواح من كريمة الأستاذ المشرف بعد أن شاهد بعينيه
ضياع مستقبل زميله لمجرد أنه طلب مهلة للتفكير فى عرض الزواج وعن الأخر
الذي اكتشف أستاذه جريمته العظمى وهى أنه يشجع النادى الأهلى رغم علمه أن
أستاذه يشجع فريق الزمالك فكان الضياع خير جزاء له ولم يشفع للمسكين أنه ظل
سنوات طويلة نفاقا للأستاذ يرقص مع كل فوز للزمالك.. باختصار فإن واقع
المعيد فى الجامعات المصرية يرزخ تحت تقاليد لا تمت بصلة للجامعات والكشف
عنها ومواجهتها ضرورة وإلا فإن كل حديث عن الإصلاح هو مجرد أحلام وأوهام لن
تتحقق.
2016-04-26, 17:16 من طرف heba1977
» موقع اخبارى مميز
2016-04-12, 14:18 من طرف الخولى
» مكتبه الفنان عبده النزاوي
2016-03-19, 17:08 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف ياسر رشاد
2016-03-18, 17:51 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف - رشاد عبد العال - اسوان
2016-03-18, 17:48 من طرف حازم هارون
» يلم دراما الزمن الجميل الرائع - أنا بنت مين, فريد شوقي, ليلى فوزي , حسين رياض
2016-03-13, 10:39 من طرف نعناعه
» فيلم الحرمان فيروز نيللي
2016-03-13, 10:35 من طرف نعناعه
» المسلسل البدوي البريئة
2016-03-13, 10:33 من طرف نعناعه
» مسلسل وضحا وابن عجلان
2016-03-13, 10:32 من طرف نعناعه