المنتدى الرسمى لصوت الرملة بنها

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخى الزائر... ... أختى الزائرة
أهلاً بك عضوًا جديدًا ... وضيفًا كريمًا
معرفتك تسرنا... وتواصلنا معك يسعدنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المنتدى الرسمى لصوت الرملة بنها

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخى الزائر... ... أختى الزائرة
أهلاً بك عضوًا جديدًا ... وضيفًا كريمًا
معرفتك تسرنا... وتواصلنا معك يسعدنا

المنتدى الرسمى لصوت الرملة بنها

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المنتدى الرسمى لصوت الرملة بنها

منتدى صوت الرملة بنها قليوبية forum soutelramla

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي اللَّه عنْهُما أَنَّ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كَان يقُولُ عِنْد الكرْبِ : « لا إِلَه إِلاَّ اللَّه العظِيمُ الحلِيمُ ، لا إِله إِلاَّ اللَّه رَبُّ العَرْشِ العظِيمِ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّه رَبُّ السمَواتِ ، وربُّ الأَرْض ، ورَبُّ العرشِ الكريمِ » متفقٌ عليه .
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً .رواه ابن ماجه .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له ..صحيح الترمذي
موقع اخبارى مميز لطلاب قسم الاعلام ببنها ادخل ومش هاتندم
http://www.elgaras.com

اقسام المنتدى

المواضيع الأخيرة

» صوت الرملة يقدم من سلسلة كتب صوتيات اللغة الفرنسية كتاب Phonétique - 350 exercices (Livre + Audio) هدية من الاستاذ عمرو دسوقى
عبد الرحمن الغافقي - متابعة لخطبة الجمعة  Empty2016-04-26, 17:16 من طرف heba1977

» موقع اخبارى مميز
عبد الرحمن الغافقي - متابعة لخطبة الجمعة  Empty2016-04-12, 14:18 من طرف الخولى

»  مكتبه الفنان عبده النزاوي
عبد الرحمن الغافقي - متابعة لخطبة الجمعة  Empty2016-03-19, 17:08 من طرف حازم هارون

»  مكتبه مطرب الكف ياسر رشاد
عبد الرحمن الغافقي - متابعة لخطبة الجمعة  Empty2016-03-18, 17:51 من طرف حازم هارون

»  مكتبه مطرب الكف - رشاد عبد العال - اسوان
عبد الرحمن الغافقي - متابعة لخطبة الجمعة  Empty2016-03-18, 17:48 من طرف حازم هارون

» يلم دراما الزمن الجميل الرائع - أنا بنت مين, فريد شوقي, ليلى فوزي , حسين رياض
عبد الرحمن الغافقي - متابعة لخطبة الجمعة  Empty2016-03-13, 10:39 من طرف نعناعه

» فيلم الحرمان فيروز نيللي
عبد الرحمن الغافقي - متابعة لخطبة الجمعة  Empty2016-03-13, 10:35 من طرف نعناعه

» المسلسل البدوي البريئة
عبد الرحمن الغافقي - متابعة لخطبة الجمعة  Empty2016-03-13, 10:33 من طرف نعناعه

» مسلسل وضحا وابن عجلان
عبد الرحمن الغافقي - متابعة لخطبة الجمعة  Empty2016-03-13, 10:32 من طرف نعناعه

اقسا م المنتدى

select language

أختر لغة المنتدى من هنا

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 17 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 17 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 315 بتاريخ 2012-06-09, 21:38

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 11145 مساهمة في هذا المنتدى في 7231 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 11888 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو المصري فمرحباً به.

تصويت


    عبد الرحمن الغافقي - متابعة لخطبة الجمعة

    sla7
    sla7
    مدير الادارة
    مدير الادارة


    عدد المساهمات : 2887
    نقاط : -2147483186
    السٌّمعَة : 65
    تاريخ التسجيل : 10/11/2010
    الموقع : http://www.tvquran.com/

    عبد الرحمن الغافقي - متابعة لخطبة الجمعة  Empty عبد الرحمن الغافقي - متابعة لخطبة الجمعة

    مُساهمة من طرف sla7 2011-07-08, 13:18

    عبد الرحمن الغافقي قائد إسلامي شارك في فتح الأندلس في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك
    وتولى إمارتها بعد تعيين 4 ولاة للأندلس لم يستطيعوا أن يثبتوا أنفسهم
    فيها، قام عبد الرحمن بإخماد الثورات القائمة في الأندلس بين العرب والبربر
    وعمل على تحسين وضع البلاد الأمني والثقافي. استشهد في معركة بلاط الشهداء (732 م الموافق 114 هـ) قرب مدينة تورز الفرنسية وذلك بعد أن توغل في جيشه داخل أراضي الفرنجة حتى وصل إلى ما يعرف اليوم بشمال إيطاليا.

    البداية


    بعد تولي عمر بن عبد العزيز الخلافة ..آثر أن يسير بسير جده عمر بن الخطاب في تعيين الولاة ..و كان في طليعة من استعمله " السمح بن مالك الخولاني " فلقد أسند إليه ولاية الأندلس وما جاورها من المدن المفتوحة من بلاد فرنسا
    ألقى الأمير الجديد رحاله في بلاد الأندلس ، وانطلق يبحث عن أعوان
    الصدق والخير ؛ فقال لمن حوله : أَبَقِيَ في هذه الديار أحد من التابعين ؟
    فقالوا : نعم أيها الأمير , إنه ما يزال فينا التابعي الجليل عبد الرحمن بن
    عبد الله الغافقي . . ثم ذكروا له من علمه بكتاب الله ، وفَهمِِهِ لحديث
    رسول الله ، وبلائه في ميادين الجهاد ، وتشوقه إلى الاستشهاد ، وزهده
    بعَرَضِ الدنيا الشيء الكثير .. ثم قالوا له : إنه لقي الصحابي الجليل عبد
    الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن أبيه ، وأنه أخذ عنه ما شاء الله
    أن يأخذ .. وتأسّى به أعظم التأسي . ذاك هو عبد الرحمن الغافقي..القائد
    المسلم الفذ العبقري الذي وصل الى ضواحي باريس و كاد أن يفتحها ليشرق نور الإيمان فيها ..

    فتوحاته

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    صورة تخيلة للمعركة



    تولى هذا القائد المجاهد الولاية بعد استشهاد السمح بن مالك فعزم على الجهاد وفتح أوروبا كلها وصولا الى القسطنطينية وجعل البحر الأبيض المتوسط
    بحيرة اسلامية خالصة، فجهز جيشاً من محبي الجهاد وعشاق الشهادة، وبلغ
    تعداد الجيش سبعون ألفاً وفي روايات أخرى يصل الى المائة ألف. خرج بهم من
    شمال الأندلس الي مدينة آرل [ Arles: مدينة في جنوب فرنسا على نهر الرون شمالي مرسيليا] الواقعة على ضفاف نهر " الرُّون " ففتحها وأدب أهلها الذين نقضوا العهد مع المسلمين، ثم اتجه شمالاً الى بوردو ففتحها وفتح الله عليهم منها غنائم فاقت الحد والتصور. وكان فتح المدينة تمهيداً لفتح مدن أخرى أهمُّها " ليون " و" بيزانسون " و" سنس SENS ".
    اهتزت أوروبا لهذا الفتح الرهيب و سقوط جنوب فرنسا في يد المسلمين في أشهر قلائل فنادت بالتجهز للقاء المسلمين. وكان قائد الفرنجة شارل مارتل. اتجه الجيش الفاتح بعد ذلك شمالاً إلى مدينة تور (TOURS ) وسرعان ما فتحها أمام أعين شارل مارتل الذي ما لبث أن انسحب جنوبا الى پواتييه
    ليلاقي المسلمين في غاباتها الكثيفة. ووصل جيش المسلمين المتعب ليجد جيشاً
    مهولا فاقهم عدداً وعدة إذ أنه أمل أوروبا الأخير لوقف زحف المسلمين.

    المصادر



    • [1]
    • ويكيبديا




    • History of Abdul Salam Al Termanini (in Arabic)
    • The New Century Book of Facts, King-Richardson Company, Springfield, Massachusetts, 1911
    • A list of historical rulers in what is now Spain (in Spanish)
    • "Early Andalusian Politics", by Richard Greydanus
    • Edward Gibbon, The Decline and Fall of the Roman Empire, (New York, 1974), 6:16.
    • Watson, William E., "The Battle of Tours-Poitiers Revisited", Providence: Studies in Western Civilization, 2 (1993)
    • Poke,The Battle of Tours, from the book Fifteen Decisive
      Battles of the World From Marathon to Waterloo by Sir Edward Creasy, MA
    • Richard Hooker, "Civil War and the Umayyads"
    • Arabs, Franks, and the Battle of Tours, 732: Three Accounts from the Internet Medieval Sourcebook
    • Tours,Poiters, from "Leaders and Battles Database" online.
    • Robert W. Martin, "The Battle of Tours is still felt today", from about.com
    • Santosuosso, Anthony, Barbarians, Marauders, and Infidels ISBN 0-8133-9153-9
    • Medieval Sourcebook: Arabs, Franks, and the Battle of Tours, 732 at [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    • Bennett, Bradsbury, Devries, Dickie and Jestice, Fighting Tehniques of the Medieval World
    • Reagan, Geoffry, The Guinness Book of Decisive Battles , Canopy Books, NY (1992) ISBN 1-55859-431-0
    • Early Andalusian Politics, Richard Greydanus
    • History of Abdul Salam Al Termanini (Arabic)
    • The New Century Book of Facts, King-Richardson Company, Springfield, 1911
    sla7
    sla7
    مدير الادارة
    مدير الادارة


    عدد المساهمات : 2887
    نقاط : -2147483186
    السٌّمعَة : 65
    تاريخ التسجيل : 10/11/2010
    الموقع : http://www.tvquran.com/

    عبد الرحمن الغافقي - متابعة لخطبة الجمعة  Empty رد: عبد الرحمن الغافقي - متابعة لخطبة الجمعة

    مُساهمة من طرف sla7 2011-07-08, 13:26

    عبد الرحمن الغافقي(أمير الأندلس)

    ما كاد أمير المؤمنين ، وخامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز ينفض
    يديه من تراب سلفه سليمان بن عبد الملك ، حتى بـادر يعيد النظر في أمراء
    الأمصار ، ويعزِل ويولِّي .
    وكان في طليعة من استعمله " السمح بن مالك الخولاني " ..
    فلقد أسند إليه ولاية الأندلس وما جاورها من المدن المفتوحة من بلاد فرنسا .

    * * *

    ألقى الأمير الجديد رحاله في بلاد الأندلس ، وانطلق يبحث عن أعوان الصدق والخير ؛ فقال لمن حوله :
    أَبَقِيَ في هذه الديار أحد من التابعين ؟
    فقالوا : نعم أيها الأمير .
    إنه ما يزال فينا التابعي الجليل عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي . .
    ثم ذكروا له من علمه بكتاب الله ، وفَهمِِهِ لحديث رسول الله ، وبلائه في
    ميادين الجهاد ، وتشوقه إلى الاستشهاد ، وزهده بعَرَضِ الدنيا الشيء الكثير
    ..
    ثم قالوا له :
    إنه لقي الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن أبيه ، وأنه أخذ عنه ما شاء الله أن يأخذ ..
    وتأسّى به أعظم التأسي .

    * * *

    دعا السمح بن مالك الخولاني عبد الرحمن الغافقي إلى لقائه ، فلما جاءه رحب به أكرم الترحيب وأدنى مجلسه منه ، ثم قعد ساعة من نهار يسأله عن كل ما عنَّ له ...
    ويستشيره في كثير مما أشكل عليه ...
    فإذا هو فوق ما اُخبِرَ عنه ، وأعظم مما ذُكر له ، فعرض عليه أن يوليه عملاً من كبير أعماله في الأندلس .
    فقال له : أيها الأمير ، إنما أنا رجل من عامة الناس ...
    ولقد وفدت إلى هذه الديار لأقف على ثغر من ثُغُور المسلمين ...
    ونذرت نفسي لمرضاة الله عز وجل ...
    وحملت سيفي لإعلاء كلمته في الأرض ...
    وستجدني – إن شاء الله تعالى – ألزم لك من ظِلِّكَ ما لزمت الحق ...
    وأطوع لك من بَنَانِكَ ما أطعت الله ورسوله ...
    من غير ولاية ولا إمارة .

    * * *

    لم يمض غير قليل حتى عزم السمح بن مالك الخولاني على غزو فرنسا كُلها ، وضمها إلى عِقدِ دولة الإسلام العظمى .
    وأن يتخذ من ديارها الرحبة طريقاً إلى دول البلقان ...
    وأن يُفضي من دول البلقان إلى القسطنطينية ، تحقيقاً لبشارة الرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام .
    وكانت الخطـوة الأولى لتحقيق هذا الهدف الكبيـر ، إنما تتوقف علـى احتلال مدينـة ( أربُونَةَ ) .
    ذلك أن ( أربونة ) كانت من أكبر المدن الفرنسية التي تُجاور بلاد الأندلس .
    وكان المسلمون كلما انحدروا من جبال ( البِرِنيهِ ) ، وجدوها تنتصب أمامهم كما ينتصب المارد الجبار .
    وهي فوق ذلك مِفتاح فرنسا الكبرى ...
    ومطمح الطامحين إليها ...

    * * *

    حاصر السمح بن مالك الخولاني مدينة ( أربونة ) ، ثم عرض على أهلها الإسلام أو الجزية ... فعز عليهم ذلك وأبوه .
    فهبَّ يهاجمهم الهجمة تلو الأخرى ، ويقذفهم بالمنجنيقات حتى سقطت المدينة
    العريقة الحصينة في أيدي المسلمين بعد أربعة أسابيع من الجهاد البطولي الذي
    لم تشهد أوروبا نظيراً له من قبل .
    ثم بادر القائد المظفر المنتصر ، فتوجه بجيشه الجرَّار إلى مدينة ( تُولُوز ) عاصمة مقاطعة ( أوكتانيَةَ ) .
    فنصب حولها المنجنيقات من كل جهة .
    وقذفها بآلة الحرب التي لم تعرف لها أوروبا نظيراً من قبل .
    حتى أوشكت المدينة المنيعة الحصينة أن تخر بين يديه .
    عند ذلك وقع ما لم يكن في حُسبَان أحد .
    فلنترك الحديث للمستشرق الفرنسي ( رينو ) ليسوق لنا خبر تلك المعركة .
    قال ( رينو ) :-
    "لما أصبح النصر قاب قوسين من المسلمين أو أدنى ، هبَّ ( دوق أوكتانية ) يستنفر لحربهم البلاد والعباد .
    وأرسل رسله فطافوا أوروبا من أقصاها إلى أقصاها .
    وأنذروا مُلُوكها وأمراءها باحتلال ديارهم ، وسَبيْ نسائهم وَوِلدانهم .
    فلم يبق شعب في أوروبا إلا أسهم معه بأشد مقاتليه بأساً ، وأكثرهم عدداً ...
    وقد بلغ من وفرة الجيش ، وعنف حركته ، وثقل وطأته ، ما لم تعرف له الدنيا
    نظيراً له من قبل . . . حتى أن الغبار المتطاير تحت أقدامه قد حجب عن منطقة
    ( الرُّون [RHONE:نهر في سويسرا وفرنسا 812 كم من أغزر
    أنهار فرنسا ، يروي جينيف ، وليون LYON ، وفالنس ، وفاينيون ، وآرل ARLES
    ويصب في المتوسط غرب مرسيليا
    ]) عين الشمس .
    ولما تدانى الجمعان خُيل للناس أن الجبال تلاقي الجبال ، ثم دارت بين الفريقين رحى معركة ضروس لم يعرف التاريخ لها مثيلاً من قبل .
    وكان السمح أو ( ذاما ) كما كنا نسميه ، يَظهر أمام جنودنا في كل مكان .
    ويتواثب أمام عسكره في كل اتجاه .
    وفيما هو كذلك أصابته رميةٌ من سهم ، فخر صريعاً عن جواده .
    فلما رآه المسلمون مجندلاً فوق الثرى ، فتَّ الموقف في عضدهم ...
    وبدأت صفوفهم تتداعى ...
    وأصبح في وسع جيشنا الجرار أن يبيدهم عن بكرة أبيهم ...
    لولا أن تتدراكتهم العناية الربانية بقائد عبقري عرفته أوروبا فيما بعد ، هو عبد الرحمن الغافقي .
    فتولَّى أمر انسحابهم بأقل قدر من الخسائر ، وعاد بهم إلى أسبانيا .
    لكنه عقد العزم على أن يعيد الكرَّة علينا من جديد ..."

    * * *


    وبعدُ ...
    فهل رأيت الغيوم كيف تنقشع عن البدر في الليلة الظلماء .
    فيستضيء بنوره التائهون ...
    ويهتدي بسناه الحيارى ؟ .
    هكـذا انقشعت معركة ( تُولُوزَ ) عن بطل الإسلام الفـذ عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي ...
    وهل أبصرت العِطَاش المُوفِين على الهلاك في جوف الصحراء كيف يلوح لهم الماء .
    فَيَمُدُون أيبديهم إليه .. ليغترفوا منه غرفة تَرُدُ إليهم الحياة ؟ .
    هكذا مد جند المسلمين أيديهم إلى القائد العظيم ينشدون عنده النجاة ... ويبايعونه على السمع والطاعة ...
    ولا غرو فقد كانت معركة ( تولوز ) أول جرح غائر أُصيب به المسلمون منذ وطئت أقدامهم أوروبا .
    وكان عبد الرحمن الغافقي بَلْسَم هذا الجرح ...
    واليد الحانية التي أحاطته بالعناية والرعاية ...
    والقلب الكبير الذي أفاض عليه الحنان ...

    * * *

    أَرْمَضَت أنباء النكسة الكبرى التي مُنِيَ بها المسلمون في فرنسا فؤاد الخليفة في دمشق .
    وأجَّج مصـرع البطل الكميِّ السمح بن مالك الخولاني في صدرها نارَ الحمية للأخذ بالثأر .
    فأصدرَت أوامرها بإقرار الجند على مبايعتهم لعبد الرحمن الغافقي ..
    وعهدَت إليه بإمارة الأندلس من أقصاها إلى أقصاها ..
    وضمَّت إليه ما جاورها من الأراضي الفرنسية المفتوحة .
    وأطلقت يده في العمل كيفما يشاء .
    لا غرو فقد كان الغافقي حازماً صارماً ، تقياً نقياً .. حكيماً مقداماً ...

    ***

    بادر عبد الرحمن الغافقي منذ أسندت إليه إمارة الأندلس ، يعمل على استعادة ثقة الجند بأنفسهم ...
    واسترداد شعورهم بالعزة ، والقوة والغَلَبِ .
    وتحقيق الهدف الكبير الذي طمح إليه قادة المسلمين في الأندلس .
    ابتداء من موسى بن نصير [فاتح المغرب الأقصى والأندلس] ..
    وانتهاءً بالسمح بن مالك الخولاني .
    فلقد انعقدت همم هؤلاء الأبطال على الانطلاق من فرنسا إلى إيطاليا و ألمانيا .
    والإفضاء منهما إلى القسطنطينية .
    وجعل البحر الأبيض المتوسط بحيرة إسلامية ، وتسميته ببحر الشام ..
    بدلاً من بحر الروم ...

    * * *


    لكنَّ عبد الرحمن الغافقي كان يوقن بأنَّ الإعداد للمعارك الكبرى إنما يبدأ بإصلاح النفوس .. وتزكيتها ....
    ويعتقد أنه ما من أمةٍ تستطيع أن تحقق غاياتِها في النصر إذا كانت حُصُونُها مصدَّعة .. مهددة من الداخل ...
    لذلك هبَّ يطوف بلاد الأندلس بلداً إثر بلد ، ويأمر المنادين أن ينادوا في الناس :-
    من كانت له مظلمةٌ عند والٍ من الولاة .. أو قاضٍ من القضاة .. أو أحد من الناس فليرفعها إلى الأمير .
    وأنَّه لا فرق في ذلك بين المسلمين وغيرِهم من المعاهدين .
    ثمَّ طفق ينظر في المظالم مظلمةً مظلمةًَ .
    فيقتص للضعيف من القويّ .... ويأخذ للمظلوم من الظالم .
    ثم يجعل يحقق في أمر الكنائس المُغتَصَبَة ، والمستحدثة .
    فَيَرُدُ ما قضت به العهود إلى أصحابه ...
    ويَهدم ما بُنِيَ منها بالرِّشوة ...
    ثم نظر في أمر عماله واحداً واحداً ....
    فعَزَلَ من ثبتت لديه خيانتُهُ وانحرافُُهُ ...
    وولّى مكانه من استوثق من حِكْمَتِهِ ، وحنكته وصلاحه .
    وكان كلما أمَّ بلداً من البلدان دعا الناس إلى صلاة جامعة ، ثُم وقف فيهم خطيباً ، وانطلق يَحُضُّهم على الجهاد ...
    ويُرَغِبهم في الاستشهاد ...
    ويُمنيهم برضوان الله ، والفوز بثوابه .
    وقد قرن عبد الرحمن القول بالفعل ، ودعَّم الآمال بالأعمال .
    فطفق منذ اللحظة الأولى لولايته ، يعد العتاد ، ويستكمل السلاح .
    ويُرمِّم المعاقل ، ويبني الحصون .
    ويشيد الجسور ، ويُقيم القناطر ...
    وكان من أعظم ما بناه قنطره ( قرطبة ) عاصمة الأندلس .
    وقد شادها على نهر ( قرطبة ) العظيم ، ليعبر عليها الناس والجند ...
    وتَقي البلاد ، وتصون العباد من شر الفيضان .
    وتُعَدُّ هذه القنطرة من أعاجيب الدنيا .
    فقد بلغ طولها ثمانِمِائة باع ...
    وارتفاعها ستين باعاً ....
    وعرضها عشرين ...
    وبلغ عدد حناياها [أقواسها]ثماني عشرة حنيَّة ...
    وعدد أبراجها تسعة عشر بُرجاً ...
    وهي ما تزال قائمة تنعم بها إسبانيا حتى يومنا هذا ...


    * * *


    وقد دأب عبد الرحمن الغافقي على الاجتماع بقادة الجند ووجوه القوم في كل بلد يَحُلُّه .
    وكان يُنصت بجوارحه إلى كل ما يقولون ...
    ويُدون جميع ما يقترحون ...
    ويتملَّى من سائر ما ينصحون .
    وقد أخذ نفسه في هذه المجالس بأن يسمع كثيراً ، وأن يتكلم قليلاً .
    وكما كان يلتقي الغافقي بأعيان المسلمين ...
    فقد كان يجتمع مع كبار أهل الذمة من المعاهدين .
    وكثيراً ما كان يُسائلهم عما خفِيَ عليه من أمور بلادهم ، وما يشغل باله من أحوال ملوكهم وقَوَّادِهِم ..

    * * *


    وفي ذات مرة استدعى أحد كبار المعاهدين من أبناء فرنسا ، وأدار معه حديثاً متشعباً ثم قال له :-
    ما بال ملككم الأكبر "شارل" لا يتصدى لِحربنا ...
    ولا ينصر ملوك المقاطعات علينا ؟!.
    فقال : أيها الأمير ...
    إنكم وفيتم لنا بما عاهدتمونا عليه ، فمن حقكم علينا أن نصدقُكُم القول فيما تسألوننا عنه ...
    إن قائدكم الكبير موسى بن نصير قد أحكم قبضته على إسبانيا كلها ، ثم
    طَمَحَت همّته لأن يجتاز جبال ( البِرنِيه ) التي تفصل بين ديار الأندلس
    وبلادنا الجميلة .
    فَجَفَلَ ملوك المقاطعات وقسسها إلى ملكنا الأعظم ، وقالوا له :
    ما هذا الخزي الذي لصق بنا وبحفدتنا أبد الدهر أيُّها الملك ؟!.
    فلقد كنا نسمع بالمسلمين سماعاً ...
    ونخاف وثبتهم علينا من جهة مشرق الشمس ، وها هم أُولاء قد جاءُونا الآن من مغربها ...
    فاستولوا على إسبانيا كلِّها ، وامتلكوا ما فيها من العُدَّة والعتاد ، واعتلوا قمم الجبال التي تفصل بيننا وبينهم .
    مع أن عددهم قليل ...
    وسلاحهم هزيل ...
    وأكثرهم لا يمتلك دِرعاً تقيه ضربات السيوف ، أو جواداً يمتطيه إلى ساحات القتال .
    فقال لهم الملك :
    لقد فكرت فيما عنَّ على بالكم كثيراً ...
    وأمعنت النظر فيه طويلاً .
    فرأيت ألا نتعرض لهؤلاء القوم في وثبتهم هذه ، فإنهم الآن كالسيل الجارف
    يقتلع كل ما يعترض طريقه ، ويحتمله معه ، ويُلقى به حيث يشاء .
    ووجدت أنهم قوم لهم عقيدة ونية ، تُغنيان عن كثرة العدد ، ووفرة العُدَدِ ...
    ولهم إيمان ، وصدق ، يقومان مقام الدروع ، والخيول ...
    ولكن أمهلوهم حتى تمتلي أيديهم من الغنائم ..
    ويتخذوا لأنفسهم الدُّور والقصور ...
    ويستكثروا من الإماء والخدم ...
    ويتنافسوا فيما بينهم على الرئاسة ...
    فعند ذلك تتمكنون منهم بأيسر السبل ، وأقل الجهد .

    فأطرق عبد الرحمن إطراقة حزينة ، وتنهَّد تنهَّداً عميقاً ، وفضَّ المجلس وقال :
    حي على الصلاة ، فقد اقترب وقتها .

    * * *


    لبث عبد الرحمن الغافقي عامين كاملين يُعِدُ العُدةَ للغزو الكبير ...
    فكتَّبَ الكتائب ، وعبَّأ الجنود ...
    وشَحَذَ الهمم ، وعَمَّرَ القلوب ...
    واستنجد بأمير إفريقية فأمدَّهُ بنخبة من الجند ، يتلظَّون شوقاً إلى الجهاد ...
    ويتحرَّقون لهفةً على الاستشهاد ...
    ثم أرسل إلى عثمان بن أبي نُسْعَةَ أمير الثغور بأن يُشاغِل الثغور بغاراته إلى أنْ يقْدَم عليه هو بجمهرة الجيش .
    لكنَّ عثمان هذا كان ينضوي على ضغينة لكل أمير بعيد الهمَّة عظيم الطموح ،
    يُقْدِمُ على عمل كبير يَرْفَع ذكره في الأنام ، ويُخمل غيره من الولاة
    والعمَّال .
    أضف إلى ذلك أنَّه قد ظفر في أحدى غاراته السابقة على فرنسا بابْنَة ( دوق أوكتانية ) وتدعى ( مينينَ ) .
    وكانت ( مينينُ ) هذه فتاةً ريَّانة الشباب ، بارعة الجمال .
    قد جمعت إلى فتنة الحُسْن عِزَّة الملك ...
    ومَزجت بين رونق الصِّبا ودلال بنات القصور .
    فشغفت فؤاده حُبْاً ، وهام بها وجداً ، وحَظيَتْ عنده كما لم تحظ زوجة .
    وقد زينت له أن يُهادن أباها ، فعقد معه معاهدة .. أمَّنهُ فيها من غارات
    المسلمين على مقاطعته التي كانت تُتَاخم الثغور الأندلسية .
    فلما جاءه أمر عبد الرحمن الغافقي بالزحف على بلاد حَمِيهِ ( دوق أوكتانية ) سُقِطَ في يده ...
    وبات حَيْران لا يدري ماذا يفعل ؟.
    لكنَّه ما لبث فكتب إلى الأمير الغافقي يُراجعه فيما أمره به ، ويقول له :-
    إنه لا يستطيع أن يَخْفِرَ عهد ( دوق أوكتانية ) قبل انقضاء أجله ...
    فاستشاط عبد الرحمن الغافقي منه غضباً ...
    وبعث إليه يقول :
    إنَّ العهد الذي قطعته للفرنجة دون عهد أميرك لا يُلْزِمُهُ ، ولا يُلزم جيوش المسلمين بشيء .
    وإن عليك أن تبادر إلى إنفاذ ما أمرتك به دون تردد أو تلكؤ .....
    فلما يئس ابن أبي نُسْعَة من حمل الأمير على الإقلاع عن عزمه ، بعث إلى حميه رسولاً يُخْبِرَهُ بما جرى .
    ويدعوه لأن يأخذ حِذره ....

    * * *


    لكنَّ عيون عبد الرحمن الغافقي كانت ترصد حركات ابن أبي نُسْعَة وسكناته .... فنقلت إلى الأمير أخبار اتصاله مع العدو .
    فبادر الغافقي وجهّز كتيبة اختار رجالها من ذَوِي الشِّدَة والبأس ....
    وعقد لوائها لمُجاهد من الكُمَاة المجرَّبين ..
    وأمره بأن يأتي بعثمان بن أبي نُسْعَة حياً أو ميتاً .
    باغتت الكتيبة ابن أبي نُسْعَة وأوشكت أن تظفر به لولا أنَّه نَذِرَ بها[وقف على أمرها وعلِمه] في آخر لحظة ..
    ففرَّ إلى الجبال يصحبه عدَدٌ من رجاله ...
    ومعه زوجته الحسناء ( مينين ) التي كان لا يفارقها أبداً ولا يرى الدنيا إلى بها .
    فَمَضَت الكتيبة في إثره ، وأحاطت به وبمن معه .
    فدافع عن نفسه وعن زوجته دِفاع الأسد عن شِبلهِ ...
    وظلَّ يناضل دُونها حتَّى سَقَطَ قتيلاً ...
    وفي جسمه ما لا يحصى من ضربات السيوف ، وطعنات الرِّماح .....
    فاحتَزَّ الجنود رأسه ، وحملوه مع الأميرة الحسناء إلى عبد الرحمن الغافقي .
    فلمَّا صارت بين يديه ورأى جمالها الباهر ، غَضَّ من طرْفِهِ ....
    وأشاح عنها بوجهِهِ ...
    ثم أرسلها هدية إلى دار الخلافة ...
    فانتهت حياة الأميرة الفرنسية الحسناء في حرم الخليفة الأمويِّ في دمشق .

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-04-19, 03:40