إن إفشاء السلام هو مفتاح القلوب، فإذا أردت أن تُفتح لك قلوب العباد فسلم عليهم إذا لقيتهم وابتسم في وجوههم، وكن سباقًا لهذا الخير يزرع الله محبتك في قلوب الناس وييسر لك طريقًا إلى الجنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم".
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ثلاثٌ يُصْفِين لك وُدَّ أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه.
السلام تحية أهل الجنة:
ويكفي أن السلام هو تحية أهل الجنة الذين لا يختار الله تعالى لهم إلا ما هو أكمل وأحسن ، فقد قال الله عز وجل عن أهل الجنة: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} [الأحزاب:44]، وقال سبحانه وتعالى: {لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا * إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً} [الواقعة:26]، وقال: {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ} [إبراهيم:23].
السلام حق المسلم على أخيه:
إن إلقاء السلام ورده أحد الحقوق التي كفلها الشرع للمسلم على أخيه المسلم. أما إلقاء السلام ففيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه".
وأما رد السلام ففيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خمسٌ تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز".
السلام سبب للبركة:
إذا أردت أن يبارك الله لك في نفسك وأهل بيتك فسلم عليهم كلما دخلت بيتك؛ فإن ذلك من أعظم أسباب البركة. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عيله وسلم: "يا بُني إذا دخلت على أهلك فسلِّم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك".
فأين أكثر المسلمين من هذا الأدب؟!
إفشاء السلام سبب العلو ورفعة الدرجات:
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفشوا السلام كي تعلوا".
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه، فأفشوه بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم، فإن لم يردوا عليه ردَّ عليه مَن هو خيرٌ منهم وأطيب".
إن الذي يبدا الناس بالسلام هو أقرب وأحب إلى الله ، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أولى الناس بالله مَن بدأهم بالسلام".
من آداب السلام:
(1) أن يكون التسليم بصوت مسموع يسمعه اليقظان ولا ينزعج منه النائم، فعن المقداد رضي الله عنه قال: "كنا نرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه من اللبن، فيجيء من الليل فيسلم تسليمًا لا يوقظ نائمًا ويسمع اليقظان".
قال الإمام النووي رحمه الله: أقلُّه أن يرفع صوته بحيث يسمعه المُسَلَّمُ عليه، فإن لم يسمعه لم يكن آتيًا بالسنة.
(2) أن يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والصغير على الكبير، والقليل على الكثير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد، والقليل على الكثير". وفي لفظ: "يسلم الصغير على الكبير ..." الحديث.
(3) أن يعيد إلقاء السلام إذا فارق أخاه ولو يسيرًا لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه".
(4) أن يسلم على أهل بيته عند الدخول عليهم كما سبق.
(5) عدم الاكتفاء بالإشارة باليد أو الرأس، فإنه مخالف للسنة، إلا إذا كان المسلَّم عليه بعيدًا فإنه يسلم بلسانه ويشير بيده ولا يكتفي بالإشارة.
(6) السلام في بداية المجلس وعند مفارقته لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة".
(7) أن يسلم على الصبيان إذا لقيهم اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه دليل على التواضع والرحمة، كما إن فيه تربية الناشئة على تعاليم الإسلام وغير ذلك من الفوائد.
( البشاشة وطلاقة الوجه والمصافحة.
(9) الحرص على السلام بالألفاظ الواردة في السنة، وعدم الزيادة عليها أو النقصان، أو استبدالها بألفاظ أخرى (صباح الخير، أو يعطيكم العافية) والمحذور أن تكون هذه الألفاظ بديلة للسلام، أما إن سلَّم السلام الوارد في السنة ودعا بعد ذلك بما شاء فلا بأس.
(10) ألا يبدأ كافرا بالسلام فإن سلم عليه أحد من أهل الكتاب قال:وعليكم.
سلام الرجل على المرأة والعكس:
ذكر أهل العلم أن الرجل يسلم على المرأة الأجنبية ويرد عليها السلام، وكذا المرأة تسلم على الرجل وترد عليه السلام بشرط أمن الفتنة وعدم المصافحة وترك الخضوع بالقول، فإذا لم تؤمن الفتنة ترك إلقاء السلام ورده أيضا.
فيا أيها الحبيب هل بعد كل ما سبق بيانه من فضائل السلام نبخل به مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن أبخل الناس من بخل بالسلام؟ وهل نختص به من نعرف من الناس فقط مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن خير الإسلام أن يطعم المسلم الطعام ، وأن يقرأ السلام على من عرف ومن لم يعرف؟!.
نسأل الله الكريم أن يجعلنا ممن يفشون السلام وأن يدخلنا وإياكم الجنة بسلام، والحمد لله رب العالمين.
قال الله تعالى على لسان عيسى عليه السلام:﴿ والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًّا﴾[مريم:33].. وقال سبحانه في حق يحيى عليه السلام:﴿ وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيًا﴾[مريم:15].
ولسائل أن يسأل: لم جاء لفظ (السلام) معرَّفًا في الآية الأولى ، وجاء منكَّرًا في الآية الثانية ؟.. وما سر البيان في ذلك؟ وقبل الإجابة عن ذلك نقول، وبالله المستعان:
أولاً- لكل قوم من الأقوام تحيَّة ، يحيون بها بعضهم البعض.. فتحيَّة النصارى هي: وضع اليد على الفم ، وتحية اليهود هي: الإشارة بالأصابع ، وتحية المجوس هي:الانحناء. أما العرب فتحيتهم في جاهليتهم لملوكهم هي قولهم: أنعم ، أو: عم صباحًا ، ومساء ، وتحيتهم لبعضهم هي: حيَّاك الله. وقد يزيد بعضهم فيقول: حياك الله، وبيَّاك. أي: أطال الله حياتك ، وبوأك منزلاً حسنًا. ولما جاء الإسلام أبدلهم هذه التحية بالسلام ، وجعل لفظ التحية اسمًا له. وبذلك أخبر الله تعالى، فقال:﴿تحيتهم يوم يلقونه سلام﴾[الأحزاب:44].
ثانيًا- يذهب كثير من علماء النحو والتفسير إلى أن قولنا: السلام عليكم، وقولنا: سلام عليكم، سواء في المعنى.. وليس الأمر كذلك؛ لأن (سلام) بالتنكير أصل، و(السلام) بالتعريف فرع عليه. كما أن(سلامًا) بالفتح أصل لـ(سلامٌ) بالضم؛ وإنما عُدِل به من الفتح إلى الضم لفائدة شريفة، وإشارة لطيفة؛ وهي أن في الفتح معنى الدعاء فقط. وأن في الضم معنى الدعاء، والتحية. وهذا ما تحدثنا عنه في المقال السابق سر الابتداء بالنكرة وسر العدول بها من الفتح إلى الضم
ثالثًا- وأما(السلام) فإنما عدل به من التنكير إلى التعريف، لثلاث فوائد:
أولها: أن(السلام) يشعر بذكر الله تعالى؛ لأنه اسم من أسمائه جل ذكره. ولهذا أضاف سبحانه الجنة إليه تعظيمًا لشأنها؛ وذلك قوله تعالى:﴿لهم دار السلام عند ربهم﴾[الأنعام:127]. أي: لهم دار الله. وقيل: لهم دار السلامة.
والفائدة الثانية: أنه يشعر بطلب السلامة، والأمان منه جل وعلا؛ لأنك متى ذكرت اسمًا من أسماء الله تعالى ، تعرضت لطلب المعنى، الذي اشتق منه ذلك الاسم؛ نحو قولك: الرحمن، الرحيم، الملك،القدوس، السلام.
والفائدة الثالثة: أنه يشعر بعموم التحية، وأنها غير مقصورة على المتكلم وحده. فأنت ترى أن قولك: سلام عليك، ليس بمنزلة قولك: السلام عليك، في العموم.
وقد اجتمعت هذه الفوائد الثلاث في تسليم عيسى- عليه السلام- على نفسه في قوله تعالى:﴿والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًّا﴾[مريم:33]، ولم تكن واحد من هذه الفوائد الثلاث في تسليم الله تعالى على يحيى- عليه السلام- في قوله تعالى:﴿وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيًا﴾[مريم:15]؛ لاستغناء هذه المواطن الثلاثة عنها؛ وهي يوم الولادة، ويوم الموت، ويوم البعث؛ لأن المتكلم- هنا- هو الله جل جلاله، فلم يقصد تبركًا بذكر الاسم، الذي هو(السلام)، ولا طلبًا لمعنى السلامة- كما يطلبه العبد، ولا عمومًا في التحية منه؛ لأن سلامًا منه سبحانه كاف عن كل سلام، ومغن عن كل تحية، ومرب عن كل أمنية- كما قال الشيخ السهيلي، رحمه الله.
ولهذا لم يكن لذكر الألف واللام- ههنا- معنى؛ كما كان لهما- هنالك- لأن عيسى- عليه السلام- يحتاج كلامه إلى هذه الفوائد، وأوكدها كلها: العموم.. فلذلك كان لا بد في تحيته من تعريف السلام بأل الجنسية، التي تفيد الاستغراق، والعموم كما ذكرنا.
وعلى هذا يكون معنى تسليم عيسى- عليه السلام- على نفسه: السلام كله عليَّ خاصَّة. أي: جنس السلام. وإذا كان كذلك، فلم يبق لأعدائه غير اللعنة. فكأنه بهذا التعريف يعرِّض باللعنة على متهمي مريم- عليها السلام- وأعدائها من اليهود. ونظير ذلك قول موسى- عليه السلام-:﴿والسلام على من اتبع الهدى﴾[ طه:47 ]. أي: والعذاب على من كذَّب وتولَّى. فتأمل هذه اللطائف الدقيقة، والأسرار البديعة في البيان المعجز!!
ومن فوائد هذا الفصل- كما ذكر الشيخ السهيلي- إجماعهم في الرد على قولنا: السلام عليكم: وعليكم السلام، بالألف واللام؛ لأنها لو سقطت- ههنا- لصار الكلام خبرًا محضًا؛ كما في قولنا: عليكم دينٌ.. وإذا صار الكلام خبرًا محضًا، بطل معنى التحية، والدعاء؛ لأن المسلم يبدأ بالأهم، وهو ذكر السلام. فليس بمحيٍّ من قال: عليكم سلام؛ وإنما المسلم من قال: السلام عليكم، فيجاب بقول: وعليكم السلام؛ لأن موضوع السلام للأحياء، إنما هو للأنس، ورفع الوحشة، والإشعار بسلامة الصدور.
والدعاء لا بد فيه من ذكر المدعو، وهو السلام، بالألف واللام. فإن نكرته، فلم يعد اسمًا من أسمائه سبحانه، فعُرِّف بالألف واللام إشعارًا بالدعاء للمخاطب، وأنك رادٌّ عليه التحية، لا مخبرٌ. ومن هنا لم يكن بدٌّ من الألف واللام.. فاعرفه، والله المستعان.
وبعد..
فقد روي أن رجلاً قال لرسول الله : السلام عليك.
فقال: وعليكم السلام ورحمة الله.
وقال آخر: السلام عليك ورحمة الله.
فقال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وقال ثالث: السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
فقال: وعليك.
فقال الرجل: نقصْتني. فأين ما قاله الله:﴿وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها﴾؟
فقال : إنك لم تترك لنا فضلاً. فرددت عليك مثله.. فتأمل!!
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ثلاثٌ يُصْفِين لك وُدَّ أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه.
السلام تحية أهل الجنة:
ويكفي أن السلام هو تحية أهل الجنة الذين لا يختار الله تعالى لهم إلا ما هو أكمل وأحسن ، فقد قال الله عز وجل عن أهل الجنة: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} [الأحزاب:44]، وقال سبحانه وتعالى: {لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا * إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً} [الواقعة:26]، وقال: {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ} [إبراهيم:23].
السلام حق المسلم على أخيه:
إن إلقاء السلام ورده أحد الحقوق التي كفلها الشرع للمسلم على أخيه المسلم. أما إلقاء السلام ففيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه".
وأما رد السلام ففيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خمسٌ تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز".
السلام سبب للبركة:
إذا أردت أن يبارك الله لك في نفسك وأهل بيتك فسلم عليهم كلما دخلت بيتك؛ فإن ذلك من أعظم أسباب البركة. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عيله وسلم: "يا بُني إذا دخلت على أهلك فسلِّم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك".
فأين أكثر المسلمين من هذا الأدب؟!
إفشاء السلام سبب العلو ورفعة الدرجات:
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفشوا السلام كي تعلوا".
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه، فأفشوه بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم، فإن لم يردوا عليه ردَّ عليه مَن هو خيرٌ منهم وأطيب".
إن الذي يبدا الناس بالسلام هو أقرب وأحب إلى الله ، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أولى الناس بالله مَن بدأهم بالسلام".
من آداب السلام:
(1) أن يكون التسليم بصوت مسموع يسمعه اليقظان ولا ينزعج منه النائم، فعن المقداد رضي الله عنه قال: "كنا نرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه من اللبن، فيجيء من الليل فيسلم تسليمًا لا يوقظ نائمًا ويسمع اليقظان".
قال الإمام النووي رحمه الله: أقلُّه أن يرفع صوته بحيث يسمعه المُسَلَّمُ عليه، فإن لم يسمعه لم يكن آتيًا بالسنة.
(2) أن يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والصغير على الكبير، والقليل على الكثير؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد، والقليل على الكثير". وفي لفظ: "يسلم الصغير على الكبير ..." الحديث.
(3) أن يعيد إلقاء السلام إذا فارق أخاه ولو يسيرًا لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه".
(4) أن يسلم على أهل بيته عند الدخول عليهم كما سبق.
(5) عدم الاكتفاء بالإشارة باليد أو الرأس، فإنه مخالف للسنة، إلا إذا كان المسلَّم عليه بعيدًا فإنه يسلم بلسانه ويشير بيده ولا يكتفي بالإشارة.
(6) السلام في بداية المجلس وعند مفارقته لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة".
(7) أن يسلم على الصبيان إذا لقيهم اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه دليل على التواضع والرحمة، كما إن فيه تربية الناشئة على تعاليم الإسلام وغير ذلك من الفوائد.
( البشاشة وطلاقة الوجه والمصافحة.
(9) الحرص على السلام بالألفاظ الواردة في السنة، وعدم الزيادة عليها أو النقصان، أو استبدالها بألفاظ أخرى (صباح الخير، أو يعطيكم العافية) والمحذور أن تكون هذه الألفاظ بديلة للسلام، أما إن سلَّم السلام الوارد في السنة ودعا بعد ذلك بما شاء فلا بأس.
(10) ألا يبدأ كافرا بالسلام فإن سلم عليه أحد من أهل الكتاب قال:وعليكم.
سلام الرجل على المرأة والعكس:
ذكر أهل العلم أن الرجل يسلم على المرأة الأجنبية ويرد عليها السلام، وكذا المرأة تسلم على الرجل وترد عليه السلام بشرط أمن الفتنة وعدم المصافحة وترك الخضوع بالقول، فإذا لم تؤمن الفتنة ترك إلقاء السلام ورده أيضا.
فيا أيها الحبيب هل بعد كل ما سبق بيانه من فضائل السلام نبخل به مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن أبخل الناس من بخل بالسلام؟ وهل نختص به من نعرف من الناس فقط مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن خير الإسلام أن يطعم المسلم الطعام ، وأن يقرأ السلام على من عرف ومن لم يعرف؟!.
نسأل الله الكريم أن يجعلنا ممن يفشون السلام وأن يدخلنا وإياكم الجنة بسلام، والحمد لله رب العالمين.
قال الله تعالى على لسان عيسى عليه السلام:﴿ والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًّا﴾[مريم:33].. وقال سبحانه في حق يحيى عليه السلام:﴿ وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيًا﴾[مريم:15].
ولسائل أن يسأل: لم جاء لفظ (السلام) معرَّفًا في الآية الأولى ، وجاء منكَّرًا في الآية الثانية ؟.. وما سر البيان في ذلك؟ وقبل الإجابة عن ذلك نقول، وبالله المستعان:
أولاً- لكل قوم من الأقوام تحيَّة ، يحيون بها بعضهم البعض.. فتحيَّة النصارى هي: وضع اليد على الفم ، وتحية اليهود هي: الإشارة بالأصابع ، وتحية المجوس هي:الانحناء. أما العرب فتحيتهم في جاهليتهم لملوكهم هي قولهم: أنعم ، أو: عم صباحًا ، ومساء ، وتحيتهم لبعضهم هي: حيَّاك الله. وقد يزيد بعضهم فيقول: حياك الله، وبيَّاك. أي: أطال الله حياتك ، وبوأك منزلاً حسنًا. ولما جاء الإسلام أبدلهم هذه التحية بالسلام ، وجعل لفظ التحية اسمًا له. وبذلك أخبر الله تعالى، فقال:﴿تحيتهم يوم يلقونه سلام﴾[الأحزاب:44].
ثانيًا- يذهب كثير من علماء النحو والتفسير إلى أن قولنا: السلام عليكم، وقولنا: سلام عليكم، سواء في المعنى.. وليس الأمر كذلك؛ لأن (سلام) بالتنكير أصل، و(السلام) بالتعريف فرع عليه. كما أن(سلامًا) بالفتح أصل لـ(سلامٌ) بالضم؛ وإنما عُدِل به من الفتح إلى الضم لفائدة شريفة، وإشارة لطيفة؛ وهي أن في الفتح معنى الدعاء فقط. وأن في الضم معنى الدعاء، والتحية. وهذا ما تحدثنا عنه في المقال السابق سر الابتداء بالنكرة وسر العدول بها من الفتح إلى الضم
ثالثًا- وأما(السلام) فإنما عدل به من التنكير إلى التعريف، لثلاث فوائد:
أولها: أن(السلام) يشعر بذكر الله تعالى؛ لأنه اسم من أسمائه جل ذكره. ولهذا أضاف سبحانه الجنة إليه تعظيمًا لشأنها؛ وذلك قوله تعالى:﴿لهم دار السلام عند ربهم﴾[الأنعام:127]. أي: لهم دار الله. وقيل: لهم دار السلامة.
والفائدة الثانية: أنه يشعر بطلب السلامة، والأمان منه جل وعلا؛ لأنك متى ذكرت اسمًا من أسماء الله تعالى ، تعرضت لطلب المعنى، الذي اشتق منه ذلك الاسم؛ نحو قولك: الرحمن، الرحيم، الملك،القدوس، السلام.
والفائدة الثالثة: أنه يشعر بعموم التحية، وأنها غير مقصورة على المتكلم وحده. فأنت ترى أن قولك: سلام عليك، ليس بمنزلة قولك: السلام عليك، في العموم.
وقد اجتمعت هذه الفوائد الثلاث في تسليم عيسى- عليه السلام- على نفسه في قوله تعالى:﴿والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًّا﴾[مريم:33]، ولم تكن واحد من هذه الفوائد الثلاث في تسليم الله تعالى على يحيى- عليه السلام- في قوله تعالى:﴿وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيًا﴾[مريم:15]؛ لاستغناء هذه المواطن الثلاثة عنها؛ وهي يوم الولادة، ويوم الموت، ويوم البعث؛ لأن المتكلم- هنا- هو الله جل جلاله، فلم يقصد تبركًا بذكر الاسم، الذي هو(السلام)، ولا طلبًا لمعنى السلامة- كما يطلبه العبد، ولا عمومًا في التحية منه؛ لأن سلامًا منه سبحانه كاف عن كل سلام، ومغن عن كل تحية، ومرب عن كل أمنية- كما قال الشيخ السهيلي، رحمه الله.
ولهذا لم يكن لذكر الألف واللام- ههنا- معنى؛ كما كان لهما- هنالك- لأن عيسى- عليه السلام- يحتاج كلامه إلى هذه الفوائد، وأوكدها كلها: العموم.. فلذلك كان لا بد في تحيته من تعريف السلام بأل الجنسية، التي تفيد الاستغراق، والعموم كما ذكرنا.
وعلى هذا يكون معنى تسليم عيسى- عليه السلام- على نفسه: السلام كله عليَّ خاصَّة. أي: جنس السلام. وإذا كان كذلك، فلم يبق لأعدائه غير اللعنة. فكأنه بهذا التعريف يعرِّض باللعنة على متهمي مريم- عليها السلام- وأعدائها من اليهود. ونظير ذلك قول موسى- عليه السلام-:﴿والسلام على من اتبع الهدى﴾[ طه:47 ]. أي: والعذاب على من كذَّب وتولَّى. فتأمل هذه اللطائف الدقيقة، والأسرار البديعة في البيان المعجز!!
ومن فوائد هذا الفصل- كما ذكر الشيخ السهيلي- إجماعهم في الرد على قولنا: السلام عليكم: وعليكم السلام، بالألف واللام؛ لأنها لو سقطت- ههنا- لصار الكلام خبرًا محضًا؛ كما في قولنا: عليكم دينٌ.. وإذا صار الكلام خبرًا محضًا، بطل معنى التحية، والدعاء؛ لأن المسلم يبدأ بالأهم، وهو ذكر السلام. فليس بمحيٍّ من قال: عليكم سلام؛ وإنما المسلم من قال: السلام عليكم، فيجاب بقول: وعليكم السلام؛ لأن موضوع السلام للأحياء، إنما هو للأنس، ورفع الوحشة، والإشعار بسلامة الصدور.
والدعاء لا بد فيه من ذكر المدعو، وهو السلام، بالألف واللام. فإن نكرته، فلم يعد اسمًا من أسمائه سبحانه، فعُرِّف بالألف واللام إشعارًا بالدعاء للمخاطب، وأنك رادٌّ عليه التحية، لا مخبرٌ. ومن هنا لم يكن بدٌّ من الألف واللام.. فاعرفه، والله المستعان.
وبعد..
فقد روي أن رجلاً قال لرسول الله : السلام عليك.
فقال: وعليكم السلام ورحمة الله.
وقال آخر: السلام عليك ورحمة الله.
فقال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وقال ثالث: السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
فقال: وعليك.
فقال الرجل: نقصْتني. فأين ما قاله الله:﴿وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها﴾؟
فقال : إنك لم تترك لنا فضلاً. فرددت عليك مثله.. فتأمل!!
2016-04-26, 17:16 من طرف heba1977
» موقع اخبارى مميز
2016-04-12, 14:18 من طرف الخولى
» مكتبه الفنان عبده النزاوي
2016-03-19, 17:08 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف ياسر رشاد
2016-03-18, 17:51 من طرف حازم هارون
» مكتبه مطرب الكف - رشاد عبد العال - اسوان
2016-03-18, 17:48 من طرف حازم هارون
» يلم دراما الزمن الجميل الرائع - أنا بنت مين, فريد شوقي, ليلى فوزي , حسين رياض
2016-03-13, 10:39 من طرف نعناعه
» فيلم الحرمان فيروز نيللي
2016-03-13, 10:35 من طرف نعناعه
» المسلسل البدوي البريئة
2016-03-13, 10:33 من طرف نعناعه
» مسلسل وضحا وابن عجلان
2016-03-13, 10:32 من طرف نعناعه