متعة الحديث مع الحسن البصري *
الوقفة الأولى ..
روى أبو عبيدة
الناجي : أنه سمع الحسن يقول : يا ابن آدم إنك لا تصيب حقيقة الإيمان حتى
لا تعيب الناس بعيب هو فيك ، وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب من نفسك فتصلحه ،
فإذا فعلت ذلك لم تصلح عيباً إلا وجدت عيباً آخر لم تصلحه ، فإذا فعلت ذلك
كان شغلك في خاصة نفسك ، وأحب العباد إلى الله تعالى من كان كذلك .وعن
يحيى بن المختار عن الحسن قال : إن المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله
عز وجل ، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا ،
وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة .وقال
ايضا :إن المؤمن يفجؤه الشيء يعجبه فيقول : و الله إني لأشتهيك و إنك لمن
حاجتي و لكن و الله ما من صلة إليك ، هيهات هيهات ، حيل بيني و بينك . و
يفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول : ما أردت إلى هذا . مالي ولهذا ؟
والله لا أعود لهذا أبداً إن شاء الله . إن المؤمنين قوم أوثقهم القرآن
وحال بينهم و بين هلكتهم . إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى إلى فكاك رقبته
لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله عز وجل يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه و بصره و
لسانه و جوارحه .
الوقفة الثانية ..
روى أبو عبيدة
الناجي أنه سمع الحسن بن أبي الحسن يقول : حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة
الدثور ، و اقدعوا هذه الأنفس فإنها طلعة و إنها تنازع إلى شر غاية ، و
إنكم إن لم تقاربوها لم تبق من أعمالكم شيئاً فتصبروا و تشددوا فإنما هي
ليال تعد ، وإنما أنتم ركب وقوف يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب و لا يلتفت
فانقلبوا بصالح ما بحضرتكم ، إن هذا الحق أجهد الناس وحال بينهم وبين
شهواتهم وإنما صبر على هذا الحق من عرف فضله ورجا عاقبته .
الوقفة الثالثة ...
قال الحسن البصري "
أيسر الناس حساباً يوم القيامة الذين يحاسبون أنفسهم في الدنيا فوقفوا عند
همومهم و أعمالهم فإن كان الذي هموا به لهم مضوا وإن كان عليهم أمسكوا.
قال و إنما يثقل الأمر يوم القيامة على الذين جازفوا الأمور في الدنيا
أخذوها من غير محاسبة فوجدوا الله عز وجل قد أحصى عليهم مثاقيل الذر و قرأ
" مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ".
الوقفة الرابعة ..
عن عمرو ابن ميمون
بن مهران قال : بعدما كبر أبي وذهب بصره .. قال لي : هلم بنا إلى الحسن
البصري .. فخرجت به أقوده إلى بيت الحسن البصري .. فلما دخلنا على الحسن
قال له أبي : يا أبا سعيد .. قد أنست من قلبي غلظة .. فاستلن لي منه ..
فقرأ الحسن { أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما
أغنى عنهم ما كانوا يمتعون } .. فبكى أبي .. حتى سقط .. وأخذ يضرب برجله
الأرض .. كما تضرب الشاة المذبوحة .. وأخذ الحسن البصري يبكي معه وينتحب
فجاءت الجارية .. فقالت : قد أتعبتم الشيخ .. قوموا تفرقوا .. فأخذتُ بيد
أبي فخرجت به .. فلما صرنا في الطريق .. وكزني أبي في صدري وكزة .. ثم قال
: يا بني .. لقد قرأ علينا آيات .. لو فهمتها بقلبك لأبقت فيه كلوماً ..
أي جروحاً .. نعم .. لا بد من شكوى إلى ذي مروءة * يناجيك أو يسليك أو
يتوجع .
الوقفة الخامسة ..
قال الحسن: " يا
ابن آدم عملك فإنما هو لحمك ودمك، فانظر على أي حال تلقى عملك، إن لأهل
التقوى علامات يعرفون بها، صدق الحديث، والوفاء بالعهد ـ وصلة الرحم،
ورحمة الضعفاء، وقلة الفخر والخيلاء، وبذل المعروف، وقلة المباهاة للناس،
وحسن الخلق وسعة الخلق مما يقرب إلى الله ـ عزوجل ـ يا ابن آدم إنك ناظر
إلى عملك، يوزن خيره وشره، فلا تحقرن من الخير شيئا وإن هو صغر، فإنك إذا
رأيته سرك مكانه، ولا تحقرن من الشر شيئا فإنك إذا رأيته ساءك مكانه، فرحم
الله رجلا كسب وأنفقه قصدا، وقدم فضلا ليوم فقره وفاقته، هيهات هيهات ذهبت
الدنيا، وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم، وأنتم تسوقون الناس والساعة
تسوقكم، وقد أسرع بخياركم فما تنتظرون؟ إنه لا كتاب بعد كتابكم ولا نبى
بعد نبيكم، يا ابن آدم بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا، ولا تبيعن آخرتك
بدنياك فتخسرهما جميعا ".
الوقفة السادسة ...
قال فرقد: دخلنا
على الحسن فقلنا: يا أبا سعيد ألا يعجبك من محمد بن الأهتم؟ فقال: ماله؟
فقلنا: دخلنا عليه آنفا وهو يجود بنفسه فقال انظروا إلى ذاك الصندوق –
وأومأ إلى صندوق في جانب بيته – فقال: هذا الصندوق فيه ثمانون ألف دينار
لم أؤد منها زكاة ولم أصل منها رحما ولم يأكل منها محتاج فقلنا: يا أبا
عبد الله فلمن كنت تجمعها؟ قال: لروعة الزمان ومكاثرة الأقران وجفوة
السلطان فقال الحسن: انظروا من أين أتاه شيطانه فخوفه روعة زمانه ومكاثرة
أقرانه وجفوة سلطانه !؟ ثم قال أيها الوارث لا تُخدعن كما خُدع صويحبك
بالأمس جاءك هذا المال لم تتعب لك فيه يمين ولم يعرق لك فيه جبين جاءك ممن
كان له جموعا منوعا من باطل جمعه ومن حق منعه ثم قال الحسن إن يوم القيامة
لذو حسرات الرجل يجمع المال ثم يموت ويدعه لغيره فيرزقه الله فيه الصلاح
والإنفاق في وجوه البر فيجد ماله في ميزان غيره.
الوقفة السابعة ..
حدَّث خالد بن
صفوان فقال : لقيتُ مَسلمةَ بنَ عبد الملك في الحيرة فقال لي : أخبرني يا
خالدُ عن حسن البصرة ، فإني أظنُّ أنك تعرف من أمره ما لا يعرف سواك ؟
فقال : أصلح اللهُ الأمير ؛ أنا خيرُ مَن يخبِرُك عنه بعلم ، قال : أنا
جارُه في بيته ، وجليسه في مجلسه ، و أعلم أهل البصرة به ، قال : هاتِ ما
عندك -قال له : إنه امرؤ سريرته كعلانيته - واحدة - و قوله كفعله ، إذا
أمر بمعروف كان أَعْمَلَ الناس به ، وإذا نهى عن منكر كان أَتْرَكَ الناس
له ، ولقد رأيتُه مستغنيا عن الناس ، زاهدا بما في أيديهم ، ورأيت الناس
محتاجين إليه ، طالبين ما عنده " فقال مسلمةُ : حسبُك يا خالد كيف يضلُّ
قومٌ فيهم مثلُ هذا "
الوقفة الثامنة..
عن حفص بن عمر قال:
بكى الحسن فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن يطرحني غداً في النار ولا
يبالي.وعن حميد قال: بينما الحسن في المسجد تنفس تنفساً شديداً ثم بكى حتى
أرعدت منكباً ثم قال: لو أن بالقلوب حياةً، لو أن بالقلوب صلاحاً لأبكتكم
من ليلةٍ صبيحتها يوم القيامة، إن ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة ما سمع
الخلائق بيوم قط أكثر من عورة بادية ولا عين باكية من يوم القيامة.
الوقفة التاسعة...
قال حمزة الأعمى:
وكنت أدخل على الحسن منزله وهو يبكي، وربما جئت إليه وهو يصلي فأسمع بكاءه
ونحيبه فقلت له يوماً: إنك تكثر البكاء، فقال: يا بني، ماذا يصنع المؤمن
إذا لم يبكِ؟ يا بني إن البكاء داع إلى الرحمة. فإن استطعت أن تكون عمرك
باكيا فافعل، لعله تعالى أن يرحمك.ثم ناد الحسن: بلغنا أن الباكي من خشية
الله لا تقطر دموعه قطرة حتى تعتق رقبته من النار.
الوقفة العاشرة ...
لما ولي عمر بن
هبيرة الفزاري العراق وأضيفت إليه خراسان وذلك في أيام يزيد بن عبد الملك
استدعى الحسن البصري ومحمد بن سيرين والشعبي وذلك في سنة ثلاث ومائة فقال
لهم إن يزيد خليفة الله استخلفه على عباده وأخذ عليهم الميثاق بطاعته وأخذ
عهدنا بالسمع والطاعة وقد ولاني ما ترون فيكتب إلي بالأمر من أمره فأنفذ
ذلك الأمر فما ترون؟! فقال ابن سيرين والشعبي قولا فيه تقية فقال ابن
هبيرة ما تقول يا حسن فقال يا ابن هبيرة خف الله في يزيد ولا تخف يزيد في
الله إن الله يمنعك من يزيد وإن يزيد لا يمنعك من الله وأوشك أن يبعث إليك
ملكا فيزيلك عن سريرك، ويخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ثم لا ينجيك إلا
عملك يا ابن هبيرة إن تعص الله فإنما جعل الله هذا السلطان ناصرا لدين
الله وعباده فلا تركبن دين الله وعباده بسلطان الله فإنه لا طاعة لمخلوق
في معصية الخالق فأجازهم ابن هبيرة وأضعف جائزة الحسن فقال الشعبي لابن
سيرين سفسفنا له فسفسف لنا.
التوقيع:
رباه أسقنيْ الصبر
يَارَبْ ، خُذْ بِأيْدِينَا إليْك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الوقفة الأولى ..
روى أبو عبيدة
الناجي : أنه سمع الحسن يقول : يا ابن آدم إنك لا تصيب حقيقة الإيمان حتى
لا تعيب الناس بعيب هو فيك ، وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب من نفسك فتصلحه ،
فإذا فعلت ذلك لم تصلح عيباً إلا وجدت عيباً آخر لم تصلحه ، فإذا فعلت ذلك
كان شغلك في خاصة نفسك ، وأحب العباد إلى الله تعالى من كان كذلك .وعن
يحيى بن المختار عن الحسن قال : إن المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله
عز وجل ، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا ،
وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة .وقال
ايضا :إن المؤمن يفجؤه الشيء يعجبه فيقول : و الله إني لأشتهيك و إنك لمن
حاجتي و لكن و الله ما من صلة إليك ، هيهات هيهات ، حيل بيني و بينك . و
يفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول : ما أردت إلى هذا . مالي ولهذا ؟
والله لا أعود لهذا أبداً إن شاء الله . إن المؤمنين قوم أوثقهم القرآن
وحال بينهم و بين هلكتهم . إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى إلى فكاك رقبته
لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله عز وجل يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه و بصره و
لسانه و جوارحه .
الوقفة الثانية ..
روى أبو عبيدة
الناجي أنه سمع الحسن بن أبي الحسن يقول : حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة
الدثور ، و اقدعوا هذه الأنفس فإنها طلعة و إنها تنازع إلى شر غاية ، و
إنكم إن لم تقاربوها لم تبق من أعمالكم شيئاً فتصبروا و تشددوا فإنما هي
ليال تعد ، وإنما أنتم ركب وقوف يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب و لا يلتفت
فانقلبوا بصالح ما بحضرتكم ، إن هذا الحق أجهد الناس وحال بينهم وبين
شهواتهم وإنما صبر على هذا الحق من عرف فضله ورجا عاقبته .
الوقفة الثالثة ...
قال الحسن البصري "
أيسر الناس حساباً يوم القيامة الذين يحاسبون أنفسهم في الدنيا فوقفوا عند
همومهم و أعمالهم فإن كان الذي هموا به لهم مضوا وإن كان عليهم أمسكوا.
قال و إنما يثقل الأمر يوم القيامة على الذين جازفوا الأمور في الدنيا
أخذوها من غير محاسبة فوجدوا الله عز وجل قد أحصى عليهم مثاقيل الذر و قرأ
" مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ".
الوقفة الرابعة ..
عن عمرو ابن ميمون
بن مهران قال : بعدما كبر أبي وذهب بصره .. قال لي : هلم بنا إلى الحسن
البصري .. فخرجت به أقوده إلى بيت الحسن البصري .. فلما دخلنا على الحسن
قال له أبي : يا أبا سعيد .. قد أنست من قلبي غلظة .. فاستلن لي منه ..
فقرأ الحسن { أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما
أغنى عنهم ما كانوا يمتعون } .. فبكى أبي .. حتى سقط .. وأخذ يضرب برجله
الأرض .. كما تضرب الشاة المذبوحة .. وأخذ الحسن البصري يبكي معه وينتحب
فجاءت الجارية .. فقالت : قد أتعبتم الشيخ .. قوموا تفرقوا .. فأخذتُ بيد
أبي فخرجت به .. فلما صرنا في الطريق .. وكزني أبي في صدري وكزة .. ثم قال
: يا بني .. لقد قرأ علينا آيات .. لو فهمتها بقلبك لأبقت فيه كلوماً ..
أي جروحاً .. نعم .. لا بد من شكوى إلى ذي مروءة * يناجيك أو يسليك أو
يتوجع .
الوقفة الخامسة ..
قال الحسن: " يا
ابن آدم عملك فإنما هو لحمك ودمك، فانظر على أي حال تلقى عملك، إن لأهل
التقوى علامات يعرفون بها، صدق الحديث، والوفاء بالعهد ـ وصلة الرحم،
ورحمة الضعفاء، وقلة الفخر والخيلاء، وبذل المعروف، وقلة المباهاة للناس،
وحسن الخلق وسعة الخلق مما يقرب إلى الله ـ عزوجل ـ يا ابن آدم إنك ناظر
إلى عملك، يوزن خيره وشره، فلا تحقرن من الخير شيئا وإن هو صغر، فإنك إذا
رأيته سرك مكانه، ولا تحقرن من الشر شيئا فإنك إذا رأيته ساءك مكانه، فرحم
الله رجلا كسب وأنفقه قصدا، وقدم فضلا ليوم فقره وفاقته، هيهات هيهات ذهبت
الدنيا، وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم، وأنتم تسوقون الناس والساعة
تسوقكم، وقد أسرع بخياركم فما تنتظرون؟ إنه لا كتاب بعد كتابكم ولا نبى
بعد نبيكم، يا ابن آدم بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا، ولا تبيعن آخرتك
بدنياك فتخسرهما جميعا ".
الوقفة السادسة ...
قال فرقد: دخلنا
على الحسن فقلنا: يا أبا سعيد ألا يعجبك من محمد بن الأهتم؟ فقال: ماله؟
فقلنا: دخلنا عليه آنفا وهو يجود بنفسه فقال انظروا إلى ذاك الصندوق –
وأومأ إلى صندوق في جانب بيته – فقال: هذا الصندوق فيه ثمانون ألف دينار
لم أؤد منها زكاة ولم أصل منها رحما ولم يأكل منها محتاج فقلنا: يا أبا
عبد الله فلمن كنت تجمعها؟ قال: لروعة الزمان ومكاثرة الأقران وجفوة
السلطان فقال الحسن: انظروا من أين أتاه شيطانه فخوفه روعة زمانه ومكاثرة
أقرانه وجفوة سلطانه !؟ ثم قال أيها الوارث لا تُخدعن كما خُدع صويحبك
بالأمس جاءك هذا المال لم تتعب لك فيه يمين ولم يعرق لك فيه جبين جاءك ممن
كان له جموعا منوعا من باطل جمعه ومن حق منعه ثم قال الحسن إن يوم القيامة
لذو حسرات الرجل يجمع المال ثم يموت ويدعه لغيره فيرزقه الله فيه الصلاح
والإنفاق في وجوه البر فيجد ماله في ميزان غيره.
الوقفة السابعة ..
حدَّث خالد بن
صفوان فقال : لقيتُ مَسلمةَ بنَ عبد الملك في الحيرة فقال لي : أخبرني يا
خالدُ عن حسن البصرة ، فإني أظنُّ أنك تعرف من أمره ما لا يعرف سواك ؟
فقال : أصلح اللهُ الأمير ؛ أنا خيرُ مَن يخبِرُك عنه بعلم ، قال : أنا
جارُه في بيته ، وجليسه في مجلسه ، و أعلم أهل البصرة به ، قال : هاتِ ما
عندك -قال له : إنه امرؤ سريرته كعلانيته - واحدة - و قوله كفعله ، إذا
أمر بمعروف كان أَعْمَلَ الناس به ، وإذا نهى عن منكر كان أَتْرَكَ الناس
له ، ولقد رأيتُه مستغنيا عن الناس ، زاهدا بما في أيديهم ، ورأيت الناس
محتاجين إليه ، طالبين ما عنده " فقال مسلمةُ : حسبُك يا خالد كيف يضلُّ
قومٌ فيهم مثلُ هذا "
الوقفة الثامنة..
عن حفص بن عمر قال:
بكى الحسن فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن يطرحني غداً في النار ولا
يبالي.وعن حميد قال: بينما الحسن في المسجد تنفس تنفساً شديداً ثم بكى حتى
أرعدت منكباً ثم قال: لو أن بالقلوب حياةً، لو أن بالقلوب صلاحاً لأبكتكم
من ليلةٍ صبيحتها يوم القيامة، إن ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة ما سمع
الخلائق بيوم قط أكثر من عورة بادية ولا عين باكية من يوم القيامة.
الوقفة التاسعة...
قال حمزة الأعمى:
وكنت أدخل على الحسن منزله وهو يبكي، وربما جئت إليه وهو يصلي فأسمع بكاءه
ونحيبه فقلت له يوماً: إنك تكثر البكاء، فقال: يا بني، ماذا يصنع المؤمن
إذا لم يبكِ؟ يا بني إن البكاء داع إلى الرحمة. فإن استطعت أن تكون عمرك
باكيا فافعل، لعله تعالى أن يرحمك.ثم ناد الحسن: بلغنا أن الباكي من خشية
الله لا تقطر دموعه قطرة حتى تعتق رقبته من النار.
الوقفة العاشرة ...
لما ولي عمر بن
هبيرة الفزاري العراق وأضيفت إليه خراسان وذلك في أيام يزيد بن عبد الملك
استدعى الحسن البصري ومحمد بن سيرين والشعبي وذلك في سنة ثلاث ومائة فقال
لهم إن يزيد خليفة الله استخلفه على عباده وأخذ عليهم الميثاق بطاعته وأخذ
عهدنا بالسمع والطاعة وقد ولاني ما ترون فيكتب إلي بالأمر من أمره فأنفذ
ذلك الأمر فما ترون؟! فقال ابن سيرين والشعبي قولا فيه تقية فقال ابن
هبيرة ما تقول يا حسن فقال يا ابن هبيرة خف الله في يزيد ولا تخف يزيد في
الله إن الله يمنعك من يزيد وإن يزيد لا يمنعك من الله وأوشك أن يبعث إليك
ملكا فيزيلك عن سريرك، ويخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ثم لا ينجيك إلا
عملك يا ابن هبيرة إن تعص الله فإنما جعل الله هذا السلطان ناصرا لدين
الله وعباده فلا تركبن دين الله وعباده بسلطان الله فإنه لا طاعة لمخلوق
في معصية الخالق فأجازهم ابن هبيرة وأضعف جائزة الحسن فقال الشعبي لابن
سيرين سفسفنا له فسفسف لنا.
التوقيع:
رباه أسقنيْ الصبر
يَارَبْ ، خُذْ بِأيْدِينَا إليْك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
2016-04-26, 17:16 من طرف heba1977
» موقع اخبارى مميز
2016-04-12, 14:18 من طرف الخولى
» مكتبه الفنان عبده النزاوي
2016-03-19, 17:08 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف ياسر رشاد
2016-03-18, 17:51 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف - رشاد عبد العال - اسوان
2016-03-18, 17:48 من طرف حازم هارون
» يلم دراما الزمن الجميل الرائع - أنا بنت مين, فريد شوقي, ليلى فوزي , حسين رياض
2016-03-13, 10:39 من طرف نعناعه
» فيلم الحرمان فيروز نيللي
2016-03-13, 10:35 من طرف نعناعه
» المسلسل البدوي البريئة
2016-03-13, 10:33 من طرف نعناعه
» مسلسل وضحا وابن عجلان
2016-03-13, 10:32 من طرف نعناعه